حلول لا تحل المشاكل

عندما تجلس مع أناس تسمع الكثير من الأطروحات عن حلول للمشاكل التي يعاني منها المسلمون، وكثير من هذه الحلول لا تحل المشاكل، بل تكون ترقيعية أحيانا، وغير ممكنة التطبيق أحيانا أخرى، وعامة غير قابلة للتطبيق أحيانا أخرى.
فمن هذه الحلول:

1- أصلح الفرد لتصل إلى إصلاح المجتمع، وهذا طرح غير قابل للتطبيق، لأن إصلاح الفرد في ظل أنظمة فاسدة ومناهج تعليمية فاسدة وإعلام فاسد غير قابل للتطبيق، علاوة على أن الإصلاح وزوال الفساد لا يكون إلا بعد تطبيق الإسلام، أي يجب أن يكون الصواب "أقم الخلافة يبدأ إصلاح المجتمع".

2- المشاركة في اللعبة الديمقراطية لإيصال المصلحين وإزالة المفسدين وإصلاح حكم البلاد، وهذه نظرة خيالية نوعا ما، لان اللعبة الديمقراطية ومن يديرها، لا يسمحون إلا بوصول من ينفذ الأجندات الغربية ويبقى عميلا لهم، ويحافظ على الأنظمة الكافرة مثل النظام الجمهوري والدولة المدنية والديمقراطية ويحافظ على العلاقات مع الكفار، وهذا هو الواقع، والنظرة الخيالية المدمرة أن الديمقراطية ستصلح البلاد غير صحيحة حتى في دول الديمقراطية الحقيقة الصليبية أمريكا وأوروبا.

3- مقاطعة البضائع والمنتجات الغربية الأمريكية والأوروبية، وهذا غير صحيح، لان مقاطعة البضائع يجب أن يكون من قبل النظام الحاكم، ولا يستطيعه الأفراد، وان قام به البعض فان أثره ضعيف، ودائما ما ينصب موضوع المقاطعة على منتجات استهلاكية مثل الكولا وبعض المطعومات، علاوة أن هناك مساعدات تعليمية وعسكرية وقروض ربوية مدمرة للبلاد، لا يتمكن الأفراد من مقاطعتها، وهي ذات الرصيد الأكبر من المساعدات الغربية، وهذه تحتاج قرارا من الدولة لا من الأفراد.

4- كثيرا ما يطرح الناس حلولا عامة مثل العودة إلى الله والالتزام بشرع الله وان الحل بإتباع نهج النبي صلى الله عليه وسلم، دون تفصيل للطريق أو الإجراءات العملية لذلك، فيبقى هذا حلا عاما لا يمكن تطبيقه لأنه عام غير واضح الطريقة أو مبهم الطريقة أحيانا، ويبقى الناس يرددون هذا الطرح وهم مكانهم لا يغيرون شيئا.

5- المحافظة على الأسرة والالتزام بشرع لله، من صلاة وصيام وقراءة قران ولباس شرعي، وترك مشاكل المجتمع والانعزال عنها لأنها فتنة على حسب وجهة نظره، وهذا مرض مدمر يجعل المصائب والكفر والفساد ينخر بالمجتمع، لان مثل هذا ترك موضوع التصدي للفساد في المجتمع وهذا إثم عظيم وان صلى صاحبه وصام وقرأ القرآن.

6- الأعمال الخيرية مثل بناء المساجد وإطعام الفقراء وتعليم القران لا تغير الواقع وان كان فيها اجر لمن قام بها بفرديته، ولكن نتائجها هي ترقيع تقصير النظام الحاكم في توفير هذه الأمور للناس، فيلهي الناس عن تقصير الدولة بما يقدم لهم من أعمال خير من قبل أفراد من المسلمين.

7- اللجوء إلى الدول الكبرى مثل أمريكا وأوروبا وروسيا وغيرها لطلب الحلول منها، وإذا علمنا بصورة قطعية أن حكام المسلمين هم عملاء لهم، وان السياسات التي يتبعها حكام المسلمين تكون بأوامر من الدول الغربية، أي أن الدول الغربية هي التي تصنع كل الأزمات في بلادنا، ندرك أننا بلجوئنا إليها نلجأ إلى من يعمل فينا القتل والدمار والخراب، وهذا والله دمار ما بعده دمار.

8- اللجوء إلى المؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن والأمم المتحدة والمحاكم الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، لحل المشاكل، والمدقق في واقع هذه المؤسسات يجد أنها تابعة رسميا للدول الكبرى الصليبية مثل أمريكا وأوروبا، واللجوء لها لجوء للدول الاستعمارية سبب دمارنا ومصائبنا.

9- الأعمال القتالية ضد النظام الحاكم، وهذه أمور فوق ما بها من قتل لأناس أبرياء أحيانا لا يستحقون القتل أو قتل أناس عصاة بجريرة سكوتهم أو دعمهم النظام الظالم، فإنها تحتاج دعما عسكريا من قبل جهات ممولة، وهذه الجهات غالبا ما يكون لها أهداف ضد الإسلام ومساندة للكفر، وهذا مخالف لطريقة الإسلام في التغيير، حتى وان سقط النظام الحاكم على أيديهم وبجهودهم الخاصة وبدون دعم خارجي.

10- البلاد المحتلة يحصل فيها مقاومة للاحتلال، فتظن هذه الحركات أن مجرد مقاومة الاحتلال هو الطريق الصحيح للتغيير، وبعض هذه الحركات أو كثير منها مدعوم من دول عميلة للغرب، وهذا يعني أن المقاومة أصبحت ضمن مشاريع الاستعمار للأسف، وان كانت غير تابعة لأحد، فان مجرد المقاومة وهي مشروعة وواجبة على أهل البلد ما لم يتمكن العدو من الأرض، فان حصول التحرير وهو واجب لا يغير واقع المسلمين، لأنه سيحيل البلد المحرر بلدا كالأنظمة في العالم الإسلامي ما لم يكن هناك مشروع كامل للعمل لإقامة الخلافة ودستورا جاهزا للتطبيق.

11- المظاهرات والمؤتمرات والندوات كطريقة للتغيير وليس كأسلوب لنشر فكرة ما، فهذه أعمال تخدر الناس وتلهيهم عن العمل الحقيقي للتغيير، ويظن صاحبها انه عملا شيئا بينما هو افرغ طاقته في غير الطريق الصحيح.

12- الثورات على الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي، وهذه إن افتقدت القيادة الموجهة والبرنامج الجاهز للتطبيق، أو إن استطاع الغير من المجرمين دخولها أو ركوبها، أو سارت وقبلت الدعم الخارجي، فإن نتيجتها هي بقاء الظلم على ما كان عليه.

هذا بعض ما يطرح بشكل مختصر جدا، وهناك غير هذه الحلول والتي لا تؤدي أيضا للتغيير، ولكن هذا ابرز ما يطرح.

أما الطريق الصحيح للتغيير فهو ما سار عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو تأسيس حزب على مبدأ الإسلام بشكل خالص يعمل على نشر الفكرة الإسلامية في المجتمع وبناء رأي عام عليها، ثم الوصول إلى الحكم عن طريق أهل القوة والمنعة، وهذه هي الطريقة الصحيحة الشرعية والعقلية الموصلة للتغيير لمن أحب الخوض ومناقشة الأمر بالتفصيل والتفكير الصحيح المستنير.