خبر وتعليق مترجم كتبه الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا حول "يوم المتحولين جنسيًا" والذي يتم التخطيط له لتعليمه للتلاميذ الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ4 سنوات









الخبر:



ذكرت صحف بريطانية أن الآباء هددوا بسحب أطفالهم من الدراسة في مدرسة ابتدائية في قرية بسبب "يوم المتحولين جنسيًا" والذي يتم التخطيط له لتعليمه للتلاميذ الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ4 سنوات. وتقول العديد من العائلات إنها لن تسمح لأطفالها بحضور الفصول الدراسية والتي تهدف إلى مساعدة الأطفال على استكشاف طبيعتهم "الجنسية".



التعليق:



يوم آخر، ومحاولة أخرى لمنع الأطفال من أن يكونوا أطفالًا. لماذا يحتاج الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 4 سنوات إلى استكشاف قضايا الجنس؟



حتى إنه في بريطانيا العلمانية الليبرالية، يرى بعض الآباء والأمهات في ذلك خطوة أبعد من اللازم. وقالت أم تصحب طفلتها في المدرسة: "أنا لا أريد لابنتي أن تتعرض لهذا الهراء. يريد الأطفال أن يركضوا في الملعب فحسب، لا أن يقال لهم إنهم يحتاجون إلى "التفكير بشكل مختلف" حول قضايا المساواة بين الجنسين". إلا أن، إيما مالتبي، مديرة المدرسة الابتدائية سانت ماري في هارتفيلد أصرت على أنهم سيمضون قدمًا في عقد اليوم، وأن المدرسة ستقوم بحملة "يوم المتحولين جنسيًا" بالاشتراك مع مشروع شباب خارجي والذي يدير "مجموعة مرحة داعمة لأطفال المدارس الابتدائية وذلك من خلال استطلاع قضايا المتحولين جنسيًا".



كان هناك وقت يسمح فيه للأطفال بأن يكونوا أطفالًا ينشأون ببراءة. وحتى في الغرب، كان هناك وقت عندما كان المجتمع فيه لا يعج بالصور الجنسية تقريبًا في كل جانب من جوانب الحياة، وكان عرض ومناقشة القضايا الجنسية لا يتم في المدارس الابتدائية. في الأشهر القليلة الماضية، إحدى أحدث الأفكار التي يقوم البعض بالترويج لها وهي أن تكون ذكرًا أو أنثى هي فكرة قابلة جدًا للتطبيق وليست غير قابلة للتبديل. وبعض الأفلام الأخيرة تطرح هذه القضية، وتقوم شخصيات مشهورة بتناولها في البرامج التلفزيونية والإذاعية، والآن قررت مديرة مدرسة ابتدائية أن يكون هناك يوم حيث يستكشف فيه الأطفال قضايا المتحولين جنسيًا. وأصرت على أنه سيتم المضي في عقد الفعالية، وأصرت المديرة على أنه كجزء من المنهاج الدراسي الوطني، فإن هذه الدروس عن المتحولين جنسيًا تعزز "القيم البريطانية مثل التسامح والاحترام والفخر بالاختلاف". حتى إنها تسوق أدلة على أن منهاج الحكومة يدعم هذه الفعالية - وذلك حتى لا يتوقع الآباء والأمهات أن تقوم الحكومة بمعارضة أفعالها لأنه يتماشى مع الخطوط الأساسية للحكومة.



وباسم "الحرية" و"الاحتفال بالاختلاف"، يمكن أن يُترك الأطفال ليخلطوا وليقلقوا بخصوص جنسهم. وهل يمكن أن يحصل هذا لأطفال صغار جدًا؟ يا لها من مصيبة.



المجتمعات الغربية هي مجتمعات علمانية وليبرالية وتفتقر لحدود واضحة وثابتة للصواب والخطأ بحيث تكون الأشياء عندهم دائمًا "نسبية". ولذلك، ما كان يعتبر بالأمس سلوكًا فرديًا أصبح اليوم سلوكًا عامًا مقبولًا. وبعض الأشياء التي كانت تعتبر قبل عدة سنوات خاطئة ويتم تجريم صاحبها إلا أنها الآن أصبحت مقبولة ويجري الترويج لها والاحتفال بها.



ما الذي يمكن أن يفعله ذلك في المجتمعات؟ اليوم، هناك جماعات متطرفة تناضل من أجل إضفاء الشرعية على السلوك الجنسي مع الأطفال! وهي اليوم هامشية، ولكن هل ستبقى كذلك في السنوات القادمة؟



إن الآباء المسلمين في الغرب قلقون للغاية بخصوص هذه القيم المتغيرة في المجتمعات التي نعيش فيها. في الواقع، كثير من الآباء والمعلقين من غير المسلمين يحملون نفس مشاعر المخاوف وبدأوا بطرح أن إضفاء "طابع جنسي" عند الأطفال في المجتمعات الغربية قد ذهب إلى حد بعيد جدًا، وقد صار ينشأ جراء ذلك الكثير من المشاكل الاجتماعية. ولا يجب علينا فقط أن نبذل قصارى جهدنا لحماية أطفالنا، ولكنها أيضًا فرصة لنقاش غير المسلمين الذين يشعرون بالقلق حول مسائل مشابهة، وبيان أن الإسلام، على عكس الثقافة الليبرالية العلمانية، يضع معايير واضحة وثابتة للصواب والخطأ وقيمه السمحاء. ويساعد على حماية الجميع في المجتمع. وبالتالي نحن قادرون على بيان كيف أن الإسلام يجعل فعلًا من الأطفال أطفالًا - صغارًا رائعين وأبرياء.



يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد﴾ [إبراهيم: 1]









كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير



تاجي مصطفى



الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا