كأس العالم أم الدماء الزكية؟!

إثر استشهاد خمسة شباب من أهل الأرض المباركة وإصابة أكثر من 20 آخرين، في إطار تصعيد جديد لكيان يهود الغاصب في الضفة الغربية؛ وذلك يوم الثلاثاء 29/11/2022م، حيث أعلنت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية عن استشهاد الشقيقين ظافر وجواد ريماوي 21 و22 عاماً صباح ذلك اليوم في قرية كفر عين شمال مدينة رام الله.
ِ
وكذلك استشهاد الشاب رائد النعسان 21 عاماً في قرية المغير عقب اقتحام عدد من دوريات جيش يهود للقرية، والشاب مفيد إخليّل متأثراً بجروحه، وشاب آخر بعد أن نفذ عملية دهس قرب رام الله، وإصابة أكثر من 20 آخرين فجر ذلك اليوم أيضا، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة بيت أُمر شمال مدينة الخليل.

على إثر جرائم يهود هذه نوه تعليق صحفي نشره المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين على مواقعه إلى أنه: بينما العالم وخاصة الأنظمة العربية مشغولون بالحديث عن المونديال وأين وصل ومن تأهل ولأي دور، وبينما الإعلام العالمي بين مستضيف لمحلل رياضي وآخر عارض لتقارير عن آراء الشارع في الأداء ومن المتوقع أن يفوز، وبينما لا صوت يعلو فوق صوت المعلق على المباريات، وبينما يتم إلهاء الشعوب أمام الشاشات لتشاهد المباريات، في خضم ذلك كله تسفك الدماء الزكية في الأرض المباركة بشكل همجي ومتتالٍ على طول الضفة الغربية وعرضها فيرتقي في 24 ساعة 5 شهداء!

وأضاف التعليق الصحفي: ويظهر أن كيان يهود بات يلغ في دماء أهل فلسطين بشكل متزايد في الآونة الأخيرة في ظل اطمئنانه إلى أن ما يحدث في فلسطين لم يعد له تأثير على علاقاته مع الدول القائمة في بلاد المسلمين، فحتى تلك الشعارات التي كان يجعجع بها بعض حكام المسلمين ويلوح بها لدغدغة المشاعر وللضغط على كيان يهود للتخفيف من حدة التصعيد من مثل أردوغان وغيره عند هكذا تصعيد أصبحت تلك العلاقات شيئا مقدسا لا يصح المساس به ولو سفكت الدماء ودنست المقدسات.

وتابع التعليق: إن هذه الجرائم تحصل والسلطة الفلسطينية ورئيسها وقادتها متمسكون بالتنسيق الأمني المخزي، وبات كل همهم وتخوفهم هو من التغيرات السياسية في كيان يهود، وهل يتم الاستغناء عن خدماتهم الثمينة التي يقدمونها له، ويحذرون من ذلك ويؤكدون على أهمية دورهم بشكل عملي بوضع مخططات للقضاء على المجاهدين والخلايا المسلحة كما هو الحال في نابلس وجنين وغيرهما، وأن كل ما تحتاجه السلطة لمنع أي مساس بأمن كيان يهود هو دوام ثقة يهود بهم وتوفير أجواء مساعدة لهم في مدن الضفة - خفض التصعيد - ومستحقات مالية تمكنها من إدارة مؤسساتها.

وختم التعليق بالقول: إن أهل فلسطين لا يحتاجون للتعاطف معهم في قطر، ولا لرفع أعلام وضعها الاستعمار تضامناً معهم، ولا لهتاف الجماهير لهم على المدرجات، بل هم بحاجة إلى جيوش جرارة تقلب الموازين وتحرر الأرض بدل أن تجلس في ثكناتها تتابع المونديال وأخباره. والجهة القادرة على تحريك تلك الجيوش هي الأمة إن تحركت وأسقطت أنظمة اللهو والخيانة واندمجت مع جيوشها في معركة فاصلة تحرر المسجد الأقصى وتنقذ أهل فلسطين من آلة القتل والدمار.