المساعدة - البحث - الأعضاء - التقويم
جيوشنا بيادق في يد الغرب الكافر فهل من رجل رشيد ينصر الإسلام وأهله؟!
منتدى الناقد الإعلامي > الناقد الإعلامي > مجلات و جرائد
أم المعتصم
مقالة قيمة برؤية إسلامية سياسية ناضجة حيال معاملة الغرب مع جندنا كالبيادق، كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ عبد الله عبد الرحمن عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر


بسم الله الرحمن الرحيم

جيوشنا بيادق في يد الغرب الكافر
فهل من رجل رشيد ينصر الإسلام وأهله؟!

نقلت جريدة الوفد يوم الأحد 29/11/2015م، انتقاد جون ماكين ولندسي جراهام عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي استراتيجية أمريكا الحالية ووصفاها بأنها غير كافية وغير ناجحة في التصدي لتنظيم الدولة، داعين إلى تشكيل قوة من 100 ألف جندي أجنبي معظمهم من دول المنطقة السنية، إضافة إلى جنود أمريكيين، للقتال، فيما اعتبر ماكين أن "حشد العدد الأكبر من هذه القوة لن يكون صعبًا على مصر، بينما سيكون صعبا على السعودية ويمكن لتركيا أن تشارك، على أن يكون في قوام القوة 10 آلاف مقاتل أمريكي يملكون قدرات لا يملكها العرب"، مضيفا "متى كانت آخر مرة قام بها جيش عربي بمناورة"، واستطرد "ولكن المهم هو أن يشارك المجتمع الدولي بكامله في هذه القوة".

منتهى الذلة والمهانة أن يقرر الغرب ما يفعل بنا وببلادنا وأن نكون نحن أدواته في حرق بلادنا ونهب ثرواتنا وخيراتنا وبقائه مهيمنا على كل قراراتنا ومقدراتنا، وكأنني بقوى الكفر مجتمعة في دار الندوة مرة أخرى لتجمع أمرها لكيفية التصدي لهذا الدين! وكأني بإبليس يشير عليهم من جديد أن اجمعوا من كل قبيلة رجلا لقتل النبي صلى الله عليه وسلم فيتفرق دمه بين القبائل، فها هو إبليس اليوم يوسوس لهم أن اجمعوا جيشا من السنة ليقاتلوا إخوانهم وأهلهم، فقد فشل الشيعة في وأد ثورتهم فيقتل بعضهم بعضا بأيديهم ولا يقع اللوم علينا وحدنا ولا نرمي في أتون الصراع بفلذات أكبادنا، ونبقى موجهين محركين جاهزين لاقتطاف الثمار في نهاية المطاف، هكذا يفكر الغرب وهذا ما ينطق به لسان حال ساسته، الذين يتعاملون معنا ومع جندنا خاصة كالبيادق على رقعة الشطرنج، والتي لا حول لها ولا قوة، يحركها السادة متى وكيفما شاؤوا، والعجيب أن يتحرك جندنا تحرك البيادق على الرقعة خانعين خاضعين لقوى الكفر غير منتبهين لحجم وعظم قوتهم، غير عابئين لدماء إخوانهم وأهليهم ولا أعراض أخواتهم ونسائهم ولا لما ينهب تحت سمعهم وبصرهم بل وبرعايتهم وتحت حراستهم من أموال الأمة ومقدراتها لصالح الغرب الكافر!!

إن مصاب الأمة في جندها عظيم الشأن، فتلك الجيوش التي يفترض فيها حماية الأمة والذود عنها وعن خيراتها ومقدراتها وحماية مستضعفيها ومقهوريها ونصرة المظلومين والمستضعفين من أبنائها، نراها الآن وقد غيرت فكرتها وتحولت لحماية عروش الحكام العملاء وحراسة مصالح سادتهم في الغرب، ونرى السلاح في أيديهم موجه نحو الأمة؛ نحو صدور أبنائها وشبابها إخوانهم وآبائهم وأهليهم، هذا السلاح الذي اقتطعوا ثمنه من أقواتنا وأقوات أبنائنا، ولا نراهم يتحرك لهم ساكن تجاه أعداء الأمة؛ فلم يتحرك جيش الكنانة تجاه يهود بل قتل من أبناء الكنانة أكثر مما قتل اليهود منهم على مدار سنيّ الصراع مع يهود، ولم نرَ الجيش السوري يقاتل يهود أو غيرهم ولم يقصف تل أبيب بالبراميل المتفجرة والكيماوي، بل رأينا تلك البراميل وهذا الكيماوي يصب صبّاً على أهلنا في شام العزة والكرامة، وكأنهم يقولون للغرب نحن جندك سنفعل بأهلنا ما تستحي أنت من فعله وما تخجل حتى من طلبه، سنلبي لك أكثر مما تطلب وسنسبق أحلامك شريطة أن تبقى عروشنا قائمة وأن نبقى نحن فوقها عملاء مخلصين لك، هذا لسان حالهم ومقالهم وهذا ما يترجمه فعلهم؛ فها هو سيسي مصر وبشار سوريا وغلام الأردن ربيب الإنجليز ثم حكام الخليج بلا استثناء وعلى رأسهم نظام آل سعود عميل أمريكا ورأس حربتها الموجهة نحو الأمة.

يا أبناء الكنانة! إنكم وبعد سنوات من ثورتكم على طغيان عسكر أمريكا الذين عادوا إلى حكمكم أشد بطشا وتنكيلا وقهرا، فلم يبقوا لكم شيئا؛ فلا اقتصاد ولا سياسة ولا رعاية ولا كرامة ولا أي شيء، بل لا يملكون إلا زنازينهم المعدة لكل من تفوه بكلمة حق صادقة، ورصاصات الغدر التي تحصد الأرواح الطاهرة، وها هي ربّتُهم أمريكا تسعى للزج بهم في أتون الصراع في الشام لأنها تعلم أنها لا تقوى على أهل الشام المخلصين المطالبين بما يعيد الكرامة لهم ولكم وللأمة بعمومها، فكيف تقدر على من يرون الجنة في فوهات بنادقهم وتحت قصف طائراتهم؟ وإن أمريكا والرأسمالية الغربية كلها في مأزق الآن والشام ينطق بذلك، وأخشى ما يخشاه الغرب الآن هو أن تنتصر ثورة الشام فتحقق مبتغاها ومطلبها وتقام فيها خلافة على منهاج النبوة تقضي على نفوذ الغرب في بلادنا وتنهي سنين هيمنته على خيراتنا ونهبه لثرواتنا ومقدراتنا، وتعيد للأمة حريتها وكرامتها المسلوبة، والتي لن تعود إلا بخلافة على منهاج النبوة، يطالب بها أهل الشام جهارا نهارا ويقتل أبناؤه ويبذلون في سبيلها دماءهم الزكية الطاهرة. وقد رأينا من المفجعات ما رأينا صراع الغرب كله على أهل الشام لا لشيء إلا لأنهم أعلنوها لله من يومهم الأول فقالوا "يا الله ما لنا غيرك يا الله" وقالوا "لن تركع أمة قائدها محمد"، فسلموا أمرهم لله وجعلوا لرسول الله قيادتهم ولشرعه السيادة فيهم فخاف الغرب ثورتهم لأنه أدرك أنها ثورة الأمة ومنتهاها خلافة على منهاج النبوة، فكان سعيهم لأن تكونوا أنتم وإخوانكم وأبناؤكم في جيش الكنانة جزءاً من وقود صراعهم مع أهل الشام، وجزءاً من آلة القتل التي تصب نارها عليهم، فلا تسمعوا لهم ولا تطيعوا وانفضّوا عنهم واخلعوا عنكم ولاءهم وطاعتهم، فلا طاعة عليكم لمن خان الله ورسوله وسعى لهدم دينه وحرب جنده، وحرضوا أبناءكم على قطع صلتهم بهؤلاء الحكام والقادة العملاء المرتبطين بالغرب، وصرف ولائهم لله عز وجل وحده دون غيره فهذا فقط ما ينجيهم وينجيكم ويعيد لكم وللأمة عزها وكرامتها.

يا أبناء جيش الكنانة! إنكم كنتم على مدار تاريخكم نصرا لله ورسوله وللإسلام والمسلمين؛ يشهد لكم بذلك تاريخكم مع صلاح الدين وتحريركم للقدس معه تحت قيادته، وتشهد لكم حطين يا جند حطين، ويشهد لكم قطز وعين جالوت وكيف دحرتم التتار يا جند عين جالوت، فأين أنتم من تاريخكم الطويل يا حماة الإسلام والمسلمين؟! إن الأمة تتطلع إليكم فمن لها غيركم ومن يملك نصرتها دونكم ومن أولى بنصرتها سواكم؟! من للإسلام إن لم يكن أنتم؟! إن أمانتكم عظيمة وواجبكم أعظم وحملكم ثقيل، ولن يحمله عنكم غيركم ولن يترك أعناقكم إلا بتحرير أرض الاسلام المغتصبة ونصرة المستضعفين في كل أصقاع الأرض، ولن يكون هذا بغيركم، وبهذا فقط تستحقون أن يقال عنكم خير أجناد الأرض، ولا يكون هذا إلا بنصرتكم أهل الشام وتفويت الفرصة على أمريكا وعملائها وبيادقها، ونصرة المخلصين العاملين لإقامة الخلافة على منهاج النبوة من أبناء حزب التحرير إخوانكم الذين تعرفونهم و قونكم وتحملون همهم ويحملون همكم وهم أمتكم، فضعوا أيديكم في أيديهم واقطعوا ما بينكم وبين الحكام الخونة من حبال، وصِلوا بإخوانكم حبلكم بالله واعملوا معهم لنصرة الله ورسوله وعز الدنيا والآخرة، واعلموا أن الكفر كله بكل جنده وقضه وقضيضه لن يقدر على جند مؤيذَّدين من الله، والله ناصر جنده ومعز دينه ولو كره الكارهون ومكر الماكرون، فمكر الله أكبر، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، والعزة لله ولرسوله وجنده ولكن أكثر الناس لا يعلمون ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر


26 من صـفر 1437
الموافق 2015/12/08م
ام عاصم
بارك الله بالكاتب والناقلة
جزاكم الله خيرا
.
Invision Power Board © 2001-2024 Invision Power Services, Inc.