السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،


من الاساليب الاعلامية المضللة هو اسلوب الالهاء بتسليط الضوء على قضايا فرعية وقد لا ترقى الى درجة قضية احيانا وترك القضية الاصلية فيسقط الرأي العام للتفاهات والاختلاف حول الفرع وترك الاصل الذي تم اهماله !

فعدم التطرق لاصل المشكلة وطرح مشاكل اخرى أقل اهمية وتسليط الضوء عليها وإشغال الناس بها يوقع الجمهور في بحث تفصيلات التفصيلات وما لا يجوز بحثه ولا طائل منه !

هنا في هذا المقطع الذي تعرضه قناة الشعب الحرة وموقعها على الفيسبوك وموقع اليوتيوب وسلطت الضوء على نقطة من بحر ما يجري من مهازل المجلس التأسيسي :



وبإثارة هذا الجدال المضحك الذي حصل في المجلس التاسيسي انطلقت النقاشات على صفحات الفيسبوك وعلى موقع يوتيوب فالقناة وجّهت المتلقي الى وجهة معينة : فهل المشكلة في المجلس التاسيسي اليوم هي مشكلة استعمال لغة فقط؟ وكل يوم يثيرون نقطة اخرى من تفاهات اعضاء مجلس الضرار ليشغلوا الناس بها !

فليست المشكلة في اللسان الفرنسي او الانجليزي او الامازيغي ... . ولا هي في الخلفية الفرنكفونية التي لا تخفي عداءها لكل ما هو عربي واسلامي وتقف بالوكالة للدفاع عن مصالح الاستعمار الفرنسي بالبلاد التونسية بل الطامة الكبرى في المجلس التأسيسي برمته بمن فيه بمن ينطق العربية وغير العربية وهب انهم جميعا نطقوا لغة الضاد وصلوا العصر جمعا وتآخوا وتحابوا وتآلفوا على هذا الدستور المرتقب الذي سيكحل اعين اجيال بجملة يتيمة في الدستور اسمها "دينها الاسلام " وحكايات عن دونكيشوت العروبة في المجلس التاسيسي وخليفة الجمهورية الراشدة وعن اللحى البيضاء والجباه الموصولة بمواطن السجود ... أهذا ما نحب ان نلقى به ربنا أننا أقررنا رسم "الاسلام" في الدستور ؟ وعززناه بلفظ "العروبة "؟ واننا وضعنا ايدينا الطاهرة على كتاب الله واقسمنا به على سواه شاهدين على انفسنا بالشرك ؟ هذا المجلس التاسيسي هو الشرك بعينه حين يرضى المسلم العاقل ان يتخذ من هؤلاء الذين في المجلس التاسيسي اربابا له من دون الله يحلون لهم ويحرمون ما لم ينزل الله به سلطانا وهذا لب المسالة فدعك من القشور . إنّ أشدّ ما يقوم به هذا الاعلام هو التسبب للجمهور في بلادة الفكر وعي اللسان وعمى البصيرة والالتصاق بالواقع شأن الزواحف تسعى ببطونها الى الحتوف ولا تشرئب رقابها الى ما في السماء .