مفتي مصر يتجاهل دور الجيوش لحل قضية فلسطين ويدعو إلى تبني أفكار الغرب من التسامح والتعايش والمواطنة فيجد الإعلام المأجور يروج له ولأفكاره. أما الدعوات الصادقة التي يطلقها حزب التحرير وشبابه والتي تستنهض الأمة والعلماء لتحريك الجيوش لتحرير فلسطين وقلع الحكام الذين يكبلون تلك الجيوش وإقامة خلافة على منهاج النبوة على أنقاض عروشهم فنجد أن الإعلام يغيبها وبالتالي يغيب السبيل الوحيد لحماية الحرائر والأطفال وتحرير الأرض المباركة من دنس يهود ورجسهم

بسم الله الرحمن الرحيم

خبر وتعليق

القدس يحتاج جيوش الأمة
ومن يحرضها على الجهاد وإقامة الخلافة التي تنقذه من أيدي يهود



الخبر:


نقلت جريدة الشروق في الاثنين 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2015م، تأكيد مفتي مصر أن المسؤولية كبيرة على العالمين الإسلامي والنصراني، للوقوف ضد مخطط تهويد القدس، مضيفًا أن "اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن العربي من مسلمين ومسيحيين تعتبر حائط صد ضد مخططات الفوضى"، جاء ذلك خلال استقباله، المطران الدكتور منيب يونان رئيس الاتحاد اللوثري العالمي والدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية، والذي أوضح فيه أن حضارة الإسلام العظيمة استوعبت داخلها كل الثقافات والأديان، وكان من نتاجها أن عاش المسلمون وغير المسلمين في مجتمع آمن ومستقر يقوم على المشاركة والتسامح والتعايش والمواطنة، مشيرا إلى أن الإسلام وضع نموذجاً كفل للجميع حرية الاعتقاد، وممارسة شعائرهم الدينية والمساواة والعدل، مشددا أن الجميع في الدولة سواسية أمام القانون سواء في الحقوق والواجبات وهي أعلى قيمة للمواطنة الصحيحة التي على إثرها تُبنى البلاد، كما قال، "ندعم الحوار العادل والمتكافئ، والذي يحترم الخصوصيات"، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء المصرية منفتحة على قضايا العالم وتتفاعل معها، ومن جانبه أعرب رئيس الاتحاد اللوثري العالمي، عن شكره وتقديره، لمجهودات المفتي الداعمة لقضية القدس، وترسيخه لمبادئ المواطنة والحوار ومواجهة كافة أشكال التطرف والإرهاب، بحسب قوله.


التعليق:


القدس وما أدراك ما القدس، سلعة يتاجر بها من أراد التقرب إلى قلوب أبناء الأمة، ونحن في أيام انتفاضة السكاكين التي روعت يهود وأقضت مضاجعهم، صرنا نسمع هنا وهناك أصوات المتاجرين بها، فما هي قضية فلسطين والقدس وكيف يكون حلها؟!


فلسطين هي أرض خراجية مملوكة للأمة، اعتدى عليها يهود وتمكن من زمامها حتى دانت لهم وأصبحوا يقومون برعاية الشئون فيها، وأصبح حال أهلها واقع الأسرى فيباح لهم الجهاد لتحريرها ولا يجب عليهم، وتحريرها ليس شأنا لأهل فلسطين وحدهم بل هو شأن كل الأمة، والجهاد في سبيل تحريرها من ربقة يهود هو واجب على كل الأمة دون أهل فلسطين، فالجهاد في حقهم مباح وليس فرضا عليهم لكون واقعهم هو واقع الأسرى كما أسلفنا، فتحرير أرض فلسطين والدفاع عن الأقصى واجب أولا على دول الطوق المحيط بفلسطين وواجب شعوبها وعلمائها تحريض تلك الجيوش على العمل لتحريرها.


ولكن واقع دول الطوق قد يكون أشد بؤسا من واقع فلسطين حيث تسلط عليها حكام عملاء يحكمونها بالوكالة لصالح الغرب الكافر، يسيطرون على تلك الجيوش موجهين سلاحها تجاه الشعوب لا تجاه عدو الأمة الحقيقي أمريكا ويهود، محافظين على تلك الحدود المسطرية للكيانات الكرتونية التي رسمها الغرب كمناطق نفوذ له، مما يجعل تحرك تلك الجيوش مستحيلا في ظل هؤلاء الحكام، وفي ظل هيمنة الغرب على قادة الجيوش وتسليحها، فلا خلاص للأمة ولا تحرير لفلسطين ولا حماية للقدس من التهويد إلا بقطع الصلة بهؤلاء الحكام وقلعهم وإقامة خلافة على منهاج النبوة على أنقاض عروشهم، وهذا ما يجب أن يتكلم به العلماء وعلى رأسهم مفتي مصر وعلماء الأزهر، لا أن يدعو إلى المواطنة ويتكلم بأفكار الغرب وعقيدته مداهنا أعداء الله ورسوله.


