في هذا الخبر والتعليق المترجم كتب أحمد يوسف: "إن محادثات السلام ليست خطة لإزالة بشار ولكنها مجرد تغيير للخطة الأمريكية باسم الأمم المتحدة لاستعادة السيطرة الكاملة على الوضع في سوريا.... يجب على المسلم أن لا يأمل خيرا من محادثات السلام هذه التي يقودها الكفار، فالمستفيد الوحيد منها هو النظام السوري لاسترجاع السلطة، ومن ثم يدعي في وقت لاحق أنه يتبع النظام الديمقراطي لانتقال "عادل ونزيه" للسلطة. وفي نهاية المطاف سوف لن يكسب الشعب السوري أي شيء، وسوف يستمر النظام السوري وحلفاؤه في البقاء في السلطة".











الخبر:



كتبت الغارديان البريطانية بتاريخ 9 آذار/مارس 2016 تحت عنوان: محادثات السلام السورية: الإفراج عن السجناء السياسيين هي العقبة التالية:



تدعم بريطانيا دعوات المعارضة السورية العاملة تحت مظلة اللجنة العليا للمفاوضات من أجل إطلاق سراح المعتقلين الذين تحتجزهم الحكومة السورية. وقد سلمت اللجنة بالفعل قائمة من أكثر من 170 سجيناً سياسياً، بهدف دعم إطلاق سراحهم بقرارات الأمم المتحدة المتتالية.



وأوضح المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، أنه يريد إجراء محادثات حول قضايا جوهرية، تشمل الدستور والانتخابات - الرئاسية والبرلمانية - خلال 18 شهرا. ومن غير المرجح أن يتم استئناف المحادثات في آذار/مارس ما لم يتم إحراز تقدم ملموس حول إطلاق سراح السجناء.



التعليق:



تأمل اللجنة العليا للمفاوضات أن تؤدي محادثات السلام إلى الإفراج عن المعتقلين في سوريا، على الرغم من أن حالة المعتقلين على قيد الحياة على الأرجح المعروف. واستنادا إلى تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن أكثر من 65 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، قد اختفوا قسرا بين آذار/مارس 2011 وآب/ أغسطس 2015 ولا يزالون في عداد المفقودين.



إن نظام الطاغية بشار الأسد الذي لا يبدي أي تعاطف في قتل الأطفال والنساء والمسنين، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المدنية لمعارضيه الذين يموتون وهم يأكلون العشب، سوف لن يتبع هذه الشروط. فبالنسبة للمجرم بشار، فإن كل من لا يتبعه أو مناهض له هو "إرهابي" بغض النظر عن الأطفال أو النساء. هو ونظامه سوف يفعلون كل شيء لإجبار الشعب السوري على الانحناء له مثل الآلهة.



وقد ذكر بشار في المقابلة التي أجراها مع وكالة فرانس برس في شباط/ فبراير 2016، أنه ينوي استعادة السيطرة على جميع المناطق من الثوار. كما أن القتال المستمر بين كتائب الثوار، وتنظيم الدولة وجيش النظام يجعل من المستحيل نجاح أي محادثات سلام في سوريا. بالإضافة إلى ذلك فإن المحادثات تشمل فقط عدداً قليلاً من أعضاء جماعات الائتلاف السورية، وأمريكا وروسيا ولكنها تستثني تنظيم الدولة أو الكتائب الإسلامية الأخرى. فلا معنى لمحادثات السلام إذا كانت المناقشة لا تضم جميع الجماعات المقاتلة.



إن محادثات السلام ليست خطة لإزالة بشار ولكنها مجرد تغيير للخطة الأمريكية باسم الأمم المتحدة لاستعادة السيطرة الكاملة على الوضع في سوريا. وكان هذا مدفوعا بعد تدخل روسيا في العام الماضي في الصراع في سوريا. وقامت روسيا بشن غارات جوية يقال أنها استهدفت المسلمين "المعتدلين" المدعومين من الحكومة الأمريكية، مما جعل أمريكا تطالب روسيا بإقامة تنسيق للهجمات، ولكنها فشلت.



في 15 كانون الأول/ ديسمبر 2015، ذكر جون كيري بوضوح الخطة الأمريكية في سوريا. وقد نقل الرسالة نفسها إلى نظيره الروسي خلال الاجتماع الذي عقد في روسيا في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2015.



وقال كيري في إشارة إلى النتيجة المفضلة للولايات المتحدة من الحرب الأهلية السورية أن "الولايات المتحدة وشركاءنا لا يسعون لما يسمى تغيير النظام".



إن محادثات السلام هي أيضا لأجل تمكين أمريكا وروسيا وغيرهما من القوى الإقليمية لإيجاد أرضية مشتركة للتفاهم وخطة عمل لمساعدة بشار للقضاء على "الإرهابيين". ويتوافق هذا مع ما قاله بشار خلال المقابلة مع التلفزيون الإيطالي في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2015.



وكان بشار قد قال للتلفزيون الإيطالي أن الجدول الزمني للانتخابات "يبدأ بعد البدء في هزيمة الإرهاب". وبما أن النظام السوري يفشل في ذلك فهو يحتاج إلى مساعدة من القوى الدولية.



يجب على المسلم أن لا يأمل خيرا من محادثات السلام هذه التي يقودها الكفار، فالمستفيد الوحيد منها هو النظام السوري لاسترجاع السلطة، ومن ثم يدعي في وقت لاحق أنه يتبع النظام الديمقراطي لانتقال "عادل ونزيه" للسلطة. وفي نهاية المطاف سوف لن يكسب الشعب السوري أي شيء، وسوف يستمر النظام السوري وحلفاؤه في البقاء في السلطة. حتى وإن قيل أنها خطة لرحيل الأسد في عام 2017، إلا أن نظام الأسد سوف يستمر تماما كما حدث في مصر.







كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير



أحمد يوسف