المساعدة - البحث - الأعضاء - التقويم
ماذا يعنى تطبيق الشريعة
منتدى الناقد الإعلامي > الناقد الإعلامي > قضايا الإعلام
1, 2, 3
موسى عبد الشكور
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا يعنى تطبيق الشريعة

إن ما يشهده العالم الإسلامي في الآونة الأخيرةِ بعد إسقاط بعض رؤوس الأنظمة الحاكمة تعالت الأصوات بالمناداة بتطبيق الشريعة الاسلامية من قبل الناس وبعض الحركات الإسلامية
وأيضا فقد خرج علينا العلمانيُّون والليبراليُّون وقادة الأحزاب الموالية للسلطة أو الأحزاب الحاكمة ومَن لفَّ لفَّهم وسلك مسلَكهم، يقولون: "تطالبون بتطبيقِ الشريعة " والشريعة مطبقة منذ زمن بعيد في محاولة للتضليل.
هذه وغيرها مِن الدعاوى يطرحها العلمانيُّون ورجال الأنظمة تعمية على الناس، وإيهامًا لهم بأنَّ الشريعة مطبَّقة، وأنَّ زوال الحكَّام المستبدِّين وتطبيق نِظام ديمقراطي يضمنُ الحريَّاتِ والعدالةَ والمساواةَ هو ذاته تطبيقُ الشريعة؛ لأنَّ الشريعة تدعو لنفس المبادئ التي تَضمَنها الديمقراطية، ولا خوفَ على الشريعة حينئذٍ! والديمقراطية هي نفسها الشورى في الإسلام
فكان لزاما علينا بيان ذلك وهنا سنحاول - بعونِ الله تعالى– أن نبين ماذا يعني "تحكيم الشريعة"، ووضعها موضعَ التنفيذ، حتى يتبين للناس عامة والمسلمون خاصة ما معنى تطبيق الشريعة وعدالتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان
والسؤال ما ماذا يعني "تحكيم الشريعة" سؤال مطروح على الشبكة وبين الناس خاصة بعد الثورات لذلك نطرحه لبيان رأي الإسلام الصحيح الذي يتحدث عن نفسه وللرد فيه على الحركات الاسلامية المعتدلة التي تطرح الإسلام بطريقة غربية وليس بقراءة على منهاج النبوة وكذلك الرد على الحركات والأحزاب العلمانية التي تطرح أن الإسلام مطبق ولا داعي للتغيير وتقول أن الإسلام والديمقراطية والشورى متطابقة وكذلك لإثراء ما عند الناس وتنسيق طرحهم عن الإسلام وبلورته وإعاده الثقة بأحكام الاسلام وسنبين إن شاء الله أمورا كثيرة متعلقة بالموضوع ونثبت كيف طبق الإسلام عمليا قرونا من الزمن حيث كان الإسلام هو المبدأ السائد والمسيطر على جميع شؤون الحياة ولم يكن الإسلام المطبق مجرَّد إقامةِ الحدود "المعطَّلة في بلاد المسلمين منذُ عقود طويلة" أو متعلق بأحكام الزواج والطلاق فحسب
كما سأتطرق لأمور العقيدة وكذلك موضوع الولاء والبراء وبيان هذا الدين القيم يقول - جل شأنه -: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم:30].

وسنبدأ بطرح سؤال لماذا يجب ان تكون الحاكمية لله ولمن الحق في إصدار الأحكام ؟


التعليق :سؤال جدير بالإجابة خاصة أن الإعلام تناسى الدعوة إلى الإسلام واعتبره كدين كباقي الأديان وقد تم قراءته كما تقرؤه الأوقاف في الحكومات كدين وعظ وإرشاد
ولم يتطرق الإعلام إلى بحث تطبيق الإسلام بشكل جدي وأنه دين عملي للتطبيق وليس الإسلام فكرة جميلة يمكن حملها والاتصاف بها في المجمل وتم التركيز من قبل الإعلام على أن الإسلام دين مفرغ من محتواة وانطلقوا من منطلقات وتوجيهات النظم الحاكمة المتساقطة
فلم يتحدث الإعلام عن أن الدين الإسلامي دين سياسي انقلابي يفرض نفسه كاملا غير مجزئ ولا يجوز تطبيقه تدريجيا فقد اكتمل نزوله
وكذلك فإن الإعلام يهتم بالعلمانيين وطروحاتهم فيستضيفهم ويحشد لهم طاقاته لإبرازهم ومن هنا كان لزاما علينا بيان زيف الإعلام وفئويته وارتباطاته وبيان ديننا الحنيف والوحيد الذي يكفل حقوق الجميع مسلمين وغير مسلمين
موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

الرابط :http://mabdelshakur.blogspot.com/
ابو بكر الحامدي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
اين الاعلام من عقيده الاسلام واين الاعلام من نشر هذا الدين ؟؟
تتناول وسائل الاعلام الاحداث بطرق مختلفه لكن غلب على طابعها النواحي الماديه والسبق الصحفي والاحصائيات وهذا دور الاعلام الراسمالي
وليس دور وسائل الاعلام الحقيقي الذي مهمته بالاضافه لنقل الاخبار التعليق عليها من وجهة نظر الاعلاميين وبما انهم مسلمين لذلك يجب ان يكون الاسلام هو المرجع الاول والاخير للاعلاميين قال تعالى "ما يلفظ من قول او فعل الا لديه رقيب عتيد "
ولا يجوز ان يقتصر دورهم فقط على نشر الوقائع
نعم ان الاعلام لا يطرح القضايا المصيريه للامه بشكل جدي ولا يطرح الحلول العمليه لمشاكل المسلمين بشكل جدي ايضا فمثلا ما هو موقف الاعلام مع الجهاد او الخذلان لتحرير بلاد المسلمين المحتله او ما يتعرض له المسلم من قتل في مختلف بقاع العالم ؟ وهل كانت وسائل الاعلام تربط الاحداث بالحكم الشرعي وتعلق عليها من وجه نظر الاسلام ؟
كذلك يجب طرح العقيده الاسلاميه لانها اساس الطريق الصحيح المنزل من الله لهدايه البشريه والموصل الى الاخرة بسلام فهو دعوة لدين الله قال تعالى ومن احسن قولا ممن دعى الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين " فهذه الايه موجهه لكل انسان اعلامي او غيره فاين الاعلام من هذه الايه ولماذا لا يطرح الاسلام لنشره بين البشريه ؟ ام ان اعلامنا يمثل وجه نظر من خلفه والجهة التابع لها ؟؟؟

موضوع هام وتسائل يجب ان نجيب عليه " ماذا يعني تطبيق الشريعه " ويجب ان يطرحه الاعلام ان كان منصفا
الناقد الإعلامي
قبل الاجابة عن السؤال لا بد من توضيح , خاصة إن أردنا الوصول لإجابة شافية .
فماذا تعني الشريعة أولاً ؟
وهل هي نظام كامل لجميع الأحكام ,أم مصدر من مصادر القوانين ؟
شكل هذا التحكيم للشريعة وشكل دولته , وهل ينعكس هذا التطبيق على سمة الدولة وشكلها ؟
هل تطبيق الشريعة واجب ؟

لي عودة لنقاش الموضوع
موسى عبد الشكور
السلام عليكم
بارك الله بكم اخوتنا في الناقد
ان ما تفضلتم به من اسئله هامه سنتطرق لها باذن الله ولكن سنبدا بالعقيده التي هي اساس كل شيئ فالموضوع كبير وسنتناوله بشيئ من التفصيل لتعم الفائده علينا وعلى كل من قراء الموضوع ونسال الله ان يكون في ميزان حسناتنا وان يكون ذلك خدمه للاسلام واهله وسيكون على حلقات نتناقش معا ونتعاون لنجيب على الاسئله ونثري الموضوع ان شاء الله
يتبع :
الناقد الإعلامي
على بركة الله أستاذ موسى
وسيتضم البحث كما تفضلت الناحية الشمولية حتى نصل الى موضوع متكامل فيه مفاهيم واضحة تحمل ويدعى لها .
وكما أرسلت لي "في البدايه سنعرج على سلوك الانسان كانسان ومفاهيمه ومن ثم اثبات وجود الخالق " لنبدأ بسلوك الأنسان .
موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
قبل الحديث عن الحاكميه والاجابه على السؤال لابد من البحث في الاساس المشترك لبني الانسان والوجود من حوله وما يؤثر عليه وعلى علاقاته ولا بد من اثبات ان الله موجود حتى نكون على بينه لمن تكون الحاكميه واصدار الاحكام والتشريع
أن أهم الامر المتعلقه بحياة الانسان هو الاساس الذي يرجع اليه لضبط اموره وهو العقيدة التي تضبط سلوكه كفرد وكعضو في مجتمع، ليرتقي وينهض، ويرتفع الى مستوى عالي ولكن ما هو الفكر الذي يحقق نهضة الإنسان ورقيّه؟
للإجابة على هذا السؤال نقول فانه لا بد للانسان من ان تكون لديه فكرة شاملة عن نفسه وما يحيط بها من موجودات أي نظره شاملة للوجود كله، من كون واسع يتمثل في النجوم والكواكب بما فيها الأرض، ومن إنسان يمثل أكمل المخلوقات الحية، وحياة تظهر في حركة ونمو الكائنات الحية كلها. وعن علاقة هذا الوجود بما قبل هذه الحياة الدنيا وبما بعدها. فيعرف الإنسان صلته بمصدر حياته ومصدر الوجود كله، كما يعرف صلته بمصير حياته. وينظمها في ضوء هذه المعرفة الشاملة. وهذا يعني أنه لا بد من تغيير فكر الإنسان الضيق بفكر شامل عن الوجود ، وأن يكون هذا الفكر الشامل صحيحاً، حتى يرتقي وينهض من خلال ما يقدمه هذا الفكر من مفاهيم عن الأشياء التي يتعامل معها وتتولى بدورها تكييف سلوكه وتصرفه في حياته.

ومن البديهي القول انه من الواضح أثر المفاهيم في سلوك الإنسان وتعامله مع الناس الآخرين. لأننا نجد الإنسان يتصرف مع شخص يحبه بعكس تصرفه مع شخص آخر يكرهه تبعاً لمفاهيمه عن كل منهما. ونراه يتصرف بشكل ثالث مع شخص لا يعرفه من قبل لعدم وجود أي نوع من المفاهيم عنه. فكل هذا يؤكد أن تغيير السلوك الإنساني منوط بتغيير المفاهيم التي لدى الإنسان. فسلوك الغرب ونظرته من المسلمين اختلفت وتغيرت بعد الثورات بشكل كبير واصبح العالم الاسلامي اكثر احتراما فما الذي غير سلوك الغرب نحونا ؟ فهو تغير مفاهيمه عنا
قال تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" – من آية رقم 11 من سورة الرعد –. ما يعني أن تغيير السلوك سواء للارتقاء أو الانخفاض يجري في الإنسان تبعاً لتغيير ما في نفسه من أفكار ومفاهيم ومقاييس وقناعات.
والسؤال الآن: ما هو الطريق السليم لتغيير السلوك بالأفكار والمفاهيم، وما هي الأفكار والمفاهيم و.. التي تحقق تغيير السلوك عندما توجد لدى الإنسان؟؟
بالتأكيد ما دامت الأفكار يجب أن تكون شاملة، كما أشرنا في بداية هذا العرض، لان الإنسان يعيش حياته في هذا الكون، وعلى الأرض كإحدى كواكبه، ويتعامل مع أشيائها، فلا بد أن تكون لديه فكرة شاملة عن الوجود ككل ثم عن الحياة التي يعيشها الإنسان، فهذا يفرض أن تحدد حقيقة هذه الحياة الدنيا من حيث: هل هي مخلوقة أو غير مخلوقة، وهل لها علاقة بخالقها أم لا. كما انه يفرض أن يشمل هذا الفكر الوجود كله وليس فقط الحياة، أي الكون والإنسان أيضا هل هو مخلوق أو غير مخلوق وبهذا الشمول توجد لدى الإنسان الفكرة الكلية عن الوجود، وبوجود هذه الفكرة تصبح لديه القاعدة الفكرية التي يبني عليها جميع أفكاره وينطلق منها للحكم على الافعال والاشياء ، ويتوفر لديه الحل للعقدة التي تلاحق تفكيره باستمرار حول الوجود وحول مكوناته الثلاثة، وذلك من خلال تساؤلاته عن مصدر كل منها، وعن مصيرها، ومهمتها. وبهذا الحل الفكري لما يسمى العقدة الكبرى التي اذا حلت وجد الانسان لكل سؤال عنده جوابا شافيا له ولكا تساءل حول جزئيات كل طرف من أطراف الوجود الثلاث، أي الكون والإنسان والحياة.

ولكن ما علاقة حل العقدة الكبرى بالنهضة؟
أن علاقتها وثيقة كل الثقة، لأن النهضة هي الرقيّ الفكري أولاً فالمادي أخيراً. وحل العقدة الكبرى يوجِد الأساس للرقي الفكري. ولكن المهم أن يكون هذا الأساس وهذا الحل صحيحاً، حتى تكون النهضة صحيحة. وهذه الصحة لا تتحقق في الحل إلا عندما يوافق فطرة الإنسان، بأن يقرّ بنقص الإنسان وعجزه واحتياجه، وعندما يقنع العقل السليم والانسان المنصف، بأنه من المستحيل وجود النتائج دون أسبابها وان الاثر يدل على وجود المؤثر وحتى يوجد هذا الحل الصحيح لا بد من الفكر المستنير والعميق الذي يوضح حقيقة الوجود كله، ومصدر هذه الحياة ومصيرها ومهمتها. وبهذه الأداة الفكرية يشكل عقيدته الصائبة التي يتخذها كقاعدة تتولى مهمة تنظيم جميع أفكاره الكليه والفرعية المتعلقة بجميع أنماط سلوكه الفردية والجماعية، كما تتولى ضبط الأنظمة والتشريعات التي لا يمكن أن تستقيم حياة المجتمع بدونها ويحدد له مصدره وعلاقته بهذا المصدر، وتأثير هذا المصدر فيه، ومدى تدخله في تدبير شؤونه وفي مصيره. فبهذا التوضيح يدرك السائل هذا الوجود، ويعرف نفسه فيه، ويحدد علاقاته في إطار هذا الإدراك له، فتحل العقدة الكبرى. وهذه الاسئله هي :
الكون: من أين أتى، وكيف يدبّر، وماذا بعده؟
الإنسان: من أين نشأ، وما هو نظامه، والى أين مصيره؟
الحياة: من أين صدرت، وكيف تستمر، والى أي وقت تستمر؟

يتبع :
موسى عبد الشكور
ماذا يعني تطبيق الشريعه
ان عقل الانسان السوى يتمتع بقدرات كبيرة وباستطاعته البحث والوصول الى نتائج صحيحه وشموليه لمقدرته عن ما يحيطه وهذا العقل مشترك بين جميع بني البشر الاسيوي او الافريقي او الاوروبي او غيره ولذلك كان العقل هو المرجع الذي يجب استخدامه في بحث الكون والانسان والحياة والعقل البشري عند بني البشر يقر قواعد كثيره أي يقرها الانسان اينما كان مثل "مستحيل وجود النتائج دون أسبابها" وان الاثر يدل على وجود المؤثر "وفاقد الشيئ لا يعطيه " والمخلوق محدود وعاجز " الى غير ذلك من القواعد الصحيحه التي يقر بصحتها جميع بني البشر
والمحدود هو الذي يخضع لحدود معينة في الزمان والمكان، فوجوده وصفاته خاضعة لزمان معين، ومكان معين، فهي لا تتجاوز ذلك، فمن صفاته النقص والعجز "عن القيام بامور شتى" والاحتياج الى الغير ، وهذه هي صفات المخلوق ذاته. بينما الخالق على العكس من ذلك، فهو لا يخضع في ذاته للزمان ولا للمكان، ولا يخضع في صفاته كذلك للزمان ولا للمكان، لأنه يتصف بالكمال المطلق والقدرة المطلقة والا لا يكون خالقا
ومن هنا كان البحث في الكون والانسان والحياة يمكن اجراءه من قبل العقل البشري ليكون بحثه شاملا ليتمكن من التعامل مع محيطه بشكل سليم
فعند البحث في الكون والانسان والحياة وواقع كل منها نجد أنها عاجزة عن ايجاد نفسها ، وأنها ناقصة في كل جانب من جوانبها، وأنها محتاجة لمن يدبّرها. وهذا ظاهر لكل ذي عقل وعين بصيرة:
فالكون هو مجموعة الاجرام السماويه من نجوم وكواكب واقمار مهما تعددت وتباعدت وتفاوتت في الأحجام، وكل جرم منها محدود فالارض محدوده لها حدود وبدايه ونهايه ومحيطها معروف ثابت لا يتغير ولها مسار محدد لا تتخطاه وما يبطبق على الارض ينطبق على غيرها من الكواكب والنجوم وهي خاضعة لنظام دقيق تسير عليه، والذي لا تملك تبديله او تغييره ولا تملك تغيير نفسها شكلا او مضمونا فهي محدوده ,اذا هي مخلوقه أي الكون بمجموعه مخلوق
والانسان لا يتجاوز الامكانات المحددة فيه لكل جانب من جوانبه الجسمية والعقلية والنفسية والحركية، فهو لا يستطيع رؤيه خلفه وامامه في ان واحد ولا يستطيع ان يرى خلف الحائط ولا يستطيع ان يمشي على الماء او ان يطير في الهواء وكذلك عقل الانسان فهو محدود لا يستطيع مثلا ضرب ثلاثه ارقام مع ثلاثه ارقام اخرى وقدرته على الحفظ محدوده وقدرته الاستيعابيه محدوده وهو بحاجة في سعادته الحقة لتنظيم حياته الى غيره، وهو ضعيف في صغره لا يستغني بنفسه عن احد اذا هو محدود وعاجز وكل محدود مخلوق
والحياة التي هي المده الزمنيه التي يعيشها الانسان فهي لا تتجاوز مظهرها الفردي في نموها وحركتها على الكائنات الحية، كما لا تتجاوزه في بدئها وانتهائها. فهي محدوده ومظهرها فردي تنتهي بالفرد لذلك هي محدوده وكل محدود مخلوق بداهة فهي مخلوقه
ولهذا فان التفكير السليم يجزم ان الوجود، أي الكون والانسان والحياة، قد حدث بعد أن لم يكن موجوداً، فهو ليس أزليا وأنه مدين في وجوده لغيره، وأن هذا الغير هو الذي اوجدها اي خالق خالقه. لانه محدود اذا فالكون مخلوق لخالق
وهنا يقودنا التفكير الى التساؤل عن وجود هذا الخالق فيحصره في الاحتمالات التاليه : فهو إما أن يكون مخلوقا بفعل غيره، بان خلقه احد او الاحتمال الاخر بان خلق نفسه بنفسه، ، وإما أن يكون وجوده واجباً أزلياً لم يوجده احد
وعند تمحيص هذه الاحتمالات نصل الى النتيجة العقلية القطعية، فلا بد ان نناقش هذا الاحتمال الاول فنجده باطلاً، لأن المخلوق محدود و محدوديتة تعني حاجته في وجوده لغيره . وهذا يجعل الخالق مخلوقاً وهذا مستحيل،اذا هذا الاحتمال باطل
كما يستحيل في نفس الوقت أن يخلق الخالق نفسه، لأنه قول مرفوض عقلاً فكيف يكون خالقا ومخلوقا في نفس الوقت . وعليه فلا يبقى الا الاحتمال الاخير وهو ان الخالق ليس محدوداً لعدم حاجته في وجوده لا لغيره ولا لنفسه، فوجوده ليس حادثاً أي ليس مخلوقا ، أي ان وجوده أزلي لا أول له، أبدي لا نهاية له، وهذا الوجود هو ما يطلق عليه بالوجود الواجب، او الأزلي لأنه ليس حادثاً. وهذا الخالق، الواجب الوجود، كما يراه الاسلام، هو الله تعالى.
والوجود الممكن هو الذي قد يحصل وقد لا يحصل وأما الوجود الواجب فهو الوجود القائم دون اي فعل سابق ودون أي أثر للاحتمال فيه لأنه لا يخضع للزمان ولا للمكان، فيوصف بالأزلي الأبدي، الذي لا يعتمد في وجوده على شيئ وهو الله تعالى الواجب الوجود الذي اوجد الكون والانسان والحياة
فبهذا التوضيح ندرك الانسان هذا الوجود، ويعرف نفسه فيه، ويحدد علاقاته في إطار هذا الإدراك له، فتحل العقدة الكبرى. ويحصل الانسان على الاجابات التي يطرحها باستمرار عن ما يحيطه عن الكون: من أين أتى، وكيف يدبّر، وماذا بعده؟ والإنسان: من أين نشأ، وما هو نظامه، والى أين مصيره؟الحياة: من أين صدرت، وكيف تستمر، والى أي وقت تستمر؟ وبهذا الحل الفكري لما يسمى العقدة الكبرى التي اذا حلت وجد الانسان لكل سؤال عنده جوابا شافيا له ولكل تساءل حول جزئيات كل طرف من أطراف الوجود الثلاث، أي الكون والإنسان والحياة.

يتبع:
موسى عبد الشكور

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟

قلنا ان النظر الى الاشياء المحسوسة التي يعيها الانسان يؤكد وجود خالق خلقها ودبّرها أي أوجد الاشياء من عدم بعد أنْ لم تكن موجودة. فكل كوكب من الكواكب ونجم من النجوم في هذا الكون، وكل جانب في الانسان، وكل مظهر من مظاهر الحياة، يقدم الدليل تلو الدليل، وبصورة قطعية لا تحتمل الشك، على وجود الله الخالق المدبر. ذلك لأن هذه الاشياء محتاجه الى غيرها سواء في ذاتها او صفاتها او مساراتها او نظمها وانها مخلوقه

هذا بالنسبة للعقل، أما بالنسبه للشرع،" فان النصوص التي وردت لمجرد التأكيد ان هذه الرسالة السماوية تعتمد على العقل طريقاً للايمان، حتى اذا ثبت أنها جاءت من عند الله، ازداد المؤمن بها ككل وكجزئيات ايماناً على ايمان " فقد نظر القرآن الكريم، "المصدر الأول للاسلام"، فقد ظهر من الآيات العديدة المؤكدة لهذا المعنى. ففي سورة آل عمران، آية 190، نجد قوله تعالى "إن في خلق السموات والارض، واختلاف الليل والنهار، لآيات لأولي الألباب". مما يستثير العقول لتدبّر هذه الاشياء الكونية وما فيها من نقص في ذواتها، وعجز في تحركاتها وقدراتها، واحتياج فيها لغيرها. كما نجد في سورة الروم، آية 22، قوله تعالى "ومن آياته خلق السموات والارض، واختلاف ألسنتكم وألوانكم"، مما يضيف بعض جوانب الانسان الى مظاهر الكون في استثارة التفكير والتدبّر واستعمال العقل. ونجد هذا في قوله تعالى في سورة الغاشية، آيات من 17 الى 20 "أفلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت، والى السماء كيف رفعت، والى الجبال كيف نصبت، والى الارض كيف سطحت". والآيات 5 و 6 و 7، فقد لفتت النظر الى الانسان وحده. إذ يقول تعالى "فلينظر الانسان ممَّ خلق، خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب" .. فهذه الآيات وأمثالها تطالب الانسان أن لا يمرّ بالاشياء المحسوسة من حوله دون تفكر وتمعّن وتدبّر سواءا فيها او في كل ما يتعلق بها. لأنه بذلك يصل الى الاستدلال القاطع بأن الخالق المدبر موجود، ويكون استدلاله قاطعاً لأنه استند الى اشياء يقع عليها الحس فيصل الى نتائج قطعية وحتمية. الأمر الذي يجعل الايمان بالله ليس ايمان الشك وانما الايمان الراسخ بعد أن أجهد العقل بكل تجرّد ونزاهة واستخدم الأدلة والبينات العقلية والحسية بكل دقة وأمانة. وليس ايمانا موروثا من الاباء

وبالرغم من هذه النتائج القطعية في الايمان العقلي الا انه يبقى جانبان مهمان لا بد من تسليط الضوء عليهما حتى لا يشوشا على هذا الايمان القطعي. ألا وهما تدخل الفطرة والوجدان فيه، وقصور العقل عن إدراك غير المحسوسات لان العقل لا يستطيع البحث الا في الواقع الذي يقع عليه حسه أي حواسه الخمسه
يتبع:
عبدالرزاق بن محمد
على بركة الله تاعلى
والغريب هل هذه الاسس غائبه عن عقلية الاعلام رغم ان افراده من الامة ومن بيننا ويعيشون معنا ويعلمون آلامنا وما نعاني
موسى عبد الشكور
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟

