المساعدة - البحث - الأعضاء - التقويم
لا تحلموا بنجاح الثورات حتى لو قادها الرقاصون والرقاصات
منتدى الناقد الإعلامي > الناقد الإعلامي > مجلات و جرائد
أم سلمة
لا تحلموا بنجاح الثورات حتى لو قادها الرقاصون والرقاصات

د. فيصل القاسم

لا شك أن هناك ألف عيب وعيب في الجماعات الإسلامية إن كانت فعلاً مستقلة وليست مجرد أدوات، وخاصة على صعيد التناحر والتنافس والتكفير فيما بينها، فعلى الرغم من أن الإسلاميين يرفعون دائماً الشعار الإسلامي العظيم : "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" إلا أنهم أكثر من يضرب عرض الحائط بهذا الشعار، فهم لم يدخلوا منطقة إلا وتقاتلوا فيما بينهم، ولم يوحدوا صفوفهم، وتصارعوا على المغانم وإقامة الإمارات بدل أن يرصوا صفوفهم، ويكونوا كالبنيان المرصوص. تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى. لا شك أبداً في أن الجماعات الإسلامية وتشرذمها واختلافاتها الفكرية والدينية جعلت الجميع ينظرون إليها على أنها لا يمكن أن توحد صفوفها، وتملك مشروعاً، وتحقق الأمن والاستقرار فيما بينها، فما بالك أن تحكم المجتمعات وتبني دولاً، وتجمع الشعوب تحت لواء واحد. لا أحد يمكن أن ينكر هذه التهمة الموجهة للجماعات الإسلامية التي فضحت نفسها أثناء الثورات ونفّرت الكثير من الناس حتى انفضوا عنها وفضلوا العودة إلى أحضان الطواغيت بدل أن يلتحقوا بصفوفها.

ولا أحد ينكر أن تلك الجماعات ساهمت في تثبيت الطغاة بعد أن قدمت نموذجاً أسوأ من نموذج الطغاة في بعض الأحيان. لكن مع كل هذه الانتقادات للجماعات الإسلامية، فلا يمكن أبداً تحميلها وحدها فشل الثورات أو لنقل تعثرها في بلدان الربيع العربي. لا شك أن الإسلاميين أخطأوا، لكنهم ليسوا المسؤولين الوحيدين عن مآلات الثورات ونتائجها فيما لو كانوا فعلاً ثوريين صادقين وليسوا مجرد طابور خامس في أيدي القوى الدولية. من السخف القول إن الغرب توقف عن دعم الثورات بعد أن دخل على خطها الإسلاميون أو خطفوها. لا أبداً. ربما استغل البعض ارتداء بعض الثورات ثوباً إسلامياً كي يشيطنها ويتوقف عن دعمها، أو يقف ضدها، لكن السبب الرئيس في امتناع الغرب عن دعم الثورات والعمل على إنجاحها لا يتعلق أبداً فقط بوجود عناصر وفصائل إسلامية داخلها.

دعونا نعترف أن لا مصلحة لجهات كثيرة في الغرب وفي المنطقة في نجاح الثورات، وبما أن أمريكا وإسرائيل تحديداً لا مصلحة لهما أبداً في تحرر الشعوب وظهور ديمقراطيات جديدة في المنطقة على حدود إسرائيل، فهذا بالضرورة سيجعل أطرافاً كثيرة تدور في الفلك الأمريكي والإسرائيلي تمتنع عن دعم الثورة، وربما تعمل على وأدها وإفشالها بشتى الطرق، بغض النظر عمن يقوم بتلك الثورات. بعبارة أخرى، فإن الغرب وإسرائيل تحديداً لا تخشى من الإسلاميين، بل تخشى من أي قوى وتيارات شعبية علمانية مدنية جديدة تطالب بالتغيير، حتى لو كانت تلك التيارات تيارات ليبرالية أو حتى ملحدة تابعة لحزب الرقاصات والعرصات والمعرصين.

ليس صحيحاً أن أمريكا خصوصاً والغرب عموماً يفضل القوى العلمانية غير الدينية على الجماعات الإسلامية في المنطقة، لا أبداً، بل إن الغرب يفضل الديكتاتوريات العسكرية المستبدة حصراً لأنها تضمن حماية إسرائيل والمصالح الغربية في المنطقة، وتقمع الشعوب، وتدوس عليها، وتمنع أي نهضة ديمقراطية وعلمية وصناعية وحضارية مما يخدم مصالح القوى الغربية. بكلمات أخرى، فإن إسرائيل وحلفاءها الغربيين لا يحبون الجنرالات العرب الحاكمين لأنهم علمانيون، بل لأنهم بالدرجة الأولى يحققون المصالح الغربية من خلال ترويض الشعوب وإبقاء المجتمعات العربية في حالة تخلف وخمود كي تبقى إسرائيل الديمقراطية الوحيدة في المنطقة. إن هؤلاء الديكتاتوريين العسكريين ليسوا سوى كلاب صيد لصالح الإسرائيلي والأمريكي. لهذا منع الغرب سقوطهم، أو استبدل بعضهم بأسوأ منهم في بعض بلدان الثورات، وربما أيضاً تعاون معهم في خلق الإرهاب والإرهابيين لتخريب الثورات.

إن تعثر مسار الثورات ليس سببه الإسلاميين ولا أسلمة الثورات فقط، فحتى لو كان الثوار يلبسون التي شيرت والسراويل القصيرة، ويرقصون مثل مايكل جاكسون، ويستخدمون عطورات إيف سان لوران وشانيل، ويشربون البيرا والويسكي والكوكاكولا في حروبهم، لما سمحت لهم أمريكا وإسرائيل أن ينتصروا في سوريا وغيرها. لا تحلموا أن يناصر ضباع العالم ثورة الشعب السوري حتى لو رفع الشعب راية كفار قريش، لأن إمتلاك الشعب لحريته وقراره يعني نهضة تخيف إسرائيل والغرب، وتشكل أكبر خطر عليها. وهذا ينطبق على جميع الشعوب الحالمة بالحرية، والباقي تفاصيل.

لو لم تظهر الفصائل الإسلامية التي يتهمونها الآن بتخريب الثورات، لكان أعداء الثورات قد صنعوا ألف بعبع آخر لتخريب الثورات غير الإسلاميين. هل تعتقدون أن الاستخبارات الأمريكية التي تراقب دبيب النمل في بلادنا لم تكتشف أن المخابرات السورية كانت تصنع وتربي المتطرفين الإسلاميين في سجونها وفروعها الأمنية لاستخدامهم ضد الثورة في الوقت المناسب، أم إن الاستخبارات العربية المختصة بصناعة التطرف الإسلامي تعمل أصلاً لدى الاستخبارات الأمريكية في هذا المجال، وأن الإسلاميين مهما كانوا أقوياء يبقون مجرد أدوات يتم تحريكهم لخدمة مصالح الكبار كما شاهدنا في أفغانستان وسوريا وغيرها؟. المشكلة باختصار ليست أبداً في الإسلاميين فقط، بل في إرادة دولية وإقليمية وحتى عربية قذرة لإجهاض الثورات، وخاصة في سوريا، لأنها لا تناسب مصالحهم وأنظمتهم. المرفوض إذاً ليسوا الإسلاميين إن كانوا صادقين أو مجرد عتلات، بل المشكلة في أي فصيل، أياً كان توجهه، يريد أن ينتقل بشعوب المنطقة من حالة التخلف والاستبداد إلى حال الديمقراطية والنهضة.


التعليق:

مقالة د. فيصل القاسم على موقع اورينت نيوز تروج إلى أن النهضة لن تأتي إلا بالديموقراطية ويتهم الغرب بأنه يريد نظاما عسكريا ديكتاتوريا ويريد إفشال الثورات وهذا صحيح إلا أنه لم يربط بأن الغرب الكافر المستعمر هو الذي يرفع شعار الديموقراطية المزيف ويجعل الناس في بلاد الثورات تونس ومصر وليبيا وسوريا كلها إمتدت إليها أمريكا بحجة نشر الديموقراطية النجسة وهي في حقيقتها سياسية خارجية إستعمارية لحملة المبدأ الرأسمالي العلماني العاجز الذي وضعه البشر ولم يخلف في العالم غير الظلم والدمار والحروب والقتل والمرض والفقر والجهل والإنحطاط الفكري! والغرب لا يريد للثورات أن تنجح ليس لأنه يسعى إلى تثبيت النظام الرأسمالي العلماني فقط بل لأنه يحارب صعود الإسلام السياسي وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فالثورات عكست صحوة إسلامية قوية كانت مفاجاءة غير سارة لامريكا وأبتاعها وعملائها من الأنظمة الحاكمة في بلاد الثورات وثورة الشام المباركة في سوريا أفضل مثال على ذلك ولا زالت أمريكا ودول الغرب الكافر تحارب ثورة الأمة في الشام لأنها تحمل مشروعا سياسيا إسلاميا للعالم سيسود ويوقد البشرية في ظل راية رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة أخرى في ظل دولة الخلافة الراشدة من جديد قريبا بإذن الله تعالى. فأمريكا عملت ولا زالت تعمل لسرقة الثورات التي يريد المسلمين وغير المسلمين أن تنتهي بتطبيق الإسالم وسقوط العلمانية التي أرهقت الناس وأهلكت الحرث والنسل وهي من إشترت ذمم الناس لسرقة الثورات وروجت للديموقراطية والحريات المزيفة وجعلتهم يلهثون خلف سرابها بحجة التقدم والتنمية وتقليد نموذج الغرب الكافر الفاشل في حقيقته فالنهضة الاقتصادية ليست كافية والحرية ليست في أن يستطيع الإنسان التعبير عن رأيه أو أن يعتنق دين خاص به! بل الإنسان خُلق لعبادة رب العالمين وذلك لن يكون إلا بتطبيق شرع رب العالمين في دولة الخلافة الراشدة على نهاج النبوة.
من يقرأ المقالة يفهم أن الثورات لن تنجح لأن أمريكا لا تريد للملتزمين ولغير الملتزمين بالإسلام أن ينجحوا في كسر قيودهم وطرد النفوذ الأمريكي خارج البلاد وهذا صحيح إلا أن النقطة الأهم هي تبني الإسلاميين لمشروع سياسي يوحد البشرية والفصائل والأمة الإسلامية هو الحل فعلا وهو الضمان لنجاح الثورات. هذا المشروع لا يحمله من بين الحركات الإسلامية إلا حزب التحرير الذي يعمل في كل بلاد العالم لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ويعرف د. فيصل القاسم حزب التحرير ومنهجه حق المعرفة فكان الأجدر به ذكره وذكر عمله الدؤوب لإنجاح الثورات بمطالبته بطرد النفوذ الغربي ورفضه للتمويل الغربي ومحاسبته الشرعية للحكام الرويبضات والمطالبة بإسقاطهم وإستعادة السلطان للأمة الإسلامية

فالثورات ستنجح فالنهضة الفكرية والصحوة الإسلامية والوعي السياسي على قضايا الأمة الإسلامية قد تحقق غالبيته وأصبحت الخلافة الراشدة مطلب الأمة جمعاء ولن يطول الزمان وستنزل النصر فهذا وعد الله تعالى والخلافة الراشدة بشرى نبيه صلى الله عليه وسلم ولن تهدر دماء الشهداء وجهود العاملين المخلصين لنهضة هذه الأمة العظيمة بإسلامها من جديد.
فلن يحبط الهمم هذا الكلام ولن يبدل شيئا وإن كان قد نشر على موقع اورينت نيوز بعد محرقة حلب مباشرة للتثبيط!!
أم سلمة
https://www.facebook.com/naqedeilami/photos...e=3&theater
.
Invision Power Board © 2001-2024 Invision Power Services, Inc.