تزايدت جرائم العنصرية والكراهية ضد الأجانب والمسلمين بشكل خاص في أوروبا ورغم فظاعة بعضها مثل هذه الجريمة أدناه إلا أن السياسيين والإعلاميين
يمتنعون عن وصف هذه الجرائم بالتطرف والإرهاب



بسم الله الرحمن الرحيم

خبر وتعليق

التطرف الأوروبي ضد الأجانب ينتقل إلى السويد




الخبر:


نشرت صفحة راديو السويد - قسم اللغة العربية في 23 تشرين الأول/أكتوبر خبرا تحت عنوان: جريمة ترولهيتان: يوم أسود في تاريخ السويد، جاء فيه:
عاشت السويد يوم أمس يوما أسود كما وصفه رئيس الوزراء ستيفان لوفين، كان ضحاياه أطفالاً أبرياء، ومربيهم، هوجموا من قبل شخص أكدت الشرطة أن له ميولا يمينية متطرفة.


مقتل ثلاثة طلاب ومساعد على يد شاب عنصري سويدي في مدرسة كرونان في مدينة ترولهيتان في السويد.


التعليق:


سبب الاعتداء على أطفال في مدرسة كرونان في مدينة ترولهيتان هو دوافع عنصرية وكراهية للأجانب حسب تصريحات الشرطة ورئيس البلدية في السويد، وقد أدى الحادث إلى مقتل طفل صومالي وآخر عراقي ومساعد طلاب عراقي. منفذ الهجوم عمره واحد وعشرون عاماً هجم على مدرسة الأطفال بسيف وأثناء تنفيذه للجريمة كان يمشي بين الصفوف وسيفه يقطر دما ويمشي بكل هدوء أعصاب! ذهبت الشرطة إلى بيته وفتشته ووجدت ما يدل على دوافع عنصرية ضد الأجانب.



وهذا الشاب كان ينتقي الطلاب الأجانب لأنه لم يتعرض للطلاب السويديين ولم يلمسهم أبدا. طبعا الطلاب والأهالي مذعورون للغاية ومذهولون لهول الحادث الأليم.


الحقيقة، إن الأجانب في السويد بعد استطلاعات الرأي قد أفاقوا من حلم الأمان، فهذه الجرائم المتكررة في صفوف الأجانب تري حقيقة التغير المتسارع في حالة العداء في السويد بسبب تنامي التيارات المعادية للأجانب أمثال حزب ديمقراطيّي السويد والذين حسب آخر استطلاع قد وصلوا إلى أن يكونوا أكبر حزب في السويد في الشهور الأخيرة في تطور سريع لم يزد عن مدة عام.


طبعا قبل أشهر تم حرق متتالٍ للمساجد في السويد في أكثر من مدينة، ولم تجد الحكومة السويدية الفاعلين بالرغم من تسلسل أحداث الحرق للمساجد والتوقيت المتناغم ما يدل على وجود تنظيم دقيق وراء تلك الأحداث.


إن سياسة العنصرية ضد الأجانب قد تصاعدت وتطورت في السنوات الأخيرة في السويد تزامنا وتماشيا مع تصاعد العداء ضد الأجانب وخصوصا المسلمين في أوروبا.


وإذا كان هذا هو الحال في السويد الأكثر تسامحا في أوروبا، فماذا عن باقي دول أوروبا المعروفة بالعنصرية ضد الأجنبي أمثال سويسرا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا؟


إن على الأجانب وخصوصا المسلمين منهم أن يعوا أن دول أوروبا قد تحتضنهم لحاجتها إليهم في زمن ما ولكن حال انقضاء حاجتهم فإن نظرتهم للأجانب تعود إلى حالتها الأصل، حالة العنصرية والكراهية ونظر السيد للعبد.


فقط الإسلام وحده الذي يستطيع صهر الشعوب في بوتقته ويجمعهم بالمحبة والإخاء حول العقيدة الإسلامية والشريعة السمحة. قال تعالى: ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [سورة الأنفال: 63]






كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج أبو مالك

13 من محرم 1437
الموافق 2015/10/26م