وبالرغم من هذه النتائج القطعية في الايمان العقلي الا انه يبقى بين أيدينا جانبان مهمان لا بد من تسليط الضوء عليهما حتى لا يشوشا على هذا الايمان القطعي. ألا وهما تدخل الفطرة والوجدان فيه، وقصور العقل عن إدراك غير المحسوسات او التي يدركها العقل
والفطرة هي طبيعة الانسان التي خلقه الله عليها من كونه كائناً حياً لديه غرائز وحاجات عضوية تدفعه للقيام بالاعمال . كما لديه عقل يوجّه تلك الغرائز والحاجات ويضبطها لتسير وفق مسارات معينة. وهذا العقل وتلك الغرائز والحاجات العضوية تحكمها حدود معينة لا تتجاوزها لا في ذاتها ولا في مهماتها. ومن هنا قيل ان الفطرة البشرية تقرّ بالبداهة بأن الانسان عاجز وناقص ومحتاج لغيره، وهي بالتالي تقرّ بأن الانسان مخلوق لخالق.
فالفطرة الانسانيه تتدخّل في الايمان فلا شك ان الخالق المدبر مما ترشد اليه فطرة الانسان السوية وطبيعته النقية التي كما أسلفنا تعلن عن حقيقة الذات الانسانية وما فيها من نقص وعجز واحتياج في ذاتها وصفاتها الى الخالق المدبر. ولكن الخطورة في ترك الفطرة مصدراً يحتَكَم اليه وحده في الايمان تكمن في كونها تعتمد على الوجدان وحده في ذلك. والوجدان لا يجوز ان يكتفى به في الايمان، لأنه مجموعة من المشاعر والعواطف التي تزدحم بالخيالات والأوهام، مما يضفي على الايمان ما يسمى بالحقائق، وما هي الا أوهام. مما يقود المؤمن الى الكفر او الضلال .. وإلا فمن أين جاءت عبادة الاصنام، ومن أين ازدحمت في النفوس الخرافات والترّهات. انها نتيجة لخطأ الوجدان الذي تُرك وحده سبيلا للايمان، فأضاف لله سبحانه صفات تتناقض مع الألوهية، كأن تكون له سبحانه اعضاء كالبشر، او يمكن تجسّده في مادة كإنسان او حيوان، أو يمكن التقرب منه بعبادة مادة من اشياء الكون او المخلوقات الحية. وذلك كله يوقع في الكفر او الشرك إن لم يقف عند الأوهام والخرافات التي تتنافى مع الايمان السليم. ولهذا نرى كيف ان الاسلام ألزم باستخدام العقل مع الوجدان، وعدم ترك الوجدان وحده في ذلك. وأوجب على الانسان المسلم ان يستعمل عقله ويجعله الحكم في الايمان بالله تعالى، ولم يقبل منه التقليد في ذلك. والا فما معنى قوله تعالى "إن في خلق السموات والارض، واختلاف الليل والنهار، لآيات لأولي الألباب".
وأما قصور العقل عن ادراك ما فوق الحسيات والعقليات، وكيف يحتكم اليه مع هذا القصور في الايمان بالله تعالى. فهذا القول فيه خلط في ادراك حقيقة مهمة العقل في الايمان. صحيح ان العقل عاجز عن ادراك ما وراء الحسيات والعقليات لأن قدراته لا تتجاوز هذه الحدود، ولذلك لا يمكنه ادراك ذات الله تعالى، لأنه سبحانه وراء الحسيات من كون وانسان وحياة. ولكن مهمة العقل في الايمان محصورة في وجود الخالق،- وليس ادراك او بحث ما هيه الخالق- وهو وجود مدرَك تبعاً لإدراك وجود المخلوقات الداخلة في حدود إدراكه. ولا علاقة لمهمة العقل بذات الخالق لأنها وراء العقل والحس. وهكذا تذهب هذه الشبهة وتنتفي ليس بإلغائها فقط بل بجعلها سبباً من اسباب قوة الايمان ذاته. وذلك لأن هذا الادراك التام لوجوده تعالى قد تحقق عندما جعلنا ايماننا به سبحانه عن طريق العقل. وكذلك تحقق الشعور اليقيني بوجوده تعالى عندما ربطنا بين الشعور والعقل عند هذا الادراك، ولم نترك الشعور بمفرده. وهو الحال الذي يزيدنا ايماناً على ايمان ويجعلنا نسلّم بكل ما قصّر عقلنا عن إدراكه ما دام لا يملك الا المقاييس البشرية في قدرته لإدراك ما قصر عنه، كإدراك ذات الله تعالى او ادراك بعض المخلوقات كالملائكة والجن، ما دام ايماننا بوجود هذه المخلوقات قد جاء عن طريق ثبت أصله بالعقل.
اما انه يجب اجتماع العقل مع الفطرة للاقرار بوجود الخالق فان ذلك خشية أن يقف الايمان عند الجانب العاطفي او الوجداني او الغرزي، دون ان يشمل العقل. ولذلك قيل بعدم الاحتكام الى الوجدان وحده في الايمان، بل لا بد من مصاحبة العقل له ليأمن الزلل والوقوع في الكفر او الضلال.
ويتشكل الوجدان من مجموعة العواطف والمشاعر والميول التي تمارس الغرائز والحاجات العضوية وظائفها من خلالها. فغريزة التدين كإحدى الغرائز لديها ما يناسبها من هذه المشاعر، من تقديس وتعظيم وعبادة، فتبعاً لتداخل مشاعر الغرائز الاخرى مع مشاعر التدين، وهي كلها في كيان واحد، فانه يحصل الاختلاط على الانسان في الامور. فغريزة البقاء، وحبها للذات وميلها للدفاع عن النفس ورغبتها في التمتع بالحياة وأشيائها، تقوم بدفع الانسان للدفاع عن نفسه عندما يتخيل ان شيئاً من المخاطر يهدد هذا البقاء، او ان شيئاً يحفظه، فيجعله موضع تقديس وعبادة، وكما يحصل في تقديس بعض الحيوانات او مظاهر الكون. وهذا ظاهر حتى الآن لدى بعض الشعوب .التي تعبد الببقر او اشمس او القديسين. ومن هنا كان لا بد من تدخل العقل ليمنع هذه الخيالات او الاوهام من أن تبعد الايمان عن الطريق المستقيم.
اما بالنسبه للعقل البشري فهو مخلوق وقاصر ولكنه قادرا على ادراك وجود الخالق المدبر فكان طريقاً للايمان. وأما قصوره عن ادراك ذات الخالق فلا صلة له بالايمان ما دام الايمان بوجود الخالق وليس بحثا في ذاته. ومن هنا كان ادراك ان العقل مقصر عن ادراك ذات الخالق مدعاة للاطمئنان بصحة استخدام العقل كطريق للايمان بالوجود
والعقل عاجز عن ادراك ما يتجاوز حدود الاشياء الحسية والامور العقلية، لأن ادراكه محصور بحدود هذه الاشياء، ويحتاج ان يكون الشيء محسوساً حتى يدركه، وأن يكون الأمر معقولاً حتى يدركه لأن عملية الادراك في العقل لا تنجز مهمتها الا اذا انتقل الشيء المحسوس الى الدماغ بواسطة جهاز الحواس في الانسان ثم يجري العقل أي الربط بين هذا الشيء المحسوس والمعلومات المختـزنة سابقاً لدى العقل، وعندها يصدر عنه ادراك للشيء فيصدر حكمه عليه بأنه كذا او كذا

يتبع :
موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه

لقد توصلنا سابقا الى ضرورة الجمع بين الفطرة والعقل في الوصول الى ادراك وجود الخالق المدبر سبحانه وهو الله تعالى عند البحث في جوانب هذا الوجود من كون وانسان وحياة والى ان قصور العقل عن ادراك ذات الله سبحانه مدعاة لتقوية الايمان بوجود الله تعالى
وهنا يطرح سؤال عن الكيفية التي جرت بها عملية التدبير الرباني لجوانب هذا الوجود بشكل عام والانسان بشكل خاص بكونه الخالق المدبر والوحيد.
أما بالنسبة للكون فقد قدّر الخالق سبحانه وتعالى خاصية معينة لكل مادة من مواده بحيث تلازمها ولا تنفكّ عنها، الا اذا تدخل هو سبحانه وأراد لها ان تنفكّ. فجعل خاصية الجاذبية العامة بين الكواكب، وجعل خاصيات لكل مادة من مواد هذا الكوكب فالماء له خاصيات السيولة تحت درجة حرارة معينة، والتجمد تحت درجة غيرها، والتبخر تحت درجة ثالثة. وهو بالنسبة للانسان له خاصية الإرواء، وكذلك جعل للأجرام مساراتها في نظام دقيق لا تتخلف عنه، جعل لذرة كل مادة في كل جرم نظاما دقيقا بل غاية في الدقة يقف أمامها العقل البصير النـزيه مقدساً، ومعظماً، ومسبحاً لمن اوجدها وخلقها
أما الحياة في الاحياء فقد قدّر لها الخالق سبحانه التدبير المناسب عندما أودع في كل كائن حيّ قابلية النمو والحركة، وربطها بقدرة خفية هي الروح، وجعلها سراً من أسراره الربانية، كما ربطها في ممارسة وظيفتها بقدرة تجعل الجسم ينمو في تكاثر خلاياه بتغلّب عملية البناء على عملية الهدم فيها بحدود معينه لا تتعداها وتجعله يتحرك في تنقل ضاق او اتسع تبعاً للمرسوم لكل كائن حيّ.
واما الانسان، هذا المخلوق الحي الذي يلتقي في ظاهرتي النمو والحركة مع بقية الأحياء، فانه يمتاز عنها كلها بقدرة عقلية لم تقدَّر لغيره. وهذه القدرة مكّنته من إدّعاء التدبير لنفسه ولغيره، وتصوَّر عدم حاجته لتدبير خالقه. مما جعله يجرؤ على الزعم بالفصل بين الخالق ومخلوقاته، وإن كان لم يستطع الا ان يعترف بوجود قوة عظيمة او عظمى، كما يحلو للبعض ان يصفها، تقف وراء هذا التنظيم الدقيق لجوانب الوجود الثلاث: الكون والانسان والحياة، سواء في ذاتها او في علاقاتها فيما بينها. و كذلك فان الانسان فيه غرائز وحاجات عضوية، وكل غريزة فيها خاصيات تتميز بها عن غيرها. فخاصيات غريزة البقاء غير تلك لغريزة التدين، وغير تلك لغريزة النوع. فغريزة البقاء فيها حب الذات، وحب التملك، وحب الوطن، والدفاع عن ذلك كله .. بينما غريزة التدين فيها خاصيات التقديس والخشوع والعبادة.
وهذه الخاصيات تدفع الانسان للقيام بالاعمال عندما يريد اشباع هذه الغرائز والملاحظ ان الانسان لا يستطيع وضع نظام واحد لجميع بني البشر وهذا ثابت لاختلاف نظره الانسان للغرائز وتنظيمها لعجزه واختلافه وتاثره بالبيئه المحيطه به وهذا واقع وبديهي بين البشر واختلافهم في النظرة الى الامور ويعلمه الجميع وهذا ما يفسر حاجه الانسان لمن ينظم له اموره في اشباع غرائزه فلم يترك الله الانسان دون أن يتولى تدبيره وهو الخبير العالم بدقائق ما خلق وأبدع، وبمدى حاجت الانسان للتدبير والرعاية أي حاجة الانسان الى الرسل
يتبع
الناقد الإعلامي
تم تثبيت الموضوع للأهمية والمتابعة ............
أبو يوسف
تطبيق الشريعة الإسلامية يعني نبذ الأنظمة الوضعية ،ومنها الديمقراطية التي تتناقض مع الإسلام
ويبدو أن قادة الغرب قد أيقنوا أن عودة الإسلام للحكم باتت حتمية ، نظراً لتوجه المسلمين نحو تطبيق الإسلام في معترك الحياة بإقامة الخلافة ؛ فعمدوا إلى خط آخر وهو تمييع هذا الإسلام ، من خلال طرح فكرة ما يسمى بالإسلام المعتدل .
ومن خلال التضليل الإعلامي الذي يمارس عبر وسائل الإعلام المختلفة
ومن الممكن أن توصل دول الكفر هؤلاء (المعتدلين) إلى الحكم في أي لحظة ، ليكونوا سداً أمام عودة الإسلام الحقيقي والخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .
إن فكرة التقاء أو اشتراك الإسلام مع الديمقرطية من العقبات التي يضعها الغرب أمام قيام دولة الخلافة في محاولة لطمس حضارة الإسلام وتشويه صورته . لقد سقطت كل المبادئ ولم يبق إلا الإسلام لذلك يريدون الآن أن يلبسوا الحق بالباطل بعد أن تلمست الأمة طريق النهضة .
وأمام هذا التناقض تم طرح فكرة الإسلام المعتدل ( الإسلام الأمريكي) ، وسمعنا ونسمع عن دعمه من الغرب ووصف القائمين عليه بالأصدقاء والمعتدلين !!
فلا التقاء مع الديمقراطية ولا حل وسط
أما أهم وأبرز نقاط التناقض بين الإسلام والديمقرطية :-
1- أساس المبدأ الديمقراطي من وضع البشر؛ فيعطي البشر صلاحية التشريع من دون الله – تعالى - .
أما أساس نظام الحكم في الإسلام فهو من الوحي الإلهي ، والتشريع فيه من حق الخالق وحده.
2- الحكم في المبدأ الديمقراطي يقوم على فكرتين :-
أ- السيادة للشعب.
ب- الشعب مصدر السلطات.
أما نظام الحكم في الإسلام يقوم على:
أ- السيادة للشرع وليست للشعب.
ب- السلطان للأمة، وهي تُنيب عنها من يطبق الشرع وينفذه.
3- بما أن السيادة للشعب في المبدأ الديمقراطي فالشعب هو الذي يسن القوانين.
ولكن في الإسلام الوحي هو المصدر الوحيد للقوانين ،والأمة تنيب عنها من يطبق عليها الشرع.
4- يتم اختيار الحاكم في المبدأ الديمقرطي لمدة مؤقتة تتراوح بين أربع وست سنوات.
بينما الخليفة فإنه يكون مدى الحياة ما لم يطرأ عليه ما يستحق عزله .
5- ينقسم المجتمع في ظل الديمقراطية إلى موالاة ومعارضة.
أما في الإسلام فلا ينقسم المجتمع إلى قسمين, بل تقوم الأمة أومن ينوب عنها كمجلس الأمة بمحاسبة الحاكم, وان استحق العزل شرعاً تتولى محكمة المظالم عزله ؛ فإما الطاعة لولي الأمر مع محاسبته, وإما العزل.
6- الديمقراطية لا تهتم بالمصدر الذي يجب أن تؤخذ منه الأفكار المتعلقة بالعقيدة, ولا الأفكار المتعلقة بالحضارة ولا الأحكام .
بينما الإسلام فإنه يُلزم معتنقيه بأن يأخذوا كل ما جاء به القرآن والسنة النبوية كمصدر للعقيدة وللحضارة وللأحكام الشرعية، قال تعالى : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65
لذلك يحرم اخذ أفكار الغرب أو عقيدته الرأسمالية أو حضارته ووجهة نظره. والديمقراطية نظام غربي نابع من العقيدة الرأسمالية التي تفصل الدين عن الحياة.
7- الديمقراطية نابعة من العقيدة الرأسمالية التي تفصل الدين عن الدولة, بل تفصل الدين عن كل شؤون الحياة كلها، لذا يقولون: " ما لقيصر لقيصر وما لله لله ".
أما الإسلام فإنه بقضي بعدم الفصل بين الدين والدولة ولا بين الدين والحياة، أي وجوب تسيير الحياة والدولة بأوامر الله ونواهيه أي بالإحكام الشرعية.
8- الحياة في الديمقرطية تقوم على النفعية البحتة, ولا تقيم وزناً لغير القيم المادية النفعية؛ وبالتالي فإن الحضارة الغربية مبنية على المنفعة والمصلحة .
أما الإسلام الحياة فيه تقوم على أساس روحي هو الإيمان بالله تعالى, وجعل الحلال والحرام مقياسا لجميع الأعمال في الحياة.
9- السعادة في الديمقراطية هي الحصول على أكبر قدر ممكن من المتع الجسدية.
لكن السعادة في الإسلام هي نوال رضوان الله – عز وجل - .
10- الديمقراطية تقدس الحريات؛
فالحرية في المفهوم الغربي ليست تحرير الإنسان من الرق فالرقيق لم يعد لهم وجود. وهي ليست التحرر من الإستعمار؛ بل هي التي تستعمر الشعوب، فلا يظن أحد أن الحريات الغربية هي معارضة الاستعمار، بل الحريات عندهم أربع:
أولاً: حرية المعتقد أو العقيدة: فيحق للإنسان عندهم أن يعتقد العقيدة التي يريدها دون ضغط أو أكراه كما يحق له أن يترك عقيدته ودينه للتحول إلى عقيدة جديدة أو دين جديد, وفي نظرهم يحق للفرد التحول إلى النصرانية أو اليهودية أو البوذية أو الشيوعية بمنتهى الحرية.
ثانياً: حرية الرأي: ويجوز في ظل الديمقراطية للفرد أن يحمل أي رأي أو فكر وان يقول أي رأي أو فكر وأن يدعو لأي رأي أو فكر. وأن يعبر عن ذلك بأي أسلوب وليس للدولة أو للأفراد حق منع أي إنسان من ذلك, بل إن القوانين تُسَن عندهم لحماية حرية الرأي, وتحمي الآراء التي تخالف الدين أو تتهجم عليه ولو كانت تهاجم الأنبياء والرسل ، كإساءة بابا الفاتيكان للرسول- صلى الله عليه وسلم ، وإساءة الرسام الكاريكاتيري للرسول – صلى الله عليه وسلم – واعتبار هذه الإساءات حرية رأي .
ثالثاً: حرية التملك: وهي الحرية التي أفرزت النظام الرأسمالي في الإقتصاد, فأوجدت فكرة استعمار الشعوب ونهب خيراتها, وهي تبيح للإنسان أن يمتلك المال بواسطة السرقة المقنّعة وبواسطة الربا والإحتكار والغش, والقمار والغبن الفاحش, والزنا، واللواط واستخدام جمال المرأة وأنوثتها للكسب المادي, وبواسطة صناعة الخمر وبيعها .
وقد بان عوارها ووجها البشع القبيح ، وما الأزمة الإقتصادية العالمية التي يشهدها العالم اليوم إلا بسبب تطبيق الرأسمالية .
رابعاً: الحرية الشخصية: وهي في النظام الديمقراطي حرية الإنفلات من كل قيد, وحرية التحلل من كل القيم الروحية والخلقية والإنسانية وهذه الحرية تبيح للشاب والفتاة ممارسة أي سلوك لا أخلاقي على مرأى من الجميع, سراً وعلانية, وحرية ممارسة الشذوذ الجنسي, وشرب الخمر, وتمرد الشاب أو الفتاة على أولياء أمورهم بحجة الحرية الشخصية؛ تلك الحرية التي أثمرت مرض الإيدز وغيره من الأمراض ، وما الأوبئة التي تجتاح البشرية كمرض جنون البقر وانفلونزا الخنازير إلا نتاج الديمقرطية .
أما الإسلام فإنه يعتبر الحريات بالمفهوم الغربي حراماً ومخالفاً للشرع .
والحرية بالمفهوم الإسلامي لا وجود لها إلا في الإنعتاق من العبودية للبشر والتي هي الرِّق الذي لم يعد موجوداً ، وإذا ذكرت الآن فإنها لاتعني سوى الحريات الغربية.
والمسلم يفخر بعبوديته لله- تعالى -, وهي أكرم صفة يتصف بها المسلم, ومن كمال العبودية أن يطيع العبد أوامر المعبود.
وموقف الإسلام من الحريات الغربية فهو على النحو الآتي :
أولاً: حرية المعتقد:- لا يجوز للمسلم أن يتحول من دين إلى دين أخر قال صلى الله عليه وسلم ( من بدل دينه فاقتلوه ), سواء كان المرتد فردا أم جماعة.
ثانياً: حرية الرأي:- الرأي في الإسلام مقيد بالإحكام الشرعية وليس حراً فهو إما:
أ- رأيٌ حرام قوله: كالغيبة والنميمة, وقذف المحصنات ومهاجمة الإسلام والطعن فيه.
ب- أو رأيُ مشروع قوله: مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ومحاسبة الحكام ، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) .
ثالثاً: حرية التملك:
التملك في الإسلام مقيد بالشرع فلا يجوز للإنسان أن يتملك كما يشاء. وأسباب التملك الشرعية كالعمل ( بكل فروعه كالتجارة والصناعة والزراعة والخدمات ), والإرث, والهبة, والوصية.
رابعاً: الحرية الشخصية:-
الإسلام حرم الإنفلات من العقال الذي يسمى الحرية الشخصية, فالشخص ليس حراً في أن يؤذي نفسه أو ينهي حياته بالإنتحار، أو أن يقترف الزنا واللواط تحت ذريعة الحرية الشخصية, أو أن يتهرب من الإنفاق على والديه العاجزين تحت ذريعة الحرية الشخصية, أو أن يخرج الفتى مع عشيقته أو العكس بحجة الحرية الشخصية, والإسلام لا يجيز للشاب أن يتحرش بالفتاة في الشارع أو أن يسمعها كلاماً منافياً للحشمة والوقار, ولا حتى أن يقبل زوجته على مرأى من جمهور الناس.
أمام هذا التناقض الواضح تم طرح فكرة ومصطلح الوسطية أو الحل الوسط ، الذي لم يظهر عند المسلمين إلا في العصر الحديث ، بعد سقوط الخلافة ، وقصد به الإعتدال وعدم التطرف ، وهو مصطلح دخيل ، في لفظة ومعناه ، مصدره الغرب والمبدأ الرأسمالي ، ذلك المبدأ الذي بنيت عقيدته على الحل الوسط ، الحل الذي نشأ نتيجة الصراع الدموي ، بين الكنيسة والملوك التابعين لها من جهة ، وبين المفكرين والفلاسفة الغربيين من جهة أخرى . الفريق الأول كان يرى أن الدين النصراني دين صالح لمعالجة جميع شؤون الحياة ، والفريق الثاني يرى أن هذا الدين غير صالح لذلك ، فهو سبب الظلم والتأخر ، فأنكروه وأنكروا صلاحيته ، واستعاضوا عنه بالعقل ، الذي هو – في رأيهم – قادر على وضع نظام صالح لتنظيم شؤون الحياة .
وبعد صراع مرير بين الفريقين ، اتفقوا على حل وسط ، وهو الإعتراف بالدين كعلاقة بين الإنسان والخالق ، على أن لا يكون لهذا الدين دخل في الحياة ، واتخذوا فكرة فصل الدين عن الحياة ، عقيدة لمبدئهم ، التي انبثق عنها النظام الرأسمالي ، الذي نهضوا على أساسه ، ثم حملوه إلى غيرهم من الناس بطريقة الإستعمار.
فتكون الوسطية أو الحل الوسط فكرة غريبة عن الإسلام ، يريد الغربيون ومن والاهم من المسلمين أن يلصقوها بالإسلام ، من أجل تسويقها للمسلمين باسم الإعتدال والتسامح ، والقصد منها هو حرفنا عن حدود الإسلام وأحكامه الفاصلة. ويتم تسويق الوسطية عبر الفضائيات وعلماء السلاطين .
وبدل أن ينقد المسلمون فكرة الوسطية أو الحل الوسط ، ويبينوا خطأها وزيفها ، أخذوا بها ، وصاروا يدّعون أنها موجودة في الإسلام ، بل هو قائم عليها ، فهو بين الروحية والمادية ، وبين الفردية والجماعية ، وبين الواقعية والمثالية ، وبين الثبات والتغيير ، فلا غلو ولا تقصير ، ولا إفراط ولا تفريط ...
أبو إسلام
السلام عليكم

المتابعين للشان العربي والاسلام يقولون ان شعوب المنطقة امام خيارات

من ضمنها تطبيق الشريعة الاسلامية وهو ما نظمته الامة في مصر وسوريا واليمن الخ ...

بالاضافة لخيارات الدولة المدنية والعلمانية والدينية .

والخيارات الاخيرة هذه لها منابر عرضة وقوية نكاد لا نسمع لغيرها على الاطلاق

لكن خيار تحكيم الشريعة اين منابره , واين يتم ترديد طروحاته على المنابر الاعلامية , حقيقة لا نجد ولا اي منبر اعلامي

ينبري للعمل له او يتصدر الدعوة له

فالفكر الذي يسترسل فيه الاخوة اعلاه هو فكر من الاهمية بمكان ان يطرح في منابر الاعلام على الامة التي تتحسس طريق تطبيق الاسلام في واقع الحياة

وهذا دلالة على ان الاعلام لم ينعتق بعد من تبعية الانظمة وانه لا يستجيب لنبض الشارع او الامة

هذه شذور احببت الاشارة اليها في مجالنا الاعلام على تنير لنا الطريق في الكيفيات التي تلزمنا لتبليغ هذا الفكر .

أم حنين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

بارك الله فيكم إخوتي الكرام

إقتباس(موسى عبد الشكور @ Nov 24 2011, 07:19 AM) *
وهذه الخاصيات تدفع الانسان للقيام بالاعمال عندما يريد اشباع هذه الغرائز والملاحظ ان الانسان لا يستطيع وضع نظام واحد لجميع بني البشر وهذا ثابت لاختلاف نظره الانسان للغرائز وتنظيمها لعجزه واختلافه وتاثره بالبيئه المحيطه به وهذا واقع وبديهي بين البشر واختلافهم في النظرة الى الامور ويعلمه الجميع وهذا ما يفسر حاجه الانسان لمن ينظم له اموره في اشباع غرائزه فلم يترك الله الانسان دون أن يتولى تدبيره وهو الخبير العالم بدقائق ما خلق وأبدع، وبمدى حاجت الانسان للتدبير والرعاية أي حاجة الانسان الى الرسل
يتبع


هذه النقطة هامة جدا في سياق هذا البحث العميق ،، فالإنسان قد أخذه الغرور و أُعميت بصيرته لدرجة إنه وضع نفسه مكان الخالق عز و جل و صار يضع لنفسه القوانين ، فأصبح الإنسان علماني يفصل وجود الله تعالى عن حياته .

و لقد لعب الإعلام دورا كبيرا في تعزيز هذا المفهوم - غرور الإنسان بقدراته المزيفة التي تناقض واقعه العاجز و الناقص و الإختلافات التي تنشأ بين الناس بهذا الخصوص . و هذا الغرور نتيجة طبيعية عندما تكون المؤثرات الخارجية كوسائل الإعلام تركز و ترسخ مفهوم الفردية و الأنانية و تجعل من المصلحة مقياس للأعمال عند المتلقي ، فيتحول الإنسان إلى كائن منحط و جشع فكيف تكون هذه القوانين الذي يسنها هؤلاء العلمانيون ؟
موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

ماذا يعني تطبيق الشريعه؟
من المستحيل ان يأتي الانسان بنظام صحيح من نفسه ما دام هو من المستحيل عليه كما أسلفنا ان يدرك حقيقة الخالق سبحانه ولعجزه في ادراك بعض اموره وما هو الافضل لحياته ، فالفطرة التي خلقها الله في الانسان على هيئة ما يطلق عليه غريزة، أي طاقة حيوية مغروزة في أعماق الانسان. لا تستطيع وضع نظام ينظم حياة الانسان وتوفير نظام سليم لها وبما ان الايمان عن طريق الفطره قد يوصل الى الخطا ولا بد للعقل والفطره من الوصول الى وجود الخالق فان الفطرة هنا عاجزه وبما انها مخلوقه فيتحتم عليها ان تطالب بنظام من غيرها والصحيح والمناسب ان ياتي من خالقها الذي يعرفها ويعرف ما يلزمها، وليس من الانسان المخلوق العاجز الذي يحملها ولا يعرف كيف يربطها بخالقها، وهي التي لا تظهر ولا تستشعر الرضى والسعادة الا بهذا الارتباط. وهذا المطلب من الفطرة يعني انه لا بد من نظام يأتي من الخالق سبحانه لينظم هذا الارتباط والعلاقة. وهذا النظام اقتضت ارادة الخالق سبحانه ان يتخذ له رسلاً من البشر يكلفون بتبليغه للناس، وهذا النظام هو دين الله تعالى وهو الطريق الموصل للسلامه والى ما يريده الخالق من الانسان.
اما الامر الثاني هو حاجة اشباع غرائز الانسان وحاجاته العضوية للتنظيم. ذلك ان طاقاتها الحيوية المغروزة فيها مع حاجات أعضاء الجسم التي تكمن فيه تلك الطاقات لا بد لها من اشباع بشكل سليم ومناسب لها. وهذا الاشباع لا بد ان يخضع لنظام معين حتى لا يقع في الخطأ او الشذوذ، ويؤدي بالتالي الى شقاء الانسان. وهذا النظام لا بد ان يأتي من خالق الانسان الخبير بما يصلح لذاك الاشباع السليم. ولا يجوز ان يأتي من الانسان، لأن هذا مدرك وثابت ثبوتا قطعيا أن الانسان يعطي حلولا متفاوتة ومختلفه في اقترابها وبعدها من الصحة، ومختلفة في نوعية الحلول، ومتناقضة في تناولها للمسألة، ومتأثرة بما يحيطها في بيئتها من عوامل. الأمر الذي يجعل ما تقدمه من نظام مؤدياً الى شقاء الانسان. وهذا النظام كما أسلفنا اقتضت إرادة الخالق سبحانه ان يتولى تبليغه رسل مختارون من البشر يحملون ما يريده الخالق من الانسان



هذا ما تطلبه الفطرة. وأما العقل فانه يقر انه عاجز عن تدبير شؤونه فلا بد من رسالة من خالقه مثبته انها من الله لذلك تطلب الامر معجزه ربانية تتناسب مع كل قوم وكل عصر. وبما ان النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" ادعى النبوه للبشريه جمعاء فكان يتحتم عليه ابراز معجزته التي لا تقف على قوم ولا عصر، وانما تمتد لتشمل الانسانية، وتغطي كل الأزمنة، حتى قيام الساعة. ألا وهي معجزة القرآن.
فهل القران من عند الله ؟؟
يتبع
موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه
وصلنا الى اثبات ان القران من عند الله

ولإثبات ان القرآن منـزل من عند الله سبحانه، لا بد من أدلة تستند الى الدليل القطعي المحسوس حتى تكون قطعية لا شبهة فيها. فالقرآن كتاب عربي اللغة والاسلوب، وقد جاء به محمد عليه السلام وقال انه من الله تعالى وعند التفكير بالقران نجد ان هذا الكتاب إما من محمد نفسه، او من العرب، مجتمعين او متفرقين، او من غير العرب او من الله تعالى العالم بكل شيء وباللغة العربية وأساليبها. ولن يكون من أي واحد غير هذه الاحتمالات.
هكذا يحصر العقل السليم هذا الكتاب المحسوس الملموس في احتمال من هذه الاحتمالات ، ليصل من المناقشة الى النتيجة القطعية. فلو بدأنا باحتمال انه من العرب لوجدنا انه قد تحدّاهم ان يأتوا بكتاب مثله "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن، لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا" – آية 88 من سورة الإسراء-. فلم يكتف في معرض تحدّيه للعرب بهم أنفسهم، بل أضاف اليهم كل الإنس وكل الجنّ. وعندما عجزوا عن الإتيان بمثله كله، تحدّاهم أن يأتوا بعدد من مثل سوره "قل فأتوا بعشر سور مثله" – من آية 13 من سورة هود- . وعندما عجزوا بعد أن حاولوا محاولات فاشلة، تحدّاهم ولو بالإتيان بسورة واحدة "قل فأتوا بسورة مثله" – من آية 38 من سورة يونس-. ولو وقفوا لا مبالين من هذا التحدّي، لاختلف القول. ولكنهم استجابوا، وحاولوا بالفعل ان يأتوا بمثله او بشيء من مثله، وعجزوا عن ذلك. مما يجزم انه ليس من كلامهم مهما نسب من تفاهات القول لبعضهم مما لا يصل الى شيء من مثله من أمثال مضحكات مسيلمة الكذاب.
وأما أنه من محمد عليه الصلاة والسلام فباطل ايضاً لثلاثة أسباب هي:
الأول: لأن محمداً عليه السلام عربي الأصل واللغة. واذا كان العرب لم يأتوا بمثله او بشيء من مثله، فمن باب أولى أن محمداً العربي لا يأتي بمثله مهما كان عبقرياً لأن التحدي القرآني للعرب لم يستثن أحداً مهما كانت صفته.
والثاني: لأن الأحاديث الصحيحة والمتواترة التي رويت لمحمد عليه السلام لا يوجد أي تشابه بينها وبين الآيات القرآنية في الأسلوب، مع انها صدرت من محمد في وقت النـزول. وكلام الشخص لا يمكن ان يكون باسلوبين مختلفين مهما كان عبقريا
والثالث: لأن العرب العالمين بأساليب اللغة العربية لم يتّهموا محمداً عليه السلام بأنه جاء بالقرآن من نفسه. وكل ما إدّعوه أنه أتى به من غلام نصراني اسمه (جبر). ولكن القرآن الكريم ردّ عليهم فقال "ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلّمه بشر، لسان الذي يلحدون اليه أعجميّ، وهذا لسانٌ عربيٌ مبين" – من آية 103 من سورة النحل-. فاذا عجز العرب عن الاتيان بمثله فمن باب اولا ان يعجز غير العرب عن الاتيان بالقران
وبنفي هذه الاحتمالات لا يبقى الا الاحتمال الاخير ان القران هو من عند الله , فالله سبحانه وتعالى العالم باللغة العربية وأساليبها، والمحيط علمه بكل شيء، هو الذي أنزله على محمد الذي أتى به وبلّغه للناس كدليل على نبوة محمد وانه رسولا بالدليل العقلي القطعي.
وهكذا يظهر لنا، كيف أن ركائز الايمان بوجود الله الخالق المدبر، وبرسالة محمد عليه السلام، وبالقرآن الكريم أنه كلام الله، قد قامت لها الحجة بالدليل القطعي العقلي القائم على المحسوس. فيكون العقل هو الطريق الى الايمان بالمغيبات كلها ثم الايمان بما جاء بالقران الذي ثبت اصله بالعقل واليقين. ويكون الواجب على كل مسلم ان يعتقد بما ثبت له بالعقل وما جاء وامر به القرآن الكريم. ويحرم على كل مسلم ان يعتقد بما لم يثبت عنده . لأن العقائد لا تؤخذ الا عن يقين، والله تعالى يقول "وأن الظنّ لا يغني من الحق شيئا" – من آية 28 من سورة النجم-.

يتبع
أم حنين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

بارك الله فيكم

إستوقفني مصطلح " بالدليل العقلي القطعي "

فهذا النقاش نقاش راقي يقدم ادلة مقنعة للعقل و يشعر من يقتنع بها بالطمأنينة و بجو إيماني عالي .. فالنقاش الأن محسوم و مثبت و الحق ظاهر لا لبس فيه .. و كذلك الباطل و تبريراته الضعيفة الغير مقنعة للعقل ظاهرا و واضحا ، نقاش مبدئي مميز و بدون تعقيد يفهمه الجميع . أما وسائل الإعلام قد لعبت هنا دور خبيث جدا فخلطت بين الحق و الباطل و رسخت عند المتلقي فكرة أن كل الأراء صحيحة و أن الحوار معناه قبول الأخر حتى و إن كانت أراء كفر بواح ! فإختلط الحق بالباطل و إختفى هذا الحاجز الذي يفصل بينهما بسبب هذه التشويشات و هذه التلويثات الفكرية .
موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
بعد أن تبين لنا ثبوت حاجة البشر الى الرسل، وأن القرآن الكريم من عند الله وليس من أحد من الخلق، وأن محمداً عليه السلام الذي جاء بهذا القرآن نبي ورسول قطعاً، لأنه لا يأتي بشريعة الله الا النبي والرسول. بعد هذا، توفر بين أيدينا الدليل العقلي على الايمان بالله جلّت قدرته، وأنه سبحانه الخالق المدبر لهذا الوجود كله، وعلى الايمان بأن القرآن هو كلام الله سبحانه، وان محمداً عليه السلام الذي أتى به رسالة للبشرية كلها رحمة عامة للإنس والجن، بشيراً ونذيراً، هو صاحب الرسالة للانسانية جمعاء، وأنه خاتم النبيين والمرسلين.

بهذا الاستدلال العقلي، المبني على كل شيئ محسوس وملموس نكون قد استوفينا السير في الطريق الموصل الى الايمان الحق عن طريق سليم هو طريق العقل. وتأكد لدينا أنه لا بد أن يكون عن طريق العقل، العقل الذي يستند اليه الايمان بالمغيبات التي وردت في القرآن الكريم والحديث المتواتر .. ذلك انه ما دمنا قد آمنا بأنه تعالى خالق ومدبر لكل شيء، فيجب أن نؤمن بكل ما أخبرنا به في القرآن الكريم والحديث المتواتر، ولو كان مما لا يدركه العقل او لا يصل اليه إدراكه، من أمثال البعث والنشور والجنة والنار والحساب والعذاب والملائكة والجن والشياطين وغيرها.

صحيح ان الحديث المتواتر ثبت بالنقل السمعي وليس بالدليل العقلي المباشر، ولكن أصله ثبت بالدليل العقلي. لأن القرآن الكريم الذي ثبت بالطريق العقلي أنه كتاب الله المنـزل على محمد قد أكد ان محمداً نبي ورسول تجب طاعته في كل ما أخبر به في سنّته، والتصديق به. فقد قال سبحانه "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول" – من الآية 33 من سورة محمد-، وقال سبحانه "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" – من الآية 21 من سورة الأحزاب-، وقال سبحانه "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" – من الآية 7 من سورة الحشر-.
فيجب إلتزام كل عقيدة ثبتت بالسنّة المتواترة وليس بغيرها حتى تدخل مجال اليقين وتتخلص من الظنّ. والله تعالى يقول "وأن الظن لا يغني من الحق شيئا" – من الآية 36 من سورة يونس-. فيكون الحديث المتواتر قد ثبت اصله بالعقل ايضا. هذا من جهة، ومن جهة اخرى، الحديث المتواتر في ذاته يقطع بصدق نسبته الى الرسول عليه السلام، مما يقطع بصدق مضمونه وبُعده عن الظن رواية. فيطمأن الى جعل ما يذكر من عقائد جزءا من الايمان، وبذلك يطمأن الى ان اليقين كان هو المصاحب في طريق الايمان بجميع عقائده.

وجانب الايمان بالآخرة في العقيدة له أهميته الحاسمة كالجوانب الاخرى. لأن الايمان بالله سبحانه الخالق المدبر هو ايمان بما قبل الحياة الدنيا، أي هو سبحانه الذي خلق هذه الحياة الدنيا ودبّرها. بينما الايمان بيوم القيامة، اي يوم البعث والنشور والحساب والعذاب والجنة والنار، جزاءاً على ما صدر عن الانسان من خير او شر، هو الايمان بما بعد الحياة الدنيا. وبهذا يظهر كيف ان أوامر الله ونواهيه هي صلته سبحانه بالحياة بعد أن خلقها وأوجدها من عدم، بينما محاسبته سبحانه الانسانَ على أعماله في الحياة، بالاضافة الى البعث والنشور، هي صلة الحياة بما بعدها. كما يظهر مدى لزوم وجود صلة لهذه الحياة بما قبلها وما بعدها، ومدى وجوب تقيّد أحوال الانسان بهذه الصلة. أي يظهر أن الانسان يجب ان ينظم حياته وفْق أنظمته تعالى ليكون حسابه يوم القيامة خيرا ومصيره الى الجنة جزاءا لأعماله في هذه الحياة الدنيا ..


وبالعودة الى ما توصلنا اليه عن طريق العقل، او ثبت أصله بالعقل، من إيمان بالله، اي ما قبل الحياة، وإيمان بيوم القيامة، اي ما بما بعد الحياة، وإيمان بوجوب التقيد بأوامر الله في هذه الحياة، اي بصلة هذه الحياة بما قبلها وما بعدها، بهذا الايمان بأطرافه الثلاث يوجد الفكر المستنير عما وراء هذا الكون والانسان والحياة، وعما قبل الحياة وما بعدها، وعن صلتها بما قبلها وبما بعدها. وبهذا الفكر المستنير يتوفر الحل الكامل لجميع اطراف العقدة الكبرى التي كانت تتشكل من التساؤلات عن هذه الاطراف الثلاث: من اين أتيت، والى اين أذهب، وما صلتي بهذا وذاك. وهذا الحل الكامل السليم، أي حسب الاسلام، هو العقيدة الاسلامية. اما الحلول الكاملة الاخرى لدى العقائد الاخرى فليست سليمة. لأنها، لا توافق الفطرة السليمة، ولا تقنع العقل السليم.
يتبع:
موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟

لقد ثبت عندنا ان عقيده الاسلام هي العقيده الصحيحه لانها تجيب على التساؤلات التي يطرحها الانسان: من اين أتيت، والى اين أذهب، وما صلتي بهذا وذاك. وهذا الحل الكامل السليم، أي حسب الاسلام، هو العقيدة الاسلامية. اما الحلول الكاملة الاخرى لدى العقائد الاخرى مثل عقيده الراسماليه او الشيوعيه فليست سليمة. لأنها، لا توافق الفطرة السليمة، ولا تقنع العقل السليم ولا يوجد دليل عقلى على صحتها نهائيا اذا ما تم بحثها كما بحثنا سابقا في الكون والانسان والحياة.
أما قيمة وأهمية هذا الحل في الحياة الدنيا، وهو ما يتساءل عنه بعض خاصة الناس وعامتهم، فهي أنه يمكّن الانسان من الانتقال الى الفكر اللازم عن هذه الحياة، والى المفاهيم الصحيحة المؤثرة حياته عنها. ولا سيما ان هذا الحل سيكون هو الاساس لمبدأ الأمة في الحياة، وهو اساس نهضتها لأن النهضة كما مرّ بنا سابقا انها : الارتقاء الفكري كأساس في الحياة. كما سيكون هذا الحل أساس حضارة ذلك المبدأ، لأن الافكار والثقافة بعامة والمفاهيم عن الاشياء بخاصة في هذه الحياة، وهي الحضارة، ستبنى على تلك العقيدة. كما سيكون هذا الحل أساس أنظمة الحياة في جميع جوانبها من اقتصاد وحكم واجتماع وسياسة وغيرها. كما سيكون اساس دولة المبدأ ما دامت هذه الدولة ستتقيد في جميع قواعدها وأركانها بما في كتاب الله وسنّة رسوله، وهما صلة هذه الحياة بما قبلها وما بعدها. وهذا كله يعني ان أساس فكرة الاسلام، التي تشمل العقائد والافكار لمعالجة شؤون الحياة، وأن اساس طريقته، التي تشمل كيفيات تنفيذ المعالجات والمحافظة عليها وحمل الدعوة اليها، هو العقيدة الاسلامية.
والآية الكريمة تشير الى أبرز جوانب العقيدة الاسلامية "يا أيها الذين آمنوا أمِنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل، ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضلّ ضلالا بعيدا" – الآية 136 من سورة النساء-. فهذه الآية الكريمة ذكرت ان الايمان يجب ان يشمل الله سبحانه، كما يشمل القرآن الكريم الذي أنزل على رسوله محمد عليه السلام، وعلى الكتب التي أنزلها سبحانه من قبل القرآن على رسله الآخرين، وعلى الملائكة، وأخيرا على اليوم الآخر.
ان العقيدة الاسلامية التي تشكل إيمان المسلم تقتضي اكثر من جانب فالايمان بالله الخالق المدبر وأنه دبر الانسانية ورعاها بشريعة الاسلام التي جاءت في القرآن الكريم والسنّة المطهرة يفرض الايمان بهذه الشريعة كلها. وأي إنكار لجزء منها قطعي الثبوت، كالقرآن الكريم والسنّة المتواترة، او قطعي الدلالة، كالآيات الكريمة المحكمة، أي التي لا تحتمل غير معنى واحد، يوقع المسلم في الكفر، سواء كانت أحكام تلك الآيات والسنن تتصل بالعبادات كالصلاة، او بالمعاملات كالبيع والشراء، او العقوبات كقطع يد السارق، او المطعومات كأكل لحم الخنزير. ذلك لأن الكفر بآية "وأقيموا الصلاة " – من الآية 20 من سورة المزمل- كالكفر بآية "وأحلّ الله البيع وحرّم الربا" – من الآية 275 من سورة البقرة – وكالكفر بآية "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما" – من الآية 41 من سورة المائدة – وكالكفر بآية "حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهلّ لغير الله به" – من الآية 4 من سورة المائدة.
ولا بد من الانتباه الى ان الايمان بالشريعة الاسلامية، والقبول والرضى بأحكامها، لا يتوقف على العقل، بل لا بد من التسليم المطلق بكل ما جاء من عند الله. كيف لا، والله تعالى يقول "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلّموا تسليما" – الآية 65 من سورة النساء-. أي يقول بعدها حقا وعدلا
اذا لا بد من الايمان والالتزام بكل ما جاء به الاسلام قولا وعملا
يتبع:

موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه

ان الايمان بوجود الله سبحانه، وبأن القرآن الكريم كتاب الله، وهو معجز لمن جاء به وبأن محمدا عليه السلام رسول الله، وقد تحقق لدينا عن طريق العقل. فيجب ان نؤمن بكل ما جاء بالقران ونؤمن بما أخبرنا به الله سبحانه في الأحاديث االمتواترة والاحاديث الثابته عن رسول الله ، قال تعالى ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا( وقال ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول (.وهذه هي الركيزة التي يقوم عليها الإيمان بالمغيبات كلها.
ومن أمور العقيدة التي وصلتنا في القران الكريم أي بالدليل النقلي المقطوع بصحته ، الملائكة والكتب السابقة والرسل السابقين واليوم الآخر، وان الرزق والأجل بيد الله، والجنة والنار والحساب والثواب والعقاب والجن والسحر ……..الخ .
اذا فالعقيدة الإسلامية دليلها إما دليل عقلي أو نقلي مقطوع بصحته ولا غير ذلك، والذي يحدد نوع الدليل هو موضوع العقيدة نفسه فان كان الموضوع واقعا تحت الحس البشري ويستطيع العقل أن يدرك واقعة أو يدرك آثاره كان الدليل عقليا كالإيمان بالله والقرآن ونبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أما الموضوع الذي لا يدرك واقعة ، مما لا يقع تحت الحواس فيكون دليله نقليا كالإيمان بالرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام وكتبهم وكالإيمان بالجنة والنار وغير ذلك من الغيبيات ، لأننا لا ندرك وجودهم عقليا ، إذ لم يقعوا تحت حواسنا ، لهذا لا يجوز أن نأخذ عقائدنا إلا عن طريق العقل أو عن طريق السمع اليقيني المقطوع بصحته ، أي ما ثبت بالقرآن والحديث المتواتر، وهو ما ثبت اصله بالعقل أي القران والسنه المتواتره، أما غير هذين الطريقين فلا يصح الاعتقاد به لأنه يكون حينئذ ظنا ، والعقائد لا تؤخذ إلا عن يقين ولا يجوز أخذها بدليل ظني، وقد نعى القرآن على الكفار لأنهم اتبعوا الظن في عقائدهم قال تعالى ( وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وان الظن لا يغني من الحق شيئا ) وقال ( إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما انزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس) وما يتبع أكثرهم إلا ظنا ، إن الظن لا يغني من الحق شيئا )، ولهذا لا بد أن تكون العقيدة مستندة إلى العقل أو إلى ما ثبت اصله بالعقل أي يجب ان نؤمن بما ورد في الكريم من المغيبات التي لا يدركها الحس
أي ان الايمان بهذه المغيبات قد تم نقله لنا نقلا عن طريق القران والنقل هو كل ما يصلنا من معلومات سواء من العقيدة الاسلامية او غيرها وذلك عن طريق النقل من شخص او اكثر الى شخص او اكثر وهنا فقد امنا بالمغيبات عن طريق النقل الثابث اصله عقلا انه من الله تعالى . والعقلي هو كل ما يتوصل له عن طريق العقل كواسطة لإثباته مثل وجود الله والقران ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا لا بد أن تكون العقيدة مستندة إلى العقل أو إلى ما ثبت اصله بالعقل انه صحيح.
فالمغيبات التي وردت بطريق الحديث الظني وهو الحديث المشهور وخبر الآحاد فلا يجوز الاعتقاد بها ، لان الاعتقاد بها اعتقاد بدليل ظني وهو محرم ، ومن هذه المغيبات ظهور المهدي ، فهذا أمر غيبي وردت فيها أحاديث صحيحة إلا أنها خبر آحاد ، فلم تصل إلى حد التواتر الذي يفيد العلم اليقيني ، ولذلك يحرم الاعتقاد به واعتباره جزء من العقيدة، إلا انه في نفس الوقت يحرم التكذيب به ، لأنها أحاديث صحيحة وردت في الشرع والتكذيب بها يعني تكذيب بجزء من الشرع وهذا محرم ، ولهذا يجب التصديق بظهور المهدي إلا انه تصديق غير جازم لا يصل إلى درجة الاعتقاد .
وعلى هذا فان الايمان بالله اتيا عن طريق العقل ولا بد ان يكون هذا الايمان عن طريق العقل فكان بذلك الركيزه التي يقوم عليها الايمان بالمغيبات كلها وبكل ما اخبرنا الله به فالايمان بالله تعالى وهو يتصف بصفات الالوهيه يقتضي ان نؤمن بكل ما اخبر به سواء ادركه العقل او كان وراء العقل لان الله اخبرنا به والايمان بالمغيبات وان كان عن طريق النقل والسمع لكنه في اصله ايمان عقلي وعلى على هذا فان عقيده المسلم كلها مستنده الى العقل والى ما ثبت اصله بالعقل او عن طريق السمع اليقيني المقطوع بصحته أي القران والسنه المتواتره وما لم يثب من هذين الطريقين العقل ونص الكتاب والسنه القطعيه يحرم الاعتقاد به لا ن العقائد لا تؤخذ الا عن يقين
يتبع:
موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الثانيه عشره :
اما وقد ثبت لدينا ان وجود الله سبحانه، وبأن القرآن الكريم كتاب الله، وهو معجز لمن جاء به وبأن محمدا عليه السلام رسول الله، وعلى هذا فيجب ان نؤمن بكل ما جاء بالقران ونؤمن بما أخبرنا به الله سبحانه في القران والاحاديث النبويه الوارده عن رسول الله ، قال تعالى ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا( وقال ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول (.وهذه هي الركيزة التي يقوم عليها الإيمان بالمغيبات كلها.
أما وقد ثبت كل هذا وكان الإيمان به أمرا محتوما كان لزاما أن يؤمن كل مسلم بالشريعة الإسلامية كلها، لأنها جاءت من عند الله ومنكرها كافر ، وكان إنكار الأحكام الشرعية جملة كفرا ، كمن يقول أن الإسلام دين يناسب عصر الناقة والجمل ولا يناسب عصر الكمبيوتر والإنترنت ، وإنكار الأحكام التفصيلية القطعية كفر سواء كانت متعلقة:
1- بالعبادات وهي: الأحكام التي تنظم علاقة العبد بخالقه مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد .
2- او المعاملات وهي: الأحكام التي تنظم علاقة الإنسان بغيره من بني الإنسان مثل الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والحكم والسياسة التعليمية والسياسة الخارجية .
3- او العقوبات وهي : الأحكام المتعلقة بالحدود والجنايات والتعزير والمخالفات.
4- او المطعومات وهي : الأحكام المتعلقة بالطعام والشراب .
5- او الملبوسات وهي: الأحكام المتعلقة بلباس الرجل والمرأة في الحياة الخاصة والحياة العامة.
6- او الأخلاق وهي: الأحكام المتعلقة بصفات الفرد المحمودة كالصدق والأمانة والوفاء ……الخ ، والصفات المذمومة كالكذب والخيانة والغش ….الخ .
فالكفر بآية (واحل الله البيع وحرم الربا ) كالكفر بآية ( أقيموا الصلاة ) والكفر بآية (السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) كالكفر بآية ( كتب عليكم الصياموكالكفر بقوله تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ) ولا يتوقف التسليم بالحكم الشرعي على العقل، لان وظيفة العقل هي التفكير في آثار الله المبثوثة في الكون والإنسان والحياة ليستدل منها على وجود الله تعالى ، وعلى أن القرآن من عند الله وان محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله، أما الأحكام التشريعية التي تنظم حياة الناس فلا دخل للعقل في وضعها ، وإنما وظيفته فقط فهم الواقع وفهم النص وفهم مدى انطباق النص على الواقع لاستنباط الحل ، ولا يقال انه يجب ان يقتنع العقل بالحكم الشرعي حتى يطبقه، بل يجب ان يطبق الحكم الشرعي ويلتزم به بمجرد ثبوته بالنص سواء اقتنع به العقل أم لا ، ومن هنا وجب الآية والتسليم المطلق بكل ما جاء من عند الله لقوله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) فيجب التسليم بحكم الشرع مهما بدا للعقل انه غير معقول إنكار انه يتعارض مع المصالح. وبهذا يمكن الوصول إلى إيجاد السلوك الراقي المعبر عن النهضة ، لان الحكم على رقي سلوك إنكار عدمه هو بمدى مطابقته لشرع الله إنكار مخالفته ، فالسلوك الراقي هو السلوك المطابق لشرع الله والسلوك المنحط هو السلوك المخالف لشرع الله.
ولهذا يجب تطبيق كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يستقيم حال المسلم ويسعد في الدنيا والاخرة
يتبع :
موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟

مما سبق نجد أن العقيدة الإسلامية أجابت على التساؤلات الكبرى لدى الإنسان بالتفكير المستنير باستخدام عقله فالله سبحانه قبل الحياة الدنيا وبعدها فهو أزلي ابدي .ويوم القيامة بعد الحياة الدنيا .وصلة الحياة بما قبلها صلة خلق وإيجاد ، والتزام بأوامر الله تعالى .وان ما بعدها صلة بعث ونشور ومحاسبة الله الناس على أعمالها. ولذلك يترتب على ذلك أن تكون أعمال الإنسان مقيدة بصلة الحياة بما قبلها، أي أن يشعر دائما أن الله خالق واله وان عليه أن ينفذ أوامره ويبتعد عن نواهيه ، كما يجب أن تكون أحوال الإنسان مقيدة بصلة الحياة بما بعدها، أي أن يبقى على شعور دائم بيوم الحساب والبعث والنشور ، بأن يحاسب نفسه على أعماله وأن يضع مصيره نصب عينيه إما الى الجنة وإما الى النار .
ومما يساعد على بقاء هذه الصلة قوية في النفس كثرة العبادة وتلاوة القرآن الكريم والالتزام بشريعة الله .
و متى انتهى الإنسانُ منْ هذا الحلِّ أمكنَهُ أَنْ ينتقِلَ إلى الفكرِ عن الحياةِ الدنيا، وإلى إيجادِ المفاهيمِ الصادقةِ المنظمه والمُنتِجةِ عنها. وكان هذا الحَلُّ نفسَهُ هو الأساسَ الذي يقومُ عليهِ المبدأُ الذي يُتَّخَذُ طريقةً لتنظيم شؤون الحياة ووينظم حياة الناس ، وهو الأساسُ الذي تقومُ عليه حضارةُ هذا المبدأِ، وهو الأساسُ الذي تنبثِقُ عنهُ أنظمتُهُ، وهو الأساسُ الذي تقومُ عليهِ دولتُهُ.
} يا أَيُّهَا الذينَ آمَنُوا آمِنُوا باللهِ وَرسُولِهِ والكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ ومَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً
وعلى هذا كانَ لِزاماً أنْ يُؤْمِنَ كُلُّ مسلمٍ بالشريعةِ الإسلاميَّةِ المنبثقه عن العقيده ومرتبطه بها كُلِّهَا، لأَنَّهَا جاءتْ في القرآنِ الكريمِ، وجاءَ بِهَا الرسولُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وإلا كانَ كافراً
وبذلك تكون العقيدة الاساس الذي ينظم حياة المسلم اي ان التزام المسلم يكون قد سار قي طريق النهضه الصحيحه في الحياة الدنيا
لان الانسان اذا اراد ان ينظم اي جانب من حياته ليرتقي به، اي يضع افكارا لمعالجة هذا الجانب، فانه يأخذها من عقيدته، اي من خالق الحياة المدبر لها الذي يعتقد به، اذا كان مسلماً. او من غيره اذا لم يكن مسلما، سواء كان هذا الغير هو العقل، كما تراه عقيدة الرأسمالية الديمقراطية، او المادة، كما تراه العقيدة المادية، اي عقيدة الاشتراكية الشيوعية.
اذا فالعقيدة اساس الحضارة في الحياة الدنيا لأنها هي مصدر افكار الانسان ومفاهيمه التي يتعامل بها مع الاشياء في الحياة. فهو عندما يستنكر صورة عارية مثلا، اذا كان مسلما، ويراها قطعة فنية جميلة، اذا كان غير مسلم، فانه يأخذ بمفهوم عقيدته عنها. وهو عندما يعطي بسخاء، ابتغاء مرضاة الله، اذا كان مسلماً، ولا يعطي الا بقدر مصلحته النفعية، اذا كان غير مسلم، فانه يتبع مفهوم عقيدته في ذلك. والحضارة مجموعة هذه الافكار، بل هذه المفاهيم عن الاشياء في الحياة، وهذه الافكار والمفاهيم اما منبثقة من العقيدة او مبنية عليها، مما يجعل العقيدة اساس الحضارة اذا فالعقيدة هي اساس الانظمة في الحياة الدنيا وكذلك تكون العقيدة اساس الدولة وهي الصالحه لكل زمان و مكان يجب الالتزام بها ليرتقي الانسان فهي اساس نهضته ورقيه
يتبع:

موسى عبد الشكور

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الرابعه عشره .

الإنسان إلى النهوض بحياته أمر لا بد منه ولا يختلف فيه، إلا أن الناس اختلفوا في الأساس الذي تقوم عليه النهضة ، هل تقوم على أساس اقتصادي أم تعليمي أم أخلاقي أم عسكري أم قانوني ؟ مع ملاحظه ان النهضه الصحيحه هي الارتفاع الفكري على اساس روحي ولا تعني التقدم العلمي كما يدعي البعض الذين اغفلوا الهبوط الفكري عند الغرب المطبق للنظام الراسمالي وما ال اليه حال الغربيين من رزيله في الاخلاق وفشل في الاقتصادي وانهيار في النظام الاجتماعي
وبالرجوع إلى الواقع وجد أن هذه الأسس جميعا اثبت الواقع خطأها .
1- الأساس الاقتصادي ، ثبت خطأه إذ لو كان صالحا للنهضة لنهضت دول الخليج التي يزيد دخل الفرد فيها على دخل الفرد في اكثر الدول تقدما .
2- الأساس الأخلاقي ، إن الأخلاق تؤدي إلى حسن سيرة الفرد فقط، ولا تؤدي إلى النهضة ، لأنها تنظم علاقة الإنسان مع نفسه ، بينما تحتاج نهضة المجتمع إلى ما هو أعم وأشمل من الأخلاق لأنه مكون من الإنسان والأفكار والمشاعر والأنظمة، ولهذا يحتاج المجتمع حتى يتم النهوض به إلى النهوض بأفكار الناس ومشاعرهم وأنظمتهم التي تنظم العلاقات الدائمة وتعالج ما ينشأ عنها من مشاكل.
كما أن الدافع الذي يدفع الفرد لقبول خلق ما ، ليس الخلق نفسه وإنما لعوامل خارجة عنه كأن يرى أن في ذلك الخلق منفعة أو انه تعود ذلك أو أن الدين أمره بذلك ، لهذا يجب البحث عن الأساس الذي انبثقت عنه الأخلاق فهو الأولى ، كما أن الدليل على خطأ الأساس الأخلاقي في النهضة أن الدول الغربية متقدمة رغم ضعف القيم الخلقية فيها، والدول الإسلامية متخلفة رغم أنها اكثر أخلاقا من الغرب .
3- الأساس التعليمي ، ثبت خطأه أيضا ، إذ أن نسبة التعليم في الأردن ولبنان أعلى منها في بعض الدول المتقدمة، ومع ذلك فان الأردن ولبنان من الدول المتأخرة، إضافة إلى أن العرب عندما تقدموا كانوا أمة أمية لا تعرف القراءة ولا الكتابة ، وجاء التقدم العلمي متأخرا .
4- الأساس القانوني ، إن قيام النهضة على أنظمة وقوانين لا تحدث نهضة ودليل ذلك ما فعله أتاتورك ، إذ أخذ الأنظمة والقوانين الغربية وطبقها في تركيا لإنهاضها ، فزادها تخلفا ، وكذلك ما فعله جمال عبد الناصر إذ أقام حكمه على أنظمة وقوانين سنها عام 1950م فغير النظام الملكي إلى نظام جمهوري ، ووزع الأراضي واستورد أنظمة اشتراكية وطبقها ، ومع ذلك لم تحدث نهضة في مصر ولا زالت من الدول ا لمتأخرة .
فما هو الأساس الصحيح للنهضة ؟
ما هو الأساس الصحيح للرقي والتقدم ؟
يتبع :
عبدالرزاق بن محمد
تطبيق الاسلام يعني ان يصل الاسلام الى سدة الحكم ليسوس الناس في كافة امور حياتهم لا ان يصل اناس مسلمون بدون اسلام ويكونوا مطية وهفية للغرب واعوانه
والمشكلة ان الاعلام يتعامى عن هذا ويصور لنا ولهم ان هذا العمل هو خير الامور
موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
بارك الله فيك الاخ عبد الرزاق
ان دولة الإسلام هي الطريقة الشرعية لإيجاد الإسلام في معترك الحياة وحمله للعالم بالدعوة والجهاد، وهي التي تنوب عن المسلمين في ذلك لأنهم هم المنوطون بذلك الأمر بيد أن الشرع الحنيف جعل طريقة تنفيذ ذلك الفرض بإقامة دولة الخـلافة التي يترأسها خليفة واحد بينه وبين الأمة عقد لتنفيذ أحكام الشرع على المسلمين وتطبيق أنظمته عليهم وحمل الإسلام بهم ومعهم وتحت إمرته بالدعوة والجهاد للعالم، وفي مقابل ذلك أوجب الشرع الحنيف على المسلمين السمع والطاعة للحاكم، واعتبر الخروج عليه في غير كفر بواحٍ لنا فيه من الله برهان إثماً. وجعل الجهاد معه من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض فرضاً والحفاظ على كل مسلم فرضا والمحافظه على وجده المسلمين واجبا ،ويطبق الاسلام كاملا في منظومة كاملة غير منقوصة ارتقت بالمسلمين في كل مناحي الحياة، فدخل الناس في دين الله أفواجاً. هذه هي المفاهيم الأساسية التي يجب أن تسود الأمة الإسلامية، وهذه هي الأجواء التي يجب أن تسيطر عليها حتى تتمكن من أداء رسالتها.
عبدالرزاق بن محمد
وهنا لا بد ان نسال كيف الوصوال الى هذه الطريقة الشرعية وان كانت طريقة ظاهرة واضحة جليه فأين الاعلام والعلماء منها ؟
موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟

إن الأساس الذي يصلح للنهضة هو الأساس الفكري ، وقد أثبت الواقع صحة ذلك ، فقد كانت القبائل العربية قبل الإسلام قبائل متناحرة متفرقة غارقة في الجهل ، تحولت بفضل اعتناقها للفكرة الإسلامية إلى أمة واحدة قوية منيعة ، واصبح العرب قادة البشرية في جميع ميادين الحياة ، واصبحوا مركز النهضة في العالم ، كما أن النهضة التي حدثت في الدول المتقدمة اليوم قامت على أساس الفكر الاشتراكي أو الرأسمالي ، ولهذا تعرف النهضة بأنها الارتفاع الفكري ، ومعنى الارتفاع الفكري هو الانتقال من الناحية الحيوانية إلى الناحية الإنسانية ، فالفكر المتعلق بالحصول على الطعام فكر ولكنه فكر غريزي منخفض ، والفكر المتعلق بتنظيم الحصول على الطعام فكر ولكنه أعلى من الأول.
لا شك ان جماع الحل لكل مآسي المسلم كفرد وكأمة هو تحقيق النهضة للأمة الاسلامية وبالتالي للمجتمع الاسلامي. فعندما ينهض الفرد المسلم ويرتقي فانه يتخلص من الخلل الذي يسبب له الشقاء، وعندما تنهض الامة الاسلامية وترتقي فانها تتخلص من اسباب الشقاء الذي تعيشه. فكيف ينهض الفرد المسلم، وكيف تنهض الأمة الاسلامية، وبالتالي كيف ينهض المجتمع الاسلامي؟؟

ينهض الفرد المسلم عندما يرتقي فكرياً وسلوكياً في جميع مجالات حياته. وذلك بتوفر المقومات الأربعة التالية اللازمة لذلك في حياته: العقائد السليمة، والعبادات الحقّة، والأخلاق الفاضلة، والمعاملات القويمة. فبالعقائد والعبادات تنتظم علاقته مع ربه، وبالأخلاق تنتظم علاقته مع نفسه، وبالمعاملات تنتظم علاقته مع غيره من البشر. ففي اعتناقه لأفكار العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات يرتقي فكرياً، ويكون رقيّاً صحيحاً اذا كانت كل تلك الافكار صحيحة، ولا يتم ذلك بالطبع الا بما في الاسلام ليس غير، وفي تطبيق هذه الافكار كاملة في أقواله وأفعاله، أي سلوكاته، يرتقي سلوكياً، ويكون رقيّه صحيحاً اذا كانت التطبيقات سليمة كسلامة الافكار.

أن ارتقاء السلوك الفردي يأتي نتيجة لارتقاء افكارهولكن كيف يتم إيجاد الافكار الصحيحة لدى الفرد حتى يتحقق لديه السلوك الراقي، وبالتالي نعتبره قد نهض وارتقى.

صحيح ان نهضة الفرد لا يمكن ان تحقق نهضة الأمة، ولا نهضة المجتمع. لأن الفرد المسلم يبقى عنصراً واحداً من عناصر بناء الأمة او بناء المجتمع. كما تبقى عناصر نهضته و رقيّه تختلف من حيث النوعية وإن التقت من حيث العددية مع عناصر رقيّ الأمة او المجتمع … ذلك ان الأمة، أي أمة، هي عبارة عن مجموعة من الناس الذين يعتنقون افكارا مبدئية معينة، أي عقيدة لها نظامها في الحياة. وهذا بالطبع لا يعني بالضرورة اعتناق هذه الافكار من قبل كل فرد في الأمة، كما لا يعني وجود العبادات والأخلاق والمعاملات اللازمة لرقيّ الفرد ونهضته في حياة كل فرد من افراد الأمة. ولكن المهم ان تعتنق الأمة بمجموعها لا بأجمعها مثل هذه الافكار المبدئية، وتصبح منسوبة اليها، وعندها ستنهض وترتقي، وإن لم ينهض ولم يرتقِ كل فرد من أفرادها بالضرورة.


اما المجتمع فيتجاوز في تكوينه نوعية عناصر الفرد وإن التقى في العدد. فالمجتمع هو عبارة عن مجموعة من الناس تربطهم علاقات معينة تنتظم جميع مجالات حياتهم، وهذه العلاقات النظامية لا توجد في مجتمع الا بتطبيق النظم والمعالجات التي تراها العقيدة المبدئية التي تعتنقها الأمة في هذا المجتمع. فعندما نتحدث عن المجتمع الاسلامي تصبح الناحية الاقتصادية معالجة بالنظام الاقتصادي في الاسلام، اي المنبثقة أفكاره من العقيدة الاسلامية او المبنية عليها، اي التي تراها العقيدة في المجتمع الاسلامي. كما تصبح النواحي الاخرى من حكم واجتماع وتعليم وعلاقات خارجية وغيرها معالجة بالانظمة الاسلامية ايضا. وهذا ايضا لا يعني بالضرورة اعتناق هذه الافكار المطبقة في الانظمة اعتناقا من قبل كل فرد في المجتمع. ولكن المهم ان يعتنق عدد من المجتمع تلك الافكار المطبقة ويطبق نظمها في مجالات الحياة كلها، ويرتضيها تبعاً لهم بقية افراد المجتمع نظاما لهم. وعندها سينهض المجتمع وإن لم ينهض كل فرد من افراده.

ومن خلال هذا البيان لكيفية نهضة الفرد المسلم، والأمة الاسلامية، والمجتمع الاسلامي، ندرك أهمية الفكر في الحياة الفردية والمجتمعية. وندرك أهمية أن يكون هذا الفكر مبدئياً، لأن الفكر المبدئي المشتمل على العقيدة ذات الانظمة هو الذي يعطي المفاهيم عن الاشياء في الحياة، وبالتالي ينتظم سلوك الفرد والأمة والمجتمع … وبهذا الادراك لأهمية الفكر المبدئي نلمس أهمية وجود الايمان السليم في حياتنا بعقيدة مبدئية، أي عقيدة ذات أفكار تضبط وتنظم جميع مجالات الحياة. ووجود هذا الايمان السليم يقتضي بالطبع أن نسلك طريقا سليما حتى نصل اليه، ونحققه في حياتنا كمسلمين افرادا وجماعات
الإسلام هو المبدأ الوحيد القادر على إنهاض الإنسان والمجتمع والدولة نهضة صحيحة لأنه وحى ومصدره الخالق المدبر ، ولذلك لن تنهض الأمة إلا أن تعيد طراز حياتها حسب الإسلام فتعيد الربط بين سلوكها وعقيدتها أما إذا حاولت أن تستورد أنظمة غريبة عن الإسلام بحجة أنها لاتخالف الإسلام فإنها تكرس بذلك إنحطاطها ، وصدق عمر رضى الله عنه حيث قال " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام وإن إبتغينا العزة فى غيره أذلنا الله ".

أم حنين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،


إقتباس(موسى عبد الشكور @ Dec 25 2011, 04:14 PM) *
أن ارتقاء السلوك الفردي يأتي نتيجة لارتقاء افكارهولكن كيف يتم إيجاد الافكار الصحيحة لدى الفرد حتى يتحقق لديه السلوك الراقي، وبالتالي نعتبره قد نهض وارتقى.

صحيح ان نهضة الفرد لا يمكن ان تحقق نهضة الأمة، ولا نهضة المجتمع. لأن الفرد المسلم يبقى عنصراً واحداً من عناصر بناء الأمة او بناء المجتمع. كما تبقى عناصر نهضته و رقيّه تختلف من حيث النوعية وإن التقت من حيث العددية مع عناصر رقيّ الأمة او المجتمع … ذلك ان الأمة، أي أمة، هي عبارة عن مجموعة من الناس الذين يعتنقون افكارا مبدئية معينة، أي عقيدة لها نظامها في الحياة. وهذا بالطبع لا يعني بالضرورة اعتناق هذه الافكار من قبل كل فرد في الأمة، كما لا يعني وجود العبادات والأخلاق والمعاملات اللازمة لرقيّ الفرد ونهضته في حياة كل فرد من افراد الأمة. ولكن المهم ان تعتنق الأمة بمجموعها لا بأجمعها مثل هذه الافكار المبدئية، وتصبح منسوبة اليها، وعندها ستنهض وترتقي، وإن لم ينهض ولم يرتقِ كل فرد من أفرادها بالضرورة.


اما المجتمع فيتجاوز في تكوينه نوعية عناصر الفرد وإن التقى في العدد. فالمجتمع هو عبارة عن مجموعة من الناس تربطهم علاقات معينة تنتظم جميع مجالات حياتهم، وهذه العلاقات النظامية لا توجد في مجتمع الا بتطبيق النظم والمعالجات التي تراها العقيدة المبدئية التي تعتنقها الأمة في هذا المجتمع. فعندما نتحدث عن المجتمع الاسلامي تصبح الناحية الاقتصادية معالجة بالنظام الاقتصادي في الاسلام، اي المنبثقة أفكاره من العقيدة الاسلامية او المبنية عليها، اي التي تراها العقيدة في المجتمع الاسلامي. كما تصبح النواحي الاخرى من حكم واجتماع وتعليم وعلاقات خارجية وغيرها معالجة بالانظمة الاسلامية ايضا. وهذا ايضا لا يعني بالضرورة اعتناق هذه الافكار المطبقة في الانظمة اعتناقا من قبل كل فرد في المجتمع. ولكن المهم ان يعتنق عدد من المجتمع تلك الافكار المطبقة ويطبق نظمها في مجالات الحياة كلها، ويرتضيها تبعاً لهم بقية افراد المجتمع نظاما لهم. وعندها سينهض المجتمع وإن لم ينهض كل فرد من افراده.

ومن خلال هذا البيان لكيفية نهضة الفرد المسلم، والأمة الاسلامية، والمجتمع الاسلامي، ندرك أهمية الفكر في الحياة الفردية والمجتمعية. وندرك أهمية أن يكون هذا الفكر مبدئياً، لأن الفكر المبدئي المشتمل على العقيدة ذات الانظمة هو الذي يعطي المفاهيم عن الاشياء في الحياة، وبالتالي ينتظم سلوك الفرد والأمة والمجتمع … وبهذا الادراك لأهمية الفكر المبدئي نلمس أهمية وجود الايمان السليم في حياتنا بعقيدة مبدئية، أي عقيدة ذات أفكار تضبط وتنظم جميع مجالات الحياة. ووجود هذا الايمان السليم يقتضي بالطبع أن نسلك طريقا سليما حتى نصل اليه، ونحققه في حياتنا كمسلمين افرادا وجماعات

الإسلام هو المبدأ الوحيد القادر على إنهاض الإنسان والمجتمع والدولة نهضة صحيحة لأنه وحى ومصدره الخالق المدبر ، ولذلك لن تنهض الأمة إلا أن تعيد طراز حياتها حسب الإسلام فتعيد الربط بين سلوكها وعقيدتها أما إذا حاولت أن تستورد أنظمة غريبة عن الإسلام بحجة أنها لاتخالف الإسلام فإنها تكرس بذلك إنحطاطها ، وصدق عمر رضى الله عنه حيث قال " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام وإن إبتغينا العزة فى غيره أذلنا الله ".


بارك الله فيكم

لكن أخي الكريم هل فقد المسلم هذه القدرة على التفكير السليم أم إنه مخدوع بإعلام فاسد غيّب عنه هذه المفاهيم و أثر على طريقة تفكيره ، فتعلم من الإعلام طريقة سطحية للتفكير ؟ أم الإعلام جزء من مؤامرة كبيرة على الفرد المسلم ؟ فإلى أي مدى تقع المسؤولية على الإعلام كون الفرد يتعرض لمناهج تعليمية سطجية أيضا لا تدع له مجالا للتفكير في الإنسان و الحياة و الكون و لا في الفرد و المجتمع و الدولة ..
ابو بكر الحامدي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
أن المسلمين في وقتنا المعاصر يعيشون غربة مشابهة لحد كبير للغربة التي عاشها الجيل الأول , وإن كان المشركون قد رموا محمدا – صلى الله عليه وسلم - ودعوته وأتباعه عن قوس واحدة , فقد رمانا أعداؤنا في هذه الأيام عن قوس واحدة كذلك , وشنوا علينا حملات الغزو في مجالات متعددة عسكرية كانت أو فكرية مستخدمين في ذلك الغزو كل ما يملكون من طاقات وقدرات ووسائل واساليب فكان لهجومهم أثره السيئ على المسلمين افرادا وجماعات ودول
فقد خضع المسلمون لعمليه مسح لادمغتهم وحشوها بمفاهيم غربيه من خلال الغزو الفكري وهو استعمال الوسائل غير العسكرية ، التي اتخذها النصارى وغيرهم من أعداء الله ، لإزالة مظاهر الحياة الإسلامية , وصرف المسلمين عن التمسك بالإسلام عقيدةً وسلوكا ويهدف إلى :
1- إزالة مظاهر الحياة الإسلامية بين المسلمين .
2 - جعل سلوكيات النصارى مصدر الهام ومحل اقتداء وإذا لم يتقبل المسلمون التنصير فلا مانع من إخراجهم من الإسلام وإبقائهم بغير دين .
3- اثارة الشبهات حول الإسلام
4- إيجاد روح التخاذل والهزيمه بين المسلمين ،
5 - تقديم دراسات مشوهة عن الحياة الإسلامية العملية , تُنَفر النفس البشرية من الإسلام ، مع تقديم البديل الغربي في أبهى حُلَّة وأجمل صورة ، وقادة هذا الميدان هم المستشرقون ودراساتهم الإستشراقية .
6 - ترجمة الدراسات الإستشراقية المغرضه والتي تشوه الاسلام والتاريخ إلى أغلب اللغات التي تتكلم بها الشعوب المسلمة ، من العربية والأردية والإندونيسية والسوا حلية ....
7–استقطاب ابناء المسلمين للدراسه في الغرب لحمل الثقافة الغربية تمجيداً واستحساناً ، بحيث ينظرون إلى حضارة الإسلام ومبادئها بمنظار النقد والهدم ، واعطاء هؤلاء المناصب القيادية من التخطيط ووضع الأسس للرقي والتقدم في العالم الاسلامي
8- اقامه مدارس تابعه للغرب الكافر كمراكز لصناعه القاده على النمط الغربي ومدرسة الإمام محمد عبده في مصر ومدرسة سر سيد أحمد خان في شبه القارة الهندية خير مثال والجامعة الأمريكية في بيروت ، وجامعة القاهرة في مصر
وعند عدم تحقيق نتائج يمكن استعمار العالم الإسلامي بقوة السلاح ، وفرض عقيدة التنصير على الشعوب المسلمة ، تحت وطأة الحاجة ولقمة العيش .
وقد انيط كل هذا بحكام عملاء و اعلام عميل مضلل لتنفيذ هذه الخطط والاساليب حتى يفقد المسلم القدرة على التفكير السليم وخلق جيل منهزم في كل مجالات الحياه
ولكن هذا يتطلب منا العمل الحثيث لمحاربه الغرب الكافر وافكاره ووسائل اعلامه العميله وكشف المستور منها والمضلل الذي يتلاعب بعقول المسلمين كما ويجب علينا استماله الاعلاميين لجانب خدمه الاسلام ةدعاته المخلصين
وهنا يطرح السؤال كيف السبيل الى كسب الاعلاميين لجانب قضايا المسلمين المصيريه والملحه ؟؟؟
موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

حقا سؤال مهم موجه للجميع ,

كيف السبيل الى كسب الاعلاميين لجانب قضايا المسلمين المصيريه والملحه ؟؟؟

وكيف السبيل الى كسب الاعلاميين لحمل الدعوه ؟؟
ابو بكر الحامدي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الخامسة عشره .
عقيدة القضاء والقدر

كان اثبات وجود الله سبحانه الخالق المدبر، الأساس الأول في الايمان، بالطريق العقلي المبني على المحسوس. وكان القرآن الكريم رسالة الله للبشر كافة، الأساس الثاني في الايمان، بالطريق العقلي المبني على المحسوس. وكان بالتالي محمد عليه السلام رسول الله للناس كافة، الأساس الثالث في الايمان، بالطريق العقلي المبني على المحسوس. وكانت المغيبات التي اشتمل عليها القرآن والسنّة المتواترة، الأساس الرابع في الايمان، بالطريق العقلي المبني على المحسوس. فلم يبق أمامنا من أسس الايمان الا موضوع القضاء والقدر. فلا بد أن يسلك فيه نفس الطريق العقلي المبني على المحسوس، ويرفض فيه الظن، فالعقيدة لا يجوز ان تكون الا يقينية، ولا يوصل الى اليقين الا اليقين، وصدق الله العظيم القائل "إن يتّبعون الا الظن، وإن الظن لا يغني من الحق شيئا" – من آية 28 من سورة النجم-.
وبالرجوع الى جميع المصادر الشرعية في عهد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، نجد ان المسلمين لم يعرفوا في ذلك العصر ولا طيلة القرن الاول الهجري بحث مسألة القضاء والقدر ككلمتين مجتمعتين. وكل ما ورد هو وجود كلمة قضاء وحدها وكلمة قدر وحدها. فقد قال عليه السلام في دعاء القنوت: "واصرف عني شر ما قضيت، فانك تقضي ولا يقضى عليك" أي اصرف عني شر ما حكمت به. قال عليه السلام: "قل قدّر الله وما شاء الله فعل"، أي أن ذلك من تقدير الله وعلمه. وكل ذلك، مع ما ورد من معانٍ لغوية وشرعية للكلمتين، يؤكد ان هاتين الكلمتين لا علاقة لهما ببحث القضاء والقدر. وإنما يجب ان يُقتصَر فيهما على معانيهما اللغوية والشرعية، ونبذ تلك المعاني التي أضافها لهما الفلاسفة والمتكلمون. وبذلك تبقى كل منهما تحمل تلك المعاني اللغوية والشرعية الموقوفة عليهما. وأما موضوع القضاء والقدر، او مسألة القضاء والقدر، فهو أفعال العباد وخاصيات الاشياء. ولكن لا بد من تحديد أساس هذا البحث او المسألة، وبتحديد هذا الاساس يمكن الوصول الى النتيجة اللازمة لهذا الاساس دون تمحُّل ولا تخيُّل ولا توهُّم. وهذا يعني ضرورة أن تطرح تلك الآراء الفلسفية او المنطقية حولها، وخاصة أنه لم يرد اي نص شرعي يقول بأن هذه المسألة سرٌّ من أسرار الله. ثم لكون موضوع القضاء والقدر محسوساً، فيجب ان يبحث ويعطى فيه الرأي لأنه بحث عقلي محسوس الواقع، ولأنه يتعلق بالأيمان بالله، ولهذا فقد صار جزءا من العقيدة.
يتبع :

ابو بكر الحامدي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه السادسة عشره .
عقيدة القضاء والقدر
وعند التدقيق في هذه المسألة يظهر ان اساسها هو موضوع الثواب على الفعل والعقاب عليه، وليس أي شيء آخر.وبالوقوف عند العديد من الآيات الكريمة التي يستدل بها على مسألة القضاء والقدر نجد ان هناك مجموعة منها يستشهد بها الكثيرون على اساس ان الانسان مجبور على القيام بأعماله بإرادة الله ومشيئته، وأن الله سبحانه هو الذي يخلق فيه أعماله. فهم لا يكتفون بما تدل عليه أمثال هذه الآيات من أن الأجل بيد الله "وما كان لنفس ان تموت الا بإذن الله كتابا مؤجلا" – الآية 75 من سورة آل عمران-، وبهذه الآية "ولكل أمة أجل، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" – الآية 34 من سورة الأعراف-، ولكنهم يستدلون بغيرها على جبرية الاعمال مثل "ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرئها، إن ذلك على الله يسير" – الآية 32 من سورة الحديد- وقوله تعالى "قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا، هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون" – الآية 51 من سورة التوبة-، وقوله تعالى "لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الارض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر الا في كتاب مبين" – الآية 3 من سورة سبأ-، وقوله تعالى "وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار، ثم ببعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم اليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون" – الآية 60 من سورة الأنعام-، وقوله تعالى "وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك، قل كل من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا" – الآية 28 من سورة النساء-، وقوله تعالى "والله خلقكم وما تعملون" – الآية 96 من سورة الصافات- … ويحاولون ان يدعموا رأيهم بأحاديث شريفة من مثل قوله عليه الصلاة والسلام "نفث روح القدس في روعي: لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها وما قُدِّر لها".
بذلك لا بد من معرفة اساس بحث هذه المسألة:
هل هو كون الانسان يخلق فعله، أم الله هو الذي يخلقه، أم هل هو كون الله يعلم بأن الانسان سيعمل عمله ويحيط علمه به، أم هل هو تعلّق إرادة الله بفعل الانسان وأنها تفرض وجوده، أم هل كون فعل الانسان مكتوباً في اللوح المحفوظ وأن هذه الكتابة تلزم بالقيام به؟؟؟
وباختصار: هل اساس بحث مسألة القضاء والقدر هو قدرة الله على ايجاد الانسان وفعله، او علمه المحيط بكل شيء، او إرادته المتصلة بجميع الممكنات، او احتواء اللوح المحفوظ لكل شيء؟؟؟
عند التدقيق في هذه المسألة يظهر ان اساسها ليس ذلك كله، لأنه لا بد ان يتصل الاساس بموضوع الثواب على العمل والعقاب عليه، لأنه يحدد من يتحمل مسئولية القيام بالفعل: أي القيام بالعمل سواء كان خيرا او شرا: هل الانسان ملزم عليه او مخير فيه، بمعنى: هل لدى الانسان الاختيار في القيام بأي عمل او تركه، او انه مجبر على ذلك سواء كان العمل خيرا او شرا؟؟؟
والآن لنتفحص دور الانسان وصلته بالأفعال التي تقع منه او عليه لنرى مدى مسئوليته عن القيام بها وتحمّله الحساب عليها، فنجد ان هناك نوعين من الاعمال:
نوع يقوم به باختياره، والنوع الآخر يقوم به او يقع عليه دون اختياره.
أما الأفعال التي تجري باختياره فهي مجموعة الاعمال التي يسيطر عليها ويقوم بها بإرادته، آو تتم بتدخّله، سواء كان في اطار شريعة الله او غيرها، وهي قسمان:
القسم الاول: هو تلك الاعمال التي يقوم بها لإشباع جوعا ته الغريزية والعضوية بصورة مباشرة، مثل إشباع غريزة التدين بالصلاة، وإشباع غريزة البقاء بالتملك، وإشباع غريزة النوع بممارسة الجنس، وإشباع جوعة المعدة بالأكل … وهكذا.
والقسم الثاني: هو تلك الاعمال التي يقوم بها لتحقيق هذا الإشباع بصورة غير مباشرة عندما يضع او يتبنى تشريعات معينة ينظم بها إشباع كل جوعة من جوعا ته بشكل معين. سواء كانت هذه التشريعات يضعها بعقله وتفكيره او يتبنّاها من تشريعات وضعية او تشريعات ربانية.
وفي كلا القسمين نجد ان الانسان يقدم على العمل في اي وقت يشاء ويمتنع عنه في اي وقت يشاء، ولا يوجد اي تدخّل خارجي في إرادته عند القيام بالعمل او الامتناع عنه.
وأما الأفعال التي تجري دون اختياره فهي مجموعة الاعمال التي لا يسيطر عليها ولا دخل لإرادته في وقوعها او في دفعها عند وقوعها، وهي ايضا قسمان:
القسم الاول: هو الاعمال التي تدخل ضمن نظام الوجود من كون وانسان وحياة. فالشخص يعيش ويعمل في هذا الوجود وفق النظام المخصوص الذي يسير عليه الوجود. فالجاذبية مثلا تحكم حركته في هذا الكون، وجوعاته تحكم سعيه للإشباع كانسان، وأطوار نموه تحكم حركته في الحياة. فأعمال نظام الوجود كلها تجري دون اختياره وإرادته، وهو مجبور على مراعاتها والسير وفقاً لها دون اختيار. فلا يستطيع بحكم الجاذبية أن يطير في الهواء دون التغلب بوسيلة ما على ذلك، ولا يستطيع ان يتدخل في مجيئه الطبيعي الى هذه الدنيا او ذهابه منها. ولا أن يحدد لنفسه شكل جسمه او لونه. فكل ذلك لا أثر له كفرد مخلوق في اي شيء منه، لأن الله سبحانه هو الذي خلق نظام الوجود، وجعله على حال ينظم ويدبر هذا الوجود بشكل ثابت ودائم.
والقسم الثاني: هو الاعمال التي لا تدخل ضمن نظام الوجود ولكنها تقع من الانسان دون إرادته واختياره. كأن يطلق النار بقصد وإرادة صيد طير، ولكنها تقتل خطأً شخصاً آخر لا علم له بوجوده. أو كأن يسقط شخص وهو نائم من فوق عمارة على شخص آخر فيقتله. هذا من ناحية ان تقع الاعمال من الانسان دون إرادته، وأما أن تقع عليه ولا يملك دفعها، فكالمقتول في الصيد او تحت العمارة وأمثالهما.
نلاحظ في كلا القسمين ان الانسان واقع تحت سيطرة هذه الأفعال ولا إرادة له ولا مشيئة لا في وجود أفعال القسم الأول التي تدخل ضمن نظام الوجود، ولا في وقوع او دفع أفعال القسم الثاني التي لا تدخل ضمن نظام الوجود. وهذه الأفعال بقسميها هي التي يطلق عليها اسم "القضاء". ذلك لأن الله سبحانه هو وحده الذي قضاها، أي أمر بوجودها او بوقوعها دون أي صلة او تدخّل من الانسان. وهذا يخرج العبد من دائرة المسؤولية تماماً عن هذه الأفعال سواء ألحقت بالإنسان نفعاً آو ضراً، وسواء أحبها أم كرهها، أي سواء فسرها الانسان حسب قدرته العقلية الناقصة وعلمه المحدود بالخير او بالشر. وهذا القضاء مطلوب من الانسان ان يؤمن به من أنه من الله سبحانه وتعالى ما دام قد آمن به تعالى كخالق ومدبر وليس مجرد خالق فقط.
يتبع...زز
ابو بكر الحامدي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه السابعة عشره .
عقيدة القضاء والقدر

وقفنا في الحلقة السابقة حول هذه المسألة على موضوع القضاء وأنه كل الافعال التي توجد او تقع، سواء كانت ضمن نظام الوجود أم لا، دون أن يكون للانسان أي دخل فيها و لا ارادة له في وقوعها او دفعها، وهو مسيّر فيها، ولا يملك جلبها او دفعها. ونقف الآن على موضوع القدر.
إننا عندما نرى الأفعال القضائية او الإرادية، أي التي تسيطر على الانسان او التي يسيطر عليها، لا تقع الا من أشياء و على أشياء من مادة الكون والانسان والحياة، ندرك ان الأفعال كلها مادية، وأن الناموس العام الذي خلق الله تعالى الوجود عليه هو الذي يمكّن من وجود او وقوع هذه الأفعال من الاشياء، فماذا في هذه الاشياء؟
لو دققنا في كل شيء لوجدنا أنه قد اختص بميزة لا توجد لدى غيره. وأن هذه الميزة او الخاصية هي التي تمكّنه من وقوع الفعل منه او عليه. وأن الله تعالى الذي خلق نظام الوجود هو الذي خلق لكل شيء ميزته الخاصة. فخاصية الإحراق في النار، وخاصية الاحتراق في الخشب، وخاصية القطع في السكين، وخاصية الانقطاع في اللحم، كلها خواص خلقها الله تعالى في هذه الاشياء وجعلها حسب نظام الوجود ملازمة للأشياء و لا تتخلف عنها. ولو تخلفت لكان ذلك بسبب تدخّل الخالق المدبر سبحانه مباشرة، وهو أمر خارق للعادة، كما حصل لكل الأنبياء وكان من معجزاتهم. فالنار ما كانت لتترك ابراهيم عليه السلام وقد ألقي فيها دون أن تحرقه ويحترق هو فيها لولا تدخّل الله سبحانه وأمره تعالى لها "يا نار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم". وخاصية السيولة في الماء، وخاصية التجمد في الثلج، هما خاصيتان لا تتخلفان الا بمعجزة لنبيّ، فقد أنشق ماء البحر وظهر كأنه تجمّد معجزة لموسى عليه السلام "فأوحينا الى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم".
هذا بالنسبة للأشياء الكونية، وما خلق الله سبحانه لها من خواص لا تتخلف. وأما بالنسبة للأشياء البشرية من دماغ وغرائز وأعضاء اخرى، فقد خلق الله لكل منها خاصية معينة ايضاً، وجعلها ملازمة لها حسب نظام الوجود. فالدماغ خلق فيه خاصية التفكير، وغريزة النوع خلق فيها خاصية الميْل الجنسي، وغريزة البقاء خلق فيها خاصية حب الذات، وغريزة التدين خلق فيها خاصية الميْل للتقديس. وجعل لكل خاصية من هذه الخاصيات مظاهر متعددة تظهر فيها في الواقع لتؤدي مهمتها في الحياة. وهذه الخاصيات في الغرائز والاعضاء، وتلك في الأشياء، خلقها كلها الخالق المدبر سبحانه، وقدّر فيها خاصياتها المميزة لكل منها، و لا أثر للانسان في ذلك. الأمر الذي يفرض على الانسان المسلم بالذات أن يعتقد صادقاً ويؤمن مخلصاً بأن الله تعالى وحده هو الذي قدّر هذه الخاصيات في كل الأشياء خارج الانسان و داخله.
والسؤال الآن: الى أي مدى تُلزم هذه الخاصيات الانسانَ على أن يقوم بها بأعمال معينة؟ بمعنى هل من طبيعتها أن تجبر الانسان على ان يقوم بها بأعمال محددة دون غيرها فيكون مسيَّراً لا مختاراً ؟
عندما نقرأ قوله تعالى في سورة الشمس –الآيات من 7 الى 10 – "ونفس وما سوّاها، فألهمها فجورها وتقواها، قد افلح من زكاها، وقد خاب من دسّاها" ندرك ان الخالق المدبر سبحانه عندما خلق النفس البشرية، وسوّاها في أحسن تقويم، ألهمها أي خلق فيها القدرة على الفجور والقدرة على التقوى. أي أنه سبحانه جعل بتدبيره الحكيم للانسان في غريزة التدين الخاصية المميزة لها وهي القدرة على أن تفجُر وتعصي الأوامر الالهية فتكون أعمالها شراً، او تتقي وتطيع أوامر الله فتكون أعمالها خيراً. فلم يكن إلهامه سبحانه للنفس وتدبيره لها بسلب استطاعتها الاختيار بين الشر والخير وإنما بوضعه في أعماقها. ولذلك نجده تعالى يحمّل النفس الانسانية مسؤولية ما يصدر عنها من اعمال. فيرتب الفلاح والخير عندما تقدم على الاعمال الطيبة، كما يرتب الخيبة والشر عندما تقدم على الاعمال السيئة. ففي الخاصيات التي أودعها الله سبحانه في الاشياء والغرائز والاعضاء البشرية القابلية على ان تدفع الانسان ليقوم بأعماله وفقاً لأوامر الله او مخالفة لها دون أن تجبره على عمل معين او محدد بالذات. وإنما تدفعه فقط لاستخدام الأشياء تبعاً لما في الواحد منها من خاصية، وللاستجابة للغريزة او حاجة العضو تبعاً لما في هذه او تلك من خاصية مميزة. وبهذا يظهر جلياً أن الخاصيات لا تفرض على الانسان أي عمل من باب الإجبار او الإلزام وإنما دورها يبقى محصوراً في مجال الدفع للإشباع ليس غير.
صحيح أن خاصيات الأشياء والغرائز والأعضاء البشرية ملازمة لها بشكل لا يمكن أن تنفكّ عنها ولا تتخلف، بحيث يظهر أثرها على نتيجة كل فعل يصدر عن الانسان. ولكنها تبقى دائماً طوع بنان الانسان ليستعملها متى شاء. فهو الذي يوجِد العمل بها، وهو الذي يمتنع عن ايجاده. فغريزة النوع بما فيها من خاصية الميْل الجنسي تقدم للانسان مجال استعمال هذا الميْل عندما يدفعه لإشباعه. ولكن هذا الميْل، وما فيه من دافع، لا يفرض على الانسان ان يشبعه بشكل دون آخر. لأن في هذا الميْل القابلية للإشباع بأكثر من شكل، أي فيه القابلية ليفسح للانسان المجال لاستعمال عدة خيارات. فهو كميْل، ملازمٌ للغريزة، ولكنه عند الدفع للإشباع، لا يُلزم صاحب الغريزة بالإشباع حسب اوامر الله او مخالفاً لها. فالانسان الذي يحمل الغريزة كطاقة حيوية ملازمة لها خاصية الميْل للإشباع، هذا الانسان هو الذي يُحدث الاعمال للإشباع سواء كانت خيرا او شرا.
ولكن كيف تتخذ هذه الاعمال للإشباع شكل الخير او الشر ؟؟ سؤال نجيب عليه فيما يلي:
إن الله سبحانه وتعالى كما خلق في الغريزة خاصية الميْل لإشباعها، وجعل في هذا الميْل القابلية للاشباع بطريق الخير او الشر، خلق للانسان العقل وقدّر فيه خاصية التمييز والإدراك، فقال "وهديناه النجدين" أي جعلنا فيه القدرة العقلية لإدراك طريقي الخير والشر .. فعندما تدفعه الغريزة او حاجة العضو للإشباع يتولى العقل بتمييزه بين الخير والشر ضبط وتوجيه الاستجابة للإشباع. فإن كان صاحب العقل يختزن في عقله عقيدة الاسلام، وما تفرضه من حلال وحرام، فانه يوجه الاستجابة وفق أوامر الله ونواهيه. وإن كان يختزن عقائد اخرى فانه يوجه الاستجابة وفقاً لما تراه من أوامر ونواهي. فصاحب العقل هو الذي يُحدث فعل الإشباع سواء كان حلالاً او حراماً وفقاً لخياراته العقلية. أي أن عملية إختزان المعتقدات بجميع انواعها في العقل هي عملية يُجريها الانسان بإرادته واختياره وقناعته ثم يختزنه ليتخذه ضابطاً وموجّهاً في إشباعاته. وعليه فان التمييز بين الخير والشر كخاصية للعقل قدر ملازم له، ولكن فعل الخير والشر يقرره صاحب العقل فقط، وما خاصية التمييز الا عوناً له لتعريفه بالطرق والخيارات المتوفرة أمامه.

ولكن اين دور المشاعر في هذا الضبط والتوجيه؟
للجواب على ذلك نقول: ان المشاعر هي الميول والدوافع، فتبقى على فطرتها تتجه نحو خالقها حتى يتدخل الانسان بما يختزنه من عقائد في عقله. فإما ان يستجيب للفطرة فيشكّل مشاعرها بما يقتنع العقل به من عقائد صحيحة، فتكون مشاعر اسلامية، او بعقائد اخرى غير اسلامية. ثم تتركز هذه المشاعر، مع طول الممارسة، وتشكل نفسية صاحبها على وصف معين بقدر ما يحرص على الترابط بين مفاهيم معتقداته وميول غرائزه وحاجاته.
يتبع.......
ابو بكر الحامدي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الثامنة عشره .
عقيدة القضاء والقدر
بعد أن أشرنا في الحلقة السابقة الى دور المشاعر في إحداث الأفعال من الانسان، وانها من حيث وجودها مجرد خواص مقدرة لا انفكاك منها، ولكن من حيث تدخّلها في إيقاع الفعل ليس لها الا الدفع او الميل اليه، والانسان صاحبها هو الذي يستجيب لهذا الميل او لا يستجيب، وبهذا الشكل او ذاك، الأمر الذي يقودنا للحديث حول تحديد المسؤولية في ذلك كله: فهل المسؤولية بايجاد الميل لدى الانسان، أم ان المسؤولية والمحاسبة هما على إحداث الفعل استجابةً لهذا الميل؟
للاجابة على هذا التساؤل نقول: لقد أوضحنا أن ذات الميل ووجوده الملازم لكل غريزة او حاجة عضوية هو القدر. وهذا يعني ان الله وحده هو الذي خلقه في الانسان، فلا دخل للانسان في ذلك، وبالتالي لا حساب ولا مسؤولية في وجوده على احد من البشر وإنما ذلك كله جرى بحكمة الله وحده ومن تدبيره سبحانه لخلقه وهو القائل "لا يسأل عما يفعل وهم يسألون" – الآية 23 من سورة الأنبياء -. وعليه فان المسؤولية وما يتصل بها من محاسبة تبقيان محصورتين بإحداث الفعل او تركه "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" – الآيتان 7 و 8 من سورة الزلزلة -. فعندما خلق الله الغرائز وحاجات الاعضاء والاشياء جعل في كل منها خاصيتها التي تتميز بها عن غيرها لكي تؤدي مهمتها في الحياة على الوجه الذي قدّر لها. فهي تبقى مجرد طاقة جاهزة للاستعمال تحت الطلب.
وعندما خلق الله الانسان، وخلق له الغرائز والحاجات العضوية خلق له العقل، وخلق فيه خاصية التمييز. وأعطاه القدرة على أن يختار بين القيام بالفعل او تركه. وترك له الارادة بالفعل او الترك. فلا الاشياء في ذاتها تلزم بفعل او ترك، ولا الغرائز في ذاتها تلزم بذلك، ولا الحاجات العضوية في ذاتها تلزم بذلك ايضا، ولا الخاصيات في أي منها تلزم بذلك اولاً وأخيراً. ومن هنا كان للانسان كامل الاختيار بين القيام بالفعل وإحداثه في الواقع وبين تجنب ذلك. وذلك من خلال تدخل خاصية التمييز التي وهبها الله وقدّرها للعقل الانساني. وبالتالي ترتيب المسؤولية والمحاسبة على الانسان عندما توجد لديه هذه الخاصية، أي انه سبحانه وتعالى قد رتّب الثواب على فعل الخير الذي يقوم به الانسان لأن عقله بتمييزه يختار القيام به، تنفيذاً لأوامر الله واجتناباً لنواهيه. كما رتّب سبحانه العقاب على فعل الشر الذي يقوم به الانسان لأن عقله بتمييزه يختار القيام به مخالفاً لأوامر الله ومستجيباً لدوافع الغرائز والحاجات العضوية على غير الشكل الذي حددته أوامر الله ونواهيه.
وهنا يبرز أمامنا التساؤل التالي: بعد أن أصبح واضحاً دور الغرائز وحاجات الاعضاء والاشياء في إحداث الافعال او تركها من خلال خصائصها، وأن ذلك مرتبط بإرادة الانسان واختياره القائم على خاصية التمييز الموهوبة للانسان، نتساءل عن صلة ذلك كله بمسألة القضاء والقدر، من جهة، وتأثير علم الله وارادته ومشيئته في ذلك، من جهة ثانية، وأثر ذلك في حياة الانسان، من جهة أخيرة ؟؟؟
أما صلة الغرائز والحاجات العضوية والاشياء، وما في كل منها من خاصيات، والعقل وما فيه من خاصية، بمسألة القضاء والقدر كجزء من عقيدة المسلم وإيمانه، فهي ان الله تعالى قد خلق هذه كلها، وأن الانسان لا أثر له في هذا الخلق، وما عليه الا ان يؤمن بذلك من باب إيمانه بأنه تعالى "لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون". وبهذا تكون الخاصية المخلوقة في كل واحدة منها كقدر لها لا أثر للانسان في وجودها ولكن أثره يظهر باستعمالها على وجه معين، أي بأعمال معينة. وهذه الاعمال إما ان تكون مسيطرة عليه ولا إرادة له في إيقاعها، سواء كانت مما يقتضيه نظام الوجود أم لا، او يكون هو مسيطراً عليها. فاذا كانت من المسيطرة عليه كانت هي القضاء. وهكذا يظهر ان القدر هو الخاصيات المخلوقة في الاشياء والعقل والغرائز والأعضاء البشرية الاخرى. وأن القضاء هو الاعمال التي تقع إما ضمن نظام الوجود او لا، من الانسان او عليه، دون ارادة منه، وذلك وفقاً للخاصيات المقدرة في هذا الوجود. فالقدر يُعِدُّ الاشياء بجميع انواعها في هذا الوجود للاستعمال، والقضاء يفرض على الانسان ان يستعملها على وجه معين دون ارادة منه، دون ان يستطيع جلبها ولا دفعها، فهو إذن غير مسؤول عنها ولا محاسب عليها ما دامت خارجة عن ارادته واختياره. وأما عندما يستخدمها بارادته واختياره، أي على الوجه الذي يريده ويختاره، فانه يكون مسؤولاً عنها ومحاسباً عليها "كل نفس بما كسبت رهينة"، "كل امرئ بما كسب رهين" ، "لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت".
وبهذا تظهر صلة مسألة القضاء والقدر بذلك، وأما علم الله وإرادته ومشيئته وصلتها بمسألة القضاء والقدر، فان علم الله سبحانه الذي تشير اليه العديد من النصوص فانه يعني إحاطته سبحانه المطلقة بكل الوجود، وما يقع فيه من أعمال، سواء كان حدوثها بارادة الانسان او بغير ارادته. فلا علاقة للعلم بوجود الاشياء من حيث الإيجاد، لأن هذا مرتبط بالخلق لها، وإنما علاقته بها من كونها ستوجد وموجودة وينتهي وجودها بشكل كذا ووقت كذا. وأما ارادته او مشيئته سبحانه التي تشير اليها نصوص اخرى فانها تعني انه لا يوجد ولا يقع شيء مهما كان نوعه، ولا خاصية لشيء مهما كان وضعها، في هذا الوجود، الا ويكون وجوده او وقوعه ليس بالرغم من الله سبحانه، سواء كان الفعل من القضاء والقدر الذي لا ارادة للانسان فيه او من الافعال الاختيارية التي تصدر وفق ارادة الانسان. فلا علاقة للارادة الربانية بوجود الافعال الجبري الا تلك الداخلة في اطار القضاء والقدر، وذلك من باب كونها توجد بأمر الله سبحانه ودون ارادة واختيار من الانسان. وأما الافعال الداخلة في ارادة الانسان فارادة الله بالنسبة لها من باب كونها لا تقع جبراً عن الله سبحانه لأن ارادته تعالى مطلقة وتملك التدخل، كما هو في شأن القضاء، فتمنع الفعل المراد من الانسان او تفرض وقوعه على شكل آخر، وكونها لم تتدخل وتركت للانسان ان يوقع الفعل او يتركه فقد فعل الانسان الفعل بارادته وبإذن الله تعالى في آنٍ واحد. وهنا تظهر صلة القضاء والقدر بعلم الله وارادته ومشيئته.
وأما أثر مسألة القضاء والقدر على حياة الانسان فانه عندما تصبح حقيقة الاشياء وخصائصها بجميع انواعها وأحوالها واضحة مفهومة للانسان يدرك ما له وما عليه. ويعرف ما يجب ان يكون موضع ايمان وتصديق واعتقاد، وما يجب ان يكون موضع عمل وفعل. فينطلق في هذه الحياة غير هيّاب ولا وجل ليملك ناصية الاشياء ويستخدمها بكل ما تسمح به او يمكن ان يُكتشف من سماحها، وذلك وفقاً لأوامر الله ونواهيه ودون ان يسمح لتدخل الأمور الغيبية في إقدامه للحصول على النتائج بأسبابها وفقاً لهذا الناموس والنظام الذي وضعه الله لهذا الوجود، معتمداً في ذلك على ما وهبه الله من قدرات على إدراك الاشياء وخصائصها، ومتوكلاً عليه سبحانه ليعينه في هذه الحياة الدنيا على ضعفه ليتمكن من المزيد من المعرفة للأشياء بكل انواعها، وخصائصها بكل اصنافها، وبالتالي المزيد من العطاء والإعمار في هذا الكون. وهنا يظهر مدى أهمية وضوح مسألة القضاء والقدر في حياة المسلم من أنها ستكون عامل دفع قوي جبار له، وليس عامل كسل وقعود عن العمل والإعمار.
يتبع.........
ابو بكر الحامدي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه التاسعة عشره .
عقيدة القضاء والقدر

فما هو تأثير مسألة القضاء والقدر في حياة المسلم؟

إن هذه مسألة تدخل في صلب الايمان. لأن المسلم عندما يعتقد بأن الله سبحانه وتعالى هو خالقه ومدبّره فانه مطالَب بأن يرى مدى هذا التدبير، وحدود مسؤوليته عن الاعمال التي تصدر منه او تقع عليه في اطار هذا التدبير، ليتبين ما له وما عليه، فيستزيد مما له ويتجنب ما عليه.
فعندما يتضح له ان حدود هذه المسؤولية تقع في اطار الاعمال الارادية، أي التي تقع من الانسان او عليه بارادته، وأنه يتحمل الحساب والعقاب على ما يفعله بارادته واختياره فقط، بينما ما يفعله بغير ارادته واختياره، او يقع عليه بغير ارادته واختياره فانه لا يقع ضمن مسؤوليته ولا يحاسب عليه – عندما يتضح ذلك كله - فانه يطمئن لمدى اعمال القضاء، اي التي قضاها الله بحكمته على عباده، ولمدى خاصيات القدر، أي التي قدّرها الله بحكمته في الاشياء الحية وغير الحية، يتحدد له مدى القيام بالاعمال او تركها، ويطمئن لعدل الله في حسابه وجزائه.
وهنا لا بد من توضيح معنى تدخّل الارادة الالهية، والمشيئة الالهية، والإذن الالهي، والعلم الالهي، والكتابة في اللوح المحفوظ، في اعمال الانسان/ أي هل لهذه، او لأي منها، أي دور في إلزام الانسان بالقيام بفعل او ترك فعل أم ليس لها ذلك؟
وللإجابة على ذلك نقول:
ان من صفات الله سبحانه الكمال المطلق في العلم بكل شيء، والارادة لكل شيء، والمشيئة بكل شيء … فلا يقع في ملكه شيء الا ويعلمه، ولا يقع في ملكه شيء الا بإذنه، او بمشيئته، او بإرادته. ولكن معنى هذا كله أنه لا يقع في ملكه سبحانه شيء جبراً عنه، لأنه سبحانه قادر وقدرته مطلقة على التدخل لمنع وقوع الشيء، وأنه عندما يتركه ليحصل فقد حصل بإرادته وإذنه ومشيئته وفي إطار علمه. وهو سبحانه عندما خلق الاشياء الحية وغير الحية دبّر كلا منها بتدبير خاص، وهي تمارس عملها بهذا التدبير. فعندما يتركها تمارس عملها تكون ضمن ارادته لأنه سبحانه يملك القدرة على أن ينـزع منها هذا التدبير. وهذا التدبير يأخذ طابع الجبر والإلزام بحق الاشياء والمخلوقات الحية غير الانسان، لأنها لم تختص كالانسان بإرادة ذي طبيعة عاقلة. فالانسان الذي أُعطي مع الخاصيات في غرائزه وأعضائه وعقله إرادةً تتشكل لديه مما اختـزنه من معتقدات في عقله وأعماقه، له ارادة وسيطرة على جانب من أعماله يتحمل المسؤولية الكاملة عنها، فيثاب عندما يوجّهها بأمر الله ونهيه، ويعاقب عندما يوجّهها بغير ذلك.
وعليه فان تلك النصوص الشرعية التي تتحدث عن العلم والارادة والمشيئة والإذن والكتابة لا تعني انتزاع ارادة الانسان ومصادرتها منه. وإنما على العكس من ذلك تبقيها لديه وترتّب على بقائها والمحافظة عليها المسؤولية والمحاسبة. والله تعالى يقول "لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت" ويقول "ولا يظلم ربك أحدا".
وأما تهجّم أعداء الاسلام على المسلمين بحجة أن عقيدتهم في القضاء والقدر هي من أهم اسباب قعودهم عن العمل وتخلُّفهم عن الأمم، وأنه لا بد من التخلص من هذه العقيدة حتى يتخلصوا من تخلُّفهم ويسيروا في طريق النهضة والارتقاء … فان هذا التهجم مردود وساقط حتماً بوضوح مسألة القضاء والقدر. وذلك عندما يدرك المسلم تمام الادراك أن الله سبحانه قد خلق هذا الوجود ودبّره بنظام محكم، يقوم على ارتباط النتائج بأسبابها، وأنها لن تتخلف الا اذا كان هو سبحانه فعل ذلك كمعجزة لأحد من الأنبياء. وأما في الحياة العادية وسيْرها فسنّة الله في خلقه هي ارتباط النتائج بأسبابها فمثلا: لا نصر في المعركة دون أخذ أسبابه من الإعداد المادي والروحي. ولا نجاح في امتحانٍ دون دراسة جادة، ولا إنتاجاً زراعياً وفيراً الا بالعناية الزراعية. فعقيدة القضاء والقدر توضح للانسان ان الحياة مفتوحة بجميع مجالاتها أمامه. وانها كلها نتائج رتبها الخالق سبحانه بتدبيره على أسبابها. وأي تقاعس عن الاخذ بالاسباب يعني الفشل في الوصول الى النتائج. ولنا في حياة الرسول عليه السلام خير دليل: فنـزول الرماة عن جبل أُحُد كان سبباً للهزيمة، ونزوله عليه السلام وجيشه على ماء بدر ليشربوا ويمنعوا عدوهم كان عاملا من عوامل النصر، وحفر الخندق حول المدينة كان من اسباب النصر، وحرصه عليه السلام على إسلام احد العمريْن من البحث عن اسباب النصر، وذهابه عليه السلام الى مضارب القبائل يدعوهم ويتقصّد رؤساءهم من طلب اسباب النصر … ففي ذلك – وأمثاله كثير – عمل بالأسباب للوصول الى نتائجها.
هذا هو الاسلام، وهذا هو ما يقتضيه الفهم الصحيح لعقيدة القضاء والقدر. وأي قعود عن الأعمال بحجة أنها من علم الله منذ الأزل، أو انها من إرادة الله ومشيئته وإذنه، يعتبر من الخروج عن العقيدة الاسلامية الحقّة ويكفي أن نتذكر أنه لو استسلم المسلمون منذ عهد الرسول عليه السلام، وطيلة عهود الخلافة والفتوحات الاسلامية، لمثل هذه النظرة الغيبية، او ما يسمى بالقدرية الغيبية، لما تحققت لهم تلك الفتوحات، ولما انتشر الاسلام في أركان المعمورة بتلك الصورة المذهلة.
فاتقوا الله ايها المسلمون في عقيدتكم، وخلّصوها مما علق بها من شوائب. واعلموا ان قضاء الله وقدره يقفان بجانبكم ويشدّان من أزركم. فانطلقوا في الأخذ بزمام نهضة أمتكم أولاً ثم إنقاذ شعوب الارض أخيراً. ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتبوءوا بخيبة الدنيا والآخرة … والله وحده الميسِّر لكم تحقيق أهدافكم ما دمتم على يقين بأنه "ولينصرنّ الله من ينصرُه، إن الله لقويّ عزيز" …
الناقد الإعلامي
إقتباس(موسى عبد الشكور @ Dec 29 2011, 09:06 AM) *
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

حقا سؤال مهم موجه للجميع ,

كيف السبيل الى كسب الاعلاميين لجانب قضايا المسلمين المصيريه والملحه ؟؟؟

وكيف السبيل الى كسب الاعلاميين لحمل الدعوه ؟؟

بارك الله في جميعكم اخوتي ,
نعم , السؤال له أهمية بالغة , خاصة عند الحديث عن خلو الساحة من إعلام إسلامي ملتزم بقضايا الأمة , فهل يكمن الخلل في الاعلاميين العاملين في وسائل الاعلام على اختلاف أشكالها ؟ أم في السياسة المتبعة في وسائل الاعلام ؟ أم في المناهج الاعلامية التي تدرّس في كليات الاعلام ؟ وغيرها من الاسباب التي أدت الى انسلاخ الاعلام عن امة الاسلام , بل وانتهاج الاعلام سياسة تخريب العقول وابعاد أبناء الأمة عن قضيتهم المصيرية !
فالسؤال هادف الى أبعد من ذلك ,,, وكسب الاعلاميين يعني كسب وسائل الاعلام الى صف الأمة وقضاياها , فالعمل على كسب الاعلاميين لا بد له من هدف أكبر منه حتى تكون الخطة شاملة للوصول الى الهدف الأكبر .
أما عن كسب الاعلاميين فتكمن صعوبته منذ بدء الفرد حياته الدراسية مروراً بانتقاله من مرحلة المدرسة وصولاً الى تخرجه من كلية الاعلام وما يلي هذه المرحلة من فترات تدريب ودورات متخصصة في الاعلام من أساليب التحصل على السبق الصحفي والتصوير وعمل المقابلات وتدريب على وسائل الاتصال الحديثة وكيفية التحصل على الأخبار وتحريرها ... الخ .
وبالنظر الى واقع هذه المراحل حتى يصل الشخص الى ما يمكن وصفه بـ "إعلامي" . نجد أن العوائق كثيرة وكبيرة لبقاء هذا الشخص سليم التفكير , يقيس أمور حياته على العقيدة الاسلامية . فالمناهج المدرسية في ظل النظام الوضعي الذي نعيش تهدف الى التجهيل وعدم إعمال الفكر , وتركز على علوم الغرب للانبهار به , وتعمل من جانب آخر الى زرع مفاهيم بعيدة كل البعد عن مفاهيم الاسلام النقية .
وفي المرحلة التالية "مرحلة دخول كلية الاعلام" يتم التركيز على الناحية العملية , وعند التطرق الى الناحية الفكرية تطرح أفكار غربية ونظريات رأسمالية , وتلغي مفاهيم الاسلام كلياً ... فالدارس للاعلام في كليات الاعلام يتم تلقينه حياة الغرب وأساليبهم دون التطرق الى "الحرام والحلال" ... فالوصول الى سبق صحفي من خلال مراقبة سياسي أو التجسس عليه مباح وهو عمل مميز , وايقاع شخص مسؤول ليصرح بما لا يريد من خلال إحراجه مثلا أمر محمود .
وبعد التخرج من كلية الاعلام تجد المؤسسات الغربية تفتح له الأبواب للتدريب وأخذ محاضرات مركزة مجانية في معظمها حتى يتم التأكد أنه قد حمل الفكر الذي يريدون . هذه السياسة المتبعة عادة في تخريج الاعلاميين , وهذا لا يلغي أو يجعل كسب الاعلاميين أمراً مستحيلاً , فهم ما زالوا بشراً يعقلون . لكن ما أتبع معهم من سياسة تثقيب تجعل في الأمر صعوبة ويحتاج الى جهد كبير .
فالحل الجذري يكمن في تغيير كامل لجميع هذه المراحل , وتنشئة جيل واع مفكر , حريص على الاسلام وامته وقضايا الأمة المصيرية , أما الحديث في ظل هذا الوضع الراهن فالعمل يكون بعدة اتجاهات رئيسية :
- تذكير الاعلاميين العاملين بدينهم والواجب المترتب عليهم تجاه أمتهم .
- الاتصال بالاعلاميين على الدوام في كل حدث متعلق بقضية من قضايا الأمة .
- اللقاء مع الاعلامين من خلال زيارتهم والحديث معهم في محاولة لكسبهم , أو على الأقل كسب مناصرتهم لقضية الأمة المصيرية , وأضعف الايمان تحييدهم .
- التركيز على طلاب الاعلام في كليات الاعلام ومدهم بمواد تخدم الهدف .
- الاتصال بأساتذة الكليات وتذكيرهم والاطلاع على مناهج التدريس ونقدها وارسال هذا النقد الشرعي لتلك المناهج .
- الاطلاع على مناهج التدريس في المدارس ونقدها من الناحية الشرعية ومقارعة الحكام في تغييرها .
- العمل لايجاد حكم الاسلام في معترك الحياة , والذي من شأنه إنهاء جميع آفات المجتمع وما عم به البلاء .
موسى عبد الشكور
ماذا يعني تطبيق الشريعه؟
الحلقه العشرون:
النهضه الصحيحه والخاطئه
لم يختلف المفكرون والفلاسفة على أن أساس النهضة هو الإرتفاع الفكرى ولايمكن أن تحدث نهضة فى أى مجتمع إلا بوجود فكرة كلية عن الكون والإنسان والحياة تجيب للإنسان عن كل تساؤلاته التى تتعلق بوجوده فى الحياة والغاية منها ، أى وجود عقيدة لديه ، وبوجود نظام شامل ينبثق عن هذه العقيدة ينظم للإنسان حياته فى كل جزئياتها بناءاً على هذه العقيدة ، أو بكلمات أخرى وجود المبدأ هو سبب وجود النهضة. وعلى هذا الأساس وجدت نهضة على أنقاض روسيا القيصرية بعد بلورة الإشتراكية كمبدأ وحملها الإتحاد السوفيتى كدولة ، وفى أوروبا الغربية وجدت نهضة بعد صياغة الرأسمالية أيضاً كمبدأ صار عليها الغرب بعد عصوره المظلمة إلى يومنا هذا ، وفى كلتا الحالتين لاينكر أحد أن الإتحاد السوفيتى وأوروبا الغربية قد إنتقلتا من مرحلة الإنحطاط إلى مرحلة النهضة بعد صياغة مبدئيهما .
الا ان هناك فرق بين النهضات لا ختلاف المبادئ الموجوده في العالم وهي الاسلام وهو غير مطبق في اي دوله والاشتراكيه ومنها الشيوعيه في الصين وروسيا والراسماليه الموجوده في اوروبا وامريكا ودول اخرى ومن هنا كان هناك نهضة صحيحة وأخرى خاطئة ؟
فالمبدأ الصحيح يؤدى حتماً إلى النهضة الصحيحة والمبدأ الصحيح هو ذلك المبدأ الذى يستند إلى عقيدة صحيحة تقنع العقل وتتفق مع فطرة الإنسان التى خلق عليها وبالتالى تملأ قلبه طمأنينة وتمنحه السعادة الحقيقية وليست تلك السعادة المتوهمة. أما المبدأ الذى يقوم على عقيدة خاطئة فإنه وإن كان قادراً على إحداث نهضة فى المجتمع الذى نشأ فيه إلا انها نهضه خاطئه ولو كان هذا المبدأ قابلاً للتطبيق بقدر مافى المجتمع من ظروف مواتية لذلك تمنحه هذه القدرة على التطبيق بوصفه ردة فعل على الواقع. فالشيوعية أتت بعقيدة أنكرت وجود الخالق وهذه الفكرة لاتقنع العقل الإنسانى الذى يقطع بأن وراء الكون والحياة والإنسان خالق خلقها ، وتعارضت أيضاً مع فطرة الإنسان المتدين غريزياً نتيجة إحساسه بالعجز والنقص والإحتياج تجاه الخالق. فكان المبدأ الإشتراكى الذى بنى على هذه العقيدة مبدأً خاطئاً وبالرغم من أنه أوجد نهضةً إستمرت لسبعين عاماً إلا أنه لم يستطع البقاء أكثر من ذلك لأنه مبدأ خطأ وحين يكتشف أصحاب المبدأ مخالفته لعقولهم ومناقضته لفطرتهم ينقلبون عليه بعد أن كان السبب فى نهضتهم.

أما المبدأ الليبرالى (الرأسمالى) فإن عقيدته التى بنى عليها هى عقيدة فصل الدين عن الحياة التى لم تعطى جواباً قاطعاً فى مسألة الخلق بل تركتها للإنسان فمن يؤمن بأن هناك خالق فليؤمن ومن يكفر فله ذلك إلا أنها قد فصلت وجود الخالق فى حالة الإقرار بوجوده عن الحياة ، وقالت أنه ليس للخالق دخل بحياتنا ، والإنسان هو الذى ينظم حياته بعيداً عن خالقه ، وصورت الغاية من الحياة بأنها إشباع أكبر قدر ممكن من المتع الجسدية وبالتالى تتحقق سعادة الإنسان . وبناءاً على هذه العقيدة إنبثق نظام يظهر فى كل تفاصيله تأثره بعقيدته فنجد فكرة الحريات مقدسة عند الغربيين لأنها من جنس عقيدتهم التى ترفض أساساً تدخل الخالق فى حياة الإنسان، ونجد فكرة الديمقراطية التى هى حكم الشعب للشعب متفقة مع عقيدتهم التى ترفض أن تخضع إرادة الإنسان لخالقه . وبالتالى نجد أن كل أنظمة حياته يظهر فيها تأثرها بعقيدته التى تفصل الدين عن الحياة . وبناءاً على هذا المبدأ إنتقل الغرب من عصوره المظلمة التى سيطرت فيها الكنيسة ورجال الإقطاع إلى عصر النهضة الغربية ومازال إلى يومنا هذا يمارس حياته بناءاً على هذا المبدأ.
وبمحاكمة هذا المبدأ الذى كان سبباً فى نهضة الغرب نجد أن العقيدة التى يقوم عليها عقيدة خاطئة لأنها قد أعطت جواباً خاطئاً عن الكون والإنسان والحياة حين أنكرت دور الخالق فى هذه الحياة ولذلك فهى لاتقنع العقل ولاتتفق مع فطرة الإنسان الذى يشعر بالعجز والإحتياج إلى الخالق الذى خلقه، وبالتالى فإن كل الأنظمة التى إنبثقت عن هذه العقيدة خاطئة أيضاً. ونظرة إلى المجتمعات الغربية ترينا أن هذا المبدأ لم يستطع أن يحقق لهم السعادة الحقيقية والإطمئنان الداخلى فإن المجتمعات الغربية تشهد أكبر نسبة إنتحار فى العالم بالرغم من الرفاهية الإقتصادية التى يعيشون فيها ومن يعيش بينهم يدرك المعنى الحقيقى للتعبير القرآنى فى الآية " وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا " طه 124.
يتبع : خطا النهضه على اساس المبدا الراسمالي ولم استمر حتى الان مطبقا
موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

