السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

نقلت جريدة مصر الجديدة خبراً عن تصريح لحزب التحرير هذا نصه

لقراءة المقال من المصدر


أصدر حزب التحرير بيانا قال فيه لقد حافظت أمريكا على مصالحها في مصر لعقود طويلة، حتى أن متانة العلاقة بينها وبين النظام الحاكم في مصر كانت معروفة مشهورة لدى عامة الناس فضلاً عن السياسيين والمتتبعين لشئون البلاد. ومن ظن أن هذا التحكم بمصير أرض الكنانة قد انتهى بتولي رئيس جديد "إسلامي المرجعية" لمقاليد الحكم، أتت به صناديق الاقتراع، فقد خاب ظنه وزاغ بصره، فإن المشهد السياسي وتصريحات المسئولين - الأمريكيين قبل غيرهم - ليدلان دلالة قطعية على أن القرارات الأخيرة للرئيس مرسي، والتي اعتبرها الناس "شجاعة" ودليلاً على أنه تولى مقاليد الحكم الفعلية في البلاد وأصبح رئيساً "بصلاحيات شاملة"، قد تمت بتنسيق كامل مع الإدارة الأمريكية بل بإيعاز منها.

وأضاف البيان أنه قد أكدت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية خلال مؤتمر صحفى الإثنين 13/8/2012 أن "الولايات المتحدة كانت على علم بوجود محادثات حول تعيين فريق جديد للدفاع فى مصر"، وأضافت: "عندما كانت وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون فى مصر، وكذلك وزير الدفاع ليون بانيتا، فهمنا وقتها أنه سيكون هناك تغيير وسيكون تشاوريًا، ومن هذا المنظور فإن هذا التغيير ليس مفاجئا لنا." فهذا دليل صريح على أن الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بهذه الإقالات. وأن الإقالات كانت بالتنسيق ("بالتشاور") بين الأطراف الثلاثة: الرئاسة والجيش والإدارة الأمريكية, كما أن ردود الفعل الهادئة والإيجابية في صفوف الجيش وأركانه هي كذلك أمارة واضحة على أن الأمر قد بُيِّت بالاتفاق والتراضي، وأيضاً فإن تصريحات المتحدث الرسمي للبيت الأبيض جاي جارني ومباركته لهذه
الإقالات تبين أن الأمر تم برضى أمريكا وإيعاز منها.

وأشار البيان أن بقاء نفوذها في مصر هو أمر مصيري لأمريكا، فمصر هي "مفتاح الشرق الأوسط" بالنسبة لها، وهي حجر الزاوية للحفاظ على مصالحها السياسية والاقتصادية في المنطقة، وأيضاً للحفاظ على كيان يهود، فأمريكا لن تنأى بنفسها عن مصر وثروات مصر ولو للحظة واحدة، وقد نجحت في الالتفاف على الثورة المباركة بإقالة رأس النظام قبل أن ينفلت العَقد من يدها، لتمسك بزمام الأمور من جديد عن طريق المجلس العسكري، والآن عن طريق "الاتفاق والتنسيق" مع الرئيس الجديد. فقد باركت أمريكا مجيء (مرسي) للحكم كي لا تخرج الأمور عن سيطرتها، لا سيما بعد تعهده بأن تكون رسالة مصر إلى الخارج هي "السلام" "والمحافظة على الاتفاقيات الدولية" التي في مقدمتها اتفاقية كامب ديفيد المشؤومة، وتعهده بالمحافظة على النظام الجمهوري العلماني ودستوره، بقوانينه الوضعية البعيدة كل البعد عن دستور
دولة الخلافة.

بالإضافة إلى وصف الغرب مرسي بأنه "أول رئيس إسلامي"، وزعم أن الحكومة المصرية "سيسيطر عليها الإسلاميون"، وهذا لخلط الحقائق على المسلمين وإيهامهم بأن الثورة نجحت وأن الإسلام قد وصل إلى الحكم، وبما أن هذه الصورة "الجميلة" التي تريدها أمريكا كان يشوبها المجلس العسكري بقيادته، التي هي من دعائم النظام السابق ورموزه، فكان لابد من "تجميل" المظهر الخارجي للحكومة دون المساس بالجوهر الذي يتمثل في الحفاظ على اللعبة الديمقراطية والعلاقات المتينة مع أمريكا، فارتأت أن تقيل طنطاوي وعنان لامتصاص النقمة العارمة عند الناس ضد سلطة العسكر المتمثلة في هذين الشخصين، وقد سهل عليها هذا القرار بعد أن ضمنت ولاء من سيخلفهما في المناصب، فقد أوردت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في عدد الإثنين 13/8 في مقال للكاتب "ديفيد إيجانتوس" أن المسؤولين الأمريكين لديهم "ثقة
في وزير الدفاع الجديد عبد الفتاح السيسي والذي كانت توجد بينه وبين أمريكا اتصالات مكثفة في منصبه القديم كرئيس للاستخبارات العسكرية". فهل هناك تصريح بالولاء أفضح من هذا؟!

