الخبر:

قال الكاتب الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في مقال له نشر بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن أمريكا هي الوسيط الوحيد الأمين في الجهود الدولية القادرة على استعادة السلام في سوريا... ويرى خاشقجي أن الوقت قد حان لكي تتقدم أمريكا وتعيد سلطتها التقليدية في المنطقة... وعبر خاشقجي عن اعتقاده بأن على أمريكا أن تقوم بتقسيم سوريا إلى مناطق، حيث يحافظ الأسد على المناطق التي يسيطر عليها، وأيضاً تحافظ المعارضة السورية على المناطق التي تقع تحت سيطرتها، وتحظى الأخيرة باعتراف ودعم دوليين، وسيكون ذلك ممهداً لإجراء انتخابات محلية في تلك المناطق وتشكيل حكومات محلية منتخبة، ووضع حد للقتال الذي يزعزع استقرار المنطقة، وأدى إلى خلق أزمة اللاجئين التي وصلت إلى أوروبا.

التعليق:

لقد ابتليت ثورة الشام بأعداء يتكالبون عليها من كل حدب ويتربصون بها المكائد للقضاء على كل ما يؤدي إلى إسقاط النظام الإجرامي العلماني التابع للغرب الكافر وعودة الإسلام إلى الحكم بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة على أنقاضه. ولم تترك أمريكا عدوة ثورة الشام الأولى وسيلة ولا أداة ولا سلاحا إلا واستخدمته في حربها الصليبية ضد هذه الثورة المباركة التي أثبتت طوال السنوات السبع عصيّها على المؤامرات لإخضاعها لمشاريع الغرب الاستعمارية ومخططاته الإجرامية رغم المحن والآلام والابتلاءات التي مرت ولا زالت تمر بها.

ولعل أقذر تلك الأدوات وأشد الأسلحة فتكاً بالثورة هي الرسائل الإعلامية اليومية التي ترسلها جيوش الكفر عبر أقلام مأجورة لكتاب وإعلاميين خونة غرقوا في وحل العمالة واستهوتهم الأموال القذرة وضعفت نفوسهم أمام المناصب البراقة فجعلوا ولاءهم للكافر المستعمر وأصبحت أقلامهم مسخرة لخدمته بدلا من أن تكون ناقلة أمينة لقضايا الأمة، مسخرة للصدح بالحق، ومدافعة عن مصالح أمتهم ورغبتها في التحرر من الاستعمار وإسقاط حكم الرويبضات العملاء وخلع نفوذ أمريكا وتسلطها على المسلمين.

وها نحن أمام كاتب صحفي من أبناء جلدتنا يبث السموم عبر مقالته في كُبرى الصحف الأمريكية، يروّج لمشاريع الأعداء المستعمرين، ويزرع اليأس في نفوس أهل الشام. يرسل لأهلنا الصامدين في الشام رسالته المسمومة مفادها أن لا سلام لهم إلا بوساطة أمريكا الكافرة وإحكام سلطتها على هذه البقعة المباركة من بلاد المسلمين، وأن لا مخرج لهم من القصف والتهجير والتقتيل إلا بقبول حلولها الاستعمارية المدمرة بتقسيم البلاد والاستسلام لنظام الطاغية والمصالحة معه والعيش معه تحت نظام علماني عميل يرضى عنه الغرب ويسخط الرب، وكأنه لم يسمع قوله تعالى: ﴿تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ﴾ [المائدة:80]!!

ولكن ستظل ثورة الشام بخير ماضية في تحقيق هدفها بإسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام مهما تكالبت عليه الأمم، ولن تفلح الرسائل الشيطانية الداعية للخنوع والاستسلام والخضوع في الكيد بأهلها ما دام أهلها واعين أن لا خلاص لهم ولثورتهم إلا بنبذ تلك السموم والانعتاق الكامل من الكافر المستعمر ونظامه وأتباعه وأدواته وجعل ولائهم لله ولأمتهم والعمل لإقامة الخلافة، فقد وعد الله سبحانه بنصر الحقّ وبتمكين المخلصين وبشّر رسوله الكريم r بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فاطمة بنت محمد