إن المبدا الراسمالي قد إستمر إلى يومنا هذا مطبقاً ليس إقراراً بصحته بل لأنه لايوجد بديل مطبق خاصة وأن المسلمين أصحاب المبدا الاصيل الحقيقى قد تقاعسوا عن دورهم فى طرح البديل الحضارى للبشرية لإنقاذهم من عفن الرأسمالية لعدم وجود دوله اسلاميه حقيقيه تحمله وتنشره وتطبقه، ومع ذلك فالشعوب الغربية بلغ بها الضجر من هذا المبدأ مبلغه مما أضطر السياسيين أن يقوموا بترقيعه بأشياء ليست منه ، وأكبر إنقلاب بدأ فى عهد المحافظين الجدد حين إضطرت الرأسمالية أن تتحالف مع الكنيسة ليس حباً فيها وإنما محاولة لركوبها علها تستطيع أن تعالج الخواء الروحى الذى دب فى الشعوب الغربية. ومع ذلك فأعداد الغربيين الذين يدخلون الإسلام يومياً فى تزايد وهذا مما أخاف الكنيسة الغربية وجعلها تقبل بهذا التحالف مع الرأسمالية التى أزاحتها من الحياة وكل منهم يظن أنه يحقق مكاسب على حساب الأخر ولكن هذا تحالف المفلسيين الذى لن يخرجهم من أزمتهم.وكذلك الازمه الاقتصاديه التي لا زالت جاثمه في الدول الغربيه وامريكا وتنازل الراسماليه عن ثوابتها حيث دعمت الحكومات الشركات الخاصه والبنوك واصبحت كالنظام الاشتراكي ومنه الشيوعي وهذا هو الفشل بعينه فالنهضه على اساس المبدا الراسمالس خاطئه ونتائجها ملموسه لكل ذي بصر وباعتراف اصحابها
أما الإسلام فقد أتى بعقيدة أجابت للإنسان عن تساؤلاته بما يخص الكون والإنسان والحياة فقالت أن الكون والإنسان والحياة مخلوقة لخالق وأن الحياة فى الدنيا ليست أزلية وأعطت جواباً بما يتعلق بالغاية منها حين أقرت بأن الله خلق الإنسان من أجل عبادته " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" الذاريات 56 ، وأن الموت يتبعه حساب يفضى إما إلى الجنة وإما إلى النار وهذه هى حياة الخلود ولذلك فالسعادة الحقيقية التى يبحث المسلم عنها فى الدنيا هى نوال رضوان الله ، وبناءاً على هذه العقيدة إنبثقت أنظمة حياة شاملة تنظم الحكم والإقتصاد والعقوبات والسياسة الخارجية وغيرها ، كانت كلها وحياً من عند الله خالق الإنسان والكون والحياة ويظهر فى كل تفصيلاتها إنبثاقها عن هذه العقيدة . لذلك كان الإسلام أيضاً مبدأً ولكنه يختلف عن غيره من المبادىء بأنه المبدأ الوحيد الذى نزل به الوحى وليس مصدره الإنسان ، لهذا فهو ليس ردة فعل على واقع معين بل هو الجواب والمعالجة التى أرسلها الخالق إلى خلقه لينظموا حياتهم على أساسها
وقد أحدث الإسلام بوصفه مبدأً نهضة فى المجتمع الذى قام على أساسه نقلت العرب من قبائل متناحرة إلى قادة دانت لهم الدنيا في اقل من مائه عام ويوضح جعفر بن أبى طالب فى قوله للنجاشى هذا الواقع حيث قال :‏ أيها الملك كنا قومًا أهل جاهلية ؛ نعبد الأصنام ونأكل الميتة، ونأتى الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسىء الجوار، ويأكل منا القوى الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنات ، وأمرنا أن نعبد الله وحده ، لا نشرك به شيئًا ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ـ فعدد عليه أمور الإسلام ـ فصدقناه ، وآمنا به ، واتبعناه على ما جاءنا به من دين الله ، فعبدنا الله وحده ، فلم نشرك به شيئًا ، وحرمنا ما حرم علينا.
بما أن الكون والإنسان والحياة حقيقة موجودة لذلك لايتصور أن تكون هناك أجوبة مختلفة عنها سوى جواب واحد الذى يفسرها وهذا الجواب قد أتى به الوحى ، لذلك لايمكن وجود أكثر من نهضة صحيحة سوى التى أوجدها الإسلام بينما النهضات الخاطئة يمكن أن تتعدد كتلك التى أوجدتها الإشتراكية أو التى أتت بها الرأسمالية ، لهذا فالإسلام هو المبدأ الوحيد الذى أوجد نهضة صحيحة إستمرت أربعة عشر قرناً من الزمن وقد إنتشر الإسلام إنتشاراً سريعاً لأنه إمتلك العقول والقلوب بعقيدته التى يقبل عليها أى إنسان ، وأنظمة حياته التى تتفق مع فطرة الإنسان التى فطره الله عليها " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" الروم 30 .
لذلك تميزت الأمة الإسلامية بأنها قد نهضت بالوحى ، وظهر أثر الإلتصاق بما نزل به الوحى على قوة الفرد والمجتمع والدولة ، ففى مراحل الإسلام الأولى منذ عهد الرسول حتى نهاية عهد الخلفاء الراشدين كانت الدولة فى أقوى حالاتها لأن الفهم للإسلام كان واضحاً ، والإلتصاق بما نزل به الوحى كان إلتصاقاً قوياً ولم يبتعد عنه قيد أنملة

اذا فالإسلام هو المبدأ الوحيد القادر على إنهاض الإنسان والمجتمع والدولة نهضة صحيحة لأنه وحى ومصدره الخالق المدبر ، ولذلك لن تنهض الأمة إلا أن تعيد طراز حياتها حسب الإسلام فتعيد الربط بين سلوكها وعقيدتها أما إذا حاولت أن تستورد أنظمة غريبة عن الإسلام بحجة أنها لاتخالف الإسلام فإنها تكرس بذلك إنحطاطها ، وصدق عمر رضى الله عنه حيث قال " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام وإن إبتغينا العزة فى غيره أذلنا الله ".

يتبع :

موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

الحلقه الثانيه والعشرون :
بما ان الإسلام هو المبدأ الوحيد القادر على إنهاض الإنسان والمجتمع والدولة نهضة صحيحة لأنه وحى ومصدره الخالق المدبر فقد يطرح البعض سؤالا :هل طبق المسلمون الاسلام في حياتهم، أم أنهم اعتنقوه عقيدة وطبّقوا غيره ؟
الثابت ان المسلمين ومنذ عهد الرسول عليه السلام حتى سقوط الدولة الاسلامية الممثلة بالخلافة العثمانية قد طبقوا الاسلام ونظامه في الحياة عن طريق الدولة الاسلاميه. والتطبيق في الدولة يتمثل في شخصين: الاول القاضي، الذي يفصل في الخصومات بين الناس، والثاني الحاكم، الذي يحكم بين الناس.
فهل فصل القاضي الخصومات بين الناس بالشريعة الاسلامية؟من الثابت بالنقل المتواتر ان القضاة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نهاية الخلافة في اسطنبول كانوا يفصلون الخصومات بين الناس حسب أحكام الشريعة الاسلامية في جميع شؤون الحياة. سواءا في ذلك بين المسلمين وغيرهم او فيما بينهم وحدهم. وأن المحكمة كانت محكمة واحدة تحكم بالشرع الاسلامي وحده. وأن الوضع قد استمر على ذلك حتى فصلت المحاكم بتأثير الاستعمار الى شرعية ونظامية. ونظرة مخلصة في سجلات المحاكم الشرعية المحفوظة في القدس وبغداد ودمشق والقاهرة واسطنبول وغيرها تظهر صدق ذلك. وأما القوانين الغربية التي أُدخلت فكان بناءا على فتوى العلماء بعدم مخالفتها لأحكام الاسلام. ومنها قانون الجزاء العثماني الذي أُدخل عام 1275هـ/ 1875م، وقانون الحقوق والتجارة الذي أُدخل عام 1276هـ/ 1858م. وأما المحكمة فلم تقسم الى شرعية ونظامية الا عام 1288هـ/ 1870م ووضع لها نظام خاص. وأما في عام 1295هـ/ 1877م فقد وضعت لائحة تشكيل المحاكم النظامية، وتبعها في عام 1296هـ/ 1878م وضع قانون أصول المحاكمات الحقوقية والجزائية. واستُبعد القانون المدني عام 1286هـ عندما وضع العلماء المجلة ولم يجدوا مبرراً لإدخاله الى الدولة ومعاملاتها. وبذلك يظهر ان كل هذه القوانين لم توضع موضع العمل الا بعد الفتوى بإجازتها وإذن شيخ الاسلام بها، وأن الاسلام قد طًبّق قضائياً في جميع عصور الدولة الاسلامية.
ويبقى السؤال الآخر: وهل طبّق الحاكم الاسلام في جميع جوانب الحياة طيلة عهود الدولة الاسلامية كما طبّقه القاضي؟
نعم أن تطبيق الاسلام من قبل الحاكم يظهر في خمسة جوانب في الحياة: الجانب الاجتماعي، والاقتصادي، والحكم، والتعليم، والسياسة الخارجية. ولو تتبّعنا هذه الجوانب الخمسة لوجدنا ان الدولة الاسلامية قد طُبّق فيها ذلك كله. ففي الجانب او النظام الاجتماعي، الذي ينظم علاقة الرجل بالمرأة، لم يطبق الحاكم غير الاسلام، وحتى كل البلاد الاسلامية تقريباً ما زالت تطبق هذا الجانب. وأما الجانب او النظام الاقتصادي، الذي يتمثل في كيفية أخذ الدولة للمال من الناس لتعالج مشاكلهم وفي كيفية إنفاقه، فقد أخذت الزكاة بجميع انواعها ووزعتها على أصنافها الثمانية فقط، ولم تستعملها في إدارة شؤون الدولة. وأخذت الاموال كالخراج والجزية والجمارك حسب الشريعة لادارة شؤون الدولة والأمة. وأنفقت الاموال على العجزة والمحتاجين من فقراء ومساكين وأبناء سبيل وغيرهم، بغض النظر عن الإهمال والتقصير الذي كان يحصل أحياناً. وأما جانب او نظام الحكم فيقوم جهاز الدولة فيه على ثمانية أركان هي: الخليفة، ومعاون التفويض، ومعاون التنفيذ، وأمير الجهاد، والقضاة، والولاة، والمدراء، ومجلس الأمة. وكان هذا الجهاز موجوداً طيلة العهود: فالخليفة كان موجودا دائما حتى أزال الكافر المستعمر على يد أتاتورك الخلافة عام 1334هـ/ 1924م. والمعاون سواءا للتفويض او للتنفيذ كان موجوداً يعاون الخليفة في الحكم عند التفويض وفي الادارة عند التنفيذ. والجيش وأمير الجهاد والولاة والقضاة والمدراء لشؤون الدولة ومصالح الناس. ومجلس الأمة في تقديمه الشورى والمشورة وجد بشكل من الاشكال حيناً ولم يوجد أحياناً اخرى، لأنه حق من حقوق الرعية لا يؤثر عدم وجوده على نوعية الحكم، كما هو الحال في مجالس النواب الديمقراطية التي تعتبر من أسس وقواعد الحكم. وأما جانب التعليم فكان مبنياً على اساس الاسلام سواء في التثقيف بالثقافة الاسلامية او تجنب الثقافة الاجنبية اذا ناقضت الاسلام، او التعليم بجميع مستوياته والذي جعل البلاد الاسلامية محل أنظار العلماء والمتعلمين بعلمائها وجامعاتها. وأما السياسة الخارجية فكانت مبنية على اساس اسلامي، إذ كانت الدولة تبني علاقاتها مع الدول الاخرى على اساس الاسلام، وجميع الدول تنظر اليها كدولة اسلامية ليس غير، وكانت هذه الناحية أشهر من أن تعرّف.
وهكذا يظهر للعيان أن الحاكم قد طبق في جميع عهود الدولة الاسلامية الشريعة الاسلامية في جميع جوانب الحياة الخمسة دون استثناء. كما ظهر لنا ان القاضي لم يفصل في الخصومات طيلة عصور الدولة الاسلامية بغير الاسلام. مما يجزم أن الاسلام قد طُبق في دولة اسلامية تطبيقاً ناجحاً بشكل منقطع النظير في نجاحه.

موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الثالثه والعشرون

قد يسال سائل عن بعض الاساءات في تطبيق بعض الاحكام فنقول ان هناك بعض الاخطاء حصلت في تطبيق بعض الاحكام ولكنها لن تغيير المفهوم القائل بان دولة الاسلام قد طبقت جميع احكام الاسلام على مر عصورها ويطرح مثل لقضيه تنصيب الحاكم المسلم اي بيعة الخليفة التي قد اسيئ فهم ما حصل فيها عن تعمد في معظم الاحيان بعد الخلفاء الراشدين لكن الثابت انها لم تصبح وراثية!
والحقيقة ان اساءه تطبيق حكم البيعه في تنصيب الحاكم لم يلغِ البيعة. لأن الثابت أن الخلافة لم تتحول الى ملكية وراثية مطلقا . ولم تصبح الوراثة فيها حكماً مقرراً في أي عهد من عهود الدولة الاسلامية. وكانت البيعة هي الحكم المقرر في الدولة. أما كيف تؤخذ هذه البيعة من كل المسلمين، فهذا ما اختلف من عهد الى آخر. فكانت تؤخذ من المسلمين في بعض العصور، وتؤخذ من أهل الحل والعقد في البعض الآخر، وتؤخذ من شيخ الاسلام في آخر العصر العثماني.
ولو رجعنا الى مسار الدولة الاسلامية في مختلف العصور لوجدنا البيعة في العهد الراشدي قد أخذت من المسلمين جميعاً ولم تقتصر على فئة معينة او مكان معين. وأما في العصور التالية: الأموي والعباسي وغيرهما فكانت تقصر على فئة أهل الحل والعقد في الدولة."واهل الحل والققد هم من اذا رضيوا رضي الناس " واستمر الحال كذلك حتى نهاية العهد العثماني حين اقتصر أخذها على شيخ الاسلام.
وعليه، يمكن الجزم ان العمل قد جرى في جميع عصور الدولة الاسلامية على تنصيب الخليفة بالبيعة. ولم ينصّب اي خليفة بالوراثة دون بيعة مطلقاً. ولم تستثنى في ذلك حادثة واحدة.
أما كيف كانت تجري الاساءة في تطبيق أخذ البيعة، فقد كان ذلك عندما كان يأخذها الخليفة من الناس في حياته لإبنه، او أخيه او إبن عمه او اي شخص آخر من أسرته. ولكنها كانت كانت بمثابة ترشيح لابنه او اخيه ولا يصبح حاكما الا اذا تم تُجديّد ها لذلك الشخص بعد وفاة الخليفة. مما يجعلها تبقى بيعة ولا تصبح لا وراثة ولا ولاية عهد
.

نعم لقد طبق الاسلام عمليا لجميع أنظمته في واقع الحياة بجميع جوانبها من جهة، وللفصل في القضايا بين الناس من جهة اخرى. وعلى جميع رعايا دولة الخلافة طيلة عصورها
كذلك ايضا فقد طبق الاسلام ً على غير المسلمين، مع مراعات بعض خصوصيات اهل الذمه من غير المسلمين وحسب الشريعه الاسلاميه التي انصفتهم كمأكلهم ومشربهم وزواجهم مثلا.
وعليه فان النظام الاسلامي وحده قد طُبق عملياً دون غيره طيلة عصور الدولة الاسلامية.
موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟

هل طبق غير الاسلام ام طبق وحده ؟

يمكن رؤية ان المسلمينَ قد طبقوا الإسلامَ عَمَلِيَّاً _ من زاويه اخرى _من معرفه من المسؤول عن تطبيق الاسلام وبالرجوع للمصادر الصحيحه نجد ان َ الَّذي يُطَبِّقُ النِظامَ هوَ الدولةُ، والَّذي يطبِّقُ في الدولةِ شخصانِ أحدُهُمَا القاضِي الَّذي يفصِلُ الخصوماتِ بينَ الناسِ، والثاني الحاكمُ الَّذي يحكُمُ الناسَ. أمَّا القاضي فإنَّهُ نُقِلَ بطريقِ التواترِ أنَّ القضاةَ الَّذينَ يَفْصِلُونَ الخصوماتِ بينَ الناسِ منذُ عهدِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ حتَّى نهايَةِ الخلافةِ في استانبول، كانوا يفصِلُونَهَا حَسَبَ أحكامِ الشرعِ الشريفِ في جميعِ أمورِ الحياةِ، سواءٌ بينَ المسلمينَ وحدَهُمْ، أوْ بينَ المسلمينَ وغيرِهِمْ. وقدْ كانتِ المحكمةُ الَّتي تَفْصِلُ جميعَ الخصوماتِ منْ حقوقٍ وجَزَاءٍ وأحْوَالٍ شخصيَّةٍ وغيرِ ذلكَ، محكمةً واحدةً تحكُمُ بالشرعِ الإسلاميِّ وحدَهُ. ولمْ يَرْوِ أحدٌ أنَّ قضيَّةً واحدةً فُصِلَتْ على غيرِ الأحكامِ الشرعيَّةِ الإسلاميَّةِ، أوْ أنَّ محكمةً ما في البلادِ الإسلاميَّةِ حكمتْ بغيرِ الإسلامِ قبلَ فصلِ المحاكمِ إلى شَرْعِيَّةٍ ونِظَامِيَّةٍ بتَأْثِيرِ الاستعمار. وأقربُ دليلٍ على ذلكَ سِجِلاَّتُ المحاكمِ الشرعيَّةِ المحفوظةُ في البلدانِ القديمةِ كالقُدسِ وبغدادَ ودِمَشْقَ ومِصْرَ واستانبولَ وغيرِهَا فإنَّها دليلٌ يقينيٌّ بأنَّ الشرعَ الإسلاميَّ وحدَهُ هوَ الَّذي كانَ يُطَبِّقُهُ القضاةُ. حتَّى إنَّ غيرَ المسلمينَ منَ النصارى واليهودِ كانوا يدرُسونَ الفِقْهَ الإسلاميَّ ويُؤَلِّفُونَ فيهِ مِثْلَ سَلِيْمٍ البازِ شارحِ المجلَّةِ وغيرِهِ مِمَّنْ ألَّفُوا في الفقهِ الإسلاميِّ في العصورِ المُتَأَخِّرَةِ. وأمَّا مَا أُدْخِلَ مِنَ القوانِينَ فإنَّهُ أُدْخِلَ بِنَاءً على فَتَاوى العلماءِ بأنَّها لا تُخالِفُ أحكامَ الإسلامِ، وهكذا أُدخِلَ قانونُ الجَزَاءِ العُثْمَانِيُّ 1275هـ الموافِقَ 1857م وأدخلَ قانونُ الحُقوقِ والتِجارَةِ 1276هـ الموافقَ 1858م. ثمَّ في 1288هـ والموافقَ 1870م جُعِلَتِ المحاكمُ قِسْمَيْنِ: محاكمَ شرعيَّةً ومحاكمَ نظاميَّةً، ووُضِعَ لها نظامٌ. ثمَّ في 1295هـ الموافقِ 1877م وُضِعَتْ لائِحَةُ تشكيلِ المحاكمِ النظاميَّةِ. ووُضِعَ قانونُ أُصولِ المحاكماتِ الحقوقِيَّةِ والجزائِيَّةِ 1296هـ. ولمَّا لمْ يجدِ العلماءُ ما يُبَرِّرُ إدْخالَ القانونِ المَدَنِيِّ إلى الدولةِ وُضِعَتِ المُجَلَّةُ قانوناً للمعاملاتِ، وَاسْتُبْعِدَ القانونُ المدنيُّ وذلكَ 1286ه
فهذهِ القوانينُ وُضِعَتِ كأحكامٍ يُجِيزُها الإسلامُ، ولمْ توضعْ مَوْضِعَ العَمَلِ إلاَّ بعدَ أنْ أُخِذَتِ الفتوى بإجازَتِها، وبعدَ أن أَذِنَ شَيْخُ الإسلامِ بها، كما تَبَيَّنَ منَ المَرَاسِيمِ الَّتي صَدَرَتْ بِهَا. وعندما احتلت جيوش المستعمرين البلاد الاسلامية عمدوا الى فرض تشريعاتهم في مجالات الحقوق والجزاء، وجعلوا لها محكمة مستقلة بقصد إبعاد الاسلام عن الحياة العامة.فقد تم استضعاف المسلمين وهم المغلوبون على أمرهم، وباستئجار نفر من أبناء المسلمين صنعوا عقولهم، ممن يسمون بالمثقفين، وهم" المضبوعون بالثقافه الغربيه
وإنَّهُ وإنْ كانَ الاستعمار منذُ سنةِ 1918م أيْ منذُ احْتِلالِهِ البِلادَ أَخَذَ يَفْصِلُ الخصوماتِ في الحقوقِ والجزاءِ على غيرِ الشريعةِ الإسلامِيَّةِ، ولكنَّ البلادَ الَّتي لمْ يَدْخُلْهَا الاستعمار بجيوشِهِ، وإنْ دخلَهَا بِنُفُوذِهِ فقد كانت إلى عهدٍ قريبٍ تحكمُ قضائِيَّاً بالإسلامِ، كالحجازِ ونجدٍ واليمنِ وبلادِ الأفغانِ، ولو أنّ الحكامَ في هذه البلادِ الآنَ لا يطبقونَ الإسلامَ، ومعَ ذلك نرى أنّ الإسلامَ طُبقَ قضائِيَّاً، ولم يطبقْ غيرُه في جميعِ عصورِ الدولةِ الإسلاميةِ

موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الخامسه والعشرون
تطبيق الاسلام ونظامه من قبل الحاكم

بعد ان تبين ان الاسلام قدبق قضائيا سنبحث تطبيق الاسلام ونظامه من قبل الحاكم فقد كانت تظهر في خمسه امور هي : النظام الاجتماعي والنظام الاقتصادي والنظام التعليمي والسياسة الخارجية ونظام الحكم . سنذكرها بلمحه بسيطه جدا
النظام الاجتماعي .
النظام الاجتماعي في الإسلام هو النظام الذي ينظم اجتماع المرأة بالرجل والرجل بالمرأة ، وينظم العلاقة التي تنشأ بينهما عن اجتماعهما، وكل ما يتفرع عن هذه العلاقة من زواج وطلاق وحضانة ونفقة وعدة وارث ، أو ما يطلق عليه بالأحوال الشخصية .
وقد أخطأ كثيرون في فهمهم وتعريفهم للنظام الاجتماعي عندما أطلقوا على جميع أنظمة الحياة اسم النظام الاجتماعي ، فتجارة الرجل مع المرأة يعالج في النظام الاقتصادي ، والشجار بينهما يعالج في نظام العقوبات ومحله القضاء، بينما اجتماع المرأة بالرجل وما ينتج عنه من زواج وطلاق وحضانة .الخ فانه من النظام الاجتماعي ، ومن هنا النظام الاجتماعي خاصا باجتماع المرأة بالرجل لا بتعامله معها .
وهذا النظام الاجتماعي أو ما يطلق عليه بالأحوال الشخصية لا زال مطبقا حتى الان رغم وجود الاستعمار السياسي والثقافي والاقتصادي وتطبيق أنظمة الكفر ، ولم يطبق غيره مطلقا حتى الان ، إلا ما تقوم به لبنان اليوم من إلغاء لقانون ا لأحوال الشخصية واستبداله بالقانون المدني الذي يبيح زواج المسلمة من الكافر ويبيح زواج المحرمات بالرضاعة إلى غير ذلك من البنود التي تبيح ما حرم الله.
النظام الاقتصادي .
الاقتصاد هو تدبير شؤون المال اما بتكثيره وتأمين ايجاده وهو ما يبحث به علم الاقتصاد ، واما بكيفية توزيعه ويبحث فيه النظام الاقتصادي فهو نظام يتعلق بحل مشاكل الحياة الاقتصادية وتنظيم علاقة الإنسان بالمال من حيث تملكه والانتفاع به وكيفية اخذ الدولة المال من الناس وإعادة إنفاقه عليهم .
موارد بيت المال .
تأخذ الدولة الإسلامية الأموال من الناس عن طريق :
1- الزكاة على الأموال والأراضي والأنعام باعتبارها عبادة وتوزعها على الأصناف الثمانية التي ورد ذكرهم في الآية قال تعالى ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عزيز حكيم ) [84][84] .
2- الجزية على أهل الذمة وهم غير المسلمين أي الكفار الذين يعيشون في ظل الدولة الإسلامية ويحملون التابعية لها قال تعالى ( حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ). [85][85]
3- الفيء وهو المال الذي يؤخذ من العدو من غير قتال ، قال تعالى ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول …) [86][86] الآية .
4- الغنائم وهي الأموال التي تؤخذ من العدو بالقتال قال تعالى ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ……) [87][87].
5- الخراج وهو المال الذي يؤخذ على الأرض التي فتحت عنوة أو صلحا وبقيت في يد أهلها .
6- العشور وهو المال الذي يؤخذ على الأرض التي اسلم أهلها عليها من غير قتال .
7- الجمارك وهي ضريبة تأخذها الدولة من تجار الدول الأخرى الذين تأخذ دولهم من تجار الدولة الإسلامية ضريبة وذلك من قبيل المعاملة بالمثل ، أما تجارها فلا تفرض عليهم ضريبة لأنها حرام لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ان صاحب المكس في النار ) [88][88] وفي رواية اخرى ( لا يدخل الجنة صاحب مكس يعني عشار ) [89][89]ولا تفرض الدولة الإسلامية ضرائب على رعاياها كما هو في أيامنا هذه .
كيفية إنفاق الدولة الإسلامية للمال .
1- أموال الزكاة تنفقها حسب الآية الكريمة التي حددت مصارفها ، وكذلك أموا ل الفيء والغنائم فقد وزعتها الدولة حسب تقسيم القرآن الكريم لها .
2- أموال الخراج والعشور الجزية فكانت تنفقها في شؤون الدولة والمجتمع.
3- تطبيق أحكام النفقة للعاجز والحجر على السفيه والمبذر وتنصيب ولي عليه كما كانت الدولة تقيم أمكنة في كل مدينة وفي طريق الحج لإطعام الفقير وابن السبيل والمسكين والتي لا تزال آثارها موجودة ، وبالجملة كان إنفاق المال من الدولة يجري حسب الشريعة الإسلامية وما يشاهد من تقصير في هذه الناحية هو إهمال وإساءة تطبيق وليس عدم تطبيق .
يتبع :
موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه السادسه والعشرون

الحلقه السادسه والعشرون
بعد ان تبين ان الاسلام قد طبق قضائيا من قبل القاضي وكذلك طبق الاسلام ونظامه من قبل الحاكم كما تبين لنا في الحلقه السابقه في النظام الاجتماعي والنظام الاقتصادي وبقي ان بنين هل تم تطبيق الاسلام من قبل الحاكم في النظام التعليمي والسياسة الخارجية ونظام الحكم
سياسة التعليم .
ففي اهتم الإسلام اهتماما كبيرا بالعلم والتعليم قال تعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )[90][90] (وقل رب زدني علما ) [91][91] . ولأول مرة في العالم تفرض دولة على الأسرى أن يعلموا الناس القراءة والكتابة مقابل إطلاق سراحهم مما يدل على مكانة العلم في هذه الدولة وقد كان الأساس الذي يقوم عليه منهج التعليم هو العقيدة الإسلامية وكان يتم تعليم الثقافة الإسلامية والمعارف الإسلامية ويتم تعليم ما يلزم للإنسان في معترك الحياة ،من اجل ذلك وضعت قواعد لسياسة التعليم في الإسلام أهمها:
1- تبني المناهج على أساس العقيدة ، فلا يعطى شيئا يتناقض مع العقيدة الإسلامية خاصة في الصفوف الدنيا ، ويركز فيها علي الثقافة الإسلامية ، من تلاوة وتفسير وعلوم القرآن واللغة العربية والسيرة والتاريخ الإسلامي … إلخ ،بالإضافة إلى العلوم العصرية ذات الطابع العالمي ، أما دراسة الثقافة الأجنبية فيتم الإطلاع عليها في المراحل العليا للدراسة لنقض هذه الثقافة وبيان فسادها ومناقضتها للإسلام بعد ان اصبح المسلم شخصيه اسلاميه واعيه على ما يدور حولها من سياسات دوليه واقليميه
1- يجب على الدولة أن تكافح الأمية بكل طاقتها وأن تثقف من فاتتهم الثقافة في سن التعليم ، وهو ما يدعى بالثقافة المستديمة ( اطلب العلم من المهد إلى اللحد ) .
2- توفير فرص التعليم للجميع مجانا حتى المرحلة الثانوية ، مع فسح المجال للتعليم العالي مجانا أيضا .
هذا بعضا من سياسة التعليم ، وما جدث من تقصير في فتح المدارس إنما كان في أواخر الدولة العثمانية الإسلامية بسبب الانحطاط الفكري والفقر الذي عم البلاد، أما بقية العصور فقد عمت شهرة المدارس والجامعات الإسلامية الآفاق ، وكان الناس يؤمنوها من جميع أنحاء العالم وجامعات قرطبة ودمشق والقاهرة وبغداد والإسكندرية خير دليل على ذلك والتي بقيت مناهجها تدرس في جامعات أوروبا إلى عهد قريب ولا زالت بعض القواعد العلميه والمصطلحات العربيه في الصناعات والتعليم العالي تدرس وتستعمل حتى الان .

موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
الحلقه السابعه والعشرون
ماذا يعني تطبيق الشريعه
بعد ان تبين ان الاسلام قد طبق قضائيا من قبل القاضي وكذلك طبق الاسلام ونظامه من قبل الحاكم كما تبين لنا في الحلقه السابقه في النظام الاجتماعي والنظام الاقتصادي والنظام االتعليمي وبقي ان بنين هل تم تطبيق الاسلام من قبل الحاكم في السياسة الخارجية ونظام الحكم
السياسة الخارجية :
وهي النظام الذي يحدد علاقة الدولة بالدول الأخرى وتتولى دائرة الخارجية جميع الشئون الخارجية المتعلقة بعلاقة دولة الخلافة بالدول الأجنبية سواء أكانت تتعلق بالناحية السياسية، أم بالنواحي الاقتصادية والصناعية والزراعية والتجارية، أم المواصلات البريدية والسلكية واللاسلكية، ونحوها مثل إعلان الحرب, وعقد الصلح والهدنة وسائر المعاهدات. وقبول السفراء الأجانب ورفضهم, وتعيين السفراء المسلمين وعزلهم وتقوم السياسة الخارجية في الإسلام على قواعد منها:
1-علاقة الدولة الإسلامية بالدول الأخرى وتكون قائمه على أساس الإسلام وليس على أساس المصالح أو المنافع أو التبعية السياسية .والعماله للاجنبي
2- العلاقة بالدول الأخرى أما علاقة حرب فعليه مع الدول المحاربة فعلا، وإما علاقة معاهدات مؤقتة مع الدول غير المحاربة ، لان الرسول صلى الله عليه وسلم كان أما محاربا لدول وإما معاهدا لأخرى ، على انه لم يعاهد أحدا مدة تزيد على العشر سنوات .ولا يجوز تعطيل الجهاد
3-لا يجوز للدولة الإسلامية أن تنضم إلى الأحلاف والمنظمات الدولية لأنها قائمة على أساس الكفر ، ولان هذه المؤسسات وجدت لتخدم الكفار وأهدافهم .
4-أهم أعمال الدولة الإسلامية في مجال السياسة الخارجية هو الدعوة الى الاسلام عن طريق الجهاد فكانت الدولة الإسلامية تخير الدولة المقصودة بين ثلاث خيارات الإسلام أو الجزية أو القتال ، هذا ما كانت عليه الدولة الإسلامية وكان الكفار ينظرون إليها على أنها دولة إسلامية ، وهذا مشهور شهرة عالمية كما كان شعار ان الجيش الاسلامي لا يقهر عند الكفار.
4- ان السياسة الخارجية لدولة الخلافة هي وحدها التي ستضع حدا لهذا الذل والهوان، وهي التي ستضمن عدم تمكن الغرب من إيجاد هذا الشر المستطير مرة أخرى ولن تسمح لأي قوة أجنبية بالاعتداء على أي مسلم وان أمن وشرف وكرامة الناس ستكون قضايا مصيرية في أي قرار يتخذه الخليفة في السياسة الخارجية الذي سيلتزم بأمر الله سبحانه وتعالى في حماية حياة رعايا دولة الخلافة.
5- ان العلاقه مع الدول الاخرى ستكون علاقة سياسة واضحة تعتمد على الحكم الشرعي في التعامل وليست مبنية على اساس غير الشرع .وعليه فإن المقيد لأعمال السياسه الخارجيه هو الحكم الشرعي , وهو الذي يجيز لهذا الجهاز أن يقدم أو يحجم عن اتخاذ القرارات المتعلقة برسم سياسة الدولة الإسلامية مع الدول الأخرى . فالأساس الذي يقوم عليه من أفكار ومفاهيم ومقاييس وأحكام ودستور وقوانين يميزه عن الأسس التي تقوم عليها أجهزة الحكم المعروفة في العالم اليوم .وهذا بدوره يعمل على تغيير طبيعة العلاقة بين الدول الأخرى وعلى ثقل دولة الإسلام بين منازعيها في سيادة العالم , وليس دليل أوضح من سيادة دولة الإسلام وسيطرتها على معظم العالم لحوالي 1400 سنة نتيجة اتّباعها لهذا المنهج الرباني في السياسه الخارجيه .
موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

الحلقه الثامنه والعشرون
بعد ان تبين ان الاسلام قد طبق قضائيا من قبل القاضي وكذلك طبق الاسلام ونظامه من قبل الحاكم كما تبين لنا في الحلقه السابقه في النظام الاجتماعي والنظام الاقتصادي والنظام االتعليمي وفي السياسة الخارجية بقي ان بنين هل تم تطبيق الاسلام من قبل الحاكم في نظام الحكم
نظام الحكم .
نظام الحكم في أي دولة هو الذي يشرف على تطبيق كافة الأنظمة فيها،ويحاسب على أي تقصير يحصل في تطبيق أي جزئية من أجزاء المبدأ المتعلق برعاية شؤون الناس في داخل الدولة (السياسة الداخلية المتعلقة بالأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية ……) وفي خارج الدولة (السياسية الخارجية المتعلقة بالجهاد والمعاهدات والاتفاقيات …..)، ويقوم نظام الحكم في الإسلام على أربعة قواعد هي ،
السيادة للشرع .
السلطان للامة .
للامة حاكم واحد .
للخليفة حق تبني الأحكام الشرعية
وإما جهاز الدولة في الإسلام فيقوم على سبعة أركان هي :
الخليفة وهو الحاكم الأعلى للدولة الإسلامية الذي ينقذ الشرع الإسلامي نائبا عن الأمة فهو المسؤول عن تطبيق الإسلام داخل الدولة وخارجها ، ومسؤول عن حمل الدعوة إلى العالم ، والخليفة هو الذي ينوب عن الأمة في السلطان وفي تنفيذ الشرع.الخلافة عقد مراضاة واختيار، فلا يجبر أحد على قبولها، ولا يجبر أحد على اختيار من يتولاها.ولكل مسلم بالغ عاقل رجلاً كان أو امرأة الحق في انتخاب الخليفة وفي بيعته، ولا حق لغير المسلمين في ذلك.
وهناك شروط انعقاد للخليفة وهي أن يكون رجلا مسلما بالغا عاقلا حرا عدلا قادرا على القيام يأعباء الخلافة ، وعلى هذا لا يجوز أن يكون الخليفة امرأة أو كافرا أو فاسقا أو صغيرا أو مجنونا أو عبدا مملوكا أو عاجزا ، وليس للخليفة مدة محددة بل يبقى خليفة ما دام مطبقا للشرع وقادرا على القيام باعباء الخلافه وإذا خلا منصب الخليفة فيجب ملئه باختيار خليفة آخر خلال مدة أقصاها ثلاثة أيام ودليل ذلك إجماع الصحابة ، وعلى الأمة طاعته ظاهرا وباطنا ما دام منفذا للشرع ولا يجوز طاعته في معصية ، ويصل إلى الخلافة عن طريق انتخاب الأمة له مباشرة أو عن طريق أهل الحل والعقد ، أو عن طريق مجلس الشورى الممثل للامة.
المعاونون ، يختار الخليفة معاونون له يساعدونه في أمور الحكم ، قال صلى الله عليه وسلم ( وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر ) [92][92] وهم غير الوزراء في النظام الديمقراطي فيعين الخليفة معاون تفويض أو أكثر له يتحمل مسؤولية الحكم، فيفوض إليه تدبير الأمور برأيه وإمضاءها على اجتهاده. وعند وفاة الخليفة فإن معاونيه تنتهي ولايتهم ولا يستمرون في عملهم إلا فترة الأمير المؤقت.ويشترط في معاون التفويض ما يشترط في الخليفة، أي أن يكون رجلاً حراً، مسلماً، بالغاً، عاقلاً، عدلاً، قادراً من أهل الكفاية فيما وكل إليه من أعمال.ويشترط في تقليد معاون التفويض أن يشتمل تقليده على أمرين أحدهما عموم النظر، والثاني النيابة. ويعين الخليفة معاوناً للتنفيذ، وعمله من الأعمال الإدارية، وليس من الحكم ودائرته هي جهاز لتنفيذ ما يصدر عن الخليفة للجهات الداخلية والخارجية، ولرفع ما يرد إليه من هذه الجهات، فهي واسطة بين الخليفة وغيره، تؤدي عنه، وتؤدي إليه في الأمور التالية:
أ - العلاقات مع الرعية.
ب- العلاقات الدولية.
ج-الجيش أو الجندد - أجهزة الدولة الأخرى غير الجيش.
يتبع : بقيه اجهزة الدولة
موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه التاسعه والعشرون

تتمة نظام الحكم في الاسلام واجهزة الدوله الاسلاميه

الولاة :

، حيث تقسم البلاد التي تحكمها الدولة إلى وحدات، وتسمى كل وحدة وِلاية، وتقسم كل ولاية إلى وحـدات تسمى كل وحدة منها عِمالة، ويسمى كل من يتولى الوِلاية والياً أو أميراً، ويسمى كل من يتولى العِمالة عاملاً أو حاكماً.
يُعَيَّنُ الولاة من قبل الخليفة، ويُعَيَّنُ العمال من قبل الخليفة ومن قبل الولاة إذا فوض إليهم ذلك. ويشترط في الولاة والعمال ما يشترط في المعاونين فلا بد أن يكونوا رجالاً أحراراً مسلمين بالغين عقلاء عدولاً، وأن يكونوا من أهل الكفاية فيما وُكِّل إليهم من أعمال، ويُتَخَيَّرُونَ من أهل التقوى والقوة

القضاء :

هو الإخبار بالحكم على سبيل الإلزام، وهو يفصل الخصومات بين الناس، أو يمنع ما يضر حق الجماعة، أو يرفع النـزاع الواقع بين الناس وأي شخص ممن هو في جهاز الحكم، حكاماً أو موظفين، خليفةً أو مَنْ دونه.
ويعين الخليفة قاضياً للقضاة من الرجال البالغين الأحرار المسلمين العقلاء العدول من أهل الفقه، وإذا أعطاه الخليفة صلاحية تعيين وعزل قاضي المظالم فيجب أن يكون مجتهداً. وتكون له صلاحية تعيين القضاة وتأديبهم وعزلهم ضمن الأنظمة الإدارية، أما باقي موظفي المحاكم فمربوطون بمدير الدائرة التي تتولى إدارة شؤون المحاكم.
والقضاة ثلاثة: أحدهم القاضي، وهو الذي يتولى الفصل في الخصومات ما بين الناس في المعاملات والعقوبات. والثاني المحـتـسـب، وهـو الذي يتولى الفصل في المخالفات التي تضر حق الجماعة. والثالث قاضي المظالم، وهو الذي يتولى رفع النـزاع الواقع بين الناس والدولة.
ويشترط فيمن يتولى القضاء أن يكون مسلماً، حراً، بالغاً، عاقلاً، عدلاً، فقيهاً، مدركاً لتنـزيل الأحكام على الوقائع. ويشترط فيمن يتولى قضاء المظالم زيادة على هذه الشروط أن يكون رجلاً وأن يكون مجتهداً

أمير الجهاد :

- تـتـولى دائـرة الحـربيـة جميع الشؤون المتعلقة بالقـوات المسـلحـة من جيش وشرطة ومعدات ومهمات وعتاد وما شـاكل ذلك. ومن كليات عسـكرية، وبعثات عسكرية، وكل ما يلزم من الثقافة الإسلامية، والثقافة العامة للجيش، وكل ما يتعلق بالحرب والإعداد لها، ورئيس هذه الدائرة يسمى (أمير الجهاد).
والجهـاد فرض على المسـلمين، والتدريب على الجـنـدية إجباري فكل رجل مسلم يبلغ الخامسة عشرة من عـمـره فرض عليه أن يتدرب على الجندية استعداداً للجهاد، وأما التجنيد فهو فرض على الكفاية.
والجيش قسمان قسم احتياطي، وهم جميع القادرين على حمل السلاح من المسلمين. وقسم دائم في الجندية تخصص لهم رواتب في ميزانية الدولة كالموظفين.
تجعل للجيش ألوية ورايات والخليفة هو الذي يعقد اللواء لمن يوليه على الجيش، أما الرايات فيقدمها رؤساء الألوية.
الخليفة هو قائد الجيش، وهو الذي يعين رئيس الأركان، وهو الذي يعين لكل لواء أميراً ولكل فرقة قائداً. أما باقي رتب الجيش فيعينهم قواده وأمراء ألويته. وأما تعيين الشخص في الأركان فيكون حسب درجة ثقافته الحربية ويعينه رئيس الأركان.
ويجب أن يوفر للجيش التعليم العسكري العالي على أرفع مستوى، وأن يرفع المستوى الفكري لديه بقدر المستطاع، وأن يثقف كل شخص في الجيش ثقافة إسلامية تمكنه من الوعي على الإسلام ولو بشكل إجمالي.
ويجب أن يكون في كل معسكر عدد كاف من الأركان الذين لديهم المعرفة العسكرية العالية والخبرة في رسم الخطط وتوجيه المعارك. وأن يوفر في الجيش بشكل عام هؤلاء الأركان بأوفر عدد مستطاع.
ويجب أن تتوفر لدى الجيش الأسلحة والمعدات والتجـهـيزات واللـوازم والمهمات التي تمكنه من القيام بمهمته بوصفه جيشاً إسلامياً.

إدارة شؤون الدولة ومصالح الناس:

إدارة شؤون الدولة ومصالح الناس تتولاها مصالح ودوائر وإدارات، تقوم على النهوض بشؤون الدولة وقضاء مصالح الناس..وتعتمد سياسة إدارة المصالح والدوائر والإدارات على البساطة في النظام والإسراع في إنجاز الأعمال، والكفاية فيمن يتولون الإدارة. و لكل من يحمل التابعية، وتتوفر فيه الكفاية رجلاً كان أو امرأة، مسلماً كان أو غير مسلم، أن يُعَيَّنَ مديراً لأية مصلحة من المصالح، أو أية دائرة أو إدارة، وأن يكون موظفاً فيها.
يتبع :
.
موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الثلاثون

تتمة نظام الحكم في الاسلام واجهزة الدوله الاسلاميه
لقد تبين لنا ان المسلمين قد طبقوا الاسلام ونظامه من قبل الحاكم كما تبين لنا في الحلقات السابقه في النظام الاجتماعي والنظام الاقتصادي والنظام االتعليمي وفي السياسة الخارجية بقي ان بنين تطبيق الاسلام من قبل الحاكم في نظام الحكم الذي يقوم على سبعة أركان فبعد ادارة شؤون الدوله ومصالح الناس تاتي الشورى

مجلس الشورى او مجلس الامة


مجلس الامة هو مكون من الأفراد الذين تنتخبهم الأمة ممثلين عنها فالأشـخـاص الذين يمثلون المسلمين في الرأي ليرجع إليهم الخليفة هم مجلس الأمة، والأشخاص الذين يمثلون أهل الولايات هم مجالس الولايات. ويجوز لغير المسلمين أن يكونوا في مجلس الأمة من أجل الشكوى من ظلم الحكام، أو من إساءة تطبيق أحكام الإسلام.
ويُنْتَخَبُ أعضاء مجلس الولاية انتخاباً مباشراً من أهل الولاية المعنيَّة، ويُحدَّد عدد أعضاء مجالس الولايات بنسبة عدد سكان كل ولاية في الدولة. ويُنتخب أعضاء مجلس الأمة انتخاباً مباشراً من قبل مجالس الولايات. ويكون بدء وانتهاء مدة مجلس الأمة هو نفسه بدء وانتهاء مدة مجلس الولايات.
ولكل من يحمل التابعية إذا كان بالغاً عاقلاً الحق في أن يكون عضواً في مجلس الأمة وفي مجلس الولاية، رجلاً كان أو امرأة مسلماً كان أو غير مسلم، إلا أن عضوية غير المسلم قاصرة على إظهار الشكوى من ظلم الحكام، أو من إساءة تطبيق الإسلام.
الشورى والمشورة هي أخذ الرأي مطلقاً،وهي حق للمسلمين فحسب. ولا حق لغير المسلمين في الشورى، وأما إبداء الرأي فإنه يجوز لجميع أفراد الرعية مسلمين وغير مسلمين.
لمجلس الأمة صلاحيات خمس هي:
1 - (أ): استشارة الخليفة له وإشارته على الخليفة في الأعمال والأمور العملية المتعلقة برعاية الشؤون في السياسة الداخلية مما لا تحتاج إلى بحث فكري عميق وإنعام نظر مثل شئون الحكم، والتعليم، والصحة، والاقتصاد، والتجارة، والصناعة، والزراعة، وأمثالها، ويكون رأيه فيها ملزماً.
(ب): أما الأمورُ الفكريةُ التي تحتاجُ إلى بحثٍ عميق وإنعامِ نظرٍ، والأمور التي تحتاج خبرة ودراية، والأمورُ الفنيةُ والعلميةُ، وكذلك المالية والجيش والسياسة الخارجية، فإن للخليفة أن يرجع للمجلس لاستشارته فيها والوقوف على رأيه، ورأي المجلس فيها غير ملزم.
2 - للخليفة أن يحيل للمجلس الأحكام والقوانين التي يريد أن يتبناها، وللمسلمين من أعضائه حق مناقشتها وبيان وجه الصواب والخطأ فيها فإن اختلفوا مع الخليفة في طريقة التبني من الأصول الشرعية المتبناة في الدولة، فإن الفصل يرجع إلى محكمة المظالم، ورأي المحكمة في ذلك ملزم.
3 - للمجلس الحق في محاسبة الخليفة على جميع الأعمال التي تحصل بالفعل في الدولة سواء أكانت من الأمور الداخلية أم الخارجية أم المالية أم الجيش أم غيرها، ورأي المجلس ملزم فيما كان رأي الأكثرية فيه ملزماً، وغير ملزم فيما كان رأي الأكثرية فيه غير ملزم.
وإن اختلف المجلس مع الخليفة على عمل قد تم بالفعل من الناحية الشرعية فَيُرْجَعُ فيه إلى محكمة المظالم للبتّ فيه من حيث الشرعية وعدمها، ورأي المحكمة فيه ملزم.
4 - للمجلس الحق في إظهار عدم الرضا من المعاونين والولاة والعمال ويكون رأيه في ذلك ملزماً، وعلى الخليفة عزلهم في الحال. وإذا تعارض رأي مجلس الأمة مع رأي مجلس الولاية المعنيَّة في الرضا أو الشكوى من الولاة والعمال فإن لرأي مجلس الولاية الأولوية في ذلك.
5 - للمسلمين من أعضائه حق حصر المرشحين للخلافة من الذين قررت محكمة المظالم توفر شروط الانعقاد فيهم ورأي أكثريتهم في ذلك ملزم، فلا يصح الانتخاب إلا من الذين حصرهم المجلس.
موسى عبد الشكور
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الواحدة والثلاثون

وبهذا فقد تبين لنا ان الاسلام قد طبق قضائيا من قبل القاضي وكذلك طبق الاسلام ونظامه من قبل الحاكم كما تبين لنا في الحلقات السابقه في النظام الاجتماعي والنظام الاقتصادي والنظام االتعليمي وتبين لنا ان الاسلام قد تم تطبيقه من قبل الحاكم في السياسة الخارجية ونظام الحكم فهذا هو جهاز الدولة في الإسلام
وبالرجوع إلى واقع الدولة الإسلامية التي كانت موجودة نجد أن هذا الجهاز كان موجودا ، فلم يمر زمن على المسلمين لم يكن فيه خليفة منذ أن انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى نصب المسلمون أبو بكر مؤجلين دفن الرسول صلى الله عليه وسلم مع أن إكرام الميت دفنه مما يدل على إجماع الصحابة على فرضية تنصيب خليفة ، وبقي الحال كذلك لا يذهب خليفة إلا ويأتي خليفة بعده حتى في اشد عصور الانحطاط والهبوط .
ولما دخل التتار بغداد عام 656هجري/1256م نقل المسلمون الخلافة إلى مصر ثم إلى استنبول حيث ظلت قائمة حتى عام 1918م عندما أسقطها المجرم مصطفى كمال اتاتورك .
أما المعاونون فقد كانوا موجودين في جميع العصور الإسلامية ، وكانوا معاونين منفذين وليسوا وزراء كالاصطلاح الغربي المعمول به اليوم ، وقد أطلق عليهم في عصر العباسيين لقب وزراء بالمعنى اللغوي للفظه إلا انهم ظلوا معاونين ولا ينطبق عليهم ما ينطبق على الوزارة الموجودة في الحكم الديمقراطي اليوم ،ففي الاسلام نظام مختلف للمعاونين
أما الولاة والقضاة والجهازالاداري فان وجوده ثابت ولما دخل الاستعمار البلاد كانت هذه الأجهزة موجودة وعاملة مما يدل على وجودها قطعا .
وأما مجلس الشورى فقد عني به في عصور الخلفاء الراشدين ، أما بعد ذلك فلم يعن بوجوده ، وسبب ذلك أن الشورى ليست من قواعد الحكم وان كانت من جهاز الدولة ، فهي حق للرعية على الحاكم ، فان سمح الحاكم للرعية بذلك فنعما هي ، وان لم يسمح لهم بذلك يكون قد قصر وأثم ومن حق الامة ان تطالبه بذلك ولكن يبقى الحكم إسلاميا فهي لا تؤثر على شكل الحكم ذلك أن الشورى هي لأخذ الرأي وليست للتشريع كما هي مجالس النواب في الأنظمة الديمقراطية ، فلا تشريع الا لله ويؤخذ من مصادر التشريع الإسلامي القرآن والسنة وإجماع الصحابة والقياس
والرأي الفكري يؤخذ بما يوافق الواقع فإذا طابق الفكر الواقع كان هو الصحيح المأخوذ به أما إذا خالف الواقع فيرفض مهما كان عدد المؤيدين أو المخالفين ، والرأي الفني يؤخذ برأي أهل الاختصاص كالأطباء والمهندسين وأصحاب الاختصاص كل في مجاله ، ولا ينظر لعدد الموافقين أو المخالفين من مجلس الشورى.
وبالرغم من عدم وجود مجلس شورى مستقل في بعض الاحيان إلا انه كان حول الخليفة مستشارون يستشيرهم في شؤون الأمة ، وكان للخلفاء العثمانيين مجلس شورى هو مجلس المبعوثان العثماني .
أن أنظمة الحكم الموجودة في العالم اليوم بعيدة عن نظام الحكم في الإسلام من حيث الشكل والمضمون. أما المضمون فواضح للمسلمين أن الأنظمة الحالية كلها ماخوذه من الانظمه الراسماليه الكافره وليست مأخوذةً من كتاب الله وسنة رسوله، وما أرشدا إليه، فهي أنظمة على النقيض من نظام الإسلام، وهذا أمر محسوس ملموس للمسلمين لا يختلفون عليه.
أن شكل الحكم في الإسلام من حيث أجهزته يختلف عن أجهزة الحكم الحالية اختلافا كليا فلا يجوز ان يكون هناك مجلس وزراء، ووزراء، ووزارات، ونحو ذلك، بواقع وصلاحيات مثل ما هو عليه في أنظمة الحكم الوضعية اليوم؛

وبهذا يتبين لنا أن نظام الحكم كان مطبقا في الدولة الإسلامية .
يتبع :
.
Invision Power Board © 2001-2024 Invision Power Services, Inc.