بسم الله الرحمن الرحيم


2015/08/22م

اليمن والحلول الترقيعية... إلى متى؟


تقدم المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ بمبادرة جديدة مكونة من عشر نقاط، وافق عليها الحوثيون، بينما اعتبرتها الرئاسة اليمنية أن "فيها التفاف على قرار مجلس الأمن الدولي 2216".

الذهاب لصفحة الكاتب

حيث كان أهم بنود المبادرة هو وقف دائم وشامل لإطلاق النار من جميع الأطراف، وانسحاب كل الميليشيات والجماعات المسلحة من المدن، ورفع الحصار البري والبحري والجوي من قبل التحالف، واستئناف وتسريع المفاوضات السياسية بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة، وفقا للمادة (5) من القرار 2216، وذلك لمواصلة عملية الانتقال السياسي، بهدف التوصل إلى حل توافقي.

وكذلك الاتفاق على آلية تحفظ أمن الحدود بين السعودية واليمن وسيادتهما الكاملة، وإزالة المخاوف المشروعة لدى المملكة والجمهورية اليمنية، وعدم تدخل أي منهما في شؤون الآخر، حسب موقع يمن برس.

لقد أتت مبادرة المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ في الوقت الذي تتقدم فيه من تسمي نفسها المقاومة المدعومة من دول التحالف في جبهات عدن وتعز ومأرب وظهورها أخيراً في إب تزامناً مع تكثيف الضربات الجوية على الحوثيين وقوات الرئيس السابق صالح والهدف الذي أتت من أجله المبادرة يتمثل في تحقيق ما يلي:

أولاً: إنقاذ الحوثيين من الضربات الجوية التي يتلقونها من طائرات التحالف العربي والتي عملت على كبح جماحهم في الثبات على الأرض التي كانوا يسيطرون عليها والعمل على ضرب خطوط الإمداد ما أدى إلى صعوبة إمداد جبهاتهم القتالية بالأفراد والمعدات، هذا من جهة، ومن جهة أخرى وقف عملية الانكماش المتواصلة للحوثيين في مقابل ضغط المقاومة نتيجة دعم دول التحالف لها.

ثانياً: العمل على إيصال الحوثيين إلى الحكم كشركاء، وذلك بعد أن أخفقت أمريكا عن طريق ولد الشيخ في عقد مؤتمر جنيف، وبعد أن تعذر عليهم السيطرة والانفراد بالحكم.

إن ما يسعى له مبعوثو الأمم المتحدة في العالم هو تحقيق مصالح الدول الكبرى تحت مظلة الأمم المتحدة وعلى رأس هذه الدول أمريكا الدولة الأولى في العالم والذي يعمل المبعوث الأممي ولد الشيخ لتحقيق مصالحها في اليمن لبسط نفوذها وامتصاصها لثرواته وفتح المجال أمام شركاتها للاستثمار في جميع المجالات وسيطرتها على الممر المائي المهم المتحكم في التجارة الدولية.

إن هذه المبادرة تسعى لترسيخ اتفاقية سايكس بيكو بدل أن يكون العمل على نبذها والعمل على وحدة البلدان الإسلامية بجعلها دولةً واحدة من المغرب إلى إندونيسيا تحكم بالإسلام بدلاً من الحلول التوافقية الرأسمالية تحت رعاية الأمم المتحدة ليبقى المسلمون في تفرق وشتات وتقاتل وتناحر بعيدين عن حكم ربهم تحت رحمة وحلول وأنظمة عدوهم، ولن يتغير حال المسلمين إلا إذا عملوا على وحدة أفكارهم ومشاعرهم وأنظمتهم وأقاموا دولتهم دولة الخلافة على منهاج النبوة، وما ذلك على الله بعزيز.

المصدر: عدن الغد


07 من ذي القعدة 1436
الموافق 2015/08/22
م