http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml...6/05/feature-02بدأت بعين السبع بالدار البيضاء محاكمة ثلاثة شبان ينتمون لحزب التحرير الإسلامي في 29 مايو.
وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قد اعتقلت فبراير الماضي قائد الخلية المزعوم نجيم تهامي، مغربي يحمل الجنسية الدانماركية ومهندس إعلاميات، إلى جانب متهمين آخرين هما فؤاد سعيد ومنير الدغوغي. وتم حجز العديد من الوثائق والمنشورات وأقراص مدمجة تروج لأفكار حزب التحرير الإسلامي لدى اعتقال المتهمين.
وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت بلاغا جاء فيه "تمكنت عناصر تابعة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية من تفكيك خلية تابعة لما يسمى بحزب التحرير الإسلامي المصنف في خانة المنظمات التخريبية ذات البعد الدولي".
واتهم البيان الرجال الثلاثة بالتخطيط لتقويض "أمن واستقرار البلاد من خلال استقطاب عدد أكبر من الأتباع"، وأضاف البلاغ أنهم تلقوا دعما ماديا من أوروبا لترويج "فكرهم العدمي من خلال توزيع مناشير تشكك في نجاعة المسار الديمقراطي وتحرض على إثارة الفتنة".
ويُتابع المتهمون الثلاثة طبقا لمقتضيات الفصل 201 من القانون الجنائي الذي ينص على أنه يعاقب من يمس بسلامة الدولة الداخلي، ويعدم من ارتكب اعتداء الغرض منه إثارة حرب أهلية بتسليح فريق من السكان أو دفعهم إلى التسلح.
وفي حال إدانتهم، يواجه المتهمون عقوبات بالسجن تتراوح بين خمس سنوات وعشرين سنة.
ورفضت المحكمة البت في مجموعة من الدفوعات الشكلية التي تقدم بها محامو المتهمين في القضية التي أثارت جدلا كبيرا في المملكة. كما رفضت وزارة العدل الترخيص للمحامي عماد الدين حدو أحد قياديي حزب التحرير الإسلامي المحظور في تونس للمرافعة في قضية الشبان المغاربة الثلاثة.
المحامي عصام الإبراهيمي، أحد محامي هيئة الدفاع، قال لمغاربية "الملف في نظرنا كدفاع به مجموعة من الخروقات، من بينها خرق سرية البحث والتحقيق".
وأشار إلى أنه "بعد اعتقال المتهمين، قامت السلطة التنفيذية في شخص وزارة الداخلية بإصدار بيان أدانت فيه المتهمين، واتهمتهم بأنهم مخربون".
وأضاف محامي الدفاع في تصريح لمغاربية "هؤلاء المتهمون يحملون أفكارا، والقانون الجنائي لا يعاقب عن الأفكار بل عن الأفعال المادية"،مضيفا "فهؤلاء الشباب ينتمون لحزب التحرير الذي يبشر بالخلافة على منهاج النبوة دون تبني العنف".
وتجدر الإشارة إلى أن حزب التحرير حزب إسلامي عالمي محظور يعمل وفق هدف حمل الدعوة الإسلامية لتغيير واقع المجتمع "الفاسد"، وتحويله إلى مجتمع إسلامي. وهو حزب يتبنى الدعوة والجهاد في سبيل حلم دولة الخلافة وقيام دولة إسلامية تحكم بمبدأ الحلال والحرام حسب فهم أتباع الحزب.
رشيد المناصفي محلل مختص في علم الجرائم المرتبطة بالإرهاب قال لمغاربية "يلتقي حزب التحرير في أبجدياته وأهدافه الكبرى مع العديد من الخلايا التي تم تفكيكها مسبقا كخلية أنصار المهدي التي يتزعمها الشيخ حسن الخطاب والتي تم تفكيكها في غشت 2006 وكان من أهدافها الكبرى زعزة النظام القائم لإقامة دولة الخلافة الإسلامية".
وأضاف المناصفي "كذلك جماعة أبو ياسين التي خرجت من جلباب جماعة أنصار المهدي بعد خلاف حول إمارة المؤمنين وإعلان حسن الخطاب تبنيه للمراجعات الفكرية داخل السجن".
وأوضح أن "هناك أيضا جماعة أخرى تم تفكيكها سابقا وتلتقي مع حزب التحرير في مطلب دولة الخلافة الإسلامية، وهي جماعة المرابطين الجدد التي تم تفكيكها منتصف سنة 2008، وكانت مرتبطة تنظيميا بالقاعدة وتهدف إلى قلب النظام وقيام دولة الخلافة".