وإسترسل البيان "ثم جاءت عملية سيناء المفجعة .. التي سالت فيها الدماء الزكية من جيش مصر، لتكون مقدمة لترتيبات أمنية جديدة بين أمريكا ومرسي وكيان يهود، وهذا ما يتم إبرامه الآن من وراء الكواليس .. بل ومن أمامها، ليمتد النفوذ السياسي والعسكري الأمريكي في أرض الكنانة إلى ثغورها .. إلى أرض الفيروز سيناء.

ومن جهة أخرى فقد ظهر مرسي بقرارات العزل التي اتخذها في قيادة المخابرات والجيش والحرس الجمهوري بأنه الرئيس "الصلب القوي" في مواجهة الإرهاب، وظهر في نفس الوقت أنه حليف لأمريكا في حملتها العالمية ضد الإرهاب، والتي تتذرع بها لبسط نفوذها على بلاد المسلمين وزرع الفتنة فيها، كما هو مشاهد محسوس في الباكستان واليمن وغيرها، فإن أمريكا تعيث فساداً حيثما حلت في بلاد المسلمين بسفراءها ومخابراتها المركزية وشركاتها الأمنية ومكاتب تحقيقها الفدرالية.إن هذا كله يوحي بأن فترة مرسي هي تمهيدية لكسر شوكة الثورة بالتدريج، ثم تكون مصر بعد ذلك أمام مفترق طرق، بين احتمالين اثنين، هذا مع الأخذ في الاعتبار أن سقوط بشار الوشيك في سوريا قد يلقي بظلاله على الوضع في مصر، فكان لابد من كوابح للشعب المصري، أهمها وأبرزها أن يكون رئيسًا محسوبًا على التيار الإسلامي، لامتصاص الثورة وكبح جماحها.والاحتمالان لسيناريو المستقبل يمكن تلخيصهما فيما يلي: إما أن يسير الرئيس في الفترة المقبلة بكل جدية ويثبت جدارته أمام الغرب بأنه يحمي مشروع الحضارة الغربية والدولة المدنية، فيُغدِق عليه بالأموال لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد ليرضى الناس عنه وعمن جاء به، وإما أن يكون رجل المرحلة المؤقتة، فتزداد المشاكل الداخلية وتنتشر الفتن، فيفشل مرسي، "ويفشل" معه في نظر بسطاء الناس والغرب "المشروع الإسلامي". هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن "خصومه" العلمانيين سيكونون قد هيئوا أنفسهم للمرحلة القادمة "كمنقذين لأهل مصر" من تخبطات من يسمون "بالإسلاميين". ومن يراهن على الاحتمال الثاني يراهن على انطفاء جذوة الثورة وانطفاء الدعوة للمشروع
الإسلامي معها. وفي كلا الاحتمالين فإن أمريكا هي الرابحة.

ويهيب الحزب بأهل مصر أن يقعوا فريسة هذه المؤامرات التي تُحاك ضدكم، وتسقطوا في الفخ الذي نُصّب لكم، ولا تغترُّوا بالخطب الرنانة والشعارات المغرضة، وإن رُفعت ممن يتلبسون بالثوب الإسلامي، فما هي إلا تغليفات خادعة لمضمون مزيَّف، لا يمت إلى الإسلام بصلة، واعلموا أن مصر لن تخرج مما هي فيه، من هذا الفقر والضياع والذل والتابعية، ولن تصل إلى النهضة الصحيحة والإرادة المستقلة، المتحررة من هيمنة الغرب وهيئاته، إلا بدولة الخلافة الراشدة ومشروعها الرباني الذي ارتضاه الله لنا.

وإختتم البيان بقول الله تعالى}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ{



تُشكر جريدة مصر الجديدة حقا على نقلها للخبر بصدق دون عمليات النسخ واللصق
والحمد لله فحزب التحرير الذي يرعى شؤون المسلمين بالاسلام بات يفرض نفسه بقوة الحق الذي يحمل