السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

من أعظم نتائج الثورات العربية خلع حاجز الخوف بين الأمة والحكام..إضافة لإزالة طواغيت كتموا انفاسها لأمد غير بعيد..ففتح المجال بسقوطهم امام حملة الدعوة ليوصلوا فكرهم الراقي للناس..وهذا ما يحصل في تونس حيث يظهر نشاط حزب التحرير في مصر وتونس يطرح دستور الامة عليها ويكشف ما يحاك ضدها ويضع الخط المستقيم بجانب الخطوط العوجاء

وان هذه الاعمال لتلفت نظر الصحافة وتفرض حضورها بقوة..


رضا بلحاج: لا تغيير الا بالاسلام



بإحدى قاعات السينما بماطر التأم أول أمس لقاء جماهيري لـ«حزب التحرير» قدّم خلاله الأستاذ رضا بلحاج مداخلة بعنوان «لا تغيير إلا بالاسلام» أتى فيها على مختلف المشاريع التي ارتأتها الدول العربية الاسلامية من القومية إلى العلمانية وغيرها من المشاريع التي فشلت.. حسب رأيه،

فشلا ذريعا ولم تقدّم للبلاد العربية ولشعوبها إلا التقهقر في غياب التسلح بالايمان والنهل من تعاليم الديم الاسلامي الحنيف التي تستجيب لكل انتظارات الانسان الدنيوية والآخروية وتقيه من الانزلاقات والأفخاخ التي ينصبها له الغرب وأعداء الأمّة الاسلامية باسم شطحات الديمقراطية وحقوق الانسان وغيرها من الشعارات الجوفاء التي يرفعها الغرب ليبعدنا عن ديننا الحنيف الذي يصلح لكل زمان ومكان لأنه يعلم واثق العلم وأن الدين الاسلامي لو طبّق كما يجب يدحض كل المبررات الواهية والأطروحات الكاذبة التي يسوقها هذا الغرب وللأسف ينساق الكثير منّا وراء هذا السراب بل ويتبنّاه ويدافع عنه ويكرّسه ولكم العراق كشاهد على الاستقواء بهذا الغرب تحت يافطة حقوق الانسان ويافطة الخداع والنفاق، قاطعا بالقول أنه، في واقع الأمر، لا تغيير إلا بالاسلام وإقاة الخلافة.

القومية والعلمانية مشاريع قهرية وعميلة

ويرى الأستاذ بلحاج وأن مشروع «القومية» هو مشروع خيانة على عكس اعتقاد منظّريه، الذين حسبهم، أنه سيقدّم نمطا مجتمعيا جديدا وسيدّر على الجميع الخيرات والتقدم ولكن ماذا جنينا منه، ودائما حسب رأي المحاضر، سوى الوبال والنكسات متسائلا كيف لأمّة لها الخيرات أن تجوع ولها الكثير ممّا يوحّدها فتتفرّق، مضيفا، متسائلا كيف يمكن لشخص واحد أن يكون مصير الأمّة كاملا بيده بلا حسيب ولا رقيب؟

ووصف من جهة أخرى المشروع العلماني بالقهري والعميل لأنه، في نظره، لا سند شعبي له وبالتالي يبحث عن سند له من وراء البحار وعلى ذلك الأساس نجد كل المشاريع العلمانية تقيم اتفاقيات مع الخارج لتجده عند الحاجة مستدلا في هذا المجال بفحوى المكالمات التي دارت قبيل الثورة بين الهادي البكوش ورضا لقريرة.

العهد البورڤيبي والنوفمبري وجهان لعملة واحدة

كما أشار في مداخلته إلى نسبة الطلاق المرتفعة في السنة (12 ألف حالة طلاق سنويا) حيث تحتلّ تونس المرتبة الرابعة عالميا في هذا المجال فضلا عمّا أفضت إليه سياسة تحديد النسل من نتائج عكسية إلى درجة التصحر الديمغرافي ويكفي الاشارة إلى المدارس التي أضحت بدون تلاميذ معلّلا ذلك بسياسة العهد البورڤيبي في مجال العائلة، معرّجا من جهة أخرى عن تناقضات القيادات التي كانت تحكمنا في مجال تعدد الزوجات حيث لاحظ أن كل من بورڤيبة وبن علي نظّرا لعدم تعدّد الزوجات ولكنهما في الواقع يمارسانه. وهذه عيّنة فقط عن فداحة هذه السياسات في العهدين السابقين فضلا عن تكريس عبادة الأشخاص حيث قبل صلاة الصبح كانت تبثّ، في العهد البورڤيبي، المدانح والأذكار التي تمجّد المجاهد الأكبر متسائلا كيف يمكن لشخص واحد أن يكوّن مصير الأمّة كاملة بيده بلا حسيب ولا رقيب.

الدستور الحالي، الدستور «الجريمة»

وخلّص إلى القول بأنه لا يمكن لمثل هذه السياسات أن تنطلي ثانية على الشعوب، متاجرة باسم الشعب، قائلا: «لا تغيير إلا بالاسلام» واصفا مشروع الدستور الحالي بالدستور «الجريمة» باعتباره، حسب رأيه، يتنافى تماما مع الاسلام ويتنافى مع إقامة الخلافة عندها علت أصوات الحضور بالتكبير مردّدين «الأمّة تريد خلافة إسلامية».

الأمين الشابي


================
تصريحات صادقة قوية من الاستاذ رضا بلحاج يظهر فيها التحديث وجرأة الطرح
نشكر الجريدة لصدقها في الطرح ونقلها لأخبار حزب التحرير..