كشف المستور أم كشف المفضوح
عملية كشف المجرمين هي جزء من الشريعة الإسلامية وهي تدخل تحت باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي عالم السياسة تجد نفسك احيانا مضطرا للتركيز على امور والتطرق لأمور بشكل عام، ويجب ان يكون الضابط هو أي الامور تخدم الاسلام أكثر للتركيز عليها، وليس باب ايهما يأتيني منه مصلحة اكبر.
وهنا سأركز على ناحية معينة وهي ناحية ايهما يجب التركيز عليه: فضح المجرمين المفضوحين ام فضح المجرمين المستورين، والستر هنا نسبي بين شخص وشخص.
وارى هنا انه يجب التركيز على المستورين.
ففي سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم كان التركيز في مكة على اظهار زيف اديان الكفار وبطلان عقائدهم، وعندما انتقل للمدينة تم التركيز على نوع جديد من الكفار وهم اهل الكتاب، ثم بعد ذلك صار التركيز على المنافقين وإجرامهم، فكل فترة يتم التركيز فيها على امر معين حسب ما تقتضيه مصلحة الدعوة.
وأثناء التركيز على المنافقين مثلا كان خطاب القرآن هو حض المسلمين على قتال الكفار دون التطرق لبطلان عقائدهم والسبب انها مهدومة مسبقا ولا حاجة للإقناع ببطلانها، بل كان التركيز على خطر المنافقين الموجودين بين المسلمين، وأما الكفار فالحض على قتالهم وإدخالهم في نور الله تعالى.
لذلك كشف المجرمين المستورين هذه الأيام اولى من كشف المجرمين المفضوحين، ولكن هذا لا يعني ترك المجرمين المفضوحين، بل التحريض على الثورة عليهم وخلعهم ولوم المسلمين ان تأخروا في اجتثاث عروشهم من الجذور، فأشخاص مثل السيسي وحكام السعودية ورئاسة سلطة اوسلو وحكام العراق وغيرهم من الحكام المفضوحين بإجرامهم يجب التركيز على موضوع التحريض عليهم والثورة عليهم ولوم شعوبهم ان سكتت عن خلعهم، وأما الكفار فتحريض المسلمين على اعداد الجيوش لمحاربتهم وسحق قواتهم ودحرهم لا بل وملاحقتهم لفتح بلادهم ونشر الإسلام فيها.
اما الحكام المستورين [وهنا الستر نسبي، أي قد تكون جرائمهم مستورة عن البعض، ولكن الواعين يدركون اجرامهم حتى قبل وصولهم مراكز القرار] فهؤلاء يجب التركيز على فضحهم وبيان عوارهم وبيان خياناتهم الواحدة تلو الأخرى حتى ينفض الناس والمؤيدون من حولهم، ويجب أن يعلم ان المجرمين هم اعداؤنا اما اتباعهم الجهلة فيجب العمل الحثيث على جعلهم ينفضون عنهم، فهم ليسوا اعداءنا حتى لو تصدوا لنا وسبونا وآذونا في بعض الاحيان.
ومن أمثلة المجرمين المستورين عند البعض:
• أردوغان كحاكم علماني عميل للأمريكان والفساد في بلاده منتشر بشكل كبير جدا من خمور وعري وزنا وربا، واستضافته للقواعد العسكرية الغربية وتآمره على ثورة الشام وعلاقاته الوطيدة مع اعداء الاسلام الأمريكان والروس واليهود وحكام إيران، وغيره الكثير من الجرائم.
• حكام قطر وبيان جرمهم باستضافتهم لقواعد الكفر الصليبية الأمريكية ودعمهم مشاريع الكفار بالكثير من الاموال ومساندتهم الكفار في محاربة الاسلام تحت مسمى محاربة الإرهاب، وترويجهم لأفكار الكفر وآراء الكفار عبر قناة الجزيرة القطرية وغيرها من الجرائم.
• الاخوان المسلمين كحركة متلونة حسب الواقع، تتلون بلون الشيء الذي تقع عليه أو تصبح في وسطه، مع الشعب اسلام وخلافة ووجوب تطبيق الشريعة، ومع الحكام ديمقراطية وعلمانية وخضوع للدساتير الكفرية، ومع الغرب الكافر خنوع واستسلام وتنفيذ للمخططات الغربية بحج وتبريرات واهية، ومن الأمثلة على ذلك حركة النهضة التونسية والإخوان المسلمون في الاردن والمغرب وفلسطين ومصر وغيرها، لا تعرف كي تصنفهم إلا تحت باب التلون والنفاق والتزلف للمجرمين.
• بعض الحركات السلفية التي توالي الحكام وتصفهم بولاة الامر وتبرر كل جرائمهم مثل حزب النور السلفي ومثل الوهابيين في جزيرة العرب وغيرهم.
• بعض الحركات العسكرية التي تتلقى دعما من الحكام وكيف انها تتحول مع الوقت لأذرع امنية للظالمين وقس عليه مثال الفصائل الفلسطينية وكثير من الفصائل السورية وغيرهم.
• تجمعات علماء السلطان مثل هيئة كبار العلماء في السعودية واتحاد علماء المسلمين وغيرهم من علماء الفضائيات ممن يفتون للحكام ويبررون لهم كل جرائمهم.
• بعض الدول والمؤسسات التي تدعي صداقة المسلمين وحرصهم على المسلمين مثل منظمات حقوق الإنسان ومنظمة أطباء بلا حدود وكثير من الجمعيات والمؤسسات العاملة بين المسلمين.
هؤلاء يجب التركيز عليه وبيان فسادهم وخداعهم ونفاقهم وخدمتهم للمشاريع الغربية الصليبية في بلاد المسلمين، حتى لو تعرضت لنقمة أتباعهم ومؤيديهم، وعملية كشف هؤلاء تحتاج الكثير من الجهد، مما يجعل الشخص يظن أنه لا شغل لك إلا كشف هؤلاء.
وللعلم اثناء كشف المستورين من المجرمين، فيجب التمييز بين حكام يجب فضحهم وبيان نفاقهم وإجرامهم وعمالتهم، وبين كشف حركات وبيان خطأ منهجها وفكرها وسلوكها وعدم التطرق لارتباطاتها التي قد تضر اكثر مما تنفع، ولاحتمال ان يصلح امر افرادها بعد فترة من الزمن ويتركون حركتهم فمن غير الحكمة تخوين كل افرد الحركة، وأما في جانب العلماء فيجب بيان مخالفتهم للأحكام الشرعية كون الاحكام الشرعية هي بضاعتهم، وإما في جانب المنظمات والمؤسسات الغربية فيجب التحذير منها بشدة وبيان ارتباطها بالكفار وأنها لا يمكن ان تفعل خيرا للمسلمين.
وهكذا يجب ان يفهم البعض كيف يركز على مجرمين اكثر من آخرين، فمن رايته لا يتعرض إلا للمجرمين المفضوحين وينافق المجرمين المستورين فهذا يجب الحذر منه او يجب توعيته على ما يقوم به، فان كان مصرا على فعله فهو جزء من المنتفعين من المجريمن المستورين وله دور يؤديه وهذا يجب الحذر منه، وأيضا من يميز بين مجرم ومجرم فهذا أيضا يجب تنبيهه وتحذيره ان اصر على فعله، فالأصل هو التعرض لكل المجرمين مع تركيز على المجرمين المستورين اكثر من غيرهم لا ان يكون كل التركيز عليهم ويترك امر المجرمين المفضوحين، فالمجرمين المفضوحين يجب ان يكون هناك تحريض عليهم باستمرار.
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater