خبر وتعليق كتبه محمد مقيديش / عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس، حول النداء الذي وجهه وزير خارجية تونس نحو بريطانيا لحماية تونس ومساعدتها ضد تهديدات تنظيم الدولة وذلك بمناسبة الذكرى الأولى لعملية سوسة التي خلفت عشرات القتلى منهم 30 بريطانيا




بسم الله الرحمن الرحيم




وزير خارجية تونس يطلب حماية بريطانيا






الخبر:



أعلنت صحيفة "ايفنينغ ستاندارد Evening Standard " البريطانية في عددها ليوم 2016/6/8 أن وزير خارجية تونس "خميس الجهيناوي" وجه نداء جديدا نحو بريطانيا لحماية تونس ومساعدتها ضد تهديدات تنظيم الدولة. كان ذلك بمناسبة الذكرى الأولى لعملية سوسة التي خلفت عشرات القتلى منهم 30 بريطانيا. وجدد الجهيناوي تأكيده طلب المساعدة الأمنية ورفع تحذير الخارجية البريطانية لرعاياها من السفر إلى تونس.



التعليق:



مرة أخرى يتبين لكل ذي عقل مدى الذل والهوان الذي أصبح السمة البارزة لحكام تونس الذين جاؤوا بعد ثورة كان عنوانها الأبرز "ثورة العزة والكرامة". فهذا الوزير الذي سبق له أن شغل منصب رئيس مكتب تونس في كيان يهود زمن المخلوع بن علي، لا يتردد في المجاهرة بطلب حماية بريطانيا الاستعمارية، وهو ما يعني رفع مستوى الوجود الأمني والعسكري البريطاني في تونس وتسليم أمن تونس بصفة مباشرة إلى الكافر المستعمر وانتهاء أي حديث عن سيادة أو هيبة للدولة.



إن حكام تونس بعد الثورة مكنوا بريطانيا من التغلغل داخل أجهزة الدولة ومؤسساتها بشكل غير مسبوق، فهي تشرف على تحديث الإدارة منذ 2015/6/18، وتمول وتشرف على وحدة التخطيط الاستراتيجي بوزارة الداخلية ذات العلاقة بموضوع مكافحة الإرهاب منذ 2015/11/5، وتشرف على التواصل الحكومي منذ 2016/02/29. ورغم كل هذا الاختراق المعلن - وما خفي أعظم - فإن بريطانيا لا تزال تتعامل مع حكام تونس بكل احتقار وتكبر وترفض علنا كل التوسلات الحكومية المتكررة الداعية إلى رفع تحذيرات السفر إلى تونس وتصنفها منطقة غير آمنة، بل وتستغل هذه التوسلات لمزيد من الابتزاز والخضوع والتبعية.



إن تصريحات "الجهيناوى" المنسجمة مع أعمال الحكومة جعلت من الحديث عن هيبة الدولة أضحوكة بين الناس. ولن تزيد هذه الأعمال سوى في تعرية هؤلاء الحكام وإبراز مدى عجزهم وتبعيتهم للغرب الكافر حتى يزداد الناس يقينا بضرورة إزالتهم والتحرر من عمالتهم بإقامة دولة الحق والعزة الخلافة على منهاج النبوة.



﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾





كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد مقيديش

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس