المساعدة - البحث - الأعضاء - التقويم
مأزق التبعية والاسر
منتدى الناقد الإعلامي > الناقد الشرعي > كتب و شخصيات
المظلوم
ليس القضية بالانتصار للنفس او الانتقام للخصم .. فاعلاميا فان الكثير من الكٌتاب والكثير من الاذاعيين والمحررين يعيشون في مأزق التبعية والاسر ..مأزق التعتيم والتهميش . مأزق التلوين والتحريف .. ..
ليت الاقلام تتجه نحو القضية المصيرية والفكرة المركزية .. ليت الاقلام تتجه نحو مخاطبة الجيوش وأهل القوة والمنعة ليت الحناجر الصادقة والاقلام الهادفة ترعوي وتناصر دعاة الخلافة دعاة تحكيم شرع الله من غير تلوين او تحريف ..
................................................................................
..
فهمي هويدي


حين ناقشت فكرة «الوفاق» في الأسبوع الماضي، قلت إننا لا ينبغي أن نرحب بأي وفاق قبل أن نعرف مع من وحول ماذا. لذلك تحفظت على بعض الأخبار التي تحدثت عن لقاء نائب مرشد الإخوان مع السناتور جون ماكين وعن الاتفاق بين أبومازن وأبو الوليد، لكن ما أقدمت عليه وصفه البعض بأنه «مأزق»! ــ إذ قرأت تعليقا بهذا المعنى نشرته صحفية المصري اليوم (عدد 4/3) في زاوية تحمل توقيع «نيوتن»، قال فيه كاتبه إنني أنتقد من دافعت عنهم من قبل. وذكر أن مقالتي تعبر «عن الأعضاء حبيسي سجن الأيديولوجية والماضي». وإن ما قلته صدر عن «كاتب ناضل سنوات ضد حكم مبارك معترضا على سياساته الإقليمية. (كما) ناصر أفكار الإخوان وحلفائهم في المنطقة مثل إيران وحزب الله وحماس». والمأزق الذي ارتآه يتمثل في أنني صرت أناقض ما انتقدته طيلة ثلاثين عاما، فأصبحت أطبق على الإخوان ما سبق أن طبقته من معايير على حكم مبارك وحكم بن على وسياسة محمود عباس.
استوقفني في التعليق أمران، أحدهما شكلي والثاني موضوعي. من حيث الشكل فإن الكاتب - الذي قيل لي إنه الأستاذ صلاح دياب مؤسس الجريدة وصاحبها- تحدث من موقع فكري يضع مخالفيه في موضع الاتهام، إذ يعتبرهم «حبيسي سجن الأيديولوجية والماضي»، وهذا اختيار يفهم. لكن ما استلفت نظري في تعليقه أنه تحدث بأدب غير معهود في الحوارات الصحفية، التي يشكل «الردح» إحدى سماتها، الأمر الذي شجعني على أن أراجع الفكرة التي طرحها. لذلك فإنني ما إن وقعت على لغة التعليق حتى قلت: أخيرا هذا واحد مهذب ينتقد ويستحق أن يناقش رأيه.
أما من حيث الموضوع فأزعم أن الكاتب وقع في مطب التصنيف الذي يعد أحد أمراض الحياة الثقافية المصرية. أقصد بالتصنيف عملية توزيع أصحاب الرأي على مربعات ومعسكرات فكرية بذاتها تحاصرهم وتلاحقهم طوال حياتهم المهنية. تماما كما يحدث في كرة القدم، حين يفترض في المشجع المصري أن يكون واحدا من اثنين أهلاويا أو زملكاويا، الأمر الذي يستغرب معه البعض ألا يكون المرء كذلك، كأن يغدو مشجعا للعبة الجيدة، سواء جاءت من فريق الأهلي أو الزمالك أو الأولمبي أو حتى من فريق المصري البورسعيدي.
يحدث ذلك في الحياة الثقافية، حيث يفرض على الشخص إما أن يكون «مع» وإما «ضد».. إسلاميا أو ليبراليا.. دينيا أو مدنيا.. حتى أصبح البعض يستغربون ــ وأحيانا يرفضون ــ أن يكون المرء إسلاميا وليبراليا ومتدينا ومدنيا في نفس الوقت.
وكما أن هناك ــ في الأندية ــ مشجعين متعصبين يسمونهم «الألتراس»، فإخواننا هؤلاء ــ والكاتب المذكور بينهم ــ افترض أنه هناك «ألتراس» في عالم الأفكار. وربما كان ذلك صحيحا بالنسبة للبعض، لكن تعميم الفكرة يهدر حق من يريد أن يمارس حريته في التعامل مع ما يراه إيجابيا من أفكار ومواقف، بصرف النظر عن مصدرها أو الوعاء الذي خرجت منه.
ثمة فرق بين من ينتصر لتنظيم أو جماعة أو حتى دولة، وبين من ينتصر لقيمة أو موقف يمثله هذا الطرف أو ذاك. إذ الأول مع التنظيم أو الجماعة على طول الخط. وهو أقرب إلى «الألتراس» في هذه الحالة، أما الثاني فنصرته مرتبطة وجودا وعدما بمدى الالتزام بالقيمة.
ذكر الكاتب أنني ناصرت خلال الثلاثين الماضية الإخوان وحماس وحزب الله وإيران، وهذا صحيح.
ولكن عقلية التصنيف لم تتح له أن يدرك أنها كانت نصرة لمواقف وقيم عبر عنها حينذاك كل واحد من تلك الأطراف، ولم تكن نصرة لجماعة أو دولة أو حزب. ولأنها عندي كانت كذلك فقد اتسعت العلاقة للاختلاف كما تخللها الاتفاق. ولم يكن في الأمر تناقض أو مأزق من أي نوع. لقد انتقدت حركة حماس مثلا حين ظهرت في عام 1987، وذكرت في ميثاقها أن فلسطين وقف إسلامي. وكتبت حينذاك مقالة أثارت لغطا وجدلا في الأردن كان عنوانها «فلسطين المحررة قبل فلسطين الإسلامية». ثم وقفت مع حركة حماس بعد ذلك باعتبارها تجسيدا لقيمة المقاومة، وحين اهتزت الصورة نسبيا بما قيل عن «اتفاق غير مسبوق» مع أبومازن، سجلت تحفظي على ذلك الوفاق الذي اعتبرته «مذموما».
بنفس المنطق تعاملت مع الإخوان وحزب الله وإيران. ولولا ضيق المساحة لعرضت تفصيلا أين كانت مواضع الاتفاق ومواضع الخلاف. ولم يعد خافيا اختلافي مع الإخوان في مسألة تشكيلهم للحكومة في مصر، واختلافي مع إيران وحزب الله في موقفهما الداعم لنظام الأسد في سوريا.
إن الأزمة الحقيقية تكمن في شيوع الانطباع بأن الصحفي أو الكاتب لابد أن يكون تابعا لجهة ما ومجندا في معسكر ما. وأن مواقفه خصوصا إذا كانت مغايرة للرياح السائدة ناطقة باسم تلك الجهة، وليست تعبيرا عن ضميره ورؤيته أصاب في ذلك أم أخطأ. ولست أنفي أن ذلك الصنف موجود بيننا، لكنني أذكر بأن هناك آخرين ليسوا كذلك. ومواقف الجميع منشورة على الملأ، وبوسع أي أحد إذا خلع نظارة التحيز والتصنيف أن يميز بين هذا وذاك. أما إذا أصر على ألا يرى التمايز الذي أعنيه، فتلك إذن تصبح أزمته ومأزقه هو.
أم حنين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

بارك الله فيكم على هذه الكلمات ، و صدقت : " ليس القضية بالانتصار للنفس او الانتقام للخصم .. فاعلاميا فان الكثير من الكٌتاب والكثير من الاذاعيين والمحررين يعيشون في مأزق التبعية والاسر ..مأزق التعتيم والتهميش . مأزق التلوين والتحريف .. ..

ليت الاقلام تتجه نحو القضية المصيرية والفكرة المركزية .. ليت الاقلام تتجه نحو مخاطبة الجيوش وأهل القوة والمنعة ليت الحناجر الصادقة والاقلام الهادفة ترعوي وتناصر دعاة الخلافة دعاة تحكيم شرع الله من غير تلوين او تحريف ..
"
................................................................................
.
Invision Power Board © 2001-2024 Invision Power Services, Inc.