خبر وتعليق بقلم د. ماهر صالح – أمريكا حول انزعاج الرئيس التركي من عدم السماح له بأن يضع قطعة من كسوة الكعبة على نعش الملاكم العالمي "محمد علي كلاي" ومن طريقة استقبال المنظمين له.




بسم الله الرحمن الرحيم





اتعظ أيها الرئيس... فكفى بالموت واعظًا







الخبر:



قالت صحيفة "حرييت ديلي نيوز" إن الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) منزعج من عدم السماح له بأن يضع قطعة من كسوة الكعبة على نعش الملاكم العالمي "محمد علي كلاي". وأفادت الصحيفة أنه شارك في صلاة الجنازة وليس في كافة مراسم تأبين "كلاي"، واختصر زيارته لمدينة لويزفيل في ولاية كنتاكي في الوسط الغربي للولايات المتحدة، نظرًا لانزعاجه من طريقة استقبال المنظمين له.



التعليق:



دعني أيها الرئيس أضع لك النقاط على الحروف بخصوص هذا الأمر، حتى تقرأه بشكل صحيح. إن الأسطورة محمد علي كلاي، وكذلك تصفه أنت وأسيادك في البيت الأبيض، صاحب مبدأ، حيث أسلم في أعقد الأوقات وأصعبها على أصحاب البشرة السوداء في بلاد "الحرية"، بلاد أسيادك، فوقف متحديًا بإسلامه الضغط العام من الشعب والحكومة، وحتى من ضعاف النفوس ممن نصحوه بأن يخفي إسلامه حتى لا ينقمه المشجعون. وهو على النقيض منك يا أيها الرئيس، حيث تختبئ بعباءة الإسلام، وتظهر أنه منهجك في الحياة، ولا تدع فرصة حتى تظهر للمنضبعين بك أنك تعمل على التغيير نحو الأفضل، مخفيًا العمالة التي لا تنقطع بين أنقرة وواشنطن، التي تخشى أن يعلمها المنضبعون بك، فلا يعودوا يرونك "المغوار".



ونقطة أخرى دعني أضعها لك، حتى تقرأ بشكل سليم، إن محمد علي كلاي المسلم رفض أن ينضم إلى جيش بلاده في قتال المظلومين في فيتنام حسب قوله. على النقيض منك، حيث سمحت لدول التحالف الغربي الكافر باستخدام أرض تركيا المسلمة من أجل قصف العراق وتدميره، وإبادة الملايين وتشريدهم، بتآمرك أنت وعملاء أمريكا في إيران. وليس هذا فحسب، بل سمحت لقوى الشر كلها بقصف من تشاء، كيفما تشاء، حتى إنك عرضت على لسان وزير خارجيتك مشاركة العدو الأكبر للإسلام والمسلمين (أمريكا) في قتل المسلمين وتشريدهم في أرض الشام.



أمر آخر فعله محمد علي كلاي، وهو أنه فضل السجن على التخلي عن مبدئه، وحافظ عليه. أما أنت أيها الرئيس فلم تحافظ على أي مبدأ، ولم تسقط منك دمعة لتخليك عنه. أنت قلت إنك لن تسمح بحماة ثانية في حلب، لكنك سمحت، وحصلت تحت نظرك، ولم تحرك ساكنًا. أنت من وضعت خطوطًا حمراء تجاوزها مرتزقة أمريكا من قوات سوريا الديمقراطية الكردية، ولم تفعل شيئًا، بل محوت الخطوط، وعرضت المساعدة. فأي مبدأ لك، إن كان لك مبدأ تحاكمه؟!



ونقطة أخيرة أضعها حتى تقرأ جيدًا أيها الرئيس، لقد قال محمد علي: "طلبتُ من الله الثراء، فأنعم عليّ وله الحمد بالإسلام". هذا الشخص طلب من العلي القدير أن ينعم عليه ويهديه، وقد اهتدى إلى ما نحسبه مات عليه، فهل طلبت أنت من الله الهداية والرضا أم من سيدتك أمريكا؟ لا داعي للإجابة، فقد نلت بالفعل رضا سيدتك أمريكا بعمالتك المكشوفة لكل واعٍ مخلص في هذه الأمة الكريمة، فأنت ما بلغت مكانتك إلا كما بلغها عميل أمريكا الذكي عبد الناصر، الذي استخدم القومية كغطاء، وأنت استخدمت الإسلام كرداء، وكلاكما حقق الدرجة نفسها، وهي عميل بامتياز بلا منازع.



إن ما شهدته أيها الرئيس من سوء استقبال ظنًا منك بأنك محبوب وبأنك تمكنت من خداع الآخرين ليس غريبًا، فالكثير من الناس يعون أنك مخادع، وأنك لا تدع فرصة لتعرض فيها نفسك مخلصًا للأمريكان مخادعا للمسلمين. ألم تعِ أنت وأمثالك أن زمانك قد انتهى، وأن وجهك قد انكشف، وأنت تظن أنك ستخدع الناس بقطعة قماش؟ لقد قال عمر بن الخطاب: "بطون المسلمين أولى من أن أكسو الكعبة بالحرير"، وأنت تجد الجياع والقتلى والمشردين، وتتغاضى عن مآسيهم، وحاجتهم للمال، وتساعد من أوصلهم إلى هذا الحال!!



أيها الرئيس استيقظ من أحلام اليقظة، فالمسلمون كلهم واعون، ومدركون لأفعالك. إن باب التوبة مفتوح، والرجوع عن الخطأ من شيم العقلاء، والشهر شهر المغفرة والتوبة، فعد إلى حضن أمتك، وارجع إلى رشدك، واطلب المغفرة من ربك، واستقبل الله بوجه تائب. عندها ستكون الأمة معك قلبًا وقالبًا، إن استبدلت بحالك عز الدنيا والآخرة، وإن الله غفور رحيم، وكفى بالموت واعظًا يا أردوغان.





كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. ماهر صالح – أمريكا