بسم الله الرحمن الرحيم

أنا العيدُ يا أيها المسلمونْ


أنا العيدُ يا أيها المسلمونْ أتيتُ إليكم وكلِّي شُجونْ
أتيتُ إليكمْ وحاليْ حزينٌ لما قد رأيتُ ، ألا تخجلونْ ؟!
فأين الذي كان من مجدكمْ ألا فلتجيبوا ،ألا تذكرونْ ؟!
لقد كنتُ آتي إليكمْ وأنتمْ بنهجِ الخلافةِ معتصمونْ
وإسلامكُمْ كَمْ لَهُ عزةٌ! وأعداؤُه كمْ لكمْ يرهبونْ
وكنتُ أراكمْ جميعاً بصفٍ فها أنتمُ اليومَ مُقتتلونْ؟!!
وكانَ الخليفةُ يرعى الجميعَ بهَدْيِ النبيِ به يُحكمونْ
وإني أرى دينكمْ قد توارى عن الحكمِ ضَيَّعهُ الحاكمونْ
وحكَّمْتمُ الغربَ في شأنِكمْ وقلدتموه ألا تستحونْ ؟!!
وضيعتمُ القدسَ مَسْرَى النَّبِيِّ ولستُ أراكمْ له تُرجِعونْ
وتَعدادُكمْ -لستُ أُحْصِيْ- كثيرٌ ولكنْ غُثاءٌ يَخافُ المَنونْ
فبالله يكفي هواناً وذلاً فقد صار حالي كما تعلمونْ
فُطُعمِيَ مُرٌ ولُبْسِيَ همٌ وأبناءُ ديني بنارِ السُّجونْ!!
وحكامُكم يستبيحونَ قتليْ وطَمْسِيْ بأعيادهم يحفِلونْ
وأَمَّا أنا عيدُكمْ كُلَّ عامٍ يُسِيلونَ جُرْحِيْ فهمْ يرقصونْ
فباللهِ قوموا أزيلوا شقاءً فَحالُ الحياةِ كما تعرفونْ
فليسَ السعادةُ لُبْسَ الجديدِ وأَكْلَ اللحومِ ومَلْءَ البُطونْ
ولكنَّما العيدُ في دينِكمْ إذا ما غَدَوْتُمْ بِهِ تَحكُمونْ
بِظِلِّ خلافةِ نَهْجِ الرَّسولِ بِها الخيرُ حتماً بِها تَرْشُدونْ
حَذارِ أعودُ إليكمْ وأنتمْ على حالِكمْ أيها المسلمونْ
إذا لم يحركْكُمُ ما أرى فأنتمْ بِغَيِّكُمُ سادرونْ
إذا ما غضبتمْ لذا الحالِ فَوْراً فباللهِ قولوا متى تَغضبونْ ؟!!
وإنِّيْ برغمِ المَآسِيْ سَأَحْيا
لأفرَحَ ، ولْيَكْرَهِ الكافرونْ
فَعيداً أُبارِك ُ يا إخوتي وهَيَّا اعْمَلوا إننا عاملونْ


أخوكم / عبدالمؤمن الزيلعي



14 من ذي الحجة 1436
الموافق 2015/09/28
م