الخبر:



أعلنت السعودية في بيان صحفي صدر مساء الأربعاء من الوفد الدائم للمملكة لدى منظمة الأمم المتحدة عن تكفلها بعلاج 150 طفلا سوريا من المصابين في حلب.



وقال البيان "... تمتد يد الإغاثة السعودية استجابة للنداء الذي أطلقته الجمعية الطبية الأمريكية السورية في الأمم المتحدة حول حالة الأطفال المصابين في حلب الذين يحتاجون إلى رعاية طبية متخصصة لا تتوافر لهم بسبب القصف المستمر الذي تقوم به القوات السورية على المستشفيات ودور الرعاية الصحية".



وشددت المملكة على "ضرورة رفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق، والعمل على ردع العدوان الذي تمارسه السلطات السورية وحلفاؤها، وتناشد المجتمع الدولي بضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار وحقن الدماء، والعودة إلى مسار سياسي يحقق للشعب السوري تطلعاته وآماله المشروعة في الحرية والكرامة، وفقاً لبيان جنيف (1) والقرارات الشرعية الدولية". (المصدر: الأناضول)



التعليق:



منذ ما يقرب من ست سنوات وحتى اليوم وأطفال سوريا في حلب وفي غير حلب يذبحون ويقتلون ويقصفون بشتى أنواع الأسلحة، في بيوتهم ومدارسهم وفي المشافي والمخيمات والعراء وعلى الحدود. ترتكب تلك الجرائم البشعة في حق أطفال الشام أمام مرأى ومسمع الحكام في بلاد المسلمين دون أن تُحرك واحدا منهم يوما صرخاتُ الأطفال الجرحى ولا دماؤهم الطاهرة ولا أشلاؤهم المتناثرة ولا جثثهم التي تتقاذفها أمواج البحر. والآن تعلن السعودية أمام منظمة الأمم المتحدة المتآمرة ضد المسلمين عن مد يد الإغاثة لأطفال سوريا، ليس لتخليصهم جميعا من الجزار بشار وقنابل روسيا المجرمة بتحريك ذلك الجيش الرابض في ثكناته والذي بلغ الإنفاق على تسليحه عشرات مليارات الدولارات من أموال المسلمين، وإنما لعلاج 150 طفلا من المصابين في حلب!! فأي تهاون وأي تقزيم لثورة الشام وأي عار جديد هذا الذي يضاف إلى صحائف آل سعود السوداء المليئة بخذلان المسلمين عامة وأهل الشام خاصة.



يقول الحق سبحانه وتعالى في واجب المسلمين تجاه إخوانهم المستضعفين ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾، وقال عليه أفضل الصلاة والسلام «المسلم أخو المسلم، لا يُسْلِمُهُ ولا يظلِمُهُ ولا يخذُلُه».



إن هذه النداءات الربانية، التي دون شك يرددها علماء بلاد الحرمين في خطبهم، لم تحرك آل سعود لنصرة إخوانهم من المجازر والتهجير والقتل الوحشي المستمر، نصرة ترضي الله ورسوله وترفع الظلم عنهم. وأنّى لهم ذلك وهم الذين تواطأوا مع الطاغية بسكوتهم عن جرائمه وبمالهم السياسي القذر الذي يمولون به الفصائل المتقاتلة لإلهائها عن قتال النظام وأركانه، وبتوددهم وتعاونهم مع ألد أعداء المسلمين وتكبيلهم جيوش الأمة ومنعها عن نصرة إخوانهم وجعلها بيادق بأيدي الكفار المستعمرين يوجهونها نحو صدور أبناء الأمة بدل توجيهها نحو دمشق للقضاء على فرعون الشام وجنوده... لذلك جاءت مبادرتهم هذه التي لا تخلو من الريبة "استجابة للنداء الذي أطلقته الجمعية الطبية الأمريكية السورية في الأمم المتحدة" كما جاء في بيانهم بدلا من أن تكون استجابة لدعوات المظلومين ولداعي الله حين دعاهم لنصرة أهلهم في الشام...



ولم يغيّب البيان التأكيد على تبعية وعمالة حكام السعودية للغرب وحربهم للإسلام والمسلمين بترديدهم مطالب دول الكفر بالعودة إلى المسار السياسي الذي يرعاه العدو اللدود أمريكا وبتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تهدف إلى القضاء على الثورة الإسلامية المباركة والحفاظ على النظام العلماني العميل لأمريكا وتضييع كفاح وتضحيات أهل الشام الذين يحملون مشروع الأمة في إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.



ولم يخلُ البيان من الخداع والتضليل المفضوح فحلفاء نظام الإجرام السوري الذي دعا البيان إلى ضرورة ردع عدوانهم، هم أولياء آل سعود وأسيادهم الروس والأمريكان الذين يدعمون بشار ويشاركونه قتل المسلمين وقصف حلب ويتآمرون على أهلنا في الشام. والمجتمع الدولي الذي يناشده آل سعود تقوده أمّ (الإرهاب) ورأس الكفر وسيدة الإجرام أمريكا التي أنشأت التحالف الصليبي الذي تشارك فيه السعودية والذي يحارب الثوار المخلصين ويصفهم "بالإرهابيين" وتصب طائراته الحمم على رؤوس المحاصرين الأبرياء فتقتل المئات من الأطفال.



إنه لا ينبغي لنا أن تخدعنا تحركات الحكام الخونة وتصريحاتهم المضللة فهم حلفاء أعداء الشام، كما لا ينبغي لنا أن نرتجي منهم خيرا ولا نصرة فهم المجرمون حقا الذين باعوا العباد والبلاد وخذلوا النساء والأطفال. لكننا نسأل عن علماء بلاد الحرمين أين هم من أفعال حكام الضرار هذه؟! أين أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وأين غيرتهم على دينهم وعلى دماء وأعراض المسلمين؟! كفاكم صمتا وكتمانا للحق يا ورثة الأنبياء! وعليكم التحرك بما تمليه عليكم عقيدتكم من وجوب الصدع بالحق وخلع يد الطاعة لحكامكم فهم ليسوا أولياء أموركم، وعليكم بنصرة إخوانكم المسلمين في سوريا وغيرها نصرة حقيقية تعيد العزة والكرامة لأمة محمد eوذلك بنصرة المخلصين الساعين لاستئناف حكم الله في الأرض، والعمل معهم لإقامة دولة الحق والعدالة، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لتنالوا بها عز الدنيا وثواب أجدادكم المهاجرين والأنصار.



﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾







كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فاطمة بنت محمد