خبر وتعليق مترجم حول التفجير الانتحاري بالقرب من المسجد النبوي


بســم الله الـرحمــن الرحيــم


تفجير انتحاري بالقرب من المسجد النبوي في السعودية


(مترجم)








الخبر:



بي بي سي، 5 حزيران/يونيو 2016 – تسبب مهاجم في مقتل أربعة من رجال الأمن وجرح خمسة آخرين بالقرب من أحد أقدس المواقع الإسلامية في المدينة المنوّرة وفقًا لوزارة الداخلية.



وقال البيان بأن الانتحاري فجّر نفسه بعد أن تمّ إيقافه خارج المسجد النبوي.



هذا المسجد الذي دفن فيه الرسول eفي المدينة المنورة حقيقةً من أقدس المدن في الإسلام بعد مكّة المكرّمة. وقد ضربت التفجيرات الانتحارية يوم الاثنين اثنتين من مدن السعودية أيضًا.



أعطت قناة العربية تقريرًا مختلفًا بخصوص الحادث، قائلةً إن الانتحاري استهدف ضبّاط الأمن من خلال التظاهر بأنه يريد الإفطار معهم. وقال قاري زياد باتل، 36، من جنوب إفريقيا وكان موجودًا في المسجد، لوكالة أسوشيتدبرس إن الناس اعتقدوا في البداية أن هذا كان صوت المدافع التي تعلن موعد الإفطار.



ويقول آلان جونستون، محرر شؤون الشرق الأوسط في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، بأن حقيقة كون هذا الهجوم قد وقع في المدينة المنورة في مثل هذا المكان تحديدًا تُرجِّح أن تصيب المسلمين في جميع أنحاء العالم بالذعر. وأضاف بأن الشكوك تدور حول تنظيم الدولة على الأرجح.



وقد أكمل مضيفًا "اهتزت الأرض، وكانت الاهتزازات قوية جدًا. وبدا الأمر وكأنه انفجار مبنى".



وفي وقت سابق، هزّ انفجار واحد على الأقل مدينة القطيف، وهي من مدن السعودية الشرقية ويقطنها كثير من الأقلية الشيعية المسلمة. وبدا بأن الانفجار كان يستهدف مسجدًا شيعيًا. وقد قُتل منفّذ العملية في هذا الانفجار، دون أن يبلّغ عن إصابات أخرى.



التعليق:



كيف يكون قتل المؤمنين في المدينة المقدّسة، مدينة رسول الله eفي شهر رمضان المبارك فعلاً يقره الإسلام؟ إن هذا العمل الوحشي لا يمكن أن يُفرِح إلا قلوب أعداء الإسلام.



أي حجّة سيقدمها هؤلاء والله تعالى ورسوله eجعلوا ذلك محرمًا بوضوح لا لبس فيه. يأمرنا الله تعالى فيقول: ﴿‎وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [سورة النساء: 93]



إن دم المسلم أغلى عند الله من الكعبة وكل ما جاورها، رُوي عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ eيَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ «مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا» رواه ابن ماجه، ويقول رسول الله eأيضا «لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق». رواه الترمذي، وقد حذّر رسول الله eمن إيقاع الأذى بالمسلمين، يقول e: «سِبَابُ الْمُسْلِم فُسُوقٌ وَقِتالُهُ كُفْرٌ». (رواه البخاري ومسلم)



أرسل الله تعالى رسوله الحبيب محمداً eللناس أجمعين، وبيّن لنا عليه الصلاة والسلام هو وصحبه رضي الله عنهم أجمعين بالتفصيل الكيفية التي ينبغي على أساسها تغيير المجتمع والعالم بأسره. ولم يستخدم رسول الله eالقوة المادية لإجبار الناس في المدينة المنورة على دخول الإسلام، بل أرسل الصحابة رضي الله عنهم لدعوة الناس في المدينة وتثقيفهم بالإسلام، حتى لم يبق بيت من بيوت المدينة إلاّ وقد سمع عن الإسلام، وكان أن بايعت قبيلتا الأوس والخزرج على تطبيق الإسلام والدفاع عنه ضد كل من قد يوقع به الأذى بعد أن كانوا قد بايعوا الله ورسول الله eعلى الولاء ابتداء. ومن تلك اللحظة، انتشر الإسلام واسعًا وبعيدًا في جميع أنحاء العالم. وبعد وفاة رسول الله eخلفه الصحابي تلو الصحابي رضي الله عنهم جميعًا ومن بعدهم خليفة يتلوه خليفة إلى أن هدمت سلسلة الخلافة هذه في الثالث من آذار/مارس 1924.



وتمامًا كما أنبأنا رسول الله eبهدم الخلافة، أنبأنا أيضًا بعودتها خلافةً راشدة على منهاج النبوة؛ فقد روى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، قال: كنا جلوساً في المسجد فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال: يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله eفي الأمراء، فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته. فجلس أبو ثعلبة، فقال حذيفة: قال رسول الله e: «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت».



وإلى أولئك الذين آمنوا بالله وبدينه، إلى أولئك الذين يتوقون لرضا الله تعالى ورسوله eصدقا وحقا، نقول: لا توجد أية طريقة أخرى غير طريقة رسول الله eلإعادة تحكيم شرع الله في الأرض وإقامة منهاج رسوله e. نسأل الله أن يعجّل لنا في هذا اليوم، الذي نعود فيه نحن المسلمين في العالم أمة واحدة، في دولة واحدة تنبذ العنف وتزيل الأذى والانتهاك والذل والفتنة والضلال.







كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير



حمزة محمد