فواجبك يا فضيلة المفتي لا علاقة له بلحمة وطنية وإنما يجب عليك تحريض جيش الكنانة على قطع صلته بحكام الكنانة المرتبطين بالغرب وجعل صلتهم بالله وحده وولائهم له دون غيره، والقيام بما أوجبه الله عليهم من نصرة إخوانهم في فلسطين والشام وبورما وغيرها، فالكنانة لا تحتاج جيشا من العجانين والخبازين والتجار، وإنما تحتاج جيشا من المجاهدين يعيد للأذهان أمجاد صلاح الدين وقطز وطرد الصليبيين والتتار من بلاد الإسلام، وهذا الجيش يحتاج من يكون كالعز بن عبد السلام سلطان العلماء محرضا لا يخشى في الله لومة لائم، فأين أنت منه يا فضيلة المفتي؟! وأين ما علمت من الكتاب والسنة؟!


يا فضيلة المفتي ويا علماء الأزهر والإفتاء، إنكم عما قريب موقوفون أمام الله عز وجل فجهزوا إجاباتكم، واعلموا أن عودة القدس واقتلاع يهود من بلادنا هو أمر مقطوع به وهو كائن لا محالة، ولن يتحقق أبدا في ظل حكام الضرار العملاء، بل في خلافة على منهاج النبوة، ووقوفكم دونها ومحاولة إلهاء الناس عنها لن تؤخر قيامها، فقيامها بتوقيت الله عز وجل ولن ينالكم إلا الخزي والعار حين تقوم، ولن يستوي العاملون لها حال قيامها بالمصفقين لها عند قيامها فكيف بمن خذلوها.


أما أنتم يا أبناء الكنانة فواجبكم أن تحرضوا جيوشكم لصالح أمتكم ليكونوا أداة في يدها لا في يد عدوها وليوجهوا سلاحهم تجاه عدوهم لا تجاه شعوبهم وليكونوا حماة للأمة مدافعين عنها لا حماة ورعاة لمصالح الغرب الكافر وعملائه من الحكام الخونة، إن أفراد تلك الجيوش المنفذين هم إخوانكم وأبناؤكم وأهليكم فاحرصوا عليهم وشدوا على أيديهم كي لا يكون ولاؤهم إلا لله وحده وليقطعوا كل صلة لهم بغيره قبل أن يأتي يوم لن ينفعهم جمعهم للدنيا ولا يغني عنهم السادة والكبراء من الله شيئا، ليكن حرصكم عليهم وجاءً لهم من النار بدفعهم إلى الانعتاق من تسلط الحكام الخونة واحتضان الأمة ونصرة العاملين لما يعيد لها عزتها وكرامتها وحقوقها المسلوبة في خلافة على منهاج النبوة تعيد أمة الإسلام حقا أمة واحدة من دون الناس، يجير على ذمتها أدناها ويرد عنها أقصاها هي يد على من سواها فلا يجرؤ حقراء الغرب على إيذاء دابة يملكها مسلم فضلا عن قتل مسلم واحد لا قتل آلاف بل ملايين المسلمين كما نرى الآن لغياب الخلافة، الأب الراعي والحاني للأمة، ولأنه لا خلاص للأمة بغير الخلافة التي تجمعها وتوحد مواردها وقوتها في وجه عدوها فتعيدها سيدة الدنيا كما كانت، فواجبكم أنتم تحريض أبنائكم في جيش الكنانة على العمل لها ونصرة العاملين المخلصين لها من أبناء حزب التحرير الحاملين مشروعا إسلاميا كاملا شاملا جاهزاً للتطبيق الفوري بكل آلياته وأجهزته.


أما أنتم يا أبناء جيش الكنانة فلن نمل من ندائكم وتذكيركم بالله، الله الله في دينكم وأمتكم وأرضكم ودياركم ودم إخوانكم وأطفالكم وأعراض أخواتكم وبناتكم المسلمات، فإن الغرب لن يرضى عنكم ولو فعلتم الأفاعيل ومهما قدمتم من تنازلات طالما بقيتم على دينكم، ولن يمنحكم إلا فتات مما ينهب من ثرواتكم وثروات أمتكم، فاعلموا أن الأرزاق والآجال بيد الله وحده لا يمنعها بطش جبار ولا طغيان متجبر، وإنما هي أرزاقكم تساق إليكم سوقا وآجالكم لا يُتخطف منها برهة، فكونوا لله أنصارا وأعوانا وأعيدوا ذكر أجدادكم العظام المجاهدين الفاتحين الغازين، المدافعين عن حمى الإسلام والمسلمين، واقطعوا كل صلة لكم بحكام الجور والضرار عملاء الغرب وأظهروا لهم أنه لا ولاء عندكم إلا لله وحده ولدينه وشرعه، فالأمة كلها تتطلع إليكم تنتظر فيكم صلاح الدين وقطز، فلا تخذلوها فمن لها غيركم؟! ومن للإسلام إن لم يكن أنتم؟! من للإسلام إن لم يكن أنتم؟! كونوا عند ظن الأمة بكم وانصروا الله ينصركم وينصر بكم ولن يتركم أعمالكم.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ساجد عبد الكريم
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر


25 من محرم 1437
الموافق 2015/11/07م