رجولة أبي طالب ونذالة حكام المسلمين اليوم


احتلت فلسطين وكان هذا بمثابة زلزال ضرب الأمة الإسلامية، وخرجت الأصوات التي تتوعد يهود بالإبادة، وأنهم سيكونون طعاما للأسماك، واجتمع حكام العرب كثيرا واجتمع ما يطلق عليهم زعماء العالم الإسلامي كثيرا، وهددوا وتوعدوا، ثم بدأ الصوت يضعف شيئا فشيئا، حتى تحول إلى صوت معاكس بدأ يقوى شيئا فشيئا وهذا الصوت المعاكس هو صوت المصالحة والتطبيع مع يهود.

سوريا تتدمر ويقتل أهلها صباح مساء والزعيم التركي أردوغان يهدد ويتوعد أن سوريا خط احمر... حلب خط احمر... حمص خط احمر... وبدأ صراخه يخبو شيئا فشيئا، حتى تحول إلى صوت معاكس صوت لا هم له إلا محاربة الإرهاب مع أمريكا، وقس على ذلك أصوات بقية الزعماء.

حكام اليوم يجعجعون ويهددون ويتوعدون ولكنهم كاذبون دجالون، يمتصون غضب الناس ثم يتراجعون للوراء ثم يبدؤون بطرح مشاريع الكفار، وهم يدعون أنهم يعملون لصالح الأمة الإسلامية، يدعون أنهم رجال وهم ابعد ما يكون عن الرجال وعن معنى الرجولة، بل النذالة والخيانة هي ديدنهم.

ولو عدنا إلى الوراء إلى رجل مشرك، ولكن هذا الرجل كانت لديه رجولة تفوق كل زعماء المسلمين هذه الأيام، ولكم كنا نتمنى أن يسلم هذا الرجل فندعو له، ولكنه قضى قبل أن يسلم، هذا الرجل هو أبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والآن لنقف على هذا الموقف الرجولي لأبي طالب عندما أعلنت بطون قريش الثلاثة والعشرين عن وقوفها وقفة رجل واحد ضد محمد ودينه الجديد ; جمع أبو طالب الهاشمييّن والمطّلبييّن وشكل منهم جبهة واحدة وأعلن باسمهم، بأنّهم مع محمد، وأعلن حماية هذين البطنين له، وأعلن: أمّا بطون قريش فإنّها إن فكّرت بقتل محمد فإنّ الهاشمييّن والمطّلبييّن سيقاتلون حتى الفناء التام. وأبعد من ذلك فإنّ أبا طالب قد قال للنبيّ وباسم الهاشمييّن والمطّلبييّن، وعلى مسمع من زعامة قريش: يا ابن أخي إذا أردت أن تدعو إلى ربِّك فأعلمنا حتى نخرج معك بالسلاح. وزيادة في الاحتياط ، فإنّ أبا طالب كلّف أولاده بأنْ يرافقوا النبي دائما ويَفدوه بأرواحهم.
وباسم الهاشميين والمطلبيين ، واعتمادا على نصرتهم للنبي; خاطب أبو طالب ابن أخيه محمدا صلى الله عليه وسلم أمام زعامة قريش قائلا:.

واللهِ لَنْ يَصِلوا إِليكَ بِجَمْعِهم حَتّى أُوَسَّدَ في التراب دفينا
فأصدع بأمرِكَ ما عليكَ غضاضةٌ وأبْشِرْ بذلكَ وقَرْ مِنْكَ عُيُونا
ودَعَوْتَني، فَعَلِمْتُ أنَّكَ ناصِحي وَلَقَد دعوتَ وكنتَ ثَمَّ أمينا
ولقد علمِتُ بأنَّ دينَ محمد مِنْ خَيْرِ أديانِ البَرِيَّة دينا


لقد ملأ أبو طالب بطاح مكة بالتهديد والوعيد، وحذّر قريشاً من مغبّة الحرب حتى الفناء التام ; إنْ هي مسَّت شعرة واحدة من جسد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أُشيع يوما بأن محمدا قد قتل، فجمع أبو طالب فتية بني هاشم و بني المطلب وأعطى لكلّ واحد منهم حديدةً صارمةً، وكلّف كل واحد منهم بأن يقف خلف زعيم من زعماء قريش، وأن ينتظروا الإشارة منه، فإذا صدرت الإشارة يقتل كلّ فتى الزعيم الذي يقف خلفه، وبينما كان أبو طالب يستعدّ لقتل زعماء البطون، جاءه الخبر بأن محمدا حيّ وبخير، وأن إشاعة قتله غير صحيحة، ولمّا تأكّد أبو طالب من سلامة النبي نادى زعماء قريش قائلا: "أتدرون ما هممتُ به؟ قالوا: لا، فأخبرهم الخبر، وقال للفتية الهاشمييّن: اكشفوا عما في أيديكم، ثم قال: والله لو قتلتموه ما أبقيت منكم أحدا حتى نتفانى" .


نعم هذا موقف رجل مشرك هدد فأوفى وأخاف عدوه، أما حكام المسلمين الأنذال هذه الأيام فقد هددوا وصرخوا وملئوا الدنيا صراخا وجعجعة ولكنهم خذلوا المسلمين وأوفوا بعهودهم للكفار أننا لكمن خدم مخلصون.

فاللهم عجل بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة يحكم هذه الدولة رجل مسلم تقي نقي كالفاروق عمر أو كهارون الرشيد رضي الله عنهما... حاكم يهدد الكفار فيصل تهديده إليهم قبل أن تصل جيوشه.


https://www.facebook.com/145478009128046/ph...4174277/?type=3