خبر وتعليق من بيت المقدس بقلم الكاتب غسان الكسواني على المقال الذي نشر في جريدة واشنطن بوست منذ أيام بعنوان ما الذي يجعل الولايات المتحدة أمة عظيمة؟






الخبر:

كان هذا عنوان مقال نشر في جريدة واشنطن بوست منذ أيام. كان سياق الحديث عن الانتخابات الرئاسية لعام 2016. ومما جاء في المقال: استعار دونالد ترامب شعار حملة رونالد ريجان الانتخابية عام 1980 وهو "اجعلوا أمريكا أمة عظيمة مرة أخرى"... وتحدث تيد كروز عن أمريكا على أنها "أعظم أمة عرفها العالم في تاريخه"... وقال ماركو روبيو في إحدى خطبه "أمريكا أمة عظيمة، لأن كل جيل من الأجيال التي سبقتنا قام بدوره على خير وجه، وواجه التحديات التي تعرضت لها بلادنا، واستفاد من الفرص التي أتيحت له، بحيث يمكن القول إن كل جيل من الأجيال التي تعاقبت على أمتنا، على مدار قرنين من الزمان، قد بذل كل ما في وسعه كي يجعل الجيل الذي يليه أفضل حالاً مما كان هو عليه".

التعليق:

صدق الله العظيم القائل ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾، فعن أي أمة عظيمة يتحدثون!

أي أمة عظيمة هذه التي مبدؤها الرأسمالية الذي يستعبد البشر لصالح ال 1%...

أي أمة عظيمة هذه التي تقوم على فكرة (رغيف الخبز هذا، آكله أنا أم أنت؟)...

أي أمة عظيمة هذه التي يكذب ساستها على شعوبهم لمصالحهم الشخصية...

أي أمة عظيمة هذه التي لا تسأل ساستها كيف نهبوا شعوب العالم ليعيشوا هم حياة رفاهية كاذبة...

أي أمة عظيمة هذه التي لم يسلم من شرها البشر والحجر في الشرق والغرب، فتصب نيرانها على شعوب آمنة، وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ...

أي أمة عظيمة هذه التي خلت منها القيم والفضيلة والرحمة والأخلاق والأمان وفشت فيها الرذيلة والشذوذ والاغتصاب الجماعي والمخدرات والقتل والانتحار...

أي أمة عظيمة هذه التي لا تمتلك سياراتها وبيوتها، بل تمتلكها البنوك، ومن لا يمتلك منزلا يفترش الرصيف...

أي أمة عظيمة هذه التي العديد من سكانها لا يجدون قوت يومهم وحد الفقر عندهم في ازدياد...

أي أمة عظيمة هذه التي يموت فيها المريض وهو في غرفة الانتظار في المستشفى لأنه لا يملك تأمينا صحيا...

أي أمة عظيمة هذه التي أصبح مستوى التعليم فيها متدنياً عالميا...

أي أمة عظيمة هذه التي أسرها مفككة مدمرة...

أي أمة عظيمة هذه التي تعتبر المرأة فيها سلعة للاستمتاع...


أي أمة عظيمة هذه التي تنظر إلى السود نظرة دونية إلى درجة أنها كانت تساويهم بالكلاب...


كل هذا غيض من فيض، فعن أي أمة عظيمة يتحدثون؟!!!

الله تعالى نسأل أن يمن علينا بقيام الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة قريبا ليعلم العالم كله عظمة الإسلام وعظمة أمة الإسلام، خير أمة أخرجت للناس، صاحبة الرسالة العظيمة والصحيحة من خالق الكون والإنسان والحياة، صاحبة رسالة الرحمة والعدل والإيثار والقيم المثلى والأخلاق، أنجبت وما زالت تنجب إسلاما يمشي على الأرض ومسلما يحترق ليضيء الطريق للعالم من حوله.



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غسان الكسواني – بيت المقدس