المساعدة - البحث - الأعضاء - التقويم
الذاكرة والنسيان
منتدى الناقد الإعلامي > الإنتاج الإعلامي > الدراسات الإعلامية
الخلافة خلاصنا
الذاكرة والنسيان

في هذا الموضوع لست بصدد التكلم عن معنى النسيان ومعنى كلمة ذاكرة، بل سأتكلم هنا عما تعانيه الأمة من نسيان لأمور تؤدي إلى سقوطها في الفخاخ مئات المرات، وما الذي أدى بها إلى هذا النسيان المدمر، وما الحل مع هكذا مشاكل.

في البداية أذكر أن هناك أمور بالنسبة لنا كمسلمين هي أمور قطعية لا خلاف فيها وهذه الأمور هي الأمور التي تكلم عنها القرآن الكريم، لأن من مقتضيات الإيمان التسليم بما تحدث عنه القرآن وما أقره، ومن هذه الأمور التي أقرها القرآن الكريم دون بحث في الأدلة:
• عداوة الكفار للمسلمين بمختلف أطيافهم وأديانهم ومللهم.
• أن الكفار متى ملكوا القوة فإنهم حتما سيعادون المسلمين وسيعتدون عليهم.
• وجوب البراء من الكفار وحرمة التعاون معهم وحرمة طلب العون منهم وحرمة السير تحت راياتهم.
• وجوب الحكم بما أنزل الله.
• إن ما أقره الرسول صلى الله عليه وسلم هو وحي إلهي وليس اجتهادا من الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ومن هذه الأمور:
1- وجوب إقامة الخلافة وتوحد المسلمين تحت ظل خليفة واحد فقط، وحرمة تعدد حكام المسلمين.
2- وجوب مقاتلة كيانات الكفر لإخضاعها لحكم الإسلام، وهنا أقول الكيانات لا الأفراد لأن ما أقره الإسلام بخصوص الأفراد هو عدم إكراههم على تغيير دينهم، أما أنظمة الكفر فيجب إزالتها.
وغيرها الكثير من الأمور التي أقرها الإسلام والتي يجب على المسلمين القيام بها والتصرف بحسبها.

ولكن ما نشاهده هذه الأيام أن هذه الأمور التي تم إقرارها في الإسلام لا يتصرف الكثير من المسلمين بحسبها، وكأنهم نسوها أو تناسوها أو تم إجبارهم على نسيانها، أو تم تجريعهم إياها تحت مسميات أخرى.

فمثلا تجد الكثير من المسلمين اليوم لا يجدون غضاضة في تأييد حاكم كحاكم تركيا لأنه يخطب بعض الخطب التي تثير المشاعر، مع أن الواقع البيّن أنه يحكم بالكفر وهو رأس لنظام علماني، فمسألة الحكم بالإسلام مسألة أقرها الإسلام، وأردوغان لا يحكم بالإسلام، وأنت هنا تنظر إلى مؤيدي أردوغان ما شأنهم يا هل ترى؟؟؟

هل يفهمون ما أقره الإسلام؟ أم أنهم نسوا أو تناسوا ما أقره الإسلام؟، أم أنهم يفهمون الواقع بشكل مخالف لفهمنا؟؟؟

والحقيقة هي أن الإعلام المؤيد لأردوغان والذي في حقيقته لا يخدم الإٍسلام هو الذي يؤدي إلى هذه الأمور التي نراها.

أ‌- كل مؤيد لأردوغان من المسلمين يعلم أو عنده معلومة أنه يجب الحكم بالإسلام وأن من لم يحكم بما أنزل الله فهو آثم.
ب‌- لكن مساعدي الحكام من العلماء والمشايخ استطاعوا أن يُفهموا هذا الإنسان أن من كان في نيته تطبيق الإسلام وأن من يحب الإسلام وأن من يتصدى للمجرمين هو حاكم مسلم صالح، وأفهموه أنه لا بأس بتأخر تطبيق الإسلام ريثما تسمح الظروف بذلك، وأن محاولة تطبيق الإسلام كاملا ستؤدي إلى مشاكل كثيرة وصراع مع الكفر قد تفشل هذه التجربة الوليدة، ولذلك تجد هذا الإنسان المسلم قد اقتنع بذرائعهم غير الشرعية، ومهما حدثته عن أردوغان ستبقى هذه الصورة مطبوعة في ذاكرته عن أن أردوغان رجل يعمل للإسلام ويسعى في مصلحة المسلمين.
ت‌- ليس هذا فحسب بل إن الإعلام يبرز ويظهر هؤلاء المشايخ كعلماء أفذاذ، وأنهم يعرفون الكثير من الفقه والعلم، ويخفي أو لا يظهر العلماء الحقيقيين للأمة الإسلامية الذين يتكلمون بمصالحها، فيصبح كلام العلماء الأتقياء لا وزن له عند الناس لأنهم غير مشهورين ومعروفين عند العامة كالعلماء الذين يبرزهم الإعلام.
ث‌- ويتم إضافة التزيين والحملة الدعائية الإعلامية لهذا الرئيس، مثل التركيز على خطاباته ضد يهود وأن الاقتصاد التركي تحسن ويتم إبراز كيف هزم العلمانيين عندما لبست امرأة الحجاب في البرلمان التركي، وكيف زاد عدد الحافظين للقرآن وكيف.. وكيف..، فيركز الإعلام على ما يظنه الناس حسنات ومسعى من هذا الحاكم لتطبيق الإسلام بالتدرج.
ج‌- يقوم الإعلام بوصف العلماء الربانيين بأنهم حالمون واهمون وإرهابيون في بعض الأحيان، ويتم التركيز على أخطاء اصطنعوها لهم، كي ينفروا الناس منهم إن نجح هؤلاء العلماء الربانيين في الوصول إلى الناس.


وهكذا في كل قضية تسلك نفس المسالك تقريبا، ومن هذه القضايا مثلا استقبال أوروبا للاجئين السوريين، فيتم التركيز على أوروبا كيف استقبلت اللاجئين وكي آوتهم في حين لم يستقبلهم إخوانهم المسلمين، ولذلك تجد الكثير من الأخبار من هنا وهناك التي تشكر ألمانيا على استقبالها للاجئين السوريين ويتم التركيز على هذا الأمر بإظهار ما يخدم سياستهم وإهمال أو التغطية على ما يقف ضدها.

فمن الحقائق التي ذكرناها سابقا أن ألمانيا دولة كفر ولا يمكن أبدا أن تريد الخير للمسلمين، وهذا الموضوع بعمومه من السهل إقناع أي مسلم به، ولكن دور الماكنة الإعلامية وعلماء السوء يحرف هذه الأمور ويجعل البسطاء يصدقون أن ألمانيا تريد مصلحة المسلمين.

فالإعلام مثلا لا يركز أن ألمانيا دولة أوروبية استعمارية مثلها مثل بريطانيا وفرنسا وأمريكا، ولا يركز مثلا على أنها دولة رأسمالية لا تفكر كحكومة -ولا أقصد الأفراد-، لا تفكر كحكومة إلا بمصلحتها المادية فقط، وأنها استقبلت الكثير من اللاجئين كي تستغلهم كأيدي عاملة رخيصة جدا، وأنها تفضل أن تستقبلهم وأن تتوارى هي وجميع الدول الأوروبية وأمريكا في مقدمتهم عن صورتهم الحقيقة الداعمة لنظام بشار الأسد حتى لا تقوم الخلافة في سوريا، فتطيح بحكام المسلمين العملاء للغرب الكافر وتبدأ هذه الدولة الوليدة في نشر الخير في العالم، وتضرب مصالح أوروبا وأمريكا وتهدد وجودهم في العالم، فمنع إقامة الخلافة أولوية عند جميع دول الغرب.

الإعلام يركز على حل المشكلة السورية وفق جنيف ومشتقاتها ويركز على تنظيم الدولة وقيام الكثير من الدول في محاربة تنظيم الدولة...، ولكنه لا يركز على عدم تحرك المجتمع الدولي كله لإزالة نظام بشار الأسد، بل ويغض الطرف عن الدعم الحقيقي الذي يحظى به بشار الأسد من أمريكا وروسيا وإيران وحزب إيران ومن دول أوروبا ومن حكام المسلمين الحاليين...، الإعلام لا يذكر أن دول الخليج القادرة على إرسال جنودها لليمن وأن تركيا القادرة على حرب الأكراد والقادرة على إرسال طائراتها لقصف تنظيم الدولة في عمق سوريا والقادرة على إرسال جنودها لخدمة حلف الناتو الصليبي قادرون جميعا على إرسال جنودهم لتدمير بشار الأسد في دقائق وإزالة كيان يهود من الوجود...، نعم الإعلام يركز على ما يريده الحكام، وعلماء السوء يشرعون ويفتون ويلوون النصوص كما يريد الشيطان كي يخدموا الحكام، والأمثلة أكثر من أن تحصى.

وفي الخلاصة هل الناس تنسى أعداءها وإسلامها؟؟؟
الحقيقة أن الناس لا تنسى بمعنى النسيان التام، ولكن علماء السوء وإعلام ساحر ماكر، يجعل الناس تسير خلفه، فالناس يدركون عداوة الكفار ويدركون وجوب الحكم بالإسلام، ولكن العلماء الشيطانيين والإعلام الماكر الساحر هو من يغير الحقائق ويجعل الناس تتذكر وتفهم ما يريدون وتجعلهم ينسون أو يتناسون ما يريدون، وإن كان من الصعوبة جعل الناس تنسى، قام العلماء والإعلام بإلباس الباطل ثوب الحق ولثام الحق ونظارة الحق وحذاء الحق، حتى لا يبدو من الباطل شيئا، فيسير الناس خلف الباطل ظانين أنه الحق.

والحل مع هؤلاء هو استمرار كشف الحقائق وكشف المنافقين والمجرمين، لان الباطل مهما حاول التخفي فإنه لن يستطيع الاستمرار بالتخفي، فالباطل لا بد له أن ينكشف، فإن استطاع أهل الباطل إلباس الباطل ثوب الحق وملابسه فإنهم لن يستطيعوا إخفاء رائحته النتنة والأمراض التي ينشرها أينما سار، والناس مهما كانت بسيطة لكنها تتعلم من كل أخطائها، وأيضا فإن الأرض التي يحل فيها الباطل لا بد أن تجدب وتقفر وتتصحر، وهذا ما لا يستطيع أهل الباطل إخفاءه، ولا يستطيعون إنزال الكنوز والراحة على البشرية، لأن هذا من وظيفة الحق الذي يظهر بحقيقته ولا يحتاج إخفاء ولا دعما.

نعم الاستمرار بالدعوة للحق وكشف الحقائق، وبيان عظمة الإسلام وحقيقته، أي بيان الحق والصبر على الأذى الذي نتعرض له من الظالمين، والصبر على الأذى والتكذيب والاستهزاء من الناس الذين هم موضع التغيير إذا صدقوا الباطل لحيظات قليلة، فإنهم لا بد سيكتشفون الحقيقة وسيسيرون مع الحق، لأن المصلحة الحقيقية للناس هي مع الحق، والناس تسير خلف مصالحها، وهي لا بد أن تسير معنا ولو طال المسير.
الخلافة خلاصنا
رابط الموضوع:

https://www.facebook.com/145478009128046/ph...8527254/?type=1
ام عاصم
بارك الله فيكم
إقتباس
وفي الخلاصة هل الناس تنسى أعداءها وإسلامها؟؟؟
الحقيقة أن الناس لا تنسى بمعنى النسيان التام، ولكن علماء السوء وإعلام ساحر ماكر، يجعل الناس تسير خلفه، فالناس يدركون عداوة الكفار ويدركون وجوب الحكم بالإسلام، ولكن العلماء الشيطانيين والإعلام الماكر الساحر هو من يغير الحقائق ويجعل الناس تتذكر وتفهم ما يريدون وتجعلهم ينسون أو يتناسون ما يريدون، وإن كان من الصعوبة جعل الناس تنسى، قام العلماء والإعلام بإلباس الباطل ثوب الحق ولثام الحق ونظارة الحق وحذاء الحق، حتى لا يبدو من الباطل شيئا، فيسير الناس خلف الباطل ظانين أنه الحق.


أقوى وأشد أنواع الأسلحة التي يستخدمها الغرب في حربه على الاسلام
وعلى كل مسلم أن يعي ويدرك أن الإعلام تابع للأنظمة الحاكمة العميلة للكافر المستعمر
فلا يكتفي بما يبث وينشر ، بل عليه أن يفكر بما يريد الإعلام أن يوصل له من أفكار واخبار
وأن يرجع كل ما ينشر الى العقيدة الاسلامية وما حكم الشرع فيه .

.
Invision Power Board © 2001-2024 Invision Power Services, Inc.