المساعدة - البحث - الأعضاء - التقويم
الخوف من الجديد
منتدى الناقد الإعلامي > الإنتاج الإعلامي > الدراسات الإعلامية
الخلافة خلاصنا
الخوف من الجديد

الخوف من تصديق الجديد واتباعه موجود عند البشر بقوة، فأيما أمر جديد ستجد أن متبعيه قلة وبالذات إن كان يعارض الرأي العام الموجود عند الناس، وهذا شيء طبيعي عند البشر، فالأنبياء عليهم السلام كانوا يأتون برسالة جديدة للناس ومع ذلك وجدنا ردا شبه موحد لجميع الأنبياء وهو {وكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إنَّا وجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وإنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ * قَالَ أَوَ لَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ} أي أننا نرفض هذه الدعوة الجديدة المتعارضة مع ما وجدنا عليه آباءنا أو المتعارضة مع الرأي العام الكاسح في البلد أو التي ستجعلنا نغير الكثير مما ألفناه وعشنا بحسبه.

نعم الدعوة الجديدة والفكر الجديد عادة ما يواجه بالصد ليس لكونه خاطئا، فهذا من الطبيعي أن يرد، ولكن ما نتحدث عنه الفكر الجديد الصحيح الذي جاء مصححا شيئا خاطئا عاش عليه المجتمع دهرا، فهذا الفكر الجديد مرفوض بشكل عام في المجتمعات.

وتختلف قوة الرفض لهذا الفكر الجديد على حسب عدة أمور منها:
• إن كان هذا الفكر متعارضا مع الفكر الذي تحمله السلطات الحاكمة فسيواجه هذا الفكر صدا وقد يؤدي الى مصادمة بين أصحاب هذا الفكر وبين السلطات الحاكمة، ولا يصمد عادة هذا الفكر الا ان حملته جماعات وأحزاب وكان مبدئيا، إذ لو حمله افراد او حملته جماعات وكان مصلحيا فمصيره بشكل عام الذوبان والاندثار امام معارضة الحكام الموجودين وسطوتهم.
• ان يتعارض هذا الفكر مع دين الناس وعاداتهم، عندها سيواجه بالصد من المجتمعات بشكل قوي، ولن يصمد أيضا ان كان غير مبدئي او يحمله افراد فرادى في المجتمع.
• ان يكون هذا الفكر الجديد كشفا للمشاهير أو ضربا لرموز أحبها الناس وبهرهم سحرها الكاذب فعندها سيواجه أيضا على حسب قوة هؤلاء المشاهير، فان كان المشاهير حكاما جوبه من قبل الحكام وان كان من أناس مشهورين جوبه من اتباعهم ومؤيديهم.
• ان يكون هذا الفكر رعويا، فعندها ينظر في امره ومدى موافقته للفئة الحاكمة او معارضته لها، فان كان لا يمس أسس النظام قبل وربما كرم صاحبه، وان كان يتعرض لفساد النظام القائم هوجم وهوجم صاحبه.
• ان يكون هذا الفكر في الأمور الدنيوية المادية فعادة ما يقبل هذا الفكر ويكرم أصحابه كالمخترعين والمكتشفين للأمور التي تسهل حياة الناس في التكنولوجيا والطبيعيات والطب وغيره، الا ان تدخلت السياسة في ذلك.

والناظر في هذه الأمور يجد شيئا واحدا وهو ان الفكر المجتمعي او الفكر المتعلق بالحياة او بعقائد الناس او بما الفوه من أمور أو المتعلق بضرب رموز لهم، هذا الفكر عادة يحتاج تكتلا وحكمة وروية للقضاء عليه، فان يحمله فرد فمصيره الاندثار وان يكون غير مبدئي فهو عرضة للمساومة والتفاوض عليه كي يتم الإقلاع عنه، ولذلك كان العمل ضمن إطار جماعة تحمل فكرا مبدئيا هو اقوى الطرق لطرح الفكر الجديد ونسف الأفكار والقديمة.

ولا يعني ذلك ان الطريق ستكون مفروشة بالورود أما التكتلات التي تحمل فكرا مبدئيا، بل ان الفئات الحاكمة والجامدين على الفكر القديم سيواجهون حملة الفكر الجديد، وسيكون الشعب او الامة ميدانا للتصارع بين هاتين الفئتين، الأولى تريد تثبيت نفسها امام الفكر الجديد، وأصحاب الفكر الجديد يريدون السيطرة وكسب الراي العام إلى جانبهم، وهذه هي الطريقة التي اتبعها جميع الأنبياء عليهم السلام في نشر رسالة التوحيد بين أقوامهم.
ام عاصم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

جزاكم الله خيراً على الطرح
وفي ميزان حسناتكم
.
Invision Power Board © 2001-2024 Invision Power Services, Inc.