التعليم من الحاجات الأساسية للمجتمع التي يجب على الدولة أن توفره بالمجان لكافة شرائح المجتمع، ولكن الدولة في الأردن جعلت التعليم الجامعي مجانا لفئات دون أخرى، حول هذا الموضوع كتبت الأخت نجاح السباتين – ولاية الأردن الخبر والتعليق التالي:




التعليم الجامعي مجاني في دولة الخلافة








الخبر:



شاركت حشود من طلبة الجامعة الأردنية، يوم الخميس، بمسيرات حاشدة داخل الجامعة آزرها اعتصام أمام بوابتها الرئيسية شارك فيه العشرات من أهل الأردن وطلبة جامعتي اليرموك والعلوم والتكنولوجيا.



وتأتي المسيرة لتتوج اليوم الحادي عشر من الاعتصام المفتوح للقوى الطلابية للمطالبة بإسقاط قرارات رفع رسوم الماجستير والموازي.



وصدحت حناجر الطلبة أثناء المسيرة بشعارات حماسية تؤكد على المطالَب وتصر على مواصلة الاعتصام حتى إسقاط القرارات، ومن بين الشعارات "أردنية هيجي هيجي حق الطالب خاوة ييجي"، "المجد المجد المجد للطلبة".



وطالبوا بإسقاط قرار رفع الرسوم عن برنامجي الموازي والدراسات العليا.



التعليق:



أربعة عشرة يوما من اعتصام طلبة الجامعة الأردنية داخل أسوار الجامعة ومشاركة بقية الجامعات من خلف أسوارها احتجاجا على رفع الرسوم الجامعية مائة بالمائة، ومع ذلك لم تستجب الجامعة لمطالب الطلبة بل اتهمتهم بتنفيذ أجندات سياسية من خارج الجامعة.



من يتولى أمر الناس يجب عليه أن يوفر الحاجات الأساسية للأفراد فردا فردا وهي المأكل والملبس والمسكن، وأن يلبي الحاجات الأساسية للمجتمع وهي الأمن والصحة والتعليم، فالتعليم من الحاجات الأساسية للمجتمع التي يجب على الدولة أن توفره بالمجان لكافة شرائح المجتمع، ولكن الدولة في الأردن جعلت التعليم الجامعي مجانا لفئات تحت مسميات منها مكرمة الجيش والعشائر والمعلمين وغير ذلك وحرمت الفئات الأخرى من مجانية التعليم، ولم تكتف بذلك بل رفعت الرسوم الجامعية عليهم بحيث ينفق ولي أمر الطالب على ابنه وعلى أبناء غيره، وهذا أسلوب استخدمته الدولة في مجالات أخرى؛ ففي مجال الماء والكهرباء يدفع ابن عمان أثمان المياه والكهرباء التي يستهلكها أبناء الأغوار والجنوب.



إلى متى تبقى الدولة تعامل رعاياها بالتمييز، هذا طالب من شرق النهر يجب أن يحصل على التعليم المجاني والتوظيف السريع، وهذا طالب من غرب النهر لذلك يجب أن يدفع وليه كل ما يملك وما لا يملك حتى يتمكن من تعليم ابنه، وبعدها يقف في طابور العاطلين عن العمل.



ولما سكت الأهالي عن سياسة رفع الرسوم، رغم ارتفاعها مرة تلو الأخرى، رأت الجامعة أن ترفع الرسوم بنسب مستفزة 100 بالمائة.



ومع المبالغ الكبيرة التي يدفعها طالب الموازي وبقية الطلبة في البرنامج العادي إلا أن الجامعة الأردنية لم تحسن إدارة وارداتها مما انعكس على العجز في موازنتها الأمر الذي تريد أن تعالجه من جيوب الفئة الأضعف من الناس، الذين يملكون المال في ظنها ولا يملكون السلطة.



وبهذه السياسة العرجاء تزيد من احتقان الشارع ضدها، ومن ناحية أخرى تحول التعليم الجامعي إلى تعليم مقتصر على الأغنياء وحرمان الفقراء منه انسجاما مع السياسة الرأسمالية المتوحشة التي أصبحت مصاص الدماء الذي يعيش على حساب حياة الآخرين.



ومن ناحية ثالثة تحرم فئة كبيرة من أصحاب المعدلات المرتفعة من التعليم وتفسح المجال للأقل كفاءة وقدرة فيبقى المجتمع يدور في فلك الواسطة والمحسوبية، أما الكفاءة والقدرة والكفاية فلا مجال لها في التعلم ولا العمل.



التعليم الجامعي مجاني في كثير من الدول توفره لرعاياها فلماذا يختلف الأمر في الأردن؟



لماذا يحتاج الطلبة إلى هذه الأيام الطويلة من الاحتجاج وإلى المبيت في العراء للاستماع إلى مطالبهم وتنفيذها، أين هم المسؤولون في البلد؟ أين هي الرعاية؟



كيف ينام المسؤول ملء جفونه في بيته وعلى فراشه الوثير وهناك طلبة ينامون في العراء يحملون همهم وهم غيرهم من الطلاب والأهالي ويطالبون بأدنى الحقوق؟



كيف يجلس المسؤول مرتاحاً في بيته بينما طلابه يفترشون الأرض مدة أسبوعين مطالبين بإسقاط القرار.



لقد استشرى الفساد في كل مفاصل الدولة ولا يصلح معه ترقيع وإنما قلع من الجذور.. والبديل موجود وهو الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي توفر التعليم المجاني الجامعي لكافة أفراد المجتمع، كما هو موضح في المادة 178 من مقدمة الدستور الذي أعده حزب التحرير، وتوفر له بيئة غنية للإبداع والتميز وبعدها توفر له فرصة العمل التي تمكنه من العيش الكريم، هذا ما يستحقه طلبة الجامعات وأولياء أمورهم.







كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير



نجاح السباتين – ولاية الأردن