خبر وتعليق بقلم الأستاذ عماد الدين حدّوق عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس حول تصريح رئيس الوزراء الفلسطيني بأن المنطقة "لن تنعم بالأمن والسلام دون استرداد مدينة القدس المحتلة، ولن يوافق فلسطيني واحد على أي حل حتى لو كان قيام دولة فلسطينية مستقلة دون كامل مدينة القدس الشرقية عاصمة لها".






بسم الله الرحمن الرحيم




بالرغم من سقوط أوسلو بدون رجعة، في معركة البقاء،

حكام السلطة يستميتون من أجل حل الدولتين







الخبر:



نقلت جريدة العرب أنه وإثر اقتحام المسجد الأقصى صباح الأحد المنقضي من أكثر من 320 مستوطناً من عصابات كيان يهود الغاصب، صرح رامي الحمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني في حكومة عباس في بيان صحفي نقله المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود بأن المنطقة "لن تنعم بالأمن والسلام دون استرداد مدينة القدس المحتلة، ولن يوافق فلسطيني واحد على أي حل حتى لو كان قيام دولة فلسطينية مستقلة دون كامل مدينة القدس الشرقية عاصمة لها".



التعليق:



مرة أخرى يواصل ممثلو مستعمرة حكومة عباس أبو مازن مخاتلتهم للمسلمين في فلسطين وفي شتى أرجاء العالم، فبعد مماطلة يهود في حل الدولتين وانهيار اتفاق أوسلو لانحلال جميع مقوماته السياسية والواقعية، ما زال عرّابو حل الدولتين ووكلاء عصابات "الهجانا" التابعين لكيان يهود مستميتين من أجل التمديد في أنفاس تمثيليتهم السياسية التي تسلطوا بها على رقاب أهلنا في فلسطين.



فبالرغم من تأكيد الإعلام الرسمي لدى كيان يهود، بأن بلدية مدينة القدس تعتزم خلال هذا الأسبوع تنظيم احتفالات بمناسبة الذكرى الـ49 لاحتلال الشق الشرقي من مدينة القدس إبان حرب عام 1967م، وبالرغم من الفشل الذريع والمدوي لمؤتمر باريس الأخير حول قضية فلسطين أعلن رئيس حكومة رام الله بأن أهل فلسطين لن يقبلوا بأي تسوية سياسية من دون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم... فهل هذا الرجل يعيش في المريخ؟!، وهل مناشدة المجتمع الدولي بالضغط على كيان يهود كفيلة بأن تعيد الحق المهدور للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟!، وهل النحيب والعويل أمام محطات التلفزيون والإذاعات ووسائل الإعلام سيجعل من اليهود الغاصبين وممن ولدوا في مستعمرات ما بعد اتفاق أوسلو واستوطنوا فيها يقبلون بالتخلي عن مسقط رؤوسهم من دون قتالهم وإجلائهم عنها بالقوة؟!



لقد انتهى دور السلطة الفلسطينية بدون رجعة بانتهاء المقومات الواقعية التي تم التعاقد عليها دوليا والتي مكنتهم خلال عقود من تمثيل وتنويم أهلنا في فلسطين، فإذا كانت حكومة غزة بقيادة هنية قد اقتفت أثر دعاة الإسلام المخفف "light" في كل من تركيا والمغرب بالتطبيع المباشر مع كيان يهود وفي تونس التي يستقبل فيها زعماء الإسلام الديمقراطي حاخامات "كاديما وشاس" خلال موسم حج الغريبة إعلانا منهم عن دخولهم إلى بيت الطاعة، فإن محمود عباس ورئيس حكومته رامي الحمد الله ماضون في نهج السقوط الذي رسمه المقبورون ناصر وصدام والقذافي والذي فضحهم فيه بشار لما قدم نفسه بأنه الخط الدفاعي الأخير عن كيان يهود.



لكم أن تفعلوا ما شئتم في الواقع وبأن تمارسوا إزاء شعبنا الأعزل المسبي في فلسطين شتى صنوف الاستغلال والمكر والخداع، ولكن المؤكد حاليا هو أنكم قد افتضح أمركم وتعريتم أمام الأمة الإسلامية، ولم يعد لكم مكان في مقدمة العدو لتحجبوه عنها، إنكم دروع بشرية ومشروع انتحار أمام الأمة والتاريخ، وستنال منكم الأمة حتى لو تعلقتم بأستار الكعبة...

لقد أصبحت أمة محمد e وجها لوجه مع الاستعمار الغربي الصليبي الذي يدرك يقينا بأنها لم تهزم أبدا في مواجهاتها المباشرة معه.



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود» رواه مسلم في صحيحه. قال الإمام النووي يرحمه الله تعالى في شرحه على مسلم - والغرقد نوع من شجر الشوك معروف ببلاد بيت المقدس -.







كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير



الأستاذ عماد الدين حدّوق



عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس