منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

> ماذا يعنى تطبيق الشريعة
موسى عبد الشكور
المشاركة Nov 2 2011, 01:31 PM
مشاركة #1


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا يعنى تطبيق الشريعة

إن ما يشهده العالم الإسلامي في الآونة الأخيرةِ بعد إسقاط بعض رؤوس الأنظمة الحاكمة تعالت الأصوات بالمناداة بتطبيق الشريعة الاسلامية من قبل الناس وبعض الحركات الإسلامية
وأيضا فقد خرج علينا العلمانيُّون والليبراليُّون وقادة الأحزاب الموالية للسلطة أو الأحزاب الحاكمة ومَن لفَّ لفَّهم وسلك مسلَكهم، يقولون: "تطالبون بتطبيقِ الشريعة " والشريعة مطبقة منذ زمن بعيد في محاولة للتضليل.
هذه وغيرها مِن الدعاوى يطرحها العلمانيُّون ورجال الأنظمة تعمية على الناس، وإيهامًا لهم بأنَّ الشريعة مطبَّقة، وأنَّ زوال الحكَّام المستبدِّين وتطبيق نِظام ديمقراطي يضمنُ الحريَّاتِ والعدالةَ والمساواةَ هو ذاته تطبيقُ الشريعة؛ لأنَّ الشريعة تدعو لنفس المبادئ التي تَضمَنها الديمقراطية، ولا خوفَ على الشريعة حينئذٍ! والديمقراطية هي نفسها الشورى في الإسلام
فكان لزاما علينا بيان ذلك وهنا سنحاول - بعونِ الله تعالى– أن نبين ماذا يعني "تحكيم الشريعة"، ووضعها موضعَ التنفيذ، حتى يتبين للناس عامة والمسلمون خاصة ما معنى تطبيق الشريعة وعدالتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان
والسؤال ما ماذا يعني "تحكيم الشريعة" سؤال مطروح على الشبكة وبين الناس خاصة بعد الثورات لذلك نطرحه لبيان رأي الإسلام الصحيح الذي يتحدث عن نفسه وللرد فيه على الحركات الاسلامية المعتدلة التي تطرح الإسلام بطريقة غربية وليس بقراءة على منهاج النبوة وكذلك الرد على الحركات والأحزاب العلمانية التي تطرح أن الإسلام مطبق ولا داعي للتغيير وتقول أن الإسلام والديمقراطية والشورى متطابقة وكذلك لإثراء ما عند الناس وتنسيق طرحهم عن الإسلام وبلورته وإعاده الثقة بأحكام الاسلام وسنبين إن شاء الله أمورا كثيرة متعلقة بالموضوع ونثبت كيف طبق الإسلام عمليا قرونا من الزمن حيث كان الإسلام هو المبدأ السائد والمسيطر على جميع شؤون الحياة ولم يكن الإسلام المطبق مجرَّد إقامةِ الحدود "المعطَّلة في بلاد المسلمين منذُ عقود طويلة" أو متعلق بأحكام الزواج والطلاق فحسب
كما سأتطرق لأمور العقيدة وكذلك موضوع الولاء والبراء وبيان هذا الدين القيم يقول - جل شأنه -: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم:30].

وسنبدأ بطرح سؤال لماذا يجب ان تكون الحاكمية لله ولمن الحق في إصدار الأحكام ؟


التعليق :سؤال جدير بالإجابة خاصة أن الإعلام تناسى الدعوة إلى الإسلام واعتبره كدين كباقي الأديان وقد تم قراءته كما تقرؤه الأوقاف في الحكومات كدين وعظ وإرشاد
ولم يتطرق الإعلام إلى بحث تطبيق الإسلام بشكل جدي وأنه دين عملي للتطبيق وليس الإسلام فكرة جميلة يمكن حملها والاتصاف بها في المجمل وتم التركيز من قبل الإعلام على أن الإسلام دين مفرغ من محتواة وانطلقوا من منطلقات وتوجيهات النظم الحاكمة المتساقطة
فلم يتحدث الإعلام عن أن الدين الإسلامي دين سياسي انقلابي يفرض نفسه كاملا غير مجزئ ولا يجوز تطبيقه تدريجيا فقد اكتمل نزوله
وكذلك فإن الإعلام يهتم بالعلمانيين وطروحاتهم فيستضيفهم ويحشد لهم طاقاته لإبرازهم ومن هنا كان لزاما علينا بيان زيف الإعلام وفئويته وارتباطاته وبيان ديننا الحنيف والوحيد الذي يكفل حقوق الجميع مسلمين وغير مسلمين
Go to the top of the page
 
+Quote Post
6 الصفحات V  < 1 2 3 4 5 > »   
Start new topic
الردود (40 - 59)
موسى عبد الشكور
المشاركة Jan 12 2012, 07:28 AM
مشاركة #41


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

الحلقه الثانيه والعشرون :
بما ان الإسلام هو المبدأ الوحيد القادر على إنهاض الإنسان والمجتمع والدولة نهضة صحيحة لأنه وحى ومصدره الخالق المدبر فقد يطرح البعض سؤالا :هل طبق المسلمون الاسلام في حياتهم، أم أنهم اعتنقوه عقيدة وطبّقوا غيره ؟
الثابت ان المسلمين ومنذ عهد الرسول عليه السلام حتى سقوط الدولة الاسلامية الممثلة بالخلافة العثمانية قد طبقوا الاسلام ونظامه في الحياة عن طريق الدولة الاسلاميه. والتطبيق في الدولة يتمثل في شخصين: الاول القاضي، الذي يفصل في الخصومات بين الناس، والثاني الحاكم، الذي يحكم بين الناس.
فهل فصل القاضي الخصومات بين الناس بالشريعة الاسلامية؟من الثابت بالنقل المتواتر ان القضاة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نهاية الخلافة في اسطنبول كانوا يفصلون الخصومات بين الناس حسب أحكام الشريعة الاسلامية في جميع شؤون الحياة. سواءا في ذلك بين المسلمين وغيرهم او فيما بينهم وحدهم. وأن المحكمة كانت محكمة واحدة تحكم بالشرع الاسلامي وحده. وأن الوضع قد استمر على ذلك حتى فصلت المحاكم بتأثير الاستعمار الى شرعية ونظامية. ونظرة مخلصة في سجلات المحاكم الشرعية المحفوظة في القدس وبغداد ودمشق والقاهرة واسطنبول وغيرها تظهر صدق ذلك. وأما القوانين الغربية التي أُدخلت فكان بناءا على فتوى العلماء بعدم مخالفتها لأحكام الاسلام. ومنها قانون الجزاء العثماني الذي أُدخل عام 1275هـ/ 1875م، وقانون الحقوق والتجارة الذي أُدخل عام 1276هـ/ 1858م. وأما المحكمة فلم تقسم الى شرعية ونظامية الا عام 1288هـ/ 1870م ووضع لها نظام خاص. وأما في عام 1295هـ/ 1877م فقد وضعت لائحة تشكيل المحاكم النظامية، وتبعها في عام 1296هـ/ 1878م وضع قانون أصول المحاكمات الحقوقية والجزائية. واستُبعد القانون المدني عام 1286هـ عندما وضع العلماء المجلة ولم يجدوا مبرراً لإدخاله الى الدولة ومعاملاتها. وبذلك يظهر ان كل هذه القوانين لم توضع موضع العمل الا بعد الفتوى بإجازتها وإذن شيخ الاسلام بها، وأن الاسلام قد طًبّق قضائياً في جميع عصور الدولة الاسلامية.
ويبقى السؤال الآخر: وهل طبّق الحاكم الاسلام في جميع جوانب الحياة طيلة عهود الدولة الاسلامية كما طبّقه القاضي؟
نعم أن تطبيق الاسلام من قبل الحاكم يظهر في خمسة جوانب في الحياة: الجانب الاجتماعي، والاقتصادي، والحكم، والتعليم، والسياسة الخارجية. ولو تتبّعنا هذه الجوانب الخمسة لوجدنا ان الدولة الاسلامية قد طُبّق فيها ذلك كله. ففي الجانب او النظام الاجتماعي، الذي ينظم علاقة الرجل بالمرأة، لم يطبق الحاكم غير الاسلام، وحتى كل البلاد الاسلامية تقريباً ما زالت تطبق هذا الجانب. وأما الجانب او النظام الاقتصادي، الذي يتمثل في كيفية أخذ الدولة للمال من الناس لتعالج مشاكلهم وفي كيفية إنفاقه، فقد أخذت الزكاة بجميع انواعها ووزعتها على أصنافها الثمانية فقط، ولم تستعملها في إدارة شؤون الدولة. وأخذت الاموال كالخراج والجزية والجمارك حسب الشريعة لادارة شؤون الدولة والأمة. وأنفقت الاموال على العجزة والمحتاجين من فقراء ومساكين وأبناء سبيل وغيرهم، بغض النظر عن الإهمال والتقصير الذي كان يحصل أحياناً. وأما جانب او نظام الحكم فيقوم جهاز الدولة فيه على ثمانية أركان هي: الخليفة، ومعاون التفويض، ومعاون التنفيذ، وأمير الجهاد، والقضاة، والولاة، والمدراء، ومجلس الأمة. وكان هذا الجهاز موجوداً طيلة العهود: فالخليفة كان موجودا دائما حتى أزال الكافر المستعمر على يد أتاتورك الخلافة عام 1334هـ/ 1924م. والمعاون سواءا للتفويض او للتنفيذ كان موجوداً يعاون الخليفة في الحكم عند التفويض وفي الادارة عند التنفيذ. والجيش وأمير الجهاد والولاة والقضاة والمدراء لشؤون الدولة ومصالح الناس. ومجلس الأمة في تقديمه الشورى والمشورة وجد بشكل من الاشكال حيناً ولم يوجد أحياناً اخرى، لأنه حق من حقوق الرعية لا يؤثر عدم وجوده على نوعية الحكم، كما هو الحال في مجالس النواب الديمقراطية التي تعتبر من أسس وقواعد الحكم. وأما جانب التعليم فكان مبنياً على اساس الاسلام سواء في التثقيف بالثقافة الاسلامية او تجنب الثقافة الاجنبية اذا ناقضت الاسلام، او التعليم بجميع مستوياته والذي جعل البلاد الاسلامية محل أنظار العلماء والمتعلمين بعلمائها وجامعاتها. وأما السياسة الخارجية فكانت مبنية على اساس اسلامي، إذ كانت الدولة تبني علاقاتها مع الدول الاخرى على اساس الاسلام، وجميع الدول تنظر اليها كدولة اسلامية ليس غير، وكانت هذه الناحية أشهر من أن تعرّف.
وهكذا يظهر للعيان أن الحاكم قد طبق في جميع عهود الدولة الاسلامية الشريعة الاسلامية في جميع جوانب الحياة الخمسة دون استثناء. كما ظهر لنا ان القاضي لم يفصل في الخصومات طيلة عصور الدولة الاسلامية بغير الاسلام. مما يجزم أن الاسلام قد طُبق في دولة اسلامية تطبيقاً ناجحاً بشكل منقطع النظير في نجاحه.

Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Jan 22 2012, 07:40 AM
مشاركة #42


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الثالثه والعشرون

قد يسال سائل عن بعض الاساءات في تطبيق بعض الاحكام فنقول ان هناك بعض الاخطاء حصلت في تطبيق بعض الاحكام ولكنها لن تغيير المفهوم القائل بان دولة الاسلام قد طبقت جميع احكام الاسلام على مر عصورها ويطرح مثل لقضيه تنصيب الحاكم المسلم اي بيعة الخليفة التي قد اسيئ فهم ما حصل فيها عن تعمد في معظم الاحيان بعد الخلفاء الراشدين لكن الثابت انها لم تصبح وراثية!
والحقيقة ان اساءه تطبيق حكم البيعه في تنصيب الحاكم لم يلغِ البيعة. لأن الثابت أن الخلافة لم تتحول الى ملكية وراثية مطلقا . ولم تصبح الوراثة فيها حكماً مقرراً في أي عهد من عهود الدولة الاسلامية. وكانت البيعة هي الحكم المقرر في الدولة. أما كيف تؤخذ هذه البيعة من كل المسلمين، فهذا ما اختلف من عهد الى آخر. فكانت تؤخذ من المسلمين في بعض العصور، وتؤخذ من أهل الحل والعقد في البعض الآخر، وتؤخذ من شيخ الاسلام في آخر العصر العثماني.
ولو رجعنا الى مسار الدولة الاسلامية في مختلف العصور لوجدنا البيعة في العهد الراشدي قد أخذت من المسلمين جميعاً ولم تقتصر على فئة معينة او مكان معين. وأما في العصور التالية: الأموي والعباسي وغيرهما فكانت تقصر على فئة أهل الحل والعقد في الدولة."واهل الحل والققد هم من اذا رضيوا رضي الناس " واستمر الحال كذلك حتى نهاية العهد العثماني حين اقتصر أخذها على شيخ الاسلام.
وعليه، يمكن الجزم ان العمل قد جرى في جميع عصور الدولة الاسلامية على تنصيب الخليفة بالبيعة. ولم ينصّب اي خليفة بالوراثة دون بيعة مطلقاً. ولم تستثنى في ذلك حادثة واحدة.
أما كيف كانت تجري الاساءة في تطبيق أخذ البيعة، فقد كان ذلك عندما كان يأخذها الخليفة من الناس في حياته لإبنه، او أخيه او إبن عمه او اي شخص آخر من أسرته. ولكنها كانت كانت بمثابة ترشيح لابنه او اخيه ولا يصبح حاكما الا اذا تم تُجديّد ها لذلك الشخص بعد وفاة الخليفة. مما يجعلها تبقى بيعة ولا تصبح لا وراثة ولا ولاية عهد
.

نعم لقد طبق الاسلام عمليا لجميع أنظمته في واقع الحياة بجميع جوانبها من جهة، وللفصل في القضايا بين الناس من جهة اخرى. وعلى جميع رعايا دولة الخلافة طيلة عصورها
كذلك ايضا فقد طبق الاسلام ً على غير المسلمين، مع مراعات بعض خصوصيات اهل الذمه من غير المسلمين وحسب الشريعه الاسلاميه التي انصفتهم كمأكلهم ومشربهم وزواجهم مثلا.
وعليه فان النظام الاسلامي وحده قد طُبق عملياً دون غيره طيلة عصور الدولة الاسلامية.
Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Jan 26 2012, 04:47 PM
مشاركة #43


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟

هل طبق غير الاسلام ام طبق وحده ؟

يمكن رؤية ان المسلمينَ قد طبقوا الإسلامَ عَمَلِيَّاً _ من زاويه اخرى _من معرفه من المسؤول عن تطبيق الاسلام وبالرجوع للمصادر الصحيحه نجد ان َ الَّذي يُطَبِّقُ النِظامَ هوَ الدولةُ، والَّذي يطبِّقُ في الدولةِ شخصانِ أحدُهُمَا القاضِي الَّذي يفصِلُ الخصوماتِ بينَ الناسِ، والثاني الحاكمُ الَّذي يحكُمُ الناسَ. أمَّا القاضي فإنَّهُ نُقِلَ بطريقِ التواترِ أنَّ القضاةَ الَّذينَ يَفْصِلُونَ الخصوماتِ بينَ الناسِ منذُ عهدِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ حتَّى نهايَةِ الخلافةِ في استانبول، كانوا يفصِلُونَهَا حَسَبَ أحكامِ الشرعِ الشريفِ في جميعِ أمورِ الحياةِ، سواءٌ بينَ المسلمينَ وحدَهُمْ، أوْ بينَ المسلمينَ وغيرِهِمْ. وقدْ كانتِ المحكمةُ الَّتي تَفْصِلُ جميعَ الخصوماتِ منْ حقوقٍ وجَزَاءٍ وأحْوَالٍ شخصيَّةٍ وغيرِ ذلكَ، محكمةً واحدةً تحكُمُ بالشرعِ الإسلاميِّ وحدَهُ. ولمْ يَرْوِ أحدٌ أنَّ قضيَّةً واحدةً فُصِلَتْ على غيرِ الأحكامِ الشرعيَّةِ الإسلاميَّةِ، أوْ أنَّ محكمةً ما في البلادِ الإسلاميَّةِ حكمتْ بغيرِ الإسلامِ قبلَ فصلِ المحاكمِ إلى شَرْعِيَّةٍ ونِظَامِيَّةٍ بتَأْثِيرِ الاستعمار. وأقربُ دليلٍ على ذلكَ سِجِلاَّتُ المحاكمِ الشرعيَّةِ المحفوظةُ في البلدانِ القديمةِ كالقُدسِ وبغدادَ ودِمَشْقَ ومِصْرَ واستانبولَ وغيرِهَا فإنَّها دليلٌ يقينيٌّ بأنَّ الشرعَ الإسلاميَّ وحدَهُ هوَ الَّذي كانَ يُطَبِّقُهُ القضاةُ. حتَّى إنَّ غيرَ المسلمينَ منَ النصارى واليهودِ كانوا يدرُسونَ الفِقْهَ الإسلاميَّ ويُؤَلِّفُونَ فيهِ مِثْلَ سَلِيْمٍ البازِ شارحِ المجلَّةِ وغيرِهِ مِمَّنْ ألَّفُوا في الفقهِ الإسلاميِّ في العصورِ المُتَأَخِّرَةِ. وأمَّا مَا أُدْخِلَ مِنَ القوانِينَ فإنَّهُ أُدْخِلَ بِنَاءً على فَتَاوى العلماءِ بأنَّها لا تُخالِفُ أحكامَ الإسلامِ، وهكذا أُدخِلَ قانونُ الجَزَاءِ العُثْمَانِيُّ 1275هـ الموافِقَ 1857م وأدخلَ قانونُ الحُقوقِ والتِجارَةِ 1276هـ الموافقَ 1858م. ثمَّ في 1288هـ والموافقَ 1870م جُعِلَتِ المحاكمُ قِسْمَيْنِ: محاكمَ شرعيَّةً ومحاكمَ نظاميَّةً، ووُضِعَ لها نظامٌ. ثمَّ في 1295هـ الموافقِ 1877م وُضِعَتْ لائِحَةُ تشكيلِ المحاكمِ النظاميَّةِ. ووُضِعَ قانونُ أُصولِ المحاكماتِ الحقوقِيَّةِ والجزائِيَّةِ 1296هـ. ولمَّا لمْ يجدِ العلماءُ ما يُبَرِّرُ إدْخالَ القانونِ المَدَنِيِّ إلى الدولةِ وُضِعَتِ المُجَلَّةُ قانوناً للمعاملاتِ، وَاسْتُبْعِدَ القانونُ المدنيُّ وذلكَ 1286ه
فهذهِ القوانينُ وُضِعَتِ كأحكامٍ يُجِيزُها الإسلامُ، ولمْ توضعْ مَوْضِعَ العَمَلِ إلاَّ بعدَ أنْ أُخِذَتِ الفتوى بإجازَتِها، وبعدَ أن أَذِنَ شَيْخُ الإسلامِ بها، كما تَبَيَّنَ منَ المَرَاسِيمِ الَّتي صَدَرَتْ بِهَا. وعندما احتلت جيوش المستعمرين البلاد الاسلامية عمدوا الى فرض تشريعاتهم في مجالات الحقوق والجزاء، وجعلوا لها محكمة مستقلة بقصد إبعاد الاسلام عن الحياة العامة.فقد تم استضعاف المسلمين وهم المغلوبون على أمرهم، وباستئجار نفر من أبناء المسلمين صنعوا عقولهم، ممن يسمون بالمثقفين، وهم" المضبوعون بالثقافه الغربيه
وإنَّهُ وإنْ كانَ الاستعمار منذُ سنةِ 1918م أيْ منذُ احْتِلالِهِ البِلادَ أَخَذَ يَفْصِلُ الخصوماتِ في الحقوقِ والجزاءِ على غيرِ الشريعةِ الإسلامِيَّةِ، ولكنَّ البلادَ الَّتي لمْ يَدْخُلْهَا الاستعمار بجيوشِهِ، وإنْ دخلَهَا بِنُفُوذِهِ فقد كانت إلى عهدٍ قريبٍ تحكمُ قضائِيَّاً بالإسلامِ، كالحجازِ ونجدٍ واليمنِ وبلادِ الأفغانِ، ولو أنّ الحكامَ في هذه البلادِ الآنَ لا يطبقونَ الإسلامَ، ومعَ ذلك نرى أنّ الإسلامَ طُبقَ قضائِيَّاً، ولم يطبقْ غيرُه في جميعِ عصورِ الدولةِ الإسلاميةِ

Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Jan 30 2012, 06:11 PM
مشاركة #44


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الخامسه والعشرون
تطبيق الاسلام ونظامه من قبل الحاكم

بعد ان تبين ان الاسلام قدبق قضائيا سنبحث تطبيق الاسلام ونظامه من قبل الحاكم فقد كانت تظهر في خمسه امور هي : النظام الاجتماعي والنظام الاقتصادي والنظام التعليمي والسياسة الخارجية ونظام الحكم . سنذكرها بلمحه بسيطه جدا
النظام الاجتماعي .
النظام الاجتماعي في الإسلام هو النظام الذي ينظم اجتماع المرأة بالرجل والرجل بالمرأة ، وينظم العلاقة التي تنشأ بينهما عن اجتماعهما، وكل ما يتفرع عن هذه العلاقة من زواج وطلاق وحضانة ونفقة وعدة وارث ، أو ما يطلق عليه بالأحوال الشخصية .
وقد أخطأ كثيرون في فهمهم وتعريفهم للنظام الاجتماعي عندما أطلقوا على جميع أنظمة الحياة اسم النظام الاجتماعي ، فتجارة الرجل مع المرأة يعالج في النظام الاقتصادي ، والشجار بينهما يعالج في نظام العقوبات ومحله القضاء، بينما اجتماع المرأة بالرجل وما ينتج عنه من زواج وطلاق وحضانة .الخ فانه من النظام الاجتماعي ، ومن هنا النظام الاجتماعي خاصا باجتماع المرأة بالرجل لا بتعامله معها .
وهذا النظام الاجتماعي أو ما يطلق عليه بالأحوال الشخصية لا زال مطبقا حتى الان رغم وجود الاستعمار السياسي والثقافي والاقتصادي وتطبيق أنظمة الكفر ، ولم يطبق غيره مطلقا حتى الان ، إلا ما تقوم به لبنان اليوم من إلغاء لقانون ا لأحوال الشخصية واستبداله بالقانون المدني الذي يبيح زواج المسلمة من الكافر ويبيح زواج المحرمات بالرضاعة إلى غير ذلك من البنود التي تبيح ما حرم الله.
النظام الاقتصادي .
الاقتصاد هو تدبير شؤون المال اما بتكثيره وتأمين ايجاده وهو ما يبحث به علم الاقتصاد ، واما بكيفية توزيعه ويبحث فيه النظام الاقتصادي فهو نظام يتعلق بحل مشاكل الحياة الاقتصادية وتنظيم علاقة الإنسان بالمال من حيث تملكه والانتفاع به وكيفية اخذ الدولة المال من الناس وإعادة إنفاقه عليهم .
موارد بيت المال .
تأخذ الدولة الإسلامية الأموال من الناس عن طريق :
1- الزكاة على الأموال والأراضي والأنعام باعتبارها عبادة وتوزعها على الأصناف الثمانية التي ورد ذكرهم في الآية قال تعالى ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عزيز حكيم ) [84][84] .
2- الجزية على أهل الذمة وهم غير المسلمين أي الكفار الذين يعيشون في ظل الدولة الإسلامية ويحملون التابعية لها قال تعالى ( حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ). [85][85]
3- الفيء وهو المال الذي يؤخذ من العدو من غير قتال ، قال تعالى ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول …) [86][86] الآية .
4- الغنائم وهي الأموال التي تؤخذ من العدو بالقتال قال تعالى ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ……) [87][87].
5- الخراج وهو المال الذي يؤخذ على الأرض التي فتحت عنوة أو صلحا وبقيت في يد أهلها .
6- العشور وهو المال الذي يؤخذ على الأرض التي اسلم أهلها عليها من غير قتال .
7- الجمارك وهي ضريبة تأخذها الدولة من تجار الدول الأخرى الذين تأخذ دولهم من تجار الدولة الإسلامية ضريبة وذلك من قبيل المعاملة بالمثل ، أما تجارها فلا تفرض عليهم ضريبة لأنها حرام لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ان صاحب المكس في النار ) [88][88] وفي رواية اخرى ( لا يدخل الجنة صاحب مكس يعني عشار ) [89][89]ولا تفرض الدولة الإسلامية ضرائب على رعاياها كما هو في أيامنا هذه .
كيفية إنفاق الدولة الإسلامية للمال .
1- أموال الزكاة تنفقها حسب الآية الكريمة التي حددت مصارفها ، وكذلك أموا ل الفيء والغنائم فقد وزعتها الدولة حسب تقسيم القرآن الكريم لها .
2- أموال الخراج والعشور الجزية فكانت تنفقها في شؤون الدولة والمجتمع.
3- تطبيق أحكام النفقة للعاجز والحجر على السفيه والمبذر وتنصيب ولي عليه كما كانت الدولة تقيم أمكنة في كل مدينة وفي طريق الحج لإطعام الفقير وابن السبيل والمسكين والتي لا تزال آثارها موجودة ، وبالجملة كان إنفاق المال من الدولة يجري حسب الشريعة الإسلامية وما يشاهد من تقصير في هذه الناحية هو إهمال وإساءة تطبيق وليس عدم تطبيق .
يتبع :
Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Jan 31 2012, 06:02 PM
مشاركة #45


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه السادسه والعشرون

الحلقه السادسه والعشرون
بعد ان تبين ان الاسلام قد طبق قضائيا من قبل القاضي وكذلك طبق الاسلام ونظامه من قبل الحاكم كما تبين لنا في الحلقه السابقه في النظام الاجتماعي والنظام الاقتصادي وبقي ان بنين هل تم تطبيق الاسلام من قبل الحاكم في النظام التعليمي والسياسة الخارجية ونظام الحكم
سياسة التعليم .
ففي اهتم الإسلام اهتماما كبيرا بالعلم والتعليم قال تعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )[90][90] (وقل رب زدني علما ) [91][91] . ولأول مرة في العالم تفرض دولة على الأسرى أن يعلموا الناس القراءة والكتابة مقابل إطلاق سراحهم مما يدل على مكانة العلم في هذه الدولة وقد كان الأساس الذي يقوم عليه منهج التعليم هو العقيدة الإسلامية وكان يتم تعليم الثقافة الإسلامية والمعارف الإسلامية ويتم تعليم ما يلزم للإنسان في معترك الحياة ،من اجل ذلك وضعت قواعد لسياسة التعليم في الإسلام أهمها:
1- تبني المناهج على أساس العقيدة ، فلا يعطى شيئا يتناقض مع العقيدة الإسلامية خاصة في الصفوف الدنيا ، ويركز فيها علي الثقافة الإسلامية ، من تلاوة وتفسير وعلوم القرآن واللغة العربية والسيرة والتاريخ الإسلامي … إلخ ،بالإضافة إلى العلوم العصرية ذات الطابع العالمي ، أما دراسة الثقافة الأجنبية فيتم الإطلاع عليها في المراحل العليا للدراسة لنقض هذه الثقافة وبيان فسادها ومناقضتها للإسلام بعد ان اصبح المسلم شخصيه اسلاميه واعيه على ما يدور حولها من سياسات دوليه واقليميه
1- يجب على الدولة أن تكافح الأمية بكل طاقتها وأن تثقف من فاتتهم الثقافة في سن التعليم ، وهو ما يدعى بالثقافة المستديمة ( اطلب العلم من المهد إلى اللحد ) .
2- توفير فرص التعليم للجميع مجانا حتى المرحلة الثانوية ، مع فسح المجال للتعليم العالي مجانا أيضا .
هذا بعضا من سياسة التعليم ، وما جدث من تقصير في فتح المدارس إنما كان في أواخر الدولة العثمانية الإسلامية بسبب الانحطاط الفكري والفقر الذي عم البلاد، أما بقية العصور فقد عمت شهرة المدارس والجامعات الإسلامية الآفاق ، وكان الناس يؤمنوها من جميع أنحاء العالم وجامعات قرطبة ودمشق والقاهرة وبغداد والإسكندرية خير دليل على ذلك والتي بقيت مناهجها تدرس في جامعات أوروبا إلى عهد قريب ولا زالت بعض القواعد العلميه والمصطلحات العربيه في الصناعات والتعليم العالي تدرس وتستعمل حتى الان .

Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Feb 7 2012, 07:41 AM
مشاركة #46


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
الحلقه السابعه والعشرون
ماذا يعني تطبيق الشريعه
بعد ان تبين ان الاسلام قد طبق قضائيا من قبل القاضي وكذلك طبق الاسلام ونظامه من قبل الحاكم كما تبين لنا في الحلقه السابقه في النظام الاجتماعي والنظام الاقتصادي والنظام االتعليمي وبقي ان بنين هل تم تطبيق الاسلام من قبل الحاكم في السياسة الخارجية ونظام الحكم
السياسة الخارجية :
وهي النظام الذي يحدد علاقة الدولة بالدول الأخرى وتتولى دائرة الخارجية جميع الشئون الخارجية المتعلقة بعلاقة دولة الخلافة بالدول الأجنبية سواء أكانت تتعلق بالناحية السياسية، أم بالنواحي الاقتصادية والصناعية والزراعية والتجارية، أم المواصلات البريدية والسلكية واللاسلكية، ونحوها مثل إعلان الحرب, وعقد الصلح والهدنة وسائر المعاهدات. وقبول السفراء الأجانب ورفضهم, وتعيين السفراء المسلمين وعزلهم وتقوم السياسة الخارجية في الإسلام على قواعد منها:
1-علاقة الدولة الإسلامية بالدول الأخرى وتكون قائمه على أساس الإسلام وليس على أساس المصالح أو المنافع أو التبعية السياسية .والعماله للاجنبي
2- العلاقة بالدول الأخرى أما علاقة حرب فعليه مع الدول المحاربة فعلا، وإما علاقة معاهدات مؤقتة مع الدول غير المحاربة ، لان الرسول صلى الله عليه وسلم كان أما محاربا لدول وإما معاهدا لأخرى ، على انه لم يعاهد أحدا مدة تزيد على العشر سنوات .ولا يجوز تعطيل الجهاد
3-لا يجوز للدولة الإسلامية أن تنضم إلى الأحلاف والمنظمات الدولية لأنها قائمة على أساس الكفر ، ولان هذه المؤسسات وجدت لتخدم الكفار وأهدافهم .
4-أهم أعمال الدولة الإسلامية في مجال السياسة الخارجية هو الدعوة الى الاسلام عن طريق الجهاد فكانت الدولة الإسلامية تخير الدولة المقصودة بين ثلاث خيارات الإسلام أو الجزية أو القتال ، هذا ما كانت عليه الدولة الإسلامية وكان الكفار ينظرون إليها على أنها دولة إسلامية ، وهذا مشهور شهرة عالمية كما كان شعار ان الجيش الاسلامي لا يقهر عند الكفار.
4- ان السياسة الخارجية لدولة الخلافة هي وحدها التي ستضع حدا لهذا الذل والهوان، وهي التي ستضمن عدم تمكن الغرب من إيجاد هذا الشر المستطير مرة أخرى ولن تسمح لأي قوة أجنبية بالاعتداء على أي مسلم وان أمن وشرف وكرامة الناس ستكون قضايا مصيرية في أي قرار يتخذه الخليفة في السياسة الخارجية الذي سيلتزم بأمر الله سبحانه وتعالى في حماية حياة رعايا دولة الخلافة.
5- ان العلاقه مع الدول الاخرى ستكون علاقة سياسة واضحة تعتمد على الحكم الشرعي في التعامل وليست مبنية على اساس غير الشرع .وعليه فإن المقيد لأعمال السياسه الخارجيه هو الحكم الشرعي , وهو الذي يجيز لهذا الجهاز أن يقدم أو يحجم عن اتخاذ القرارات المتعلقة برسم سياسة الدولة الإسلامية مع الدول الأخرى . فالأساس الذي يقوم عليه من أفكار ومفاهيم ومقاييس وأحكام ودستور وقوانين يميزه عن الأسس التي تقوم عليها أجهزة الحكم المعروفة في العالم اليوم .وهذا بدوره يعمل على تغيير طبيعة العلاقة بين الدول الأخرى وعلى ثقل دولة الإسلام بين منازعيها في سيادة العالم , وليس دليل أوضح من سيادة دولة الإسلام وسيطرتها على معظم العالم لحوالي 1400 سنة نتيجة اتّباعها لهذا المنهج الرباني في السياسه الخارجيه .
Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Feb 9 2012, 07:59 AM
مشاركة #47


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

الحلقه الثامنه والعشرون
بعد ان تبين ان الاسلام قد طبق قضائيا من قبل القاضي وكذلك طبق الاسلام ونظامه من قبل الحاكم كما تبين لنا في الحلقه السابقه في النظام الاجتماعي والنظام الاقتصادي والنظام االتعليمي وفي السياسة الخارجية بقي ان بنين هل تم تطبيق الاسلام من قبل الحاكم في نظام الحكم
نظام الحكم .
نظام الحكم في أي دولة هو الذي يشرف على تطبيق كافة الأنظمة فيها،ويحاسب على أي تقصير يحصل في تطبيق أي جزئية من أجزاء المبدأ المتعلق برعاية شؤون الناس في داخل الدولة (السياسة الداخلية المتعلقة بالأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية ……) وفي خارج الدولة (السياسية الخارجية المتعلقة بالجهاد والمعاهدات والاتفاقيات …..)، ويقوم نظام الحكم في الإسلام على أربعة قواعد هي ،
السيادة للشرع .
السلطان للامة .
للامة حاكم واحد .
للخليفة حق تبني الأحكام الشرعية
وإما جهاز الدولة في الإسلام فيقوم على سبعة أركان هي :
الخليفة وهو الحاكم الأعلى للدولة الإسلامية الذي ينقذ الشرع الإسلامي نائبا عن الأمة فهو المسؤول عن تطبيق الإسلام داخل الدولة وخارجها ، ومسؤول عن حمل الدعوة إلى العالم ، والخليفة هو الذي ينوب عن الأمة في السلطان وفي تنفيذ الشرع.الخلافة عقد مراضاة واختيار، فلا يجبر أحد على قبولها، ولا يجبر أحد على اختيار من يتولاها.ولكل مسلم بالغ عاقل رجلاً كان أو امرأة الحق في انتخاب الخليفة وفي بيعته، ولا حق لغير المسلمين في ذلك.
وهناك شروط انعقاد للخليفة وهي أن يكون رجلا مسلما بالغا عاقلا حرا عدلا قادرا على القيام يأعباء الخلافة ، وعلى هذا لا يجوز أن يكون الخليفة امرأة أو كافرا أو فاسقا أو صغيرا أو مجنونا أو عبدا مملوكا أو عاجزا ، وليس للخليفة مدة محددة بل يبقى خليفة ما دام مطبقا للشرع وقادرا على القيام باعباء الخلافه وإذا خلا منصب الخليفة فيجب ملئه باختيار خليفة آخر خلال مدة أقصاها ثلاثة أيام ودليل ذلك إجماع الصحابة ، وعلى الأمة طاعته ظاهرا وباطنا ما دام منفذا للشرع ولا يجوز طاعته في معصية ، ويصل إلى الخلافة عن طريق انتخاب الأمة له مباشرة أو عن طريق أهل الحل والعقد ، أو عن طريق مجلس الشورى الممثل للامة.
المعاونون ، يختار الخليفة معاونون له يساعدونه في أمور الحكم ، قال صلى الله عليه وسلم ( وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر ) [92][92] وهم غير الوزراء في النظام الديمقراطي فيعين الخليفة معاون تفويض أو أكثر له يتحمل مسؤولية الحكم، فيفوض إليه تدبير الأمور برأيه وإمضاءها على اجتهاده. وعند وفاة الخليفة فإن معاونيه تنتهي ولايتهم ولا يستمرون في عملهم إلا فترة الأمير المؤقت.ويشترط في معاون التفويض ما يشترط في الخليفة، أي أن يكون رجلاً حراً، مسلماً، بالغاً، عاقلاً، عدلاً، قادراً من أهل الكفاية فيما وكل إليه من أعمال.ويشترط في تقليد معاون التفويض أن يشتمل تقليده على أمرين أحدهما عموم النظر، والثاني النيابة. ويعين الخليفة معاوناً للتنفيذ، وعمله من الأعمال الإدارية، وليس من الحكم ودائرته هي جهاز لتنفيذ ما يصدر عن الخليفة للجهات الداخلية والخارجية، ولرفع ما يرد إليه من هذه الجهات، فهي واسطة بين الخليفة وغيره، تؤدي عنه، وتؤدي إليه في الأمور التالية:
أ - العلاقات مع الرعية.
ب- العلاقات الدولية.
ج-الجيش أو الجندد - أجهزة الدولة الأخرى غير الجيش.
يتبع : بقيه اجهزة الدولة
Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Feb 12 2012, 09:05 AM
مشاركة #48


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه التاسعه والعشرون

تتمة نظام الحكم في الاسلام واجهزة الدوله الاسلاميه

الولاة :

، حيث تقسم البلاد التي تحكمها الدولة إلى وحدات، وتسمى كل وحدة وِلاية، وتقسم كل ولاية إلى وحـدات تسمى كل وحدة منها عِمالة، ويسمى كل من يتولى الوِلاية والياً أو أميراً، ويسمى كل من يتولى العِمالة عاملاً أو حاكماً.
يُعَيَّنُ الولاة من قبل الخليفة، ويُعَيَّنُ العمال من قبل الخليفة ومن قبل الولاة إذا فوض إليهم ذلك. ويشترط في الولاة والعمال ما يشترط في المعاونين فلا بد أن يكونوا رجالاً أحراراً مسلمين بالغين عقلاء عدولاً، وأن يكونوا من أهل الكفاية فيما وُكِّل إليهم من أعمال، ويُتَخَيَّرُونَ من أهل التقوى والقوة

القضاء :

هو الإخبار بالحكم على سبيل الإلزام، وهو يفصل الخصومات بين الناس، أو يمنع ما يضر حق الجماعة، أو يرفع النـزاع الواقع بين الناس وأي شخص ممن هو في جهاز الحكم، حكاماً أو موظفين، خليفةً أو مَنْ دونه.
ويعين الخليفة قاضياً للقضاة من الرجال البالغين الأحرار المسلمين العقلاء العدول من أهل الفقه، وإذا أعطاه الخليفة صلاحية تعيين وعزل قاضي المظالم فيجب أن يكون مجتهداً. وتكون له صلاحية تعيين القضاة وتأديبهم وعزلهم ضمن الأنظمة الإدارية، أما باقي موظفي المحاكم فمربوطون بمدير الدائرة التي تتولى إدارة شؤون المحاكم.
والقضاة ثلاثة: أحدهم القاضي، وهو الذي يتولى الفصل في الخصومات ما بين الناس في المعاملات والعقوبات. والثاني المحـتـسـب، وهـو الذي يتولى الفصل في المخالفات التي تضر حق الجماعة. والثالث قاضي المظالم، وهو الذي يتولى رفع النـزاع الواقع بين الناس والدولة.
ويشترط فيمن يتولى القضاء أن يكون مسلماً، حراً، بالغاً، عاقلاً، عدلاً، فقيهاً، مدركاً لتنـزيل الأحكام على الوقائع. ويشترط فيمن يتولى قضاء المظالم زيادة على هذه الشروط أن يكون رجلاً وأن يكون مجتهداً

أمير الجهاد :

- تـتـولى دائـرة الحـربيـة جميع الشؤون المتعلقة بالقـوات المسـلحـة من جيش وشرطة ومعدات ومهمات وعتاد وما شـاكل ذلك. ومن كليات عسـكرية، وبعثات عسكرية، وكل ما يلزم من الثقافة الإسلامية، والثقافة العامة للجيش، وكل ما يتعلق بالحرب والإعداد لها، ورئيس هذه الدائرة يسمى (أمير الجهاد).
والجهـاد فرض على المسـلمين، والتدريب على الجـنـدية إجباري فكل رجل مسلم يبلغ الخامسة عشرة من عـمـره فرض عليه أن يتدرب على الجندية استعداداً للجهاد، وأما التجنيد فهو فرض على الكفاية.
والجيش قسمان قسم احتياطي، وهم جميع القادرين على حمل السلاح من المسلمين. وقسم دائم في الجندية تخصص لهم رواتب في ميزانية الدولة كالموظفين.
تجعل للجيش ألوية ورايات والخليفة هو الذي يعقد اللواء لمن يوليه على الجيش، أما الرايات فيقدمها رؤساء الألوية.
الخليفة هو قائد الجيش، وهو الذي يعين رئيس الأركان، وهو الذي يعين لكل لواء أميراً ولكل فرقة قائداً. أما باقي رتب الجيش فيعينهم قواده وأمراء ألويته. وأما تعيين الشخص في الأركان فيكون حسب درجة ثقافته الحربية ويعينه رئيس الأركان.
ويجب أن يوفر للجيش التعليم العسكري العالي على أرفع مستوى، وأن يرفع المستوى الفكري لديه بقدر المستطاع، وأن يثقف كل شخص في الجيش ثقافة إسلامية تمكنه من الوعي على الإسلام ولو بشكل إجمالي.
ويجب أن يكون في كل معسكر عدد كاف من الأركان الذين لديهم المعرفة العسكرية العالية والخبرة في رسم الخطط وتوجيه المعارك. وأن يوفر في الجيش بشكل عام هؤلاء الأركان بأوفر عدد مستطاع.
ويجب أن تتوفر لدى الجيش الأسلحة والمعدات والتجـهـيزات واللـوازم والمهمات التي تمكنه من القيام بمهمته بوصفه جيشاً إسلامياً.

إدارة شؤون الدولة ومصالح الناس:

إدارة شؤون الدولة ومصالح الناس تتولاها مصالح ودوائر وإدارات، تقوم على النهوض بشؤون الدولة وقضاء مصالح الناس..وتعتمد سياسة إدارة المصالح والدوائر والإدارات على البساطة في النظام والإسراع في إنجاز الأعمال، والكفاية فيمن يتولون الإدارة. و لكل من يحمل التابعية، وتتوفر فيه الكفاية رجلاً كان أو امرأة، مسلماً كان أو غير مسلم، أن يُعَيَّنَ مديراً لأية مصلحة من المصالح، أو أية دائرة أو إدارة، وأن يكون موظفاً فيها.
يتبع :
.
Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Feb 15 2012, 01:19 PM
مشاركة #49


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الثلاثون

تتمة نظام الحكم في الاسلام واجهزة الدوله الاسلاميه
لقد تبين لنا ان المسلمين قد طبقوا الاسلام ونظامه من قبل الحاكم كما تبين لنا في الحلقات السابقه في النظام الاجتماعي والنظام الاقتصادي والنظام االتعليمي وفي السياسة الخارجية بقي ان بنين تطبيق الاسلام من قبل الحاكم في نظام الحكم الذي يقوم على سبعة أركان فبعد ادارة شؤون الدوله ومصالح الناس تاتي الشورى

مجلس الشورى او مجلس الامة


مجلس الامة هو مكون من الأفراد الذين تنتخبهم الأمة ممثلين عنها فالأشـخـاص الذين يمثلون المسلمين في الرأي ليرجع إليهم الخليفة هم مجلس الأمة، والأشخاص الذين يمثلون أهل الولايات هم مجالس الولايات. ويجوز لغير المسلمين أن يكونوا في مجلس الأمة من أجل الشكوى من ظلم الحكام، أو من إساءة تطبيق أحكام الإسلام.
ويُنْتَخَبُ أعضاء مجلس الولاية انتخاباً مباشراً من أهل الولاية المعنيَّة، ويُحدَّد عدد أعضاء مجالس الولايات بنسبة عدد سكان كل ولاية في الدولة. ويُنتخب أعضاء مجلس الأمة انتخاباً مباشراً من قبل مجالس الولايات. ويكون بدء وانتهاء مدة مجلس الأمة هو نفسه بدء وانتهاء مدة مجلس الولايات.
ولكل من يحمل التابعية إذا كان بالغاً عاقلاً الحق في أن يكون عضواً في مجلس الأمة وفي مجلس الولاية، رجلاً كان أو امرأة مسلماً كان أو غير مسلم، إلا أن عضوية غير المسلم قاصرة على إظهار الشكوى من ظلم الحكام، أو من إساءة تطبيق الإسلام.
الشورى والمشورة هي أخذ الرأي مطلقاً،وهي حق للمسلمين فحسب. ولا حق لغير المسلمين في الشورى، وأما إبداء الرأي فإنه يجوز لجميع أفراد الرعية مسلمين وغير مسلمين.
لمجلس الأمة صلاحيات خمس هي:
1 - (أ): استشارة الخليفة له وإشارته على الخليفة في الأعمال والأمور العملية المتعلقة برعاية الشؤون في السياسة الداخلية مما لا تحتاج إلى بحث فكري عميق وإنعام نظر مثل شئون الحكم، والتعليم، والصحة، والاقتصاد، والتجارة، والصناعة، والزراعة، وأمثالها، ويكون رأيه فيها ملزماً.
(ب): أما الأمورُ الفكريةُ التي تحتاجُ إلى بحثٍ عميق وإنعامِ نظرٍ، والأمور التي تحتاج خبرة ودراية، والأمورُ الفنيةُ والعلميةُ، وكذلك المالية والجيش والسياسة الخارجية، فإن للخليفة أن يرجع للمجلس لاستشارته فيها والوقوف على رأيه، ورأي المجلس فيها غير ملزم.
2 - للخليفة أن يحيل للمجلس الأحكام والقوانين التي يريد أن يتبناها، وللمسلمين من أعضائه حق مناقشتها وبيان وجه الصواب والخطأ فيها فإن اختلفوا مع الخليفة في طريقة التبني من الأصول الشرعية المتبناة في الدولة، فإن الفصل يرجع إلى محكمة المظالم، ورأي المحكمة في ذلك ملزم.
3 - للمجلس الحق في محاسبة الخليفة على جميع الأعمال التي تحصل بالفعل في الدولة سواء أكانت من الأمور الداخلية أم الخارجية أم المالية أم الجيش أم غيرها، ورأي المجلس ملزم فيما كان رأي الأكثرية فيه ملزماً، وغير ملزم فيما كان رأي الأكثرية فيه غير ملزم.
وإن اختلف المجلس مع الخليفة على عمل قد تم بالفعل من الناحية الشرعية فَيُرْجَعُ فيه إلى محكمة المظالم للبتّ فيه من حيث الشرعية وعدمها، ورأي المحكمة فيه ملزم.
4 - للمجلس الحق في إظهار عدم الرضا من المعاونين والولاة والعمال ويكون رأيه في ذلك ملزماً، وعلى الخليفة عزلهم في الحال. وإذا تعارض رأي مجلس الأمة مع رأي مجلس الولاية المعنيَّة في الرضا أو الشكوى من الولاة والعمال فإن لرأي مجلس الولاية الأولوية في ذلك.
5 - للمسلمين من أعضائه حق حصر المرشحين للخلافة من الذين قررت محكمة المظالم توفر شروط الانعقاد فيهم ورأي أكثريتهم في ذلك ملزم، فلا يصح الانتخاب إلا من الذين حصرهم المجلس.
Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Feb 16 2012, 12:11 PM
مشاركة #50


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الواحدة والثلاثون

وبهذا فقد تبين لنا ان الاسلام قد طبق قضائيا من قبل القاضي وكذلك طبق الاسلام ونظامه من قبل الحاكم كما تبين لنا في الحلقات السابقه في النظام الاجتماعي والنظام الاقتصادي والنظام االتعليمي وتبين لنا ان الاسلام قد تم تطبيقه من قبل الحاكم في السياسة الخارجية ونظام الحكم فهذا هو جهاز الدولة في الإسلام
وبالرجوع إلى واقع الدولة الإسلامية التي كانت موجودة نجد أن هذا الجهاز كان موجودا ، فلم يمر زمن على المسلمين لم يكن فيه خليفة منذ أن انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى نصب المسلمون أبو بكر مؤجلين دفن الرسول صلى الله عليه وسلم مع أن إكرام الميت دفنه مما يدل على إجماع الصحابة على فرضية تنصيب خليفة ، وبقي الحال كذلك لا يذهب خليفة إلا ويأتي خليفة بعده حتى في اشد عصور الانحطاط والهبوط .
ولما دخل التتار بغداد عام 656هجري/1256م نقل المسلمون الخلافة إلى مصر ثم إلى استنبول حيث ظلت قائمة حتى عام 1918م عندما أسقطها المجرم مصطفى كمال اتاتورك .
أما المعاونون فقد كانوا موجودين في جميع العصور الإسلامية ، وكانوا معاونين منفذين وليسوا وزراء كالاصطلاح الغربي المعمول به اليوم ، وقد أطلق عليهم في عصر العباسيين لقب وزراء بالمعنى اللغوي للفظه إلا انهم ظلوا معاونين ولا ينطبق عليهم ما ينطبق على الوزارة الموجودة في الحكم الديمقراطي اليوم ،ففي الاسلام نظام مختلف للمعاونين
أما الولاة والقضاة والجهازالاداري فان وجوده ثابت ولما دخل الاستعمار البلاد كانت هذه الأجهزة موجودة وعاملة مما يدل على وجودها قطعا .
وأما مجلس الشورى فقد عني به في عصور الخلفاء الراشدين ، أما بعد ذلك فلم يعن بوجوده ، وسبب ذلك أن الشورى ليست من قواعد الحكم وان كانت من جهاز الدولة ، فهي حق للرعية على الحاكم ، فان سمح الحاكم للرعية بذلك فنعما هي ، وان لم يسمح لهم بذلك يكون قد قصر وأثم ومن حق الامة ان تطالبه بذلك ولكن يبقى الحكم إسلاميا فهي لا تؤثر على شكل الحكم ذلك أن الشورى هي لأخذ الرأي وليست للتشريع كما هي مجالس النواب في الأنظمة الديمقراطية ، فلا تشريع الا لله ويؤخذ من مصادر التشريع الإسلامي القرآن والسنة وإجماع الصحابة والقياس
والرأي الفكري يؤخذ بما يوافق الواقع فإذا طابق الفكر الواقع كان هو الصحيح المأخوذ به أما إذا خالف الواقع فيرفض مهما كان عدد المؤيدين أو المخالفين ، والرأي الفني يؤخذ برأي أهل الاختصاص كالأطباء والمهندسين وأصحاب الاختصاص كل في مجاله ، ولا ينظر لعدد الموافقين أو المخالفين من مجلس الشورى.
وبالرغم من عدم وجود مجلس شورى مستقل في بعض الاحيان إلا انه كان حول الخليفة مستشارون يستشيرهم في شؤون الأمة ، وكان للخلفاء العثمانيين مجلس شورى هو مجلس المبعوثان العثماني .
أن أنظمة الحكم الموجودة في العالم اليوم بعيدة عن نظام الحكم في الإسلام من حيث الشكل والمضمون. أما المضمون فواضح للمسلمين أن الأنظمة الحالية كلها ماخوذه من الانظمه الراسماليه الكافره وليست مأخوذةً من كتاب الله وسنة رسوله، وما أرشدا إليه، فهي أنظمة على النقيض من نظام الإسلام، وهذا أمر محسوس ملموس للمسلمين لا يختلفون عليه.
أن شكل الحكم في الإسلام من حيث أجهزته يختلف عن أجهزة الحكم الحالية اختلافا كليا فلا يجوز ان يكون هناك مجلس وزراء، ووزراء، ووزارات، ونحو ذلك، بواقع وصلاحيات مثل ما هو عليه في أنظمة الحكم الوضعية اليوم؛

وبهذا يتبين لنا أن نظام الحكم كان مطبقا في الدولة الإسلامية .
يتبع :
Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Feb 21 2012, 12:30 PM
مشاركة #51


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

الحلقه التانيه والثلاثون
ماذا يعني تطبيق الشريعه؟

الدولة الاسلاميه هي دولة واحده حديثه متقدمه
لا مدنيه ولا علمانيه ولا ديمقراطيه

لم يع جيلنا الحالي على الدولة الإسلامية التي كانت تطبق الإسلام، التي أجهز عليها الغرب، إنما رأوا دولا متفرقه متصارعة عميله في العالم الاسلامي ولهذا فإن من ألصعب ان يجد المسلم تقريبا لصورة الحكم الإسلامي للأذهان عند عامة الناس والتي يسيطر عليها الواقع، المشاهد ولا تستطيع أن يتصور معظم الناس الحكم إلاّ في مقياس ما ترى من الأنظمة العلمانيه والديمقراطية الفاسدة المفروضة على البلاد الإسلامية فرضاً.
ومنذ سقوط الخلافة العثمانية عام 1924م وتقسيم العالم الإسلامي ووقوعه تحت المستعمر رعاية ووصاية واحتلال، ولا يزال أبناء الأمة المخلصين يبحثون عن المخرج ويدفعون باتجاه الوحدة الإسلامية وعودة دولة الإسلام كمظلة شرعية تقام تحتها الحدود وتظم جميع أفراد العالم الإسلامي، الا انهم جوبهوا باعتى العقبات امامهم من انظمة حاكمه واجهزتها الى عقبه التبعيه للاستعمار الذي حدد اهداف له وهي منع توحيد المسلمين واقصاء الدين الاسلامي عن الدولة ومنع الجهاد وزرع كيان يهود في وسط العالم الاسلامي فعمد الغرب الكافر بقيادة امريكا الى انتهاج طرق واساليب لتكريس الواقع الحالي من الظلم والفساد والقتل والخيانه ونهب الثروات ووضعت مناهج ثقافيه لتحميلها للناس كثقافه تحل مكان افكار الناس الاسلاميه فحمل الناس افكار القـومية وفصـل الديـن عن الدولة والديمثراطيه وآراء تطـعـن بقدره الإسـلام على الحكم في العصر الحديث بقصـد افقاد المسلمين الثقة باحكام الاسلام
ونقي الحال على ذلك حتى تجمد الحال وتضائل الامل عندما تزاوج نفوذ السياسه بنفوذ المال وهم فرعون وهامان وقارون وملائهما من الحزب الحاكم ومؤسسات البطش مع الغرب الكافر واذا بالوضع ينفجر ليتفاجئ العالم اجمع حيث انتفضت جموع الناس في وجه الفراعنة فسقطت العروش، حيث أطاحت بفرعون مصر بعد طاغية تونس، والتي تنذر بإطاحة سائر العروش في العالم الإسلامي باعتبار أن الأمة الإسلامية جسد واحد وهذه النقله هي مرحلة جديدة مرحلة أدركت فيها الامه قوتها وأيقنت من قدرتها وعلمت أن السلطان سلطانها وأن الطواغيت يمكن أن يزالوا عاجلاً غير آجل وإلى غير رجعة في وقت قياسي فنجحت الشعوب باسقاط الانظمه ولم يتم بناء دولة الاسلام رغم ان من قام بهذه الانتفاضات مسلمين ضحوا بانفسهم لتغيير الانظمه الا ان الهدم تخلله دعوات غريبه علينا كمسلميحيث خرج علينا من ينادي بدولة ديمقراطيه ودولة مدنيه حيثه مع ان احكام الاسلام واضحه ومفصله في بناء الدوله الاسلاميه
فبناء الدوله والنظام يجب ان يكون على اساس الاسلام باقامة دولة اسلاميه اوخلافة راشدة على منهاج النبوة فلم يترك الاسلام شيئا الا وبين له الاحكام المتعلقة به بوضوح فالاسلام بين الاحكام المتعلقة بكل افعال الانسان ومنها بناء الدولة والحكم ولا يجوز ان يكون وفق نظام اخر غير اسلامي فلا يجوز المطالبه بدوله ديمقراطيه او علمانيه او قومية او وطنيه او اشتراكيه او مدنيه ولا يجوز تعديل ماده او اخرى في الدستور وتبقى العلمانيه والديمقراطيه فهذا ترقيع للانظمه الوضعيه المخالفة لشرع الله
وقدوتنا في بناء الدول هو الرسول صلى الله عليه وسلم فقد اقام دوله الاسلام بعقد بين اهل المدينه نواة الجيش الاسلامي وبين عقيد ه الاسلام ونظامه وما يحمله الرسول صلى الله عليه وسلم من افكار فبنود بيعه العقبه الثانيه كانت بيعه الحرب كما سماها الفقهاء وهي عقد بين الفئه الضعيفه وبين القوه فلا يجوز ان نبني أي دولة على غير نظام الاسلام ولا يجوز ان يكون الاسلام مصدرا من مصادر التشريع لها ونحن غير مخيرين في اختيار ما نريد ولو برأي الاكثريه او ارادة الشعب فنحن مسلمون مامورون باخذ الاسلام كاملا قال تعالى: وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وان مسالة الاحتكام للشرع الاسلامي في كل امور الحياة معروفه من الدين بالضروره ويعلمها العامي والفقيه ويعرف ان اعماله يجب ان تكون وفق احكام الاسلام فالاصل في الافعال التقيد بالحكم الشرعي قبل الاقدام على العمل وطريقه اقامة او بناء الدولة من الافعال التي جاء الشرع ببيانها بكل وضوح وصراحه وليست محل اجتهاد فلا يجوز مخالفة الشرع في أي عمل من الأعمال قال تعالى: إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وقال "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا " [9] .وقال تعالى: "أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ"
وقال :"وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" [الحشر:7] وقال :."فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم "[النور:63].وقال :ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً [ النساء:60].وقوله سبحانه: ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم [محمد:28]. وقال : إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون [النور:51-52 وقال: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65 وقال :أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}. ( المائدة 50 وقال :إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْ رُ الْفَاصِلِينَ}. ( الأنعام 57(وقال : {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ}. ( المائدة44ويقول سبحانه: وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ[15].وقال تعالى : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) : وقال تعالى (أليس الله بأحكم الحاكمين)وقال :{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الاسلام عمران 19 وقال {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
ان هذه الآيات واضحة وضوح الشمس في بيان الافكار التي يتم بها بناء الدولة وفيها في كل فعل للانسان وعلى هذا فان الايات تقتضي ان بناء الدوله يتطلب تغيير النظام السياسي برمته والتغيير الحقيقي يجب أن يقلب الأمور رأساً على عقب، فلا يُطاح فيها بالنظام الحاكم ورموزه فحسب، وإنما يُطاح فيها أيضاً بالمبدأ الذي يستند إليه ذلك النظام فلا تغيير ولا إصلاح يُرجى بدون التخلص من النظام بأركانه وأسسه ودستوره وأفكاره العفنة فأول ما يحتاجه قادة الثورات الشعبية هو افكار تبنى عليها الدولة الجديده للمسلمين وتحديد طبيعة الصراع وعلى اي شيء نتصارع وما هي الافكار التي تغذي هذا الصراع, لتحديد الخطوات العمليه التي يجب ان يسير علها قادة التغيير
فالايات في غايه الوضوح للاساس ا الذي يجب ان تقام عليه دولة الاسلام إلا أن أعداء الإسلام أبوا إلا وضع العراقيل بايجاد البدائل لاحكام الاسلام وتضليلهم حتى جعل بعض المسلمين وحتى المثقفين يستحون أو يشمئزون من ذكر بعض شرائع الإسلام وخاصة الحكم والحدود والقصاص والحجاب، وكأنهم لا يرون مانعا أن تكون ديار الإسلام ميدانا لأفكار الكفر من ديمقراطيه وغيرها فوقع في هذا الشرك بعض المسلمين البسطاء ووقع ايضا من رفع شعار "الاسلام هو الحل" فدعا لاقامة دولة ديمقراطبة مدنية حديثه فخالفوا بذلك هذا الشعار العظيم فقد خيب أمال المسلمين ووقع في الإثم فالمطالبة بتطبيق الديمقراطية حرام شرعا وهو حاله غريبه لم يطالب بها المسلمون على مدار ثلاثه عشر قرنا وحتى عندما اعترى الامة بعض الضعف فكان مطلبها الدائم هو تطبيق الاسلام كاملا ولم تشهد امه الاسلام مطالبا كهذه وانحدارا الى هذا المستوى فلم نجد من يطالب بتطبيق غير الاسلام جزءا او كلا على مختلف العصور فهو انحراف عن منهج الله القويم وهؤلاء كمن يدعوا الى الجاهليه والطاغوت وقد امروا ان يكفروا به وبذلك قللوا من احترام الناس للاحزاب الاسلامية العاملة للاسلام مما جعلها عقبة كبيرة في طريق قيام دولة اسلاميه فكيف تقوم دولة الاسلام من رحم الديمقراطيه فهي كفر ونظام وضعي وعقبه كبرى امام المسلمين وليست من العوامل المساعده لاقامة دولة الاسلام فالديمقراطيه ليست العمليه الانتخابيه وانما هي النظام الغربي الذي يحكم اوروبا وامريكا وما نتج عنه معلوم للجميع فالمناداة بالدولة المدنيه الديمقراطيه هو هراء وسخف وهو انفصام وعدم وعي في الدين و السياسه وهذا لا يستقيم مع سنة رسول الله وما قام به صلى الله عليه وسلم في بناء دولته

يتبع :

مخالفة مفهوم الدولة المدنيه للاسلام :
Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Feb 23 2012, 11:39 AM
مشاركة #52


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الثالثه والثلاثون
ما هي الدوله المدنيه
وهل هي علمانيه بلحى ؟
الدولة المدنية: هي مفهوم غريب تضليلي مترجم ومعرب من الثقافة الغربية الحديثة ويقصد به الدولة التي تستقل بشئونها عن هيمنة وتدخل الكنيسة، فالدولة المدنية هي التي تضع قوانينها حسب المصالح، ومعناه عندهم استقلالها عن الدين وهو ما يعني أن الدولة المدنية هي الدولة العلمانية أي دولة قائمه على فصل الدين عن الحياة فالمناداة والترويج لها حرام شرعا لانها دعوة لتطبيق العلمانيه واحكام الكفر فالدولة المدنية تنكر حق الله في التشريع، وتجعله حقاً مختصاً بالناس، وهذا بخلاف الدولة الإسلامية، بل إن هذا يخرجها عن كونها إسلامية، ويُسمّى هذا النوع من الحكم في الإسلام بحكم الطاغوت. وكل حكم سوى حكم الله هو طاغوت كما بينت الايات الكريمات.
ان المطلب الاول والاخير يجب ان يكون بتطبيق الاسلام كاملا دون تاخير ولا تسويف ولا لف ولا دوران وهو المعركة الحقيقية، بين الإسلام والكفر، بين التبعية للغرب وبين الانعتاق منها والإخلاص للإسلام وأهله، فهو انعتاق من العبودية لأمريكا وأزلامها الى العبودية لله وتحكيم شرعه، إنها المعركة بين الاستعمار وبين المسلمين الثائرين على بقايا الطغيان ومخلفات الاستعمار، إنها المعركة بين شباب الأمة وبين بلطجية الأنظمة العميلة الخائنة.والذين نجحوا في الهدم السريعه لرؤؤس الانظمه الحاكمه
ان أية ثورة يقترن معناها دائماً بمفاهيم التغيير خاصه بعد ان هوى راس النظام ، لكن التغيير المقصود فيها ليس مجرد التغيير أياً كان شكله أو صفته، او تغيير شخص او عائله حاكمه بل المقصود به أن يكون تغييراً شاملاً وجذرياً يتعلق بالشكل والمضمون في النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدستورية، ويجب ان يتناول التغيير الأشخاص من النظام السابق فهم الجزء الأهم من النظام وهم حراس الدستور والقوانين والعلاقات الداخلية والخارجية للدولة، ولا يستثني شيئاً فيها.
فتغير الأشخاص وبقاء النظام لا يُعتبر بناءا لدوله وابقاء الدستور السابق وتغيير بعض القوانين فيه فكذلك لا يُعتبر بناء دوله وإنما يُعتبر ترقيعاً دستورياً، وأما أن يُحاكم بعض الفاسدين ويبقى رؤوس الفساد أحراراً طلقاء، فهذا تكريس لما سبق. فالثورة المثالية هي التي تهدم وتبني الدوله الجديده بطريق سلمي وبمساعدة العسكر وبوجود الراي العام النابع عن الوعي العام على افكار اساسيا صحيحه موافقه لفطرة الانسان ولا يوجد غير مبدا الاسلام
وأحيانا تنجح الثورة في معركة الهدم، فتهدُّ النظام القائم هدًّا، لكنها تفشل في معركة البناء، ويقطف ثمارها آخرون من فلول النظام القديم، أو من المتسللين تحت غبار المعركة كما حصل مع عبد الناصر عندما قفز الى الحكم مستخدما الإخوان المسلمين جسرا ومطيه وأعلن دولة علمانيه او تكرار ما حصل مع احمد بن بلا عندما اقتنص الثورة الجزائرية وأعلن حكما علمانيا وهذا أسوأ ما يصيب الثورات حيث يصادر ثمارها متسلقون في جنح الظلام،
ان على المسلمين المخلصين من دعاة الاسلام توضح مفاهيم الاسلام في بناء الدولة الاسلاميه الحديثه وتصحيح الرؤية عند الناس ومحاربه افكار الكفر الدخيلة وعدم خَلطِ المفاهيم والمُصْطلحات فالاسلام ذو دعوه صافيه نقيه والتركيز على فكره الخلافه وتضخيمها حتى لا تتعامى عنها وسائل الاعلام وتوجيه المسلمين للعمل السياسي لانه فرض من فروض الاسلام كفرض الصلاة فمن لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم فلا مجال للدولة ا لقطريه العلماني او المدنيه العلمانيه فامة الاسلام واحدة يجب ان تتجسد بدولة اسلاميه واحده لا شرقيه ولا غربيه ويجب توضيح ذلك لقادة الجيوش الاسلاميه ليتحملوا مسؤولياتهم لنوال رضوان الله ثم ارضاء الناس
فالحل الصحيح الذي يرضب الله ويرضي عباد الله هو الخلافه والاسلام السياسي وطريق اقامتها معروف فلا يجوز ابعاد الاسلام عن أي حل وان طريق وحدة المسلمين هو وحدتها بدولة اسلاميه واحدة فلا يقتصر على بلد من البلدان وبناء دولة الاسلام على انقاضها لتمكين الاسلام السياسي من ادارة دفه الحكم وليعلم الجميع ان من يسود في النهايه هي النظره السياسيه المبنيه على العقيده الصحيحه والمنيه على المبدا كما في الاسلام
ان قبضه الانظمة الحاكمة بدات ترتخي تحت قوة المنتفضين وبات مرحله انهاء التبعية للغرب للانعتاق والخلاص من العبودية لأمريكا وأزلامها والتحول لتحكيم شرع الله لجعل إقامة حكم الله في الأرض بإقامة الخلافة الإسلامية القضية المركزية والمصيرية لامة وللمنتفضين بأن تجعل هذا الهدف أولى اولوياتها والذي يستحق التضحية والموت من أجله، فلا حياة كريمة للأمة من دون الإسلام ولا إسلام من دون دولة ولا دولة بدون تضحية، والأمر بات قاب قوسين أو أدنى او اقرب من لمح البصر حيث تقوم باذن الله قريبا دوله الاسلام الحديثه والمتقدمه في مختلف المجالات فالواجب على المسلمين اليوم هو العمل مع العاملين للخلافه والتي ستكون دولة عدل لجميع من يسكنها من مسلمين وغير مسلمين والذين عاشوا معا مسلمون ومسيحيين ويهود وغيرهم في مصر والشام وجنوب السودان والعراق وجنوب شرق اسيا تحث رايه الاسلام ثلاث عشر قرنا وستجد الأقليات غير المسلمه الرعايه الحقه التي فرضها الله سبحانه وتعالى نسال الله ان يكون ذلك قريبا فالحل هو دولة الاسلام دوله الخلافه ولا مكان للدوله المدنيه في ارض الاسلام
Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Feb 26 2012, 09:51 AM
مشاركة #53


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الرابعه والثلاثون

وجوب تحكيم شرع الله
إن تطبيق الشريعة الإسلامية لا يعد نفلاً ولا تطوعاً ولا محض اختيار, بل يعد واجباً شرعياً وتكليفاً حتمياً وقضية ملحة تستوجب االالتزام الفوري بالتنفيذ
يقول الله تعالى : {فإنْ تنازعتُم في شيءٍ فرُدّوه إلى اللهِ والرسولِ إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً} [النساء/59].
يفهم من هذه الايه وجوب رد كل امر إلى الكتابِ والسنة، فكل نزاع يجب أن يحكَّم فيه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لحلِّه، ومن لم يفعل ذلك فليس بمؤمن وإن صام وصلَّى، وحج وطاف بالبيت ولبَّى، فإن الله قال: {إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر}. وقد نفى الله سبحانه وتعالى الإيمان عمن لم يُحَكِّموا النبي صلى الله عليه وسلم، فيما شجر بينهم، نفيا مؤكَّداً بتكرار أداة النفي وبالقسم، قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء/65]. ولم يكتف تعالى وتقدس منهم بمجرد التحكيم للرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يضيفوا إلى ذلك عدم وجود شيء من الحرج في نفوسهم، بقوله جل شأنه: {ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ}. والحرج: الضيق. بل لا بدّ من اتساع صدورهم لذلك وسلامتها من القلق والاضطراب، ولم يكتف تعالى أيضا هنا بهذين الأمرين، حتى يضموا إليهما التسليم: وهو كمال الانقياد لحكمه صلى الله عليه وسلم، ويسلموا ذلك إلى الحكم الحق أتمّ تسليم، ويقولون حقا وعدلا فلا بدّ من التسليم المطلق"
والتحاكم إلى غير شريعة الله تحاكم إلى الطاغوت، وهذا صنيع المنافقين، لا يكون إلا منهم، فالذي يتحاكم إلى غير الشريعة منافق، فكيف بمن ينادي إلى إلغائها!! لا ريب أنه رأس في النفاق.
قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا} [النساء/60-63]
وقال: {وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور/47-51].
ويقول تعالى {أَفَحُكمَ الجاهليةِ يَبْغونَ ومَنْ أحسنُ مِن اللهِ حُكمًا لِقومٍ يُوقِنون}[ وقوله: {وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} يقول ابن كثير رحمه الله في تأويله لهذه الآية: "ينكر اللهُ على من خرج من حكم الله المُحْكم المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شرّ، وعَدَلَ إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات، التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات، مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم، فهم يحيدون عن حكم الله ويقول {ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يوقِنونَ}، أي: ومن أعدل من الله في حكمه، فهو أحكمُ الحاكمين، وأرحمُ بخلقه من الوالدة بولدها، وهو العالم بكل شيء، القادر على كل شيء، العادل في كل شيء
وقد بيّن الله سبحانه وتعالى أن الحكم بغير ما أنزل الله هو حكم الجاهلين، وأن الإعراض عن حكم الله تعالى سبب لحلول عقابه، وبأسه الذي لا يرد عن القوم الظالمين، يقول سبحانه: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة/49، 50]
ففي هذه الايه أمر بالتحاكم إلى ما أنزل الله {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنْزَلَ اللَّهُ}.وأن لا تكون أهواء الناس ورغباتهم مانعة من الحكم به بأي حال من الأحوال وذلك في قوله: {وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} ويحذر الله من عدم تحكيم شرع الله في القليل والكثير، والصغير والكبير، بقوله سبحانه: {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ}. ويبين الله أن التولي عن حكم الله وعدم قبول شيء منه ذنب عظيم موجب للعقاب الأليم، قال تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ}.ويحذر من الاغترار بكثرة المعرضين عن حكم الله، فإن الشكور من عباد الله قليل، يقول تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}. وكذلك وصف الحكم بغير ما أنزل الله بأنه حكم الجاهلية، يقول سبحانه: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ}.وتبين الاية كذلك المعنى العظيم بأن حكم الله أحسن الأحكام وأعدلها، يقول عز وجل: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا}. فحكم الله هو خير الأحكام وأكملها، وأتمها وأعدلها، وأن الواجب الانقياد له، مع الرضا والتسليم
{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة/44].. {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة/45].. {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة/47]..
وقصة عمر بن الخطاب رضي الله في خصومة بشر المنافق واليهودي ، حيث قال اليهودي: "تنطلق إلى محمّد"، وقال المنافق: "بل إلى كعب بن الأشرف، وهو الذي سمّاه الله الطاغوت، فأبى اليهودي أن يخاصمه إلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى المنافق ذلك تابعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى رسول الله لليهودي، فلما خرجا من عنده لزمه المنافق وقال: "انطلق بنا إلى عمر"، فأتيا عمر، فقال اليهودي: "اختصمت أنا وهذا إلى محمّد فقضى لي عليه، فلم يرضَ بقضائه، وزعم أنه مخاصم إليك"، فقال عمر للمنافق: "كذلك؟"، قال: "نعم"، قال لهما: "رويدكما حتى أخرج إليكما"، فدخل عمر البيت، وأخذ السيف، واشتمل عليه، ثم خرج فضرب به المنافق حتى برد، وقال: "هكذا أقضي بين من لم يرض بقضاء الله وقضاء رسوله وقال جبريل عليه السلام: "إن عمر فرّق بين الحق والباطل وعلى هذا فالحكم بما انزل الله هو فرض ينبغي التقيد به في كل وقت وحين وهو صالح لكل مكان وزمان

هذا من ناحية وجوب التطبيق من الادلة الشرعيه
فهل يحتم علينا الواقع ضرورة التطبيق ؟
Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Feb 28 2012, 11:58 AM
مشاركة #54


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟،
الحلقه الخامسه والثلاثون
الواقع يحتم ضرورة التغيير
ان امة الاسلام امه عريقه كانت لها اعظم دوله فهل من كانت دوله الاسلام دولته لا يسعى لاعادتها واعادة عزته معها
كانت امه الاسلام امة متقدمه في جميع الميادين فهل من كانت دولته متقدمه لا يحاول اعادتها ؟
كانت دوله الاسلام هي الدوله المنتصره في ماغلب حروبها فهل من كانت دولته منتصره لا يعمل لاعادتها
كانت جيش المسلمين هو الجيش الذي لا يقهر فهل من كان جيشه لا يهزم لا يعيد تشكيله
ولا زالت امة الاسلام خير امه اخرجت للناس الا تستحق خير الامم ان تتصدر العالم وتحكمه ؟
كانت امة الاسلام من اغنى الامم فهل من كانت دولته غنيه لا يعيدها للوجود
كانت امة الاسلام لا تنعب ثروتها فهل من تنهب ثروته لا يعمل لاستردادها
كانت امه الاسلام تغزوا فهل من كانت دولته منتصره لا يسعى لاعادتها
كانت امة الاسلام منتصره فهل من كانت امته منتصره لا يرفه الغزو عنها
الامه كان لها تاريخ عريق فهل نسكت على هذا التاريخ المزري في وقتنا الحالي
كانت امه الاسلام تنتقم ممن يعتدي عليها الا يستحق من قتل وظلم بالانتصار له ممن ظلموه ؟
هذا بعض ما تعانيه امه الاسلام فواقعها يحتم عليها التغيير
فالتغيير في الواقع البشري سنَّة من سنن الله في الحياة الدنيا . ومن يطالع التاريخ البشري لا تغيب عنه هذه السنَّة الربَّانيَّة ، فسنن الله في الحياة الدنيا تمضي على حكمة له بالغة ، فالتغيير في الواقع البشري عبر التاريخ يمضي على حكمة لله بالغة ، وينتهي على حكمة لله بالغة وقضاء نافذ وقدر غالب . وتنتهي البشرية كلها من خلال عمليات التغيير في الحياة إلى جنة أو نار.

إن الواقع الذي نعيشه اليوم من أسوأ ما مر بهذه الأمة في تاريخها الطويل، فهو واقع يدفع المؤمنين إلى العمل للتغيير، ويحث المخلصين على النهوض، ويدفع بالشباب إلى التضحية، وكيف لا، وهذه الأمة محطمة الكيان، مبعثرة القوى، مفرقة الأقطار، مسلوبة الإرادة، بأس حكامها بينهم شديد، تحسبهم جميعا، وقلوبهم شتى، إذا اجتمعوا على أمر، اجتمعوا على الخيانة، وإذا افترقوا سلكوا سبيل الغي، ملعونين أينما ثقفوا، ولا يتقون الله حيثما وجدوا، ولا يحل أن يظلوا في الحكم يوما واحدا، لذلك فالعمل للتغيير يحتمه الواقع بعد الشرع الاسلامي

ومما زاد في تخلفنا عن الأمم هو الاحتلال الصليبي الراسمالي الكافر لبلادنا ومحاولة صرف المسلمين عن دينهم وسخهم عنه على أيدي الكفار وأيدي أبناء المسلمين أنفسهم. فبدل أن يكون الصراع مع الكفار غدا هذا الصراع بين المسلمين أنفسهم
فواقع التناحر تحتم على الامه العمل لوحدتها والعمل الجاد باقصى سرعه لبناء دوله الخلافه الراشده
فكيف السبيل ؟
لقد تعالت الأصوات للتغيير من فئات عدة مخلصة واعية على ما يجري حولها وأخرى مخلصة ساذجة تعمل بعواطفها غير واعية، وثالثة مغرضة تهدم وتخرب وتعارض ورابعه فئة الحكام وأعوانهم التي تتلقى التعليمات من السفارات الأجنبية وأجهزة المخابرات المرتبطة والتي تريد إسلاما "معتدلاً" يتماشى مع الأنظمة الغربية لمنع صدام الحضارات كما يدعون. فنشأ اختلافاً بين هذه الفئات لعملية التغيير التي أصبحت مطلباً للجميع.

وهنا تطرح عدة أسئلة:
- ما هو المقصود بالتغيير فعلاً؟
- ما هو الهدف من التغيير؟
- هل التغيير سيكون حلاً جذرياً لكل مشاكلنا ويكون شاملاً؟
- هل نحن على استعداد للتغيير؟
- هل التغيير يجب أن يكون ذاتياً وغير مرتبط بجهة خارجية؟؟؟
Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Mar 4 2012, 06:45 AM
مشاركة #55


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه السادسه والثلاثون

ما هو المقصود بالتغيير؟

إن الأمة الإسلامية أمة متميزة عن باقي الأمم فهي صاحبة رسالة إلهية خالدة شاملة لكل نواحي الحياة فكل حياة الإنسان يجب أن تكون مرتبطة ربطاً وثيقاً من (لا إله إلا الله - محمد رسول الله) وتحكيمها من اعلى الهرم حتى إماطة الأذى عن الطريق مع مراعاة الحلال والحرام مقياساً ورضى الله سبحانه وتعالى غاية ودافعاً حيث أن المسلم لا يستطيع أن يتغافل عن مصيره المحتوم إما إلى الجنة وإما إلى النار: قال تعالىsad.gif فمن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى).هذا ما يجب أن يكون واضحاً لكل مسلم يعمل للتغير فإذا وجدت هذه الشخصية الإسلامية فإنها ستسعى للخير والصلاح مستمدة العون من الله وهذا ما سار عليه سادتنا رضي الله عنهم في سابق عهدهم.
إن حركة التغيير يجب أن يكون لها متطلبات فكرية ومفاهيم عملية قابلة للتطبيق حتى لا تبقى عملية التغيير نظرية بحته في الاذهان او في بطون الكتب.
والتغيير هو إحلال معتقدات لأنظمة ومفاهيم جديدة مكان المعتقدات والأنظمة والمفاهيم السابقة. إذا هو عمل لتغيير أفكار المجتمع كاملة ويتبعه تغيير أنظمة الحكم لذلك فهو عمل سياسي مرتبط بأحكام شرعية بالنسبة لنا كمسلمين والاشتغال بالسياسة هو فرض من فروض الإسلام يرتبط بكل مناحي الحياة لأن السياسة هي رعاية شؤون الأمة كاملة فلا يوجد في الإسلام "دكاكين" سياسية وأخرى فكرية فواقع الحال يتطلب التغيير وفق أحكام الإسلام لذلك من الطبيعي أن يكون قادة التغيير ابتدا هم العلماء والفقهاء في الشريعة. لذلك يجب التمييز بين التغيير في الإسلام وغيره فالتغيير حسب وجه النظر الغربية الرأسمالية يختلف اختلافا كليا ويتبعه في ذلك العمل السياسي وتعريف السياسة وارتباطه بشريعة الغاب عند الرأسماليين...
والتغيير يتطلب تضافر الجهود والتعاون والنصح لكل فئات المجتمع التي نلتقي معها في الأسس ولا يوجد اختلاف إلا في الفروع وهذا يتطلب عدم الالتفات للخلافات مع أي جماعة تريد التغيير إلا فيما حدده الشرع من اختلاف حتى لا تضيع الجهود و تضييع الاوقات في الردود وردود الردود و يجب حصر نقاط الخلاف وإرجاعها لأصلها الشرعي والتطلع لمصلحة الأمة وليس للحزبية الضيقة للوصول إلى الهدف وهو إقامة دولة الإسلام لجميع المسلمين وتغيير هذا الواقع السيئ
هذا بالنسبة للفئات و الجماعات التي تجمعنا معها الأسس والثوابت أما الأحزاب العلمانية حيث غالبا تكون مرتبطة وغير واضحة الطريق والغباش في رؤيتها وتغلب المصلحة على أعمالها وأهدافها فلا يمكن الحديث معها إلا بإرجاعها إلى الأسس العقديه المشتركه بيننا و بينها لأن الاختلاف معها جوهري في الأسس و الثوابت .
ولا يمكن الحديث عن التغيير بمعزل عن القوى المؤثرة (المهيمنة على المجتمع) ودون التعرض لها وهي اللاعب الحقيقي الفعال للسياسات المتبعة في العالم الإسلامي فلا بد من كشف مخططاتها وفضحها وعدم التعامل معها لأنها ترتبط مع الفئة الحاكمة ارتباطا عضويا ، ولا يقال أننا نتعامل ونتعاون معها ونستفيد منها فالسياسة فن الممكن لا يقال ذلك لأنه مخالف للشرع ومدعاة للوقوع في حبائل الدول والأنظمة العميلة وخدمتها وهو كذلك بداية للتنازل والرضوخ تحت ضغط الواقع ، وفي ذلك ركون إلى الدول الكافرة و تشبث بدول آيلة للسقوط الحتمي قال تعالى " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار......."
وكذلك لا يجوز طرح العملية ألتغييريه أو جزءا منها كحل آني مؤقت بل لا بد أن يكون التغيير حلا دائما شاملا وكاملا لأنه حل إسلامي واضح المعالم ولا يصح أن يكون أفكارا غير إسلاميه أو خليط معتدل حسب مفهوم الاعتدال عند الغربيين مثل الجامعة العربية أو الجامعة الإسلامية أو أي طروحات علمانيه أخرى وعملية التغيير تتطلب عدم الاعتراف بالقوانين الوضعية السائدة وعدم اعتراف بالدول القائمة لأن الاعتراف بها وبقوانينها يوقع أصحاب التغيير في معادله معينه لها حدود لا تتخطاها وبعدها لا يمكن لعملية التغيير أن تتم ناهيك عن إطالتها لعمر هذه الأنظمة
والأصل التغيير وفق ما حدد الشرع من أحكام فقد قال تعالى" إن الله لا يغير في قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...." فالتغيير يشمل ما في النفس وما يحيط بالنفس
وقد فسرت هذه الآية من قبل بعض الناس ومعهم الحكام في غير موضعها فقد احتج بها كثيرون من علماء وحكام جور في حديثهم عن الإصلاح تضليلا للعوام من الناس وإبعادا للجادين في التغيير عن جادة الصواب حيث يقولون بعدم استجابة الفئة الحاكمة لمطالب التغيير لإبقاء الأمور على حالها السيئ بانتظار أن يغير كل الناس ما بأنفسهم
والأخطر من ذلك أن يستدل بالآية على أن العيب فينا وليس بالحكام وأن التغيير يجب أن يكون بأنفسنا أولا ، هذا ما تسربه الفئات المأجورة والأحزاب التي تدور بفلك الحكام وكأن الناس لا يشاهدون ولا يحسون ولا يحاطون بكل أنواع الفساد من كل جانب

وهنا تطرح عدة أسئلة:
-- ما هو الهدف من التغيير؟
- هل التغيير سيكون حلاً جذرياً لكل مشاكلنا ويكون شاملاً؟
- هل نحن على استعداد للتغيير؟
- هل التغيير يجب أن يكون ذاتياً وغير مرتبط بجهة خارجية؟؟؟
Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Mar 13 2012, 07:09 AM
مشاركة #56


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه السابعه والثلاثون
والتغيير يجب أن يكون على كل الأصعدة وبجميع المستويات في القاعدة والبدء بأعلى الهرم وما يحيط به لأن أعلى الهرم يتحكم بباقي الأطراف لعموم الآية " قال تعالى" إن الله لا يغير في قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...." فالتغيير يشمل ما في النفس وما يحيط بالنفس من نظام وحاكم ومحكوم

وكمثال نقول إذا أردنا أن نقضي على مرض الطاعون فيجب علينا إن نعالج هذا المريض بالدواء وبتغيير افكار الناس تجاه المرض ونعالج ما حول المريض بحجر صحي حتى يتم تغيير حاله المريض للتشافي
ولكن ليس شرطا أن يدخل في التغيير كل الناس وأن يغيروا ما بأنفسهم جميعا مع أن الطلب جازم ليتلبسوا بالعمل حيث ان الواقع الموجود وواقع الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتلبس به الجميع لا في مكة ولا في المدينة ويكفي بأن يكون الرأي العام مع العملية ألتغييريه فقط.
وقد فهم من الآية من قبل بعض الفئات أن التغيير بحاجه إلى قوه واختلف في مفهوم القوه هل تتعدى ما في النفس والكفاح المسلح او يتعداه إلى الصراع الدموي فالذي يغلب على ظننا أن الآية الكريمة لا تتعدى الكفاح السياسي والصراع الفكري بالإضافة إلى فعل الرسول صلى الله عليه وسلم فهو القدوة في العملية ألتغييريه حيث اقتصر على الصراع الفكري و الكفاح السياسي في دعوته
صحيح أن مرحلة القفز على الحكم قد تتطلب إراقة الدماء ولكنها ليست طريقه للتغيير وقد كان وصول الرسول صلى الله عليه وسلم للحكم في المدينة دون إراقة الدماء إكراما له بذلك ولكن لا يمنع أن تراق الدماء لحظة استلام الحكم وقد طلبت الايه الكريمه بمقاتله الكفار لحظه استلام الحكم فقال تعالى " إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ (65) ثم تم التخفيف بعدها اي بعد اقامة الدوله وطلب القتال بشخص مقابل شخصين من الكفار قال تعالى "الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن تكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين "
وقد تعددت حركات التغيير وانقسمت الى اربعه اقسام رئيسيه:
1- حركات اقتصر عملها في التغيير على اصلاح ما في النفس وحصر مشكله المسلمين بامراض النفس
2- حركات استخدمت القوه الماديه للتغيير مثل ماحصل في الجزائر ومصر وليبيا واستعانت بالكفار
3 –حركات اصلاحيه دخلت مع الانظمه وشاركتها الحكم مثل ماحصل فالاردن وتركيا والسودان وفلسطين
4- حركات سياسيه استخدمت الصراع الفكري والكفاح السياسي للوصول الى الحكم وهو الطريق الشرعي الموصل للتغيير
5- الحركه الجماهيريه العامه في الميادين
وسنبحث كل حاله بتفصيل اكثر

يتبع :
Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Mar 15 2012, 01:26 PM
مشاركة #57


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الثامنه والثلاثون
تابع التغيير
حركات اقتصر عملها في التغيير على اصلاح ما في النفس وحصر مشكله المسلمين بامراض النفس

لقد فشلت الجماعات التي ظنت ان المجتمع يصلح اذا صلح الفرد ولم تستطع الوصول بالفرد ولا بالمجتمع الى ما يريده الاسلام الذي يبني الشخصيه الاسلاميه القادره الواعيه التي تصل الى الاخرة بامان فالتركيز على الفرد لم يكن هم الرسول صلى الله عليه وسلم فحسب والا لبقي في مكه المكرمه يدعو حتى اخر فرد ولم يتصل باهل المدينه الذين حموه ونصروه لقيام دولة الاسلام الاولى والرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لنا في بناء المجتمع والدوله
صحيح إن الفرد في المجتمع هو العنصر الأساس في تركيبة أي مجتمع ، ولا يمكن لأي عملية تغيير لمجتمع ان يكتب لها النجاح اذا ما تجاهلت أفراد هذا المجتمع ، عامتهم وخاصتهم .ولكن المجتمع يتكون من المشاعر والافكار والانظمه والافراد فمن يريد اصلاح المجتمع يجب ان يصلح كل هذه العناصر والا لا يصلح ولا يتم التغيير
وبالنظر إلى الأفراد في المجتمع ، يمكن تقسيم المجتمع الى طائفتين : طائفة الأفراد الصالحون ، وطائفة الأفراد الفاسدون الذين يحتاجون الى إصلاح .أما الصالحون فهم الطائعون العابدون الملتزمون حلال الله المبتعدون عن حرامه . وأما الفاسدون فهم الواقعون في حدود الله وحرماته .فأصحاب دعوة إصلاح الفرد يرون ان العمل يجب ان ينصب في الطائفة الثانية ، بإصلاحهم ، حيث انه اذا ما تم اصلاح هؤلاء الأفراد سوف يتجه المجتمع في إتجاه ما يجعل الصلاح سائدا ً ومنتشرا ً في المجتمع ، إذ سوف تصبح توجهات وميول غالبية أفراد المجتع في إتجاه الصلاح .هذا هو بإختصار ما يقصده وما تعنيه هذه الدعوة وهذه الفكرة .
وبالتدقيق فيها ، فإن هذه الفكرة ثابت ٌ فشلها فكرا ً ، وثابت ٌ فشلها بشهادة الواقع المحسوس ، وثابت ٌ خطئها أيضا بمناقضتها ومخالفتها لمجموعة كبيرة من الأحكام الشرعية الثابتةلانها تبقى الانظمه واحكام الكفر مطبقه وتتعطل معظم الاحكام الشرعيه حتى يصلح كل المجتمع .
فالاصل بالتغيير ان يكون وفق ما حدده الشرع الاسلامي قال تعالى" إن الله لا يغير في قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فالتغيير يشمل ما في النفس وما يحيط بالنفس وهذا ما فعله صلى الله عليه وسلم وسعى اليه حيث اتصل بالقاده والحكام والزعماء ليفرض النظام ولم يستمر في اصلاح الافراد في مكه فطريقه اصلح الفرد يصلح المجتمع مناقضه لدين الله وسنة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلامومن العجب ان يدعي احد انه من العاملين لتغيير هذه المجتمعات ، ولا نراه في طرف الصدام والصراع ضد من يقومون بالمحافظة على هذه المجتمعات وإبقائها على ما هي عليه f كيف يستوون ؟ بل ويتعدى ذلك دعم الانظمه الفاسده التي تفسد المجتمع والفرد !
إن من لا يصطدم من الانظمه الحاكمه ولا يلقى العذاب والتعذيب من حكام هذه المجتمعات الراعون المحافظون عليها ، الذين يحتقرون دماء المسلمين ، ويحتقرون أعراض المسلمين ، ويمكنون الكفار الأنجاس من أموال المسلمين ، لا يمكن أبدا ان يكون عاملا ً لإصلاح هذا المجتمع .
والواقع يحتم خطا فكره اصلح الفرد يصلح المجتمع لان فالرجل المصاب بالطاعون ونريد علاجه يجب تغيير فكر المريض ضد المرض وخطره ونعالجه ونعمل حجر صحي حوله لان ما حوله يؤثر فيه وهكذا المجتمع ، فالأفكار السائدة في المجتمع ، والمشاعر ، والأنظمة التي تسير بحسبها العلاقات في المجتمع هي ما حول الفرد ، كلها عناصر لهذا المجتمع ، وكلها مصابة كما ان الفرد مصاب . والعمل على إصلاح الفرد بجعله طائعا عابدا ملتزما بحلال الله وحرامه ، لن يؤدي ابدا الى اصلاح المجتمع طالما بقيت الافكار والأنظمة والمشاعر السائدة مصابة .
حتى وان كان كل أفراد هذا المجتمع صالحون ، وليس غالبتهم فقط والنظام فاسد فان المجتمع يكون فاسدا وكذلك مناهج التعليم التي تبـثها هذه الأنظمة في مختلف أطوار المراحل التعليمية ، تخرج أفواجا ً أفواجا من الأفراد الذين هم بحاجة للإصلاح فع ادعائهم ان المناهج من افضل المناهج ووضعها خبراء واساتذه جامعيون ومنهم علماء شريعه .
ومن ناحية ، ان هذه المنكرات والمغـريات التي تنشرها هذه الأنظمة وتقوم بحمايتها ، تخرج أيضا ً أفواجا ً أفواجا من الأفراد الخارجين عن الصلاح المنجذبـيـن الى الفساد . بعد ان كانوا صالحين فماذا يفعل الاب الصالح مع ابنه في جو الفضائيات والرذيله اليس الاولى منع الرذيله والفضائيات الماجنه مع اصلاح الفرد بالتزامن مع ملاحظه ان الفضائيات تحرسها الانظمه الحاكمه وترخصها ؟؟
ان من يقول باصلح الفرد يصلح المجتمع لا يتمثل ولا يقتدي بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم النبي المـُـغـّـيـــِــر الذي نجح في التغيير كيف لا وان من يقول باصلح الفرد يصلح المجتمع ؛ وهو يدعو الناس ويعلمهم ان " لا سياسة " ، ويدعي زورا ً وبهتانا ً ان هذا هو السير على " خطى الرسول صلى الله عليه وسلم فهو يضلل اتباعه
ان من أتى بفكرة اصلاح الفرد يصلح المجتمع هم الرأسماليون ولم يسيروا عليها لعلمهم بخطئها ولانهم ماديون لانهم ينظرون للمجتمع على أساس انهم افراد لهم حاجات و غرائز و بحاجة الى حريات لاشباع هذه الغرائز فلم ينظروا اليه على اساس كونه خليه من جسم و هذه الفكرة كان مرادها اقرار القاعدة الاساسية للحكم الراسمالي و لكن هدفها تحسين الشكل العام معتمدة على فكرة (الديمقراطية )
وكما هو معروف ان اي مجتمع مكون من افراد و أفكار و مشاعر و أنظمة ، فمها سمونا بالاشخاص على سبيل الاصلاح لن يغيير النظام، فاصل اصلاح الافراد يجب ان يكون مراده تغيير النظام، و ليس حال الافراد فالفرد المسلم تحكمه ثلاث علاقات رئيسية مع الخالق و الغير و النفس ، و الاصلاح هنا لن يؤثر الا في عنصرين علاقة الانسان مع ربه ومع نفسه و اما الغير فهذا بحاجة الى سلطان صاحب قوة مطاع وهذا يؤدي لفصل الاسلام عن شؤون الحياة وحصرة في المساجد والعبادات الفردية
قد يؤدي اصلاح الفرد الى تكثير بعض السواد الا انه لا يحدث تغييرا ونحن نسعى الى تغليب الرأي الشرعي ونسعى للتغيير و ننقل أفكارنا للناس بهدف احداث التغيير و ليس بهدف تكثير السواد لفكرة الخلافة ، للوصول الى أصحاب القوة و كسبهم للتغيير فالاخوان المسلمون الذين تبنوا فكرة تغيير الفرد يتغير المجتمع فشلوا وتنازلو عنها لمغازله امريكا والمجلس العسكري في مصر وتحالفوا مع الاحزاب العلمانيه للوصول الى الحكم وتغيير المجتمع الذي لن يتغير بهذه الطريقه التي لها اكثر من ثمانين عاما أي منذ قام حركه الاخوان فلم تحدث تغييرا في بقعه على الارض ولم يصلح أي مجتمع حتى الان
فلا بد من برنامج سياسي لكا من يعمل للتغيير ولا يكتفي بتغيير افكار الافراد حتى يصل الى دولة الاسلام التغيير الحقيقي
Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Mar 18 2012, 11:26 AM
مشاركة #58


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه التاسعه والثلاثون
تابع موضوع التغيير
حركات استخدمت القوه الماديه للتغيير مثل ماحصل في الجزائر ومصر وليبيا واستعانت بالكفار
ان موضوع الخروج على أنظمة الكفر والعمالة والخيانة، وضرورة تغييرها واستبدالها بنظام إسلامي راشد يحكم بما أنزل الله فرض من الله تعالى ولكن الاسلوب الذي مارسه البعض بحمل السلاح في وجه الحكام كان خطاءا من وجه نظرنا لان الخروج فرض ضد خليفه المسلمين اذا اظهر الحكم البواح كما ورد في حديث المنابذه بالسيف وحكام اليوم ليسوا خلفاء ولا يحكمون بالاسلام فيجب تغييرهم والخروج عليهم بالطرق السلميه كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكه فلم يحمل السلاح لا هو ولا اصحابه مع قدرته على ذلك لاقامة دولة الاسلام والتغيير وهو قدوتنا في ذلك وهنا لا نتحدث عن اية حركه تعمل ضد الكافر المحتل لاراضي المسلمين
وقد نتج من حمل السلاح ضد الحكام في العالم الاسلامي آثار ونتائج سلبية مدمرة بسبب خروج الحركات الجهاديه بسلاحهم على الانظمه ادت الى قتل المسلمين وهم الجيش في تلك الدول فكان مثلا في مصر ان استهدف جنود مسلمين وفي الجزائر كذلك وهذا قتل للمسلم محرم شرعا وقد ترجعت الحركات الجهاديه في مصر واخذت عفوا من السلطات هناك وفاوضته
اما الأسباب التي أدت إلى فشل بعض الحركات الجهادية المعاصرة في عملية التغيير، في النقاط التالية:
1- قتل المسلمين ومخالفه الاسلام في ذلك مما ابعد الناس عنهم واعطى الفرصة للانظمة لضربهم
2- الحصول على السلاح مقابل المواقف للدول المحتضنه لهذه الحركات
3- عدم الوعي حيث تم توريط الحركات بالعمليات ضد ممتلكات الناس من قبل المخابرات في الانظمه لضربها
4- الاختلاف والانقسام في مواقف القيادات العمل الإسلامي حول مشروعية الخروج على هذه الأنظمة الكافرة العميلة وعمل بعض الحركات ضد بعضها البعض
5- وقوف كثير من المشايخ وعلماء السلاطين في صف الانظمه الحاكمه ضد الحركات الجهاديه !
6- الاختلاف والانحراف الذي يطرأ على كثير من الحركات التي سارت في طريق الجهاد والخروج على أنظمة الكفر .. فهي تبدأ كحركات جهادية تُجاهد في سبيل الله .. ثم تنتهي كحركات تطالب بالديمقراطية .. وبنظام علماني .. الحكم فيه للشعب .. والولاء فيه للوطن!! كما حصل في سوريا حيث انتهت بدخول الإخوان المسلمين وكثير من الفصائل الإسلامية .. بتحالف وطني مع أحزاب علمانيه وكذلك في الجزائر
7- تجاهل دور الناس في عملية التغيير والذي ثبت قوتهم في ميادين التحرير والعمل السلمي في اسقاط رموز الانظمه

8- قد تقع الحركات في الحرام عند الاستعانه بالكفار كما حصل في ليبيا مقابل ثروات المسلمين والتنازل عن الثوابت الاسلاميه والحكم بغير ما انزل الله

لقد ثبت ان الطرق السلميه توصل الى التغيير كما حصا في مصر ولو لم يصل الاسلام الى الحكم وثبت خطا التغيير بالوسائل الماديه
فالتغيير الاصل فيه ان يحتضنه الجيش ويسلم الحكم لمسلم مخلص او الى حزب اسلامي سياسي واع يحكم بشرع الله

يتبع :
Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Mar 20 2012, 08:50 AM
مشاركة #59


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الاربعون
تابع موضوع التغيير
حركات استخدمت انشاء الجمعيات والاعمال الخيريه للتغيير
التغيير عن طريق الجمعيات الخيريه الجمعيات

لقد قامت تكتلات أساس الجمعيات. فقامت في البلاد جمعيات محلية واقليمية تهدف الى غايات خيرية. فأقامت مدارس ومستشفيات وملاجئ، وساعدت في اعمال البر والخير. وكانت تغلب على هذه الجمعيات الصبغة الطائفية. وقد شجع الاستعمار هذه الجمعيات حتى ظهرت أعمالها الخيرية للناس. وكانت اكثرها جمعيات ثقافية او خيرية، ولم يوجد بينها جمعيات سياسية الا نادراً. وبالرغم من وضوح عدم جدوى هذه الجمعيات، الا انها ما زالت تستقطب الآلاف من ابناء المسلمين وفعالياتهم، وما زال ضررها خفياً بحيث ان الناس لم يدركوه وما زالوا متأثرين بهذه الجمعيات، ويعتبرون ما تقوم به من اعمال هي اعمال خير ولبنة في بناء المجتمع، وخصوصاً الجمعيات الثقافية او الخيرية. ومن طريف ما حصل في هذا المجال، إتساع هذه الدائرة بحيث شملت كل ضيعة تقريباً، بل إن بعض الضيع والقرى زاد فيها عدد الجمعيات عن واحدة. وقد وصل الحال ان يكون لكل عائلة او عشيرة في القرية الواحدة جمعية خيرية، ناهيك عن الجمعيات التي تحمل أسماء عقائدية كجمعية المحافظة على القرآن، وجمعية تحفيظ القرآن الكريم وتدريسه، وجمعية البر والاحسان، وجمعية الاخوان المسلمين، وجمعية الأخت المسلمة. حتى بلغ عدد الجمعيات الخيرية الإسلامية في لبنان مثلاً ألفاً ومائتين وعشرين جمعية خيرية إسلامية وعلى رأسها جمعية المقاصد الإسلامية وجمعية دار الايتام الإسلامية، وغيرها. وكلها تقوم باعمال خيرية فعلاً. وكثير منها يقوم باعمال خيرية جزئياً ويحصل على مكاسب وأرباح مما يجني من مساعدات تأتي لهذه الجمعيات، حتى أصبحت في كثير من الأحيان وسيلة للكسب والثراء. وقد تأثر بهذا الاسلوب كثير من الأحزاب والتكتلات حتى جعلت فرعاً منها يقوم بأعمال الخير كفتح مستوصفات او مدارس او مستشفيات او غير ذلك. هذا هو واقع الجمعيات.

وعند النظر بعمف لنتائج اعمال هذه الجمعيات لمعرفة ما اذا كانت قد قدمت للأمة شيئاً يساعد على التغيير والنهضة.
بالمجتمع وايجاد النهضة عند الأمة. فان الناظر الى هذا الجانب من عملها لا يجد أنها قدمت شيئاً في هذا السبيل مطلقاً.
بل ان وجودها كان ضرر محض للمجتمع اذا استثنينا بعض المنافع لبعض الافراد والتي لا تعد عند بحث ضررها الكبير حيث ان الضرر لا يدركه الا المدقق في واقع هذه الجمعيات
ان موضوع البحث هنا هو النهضة لهذه الأمة الإسلامية. حيث ان الحالة التي وصلت اليها من التخلف والتجزئة، والانحطاط الفكري، تحتّم على ابناء هذه الأمة – خصوصاً من عنده شيء من الوعي او الاخلاص – تحتّم عليه ان يبحث عن ويتحسس عوامل النهضة والإرتقاء بهذه الأمة الى المكانة السامية اللائقة بها. وأن الأمة برمّتها بحكم وجود بعض الافكار والمفاهيم الإسلامية فيها، وبحكم تطبيقها لبعض أحكام الاسلام حتى الآن، وبحكم صفاء عقيدتها، وبحكم إيمانها المطلق بأنها كانت في مقدمة الأمم قروناً عديدة، وبحكم إيمانها بوجوب عودتها الى الله، وعودة سيادتها للأمم الأخرى، وإيمانها المطلق بوجوب الجهاد، كل هذا جعل مشاعرها مشاعر إسلامية عارمة، وعواطفها عواطف إسلامية، وجعل أحاسيس النهضة موجودة دائماً فيها. ولما كان هناك العديد من النصوص والاعمال التي ركّزت الروح الجماعية في الأمة، لذا فقد وجد في الأمة الميل الطبيعي للتكتل. هذا هو واقع الأمة. أمة فيها بعض الافكار والمفاهيم الإسلامية، والمشاعر فيها مشاعر إسلامية، والروح الجماعية مركزة فيها، وأحاسيس النهضة يحركها هذا الواقع الفاسد الذي تعاني منه. فأمة هذا حالها، لو تركت وشأنها لتحولت هذه الأحاسيس والمشاعر الى فكر. وهذا أمر طبيعي او منطقي. ولكان هذا الفكر قد أنتج عملا ينهض الأمة، ويرشدها الى كيفية النهوض. ولكن وجود الجمعيات هذه حال دون ذلك. إذ أوجد عند الأمة متنفّساً لعاطفتها المتأججة، وإستنـزافاً لما فيها من طاقة للعمل، وقياماً بواجب تراه فرضاً عليها، واستجابة لقوله تعالى ﴿وتعاونوا على البرّ والتقوى ﴾.

فيرى عضو الجمعية أنه بنى مدرسة او أنشأ مستشفى، او ساهم في عمل من أعمال الخير، فيشعر بالراحة والطمأنينة، ويقنع بهذا العمل ظناً منه أنه قام بما أوجبه الله تعالى على هذه الأمة. وتراه يقول لو أن كل واحد منا ساهم بما يقدر عليه من عمل من اعمال الخير والبر، لأنقذنا الأمة مما هي فيه، او على الأقل لخفّفنا من الآلام التي تعاني منها أمتنا ؟!!!والملاحظ ان خدمتها اقتصرت على الفرد وحلت بعض مشاكله ولم تحل قضايا المجتمع على الاطلاق

فلو لم تكن هذه الجمعيات موجودةً، ولم يجد هؤلاء الأشخاص متنفّساً يخفف من الضغط الحاصل على نفسياتهم من إحساسهم بوجوب العمل لاستمروا في البحث عن حل مشاكلهم وعن سبب وجودها حتى يوجد التكتل الصحيح الذي ينهض بالأمة ويحدث التغيير على أساس مبدئي صحيح. وهذا أمر طبيعي. من حيث ان الواقع، ومؤثراته، ومخالفته لما في النفس من مفاهيم وأفكارإسلامية، ومناقضته وعدائه لما عند الأمة من مشاعر إسلامية، ووجود الطاقة الحيوية فيها، من البديهي أن يدفعها للبحث والتنقيب عن طريقة للخلاص. الا ان وجود الجمعيات وظهور اعمال خير لها صرف الأمة عن مواصلة البحث، وألقى في روع الكثير من أبنائها أن هذه هي طريق الخلاص.
إذن، فإدراك خطر وجود هذه الجمعيات مسألة دقيقة يتطلب عمقاً وإمعان نظر. ولا نعني أن القيام بأعمال الخير والبر أمر محرم ولا يجوز شرعاً. بل إن المسألة هي خلاف ذلك. فعمل الخير يبقى خيراً، وجزاؤه الثواب، والتعاون على عمل الخير هو تعاون على البر والتقوى. الا ان المسألة لا تبحث على هذا الصعيد. وإنما تبحث من حيث أنها طريق للنهضة والتغيير او ليست طريقاً لها؟ وهل يجوز أن تعتبر هذه الجمعيات طريقاً للنهضة، وعملا من اعمال استئناف الحياة الإسلامية؟ وهل إن وجودها معينٌ او معيقٌ للقيام بالنهضة واستئناف الحياة الإسلامية؟ هكذا يجب ان يُنظر الى المسألة. لا من حيث أن هذا العمل جائز او مندوب او فرض.

وعلى هذا فان الجمعيات او الاحزاب التي قامت على اساس جمعي لم تحدث أي تغيير في المجتمع ولم تستطع انهاض الامه الاسلاميه فالتغيير لا يصح من خلال العمل الخيري والجمعيات


يتبع : التغيير والجمعيات التي تدعو الى الفضيله والاخلاق
Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Mar 22 2012, 08:34 AM
مشاركة #60


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟
الحلقه الحاديه والاربعون
التغيير عن طريق الجمعيات الاخلاقيه
قامت - الى جانب الجمعيات الثقافية والخيرية - جمعيات أخلاقية تعمل لإنهاض الأمة على أساس الاخلاق بالوعظ والارشاد والمحاضرات والنشرات، على اعتبار أن الخلُق أساس النهضة. وقد بذلت في هذه الجمعيات جهود وأموال، ولكنها لم تكن لها نتائج هامة. ونفّست عاطفة الأمة بهذه الأحاديث المملولة المكررة. وقد كان قيام هذه الجمعيات مبنياً على الفهم المغلوط لقوله تعالى مخاطباً الرسول ﴿وإنك لعلى خلق عظيم ﴾، ولقوله "إن الله بعثني لتمام مكارم الأخلاق"، ولقوله " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، او ما ذهب اليه الشاعر بقوله:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
لقد أوجب الشارع على الفرد أن يلتزم باحكام الشريعه الاسلاميه في كل ما يصدر عنه من قول افعل لانها نا الله سبحانه وتعالى والاخلاق هي جزء من احكام الاسلام فهو يصدُق في حديثه لانه حكم شرعي ، كما أجاز له أن يكذب في بعض الحالات، او أن يواري في حالات اخرى، وحرم عليه أن يصدق في حالات غيرها.

إذن فالصدق صفة خلقية يتصف بها الفرد أوجبها عليه الشرع. وأوجب الشرع على المتعاقدين الوفاء، إلا ان بعضهم قد يغرر وقد يخدع. فهذه صفات يتصف بها المتعاقدان، وهكذا. فالأخلاق صفة للفرد يتلبس بها حين قيامه بالاعمال او الاقوال التي يريد القيام بها. ونخلص الى القول بان الاخلاق جزء من مقومات الفرد، والتي هي العقيدة والعبادة والاخلاق والمعاملة. وصلاح الفرد بصلاح هذه المقومات الأربع، وفساده بفسادها أو فساد بعضها. فمهما سمت أخلاق الفرد، ومهما اتصف بصفات حميدة، فلا قيمة لها مطلقاً إن كانت عقيدته فاسدة. فلا يقال إن الكافر لا خلق له. إذن أن هناك من الكفار او الملحدين من يتصف بصفات حميدة مثلاً. فهو لا يكذب، ولا يخون، ولا يغدر. ومع ذلك فانه لا يعتبر فرداً صالحاً، لأن الأساس في مقوماته ان تكون مبنية على عقيدته. من هذا الفهم لواقع الأخلاق،
اما النصوص والادله التي اعتمد عليها من اراد النهوض والتغيير عن طريق الاخلاق :
فالنص الاول، وهو قوله تعالى ﴿وإنك لعلى خلق عظيم ﴾ هو خطاب من الباري عز وجلّ موجّه لرسول الله . فقد جعله الله على خلق عظيم. فجمّله بالصفات الحميدة في كل أفعاله. وبالتالي فان هذا الخطاب هو وصف لشخص الرسول وليس للمجتمع. والمراد من بحثنا هو كيف ننهض بالمجتمع ونغيره ؟ فالمسألة مسألة النهضة
وأما النصان الآخران، قوله (إن الله بعثني لتمام مكارم الأخلاق) وقوله (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). فإن المعنى المراد هو كافة أفعال الانسان، وأنه بعث لبيان كافة الاحكام الشرعية الواجب على الانسان التقيد بها. فالمسألة إذن ليست مسألة خلق او صفة، بل مسألة تكوين الشخصية الإسلامية كاملة من عقيدة وعبادة وأخلاق ومعاملة. وما زال الموضوع متعلقاً بصفات الفرد او مقوماته
ويوضح ذلك كلام السيده عائشه رضي الله عنها عندما وصفت النبي صلى الله عليه وسلم " كان خلقه القران " وهذا يعني ان احكام القران هي التي تحكم افعاله وليس فقط الاخلاق
وأما قول الشاعر، فلا مجال للإستدلال به، لأنه قول بشر شاعر، والاستدلال إنما يكون بالكتاب والسنّة فقط. هذا بالاضافة الى خطأ الشاعر فيما ذهب اليه. إذ أن الأمم بعقيدتها والافكار التي تحملها، والنظم التي تطبقها، والكيان السياسي الذي يحفظ لهذه الأمة وحدتها، ويوجد لها مكانتها وكان علييه ان يقول
إنما الأمم المبادئ ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
لذلك فان الخطأ في الفهم إنما كان مبنياً على الفهم المغلوط للمجتمع، والتصور بانه مكون من أفراد. ولذلك لا بد من معرفة مكونات المجتمع لتعرف مقوماته، ويصار الى تقويمه بناءا على هذه المقومات
وكذلك لو ان احدا علم ابناءه كل الاخلاق الحميده وفق شرع الله فانه عندما ينزل الابن الى الشارع والحاره ويشاهد الفضائيات فسرعان ما يذهب معظم عمله هباءا منثورا لانه لم يغير ما هو محيط بابناءه وهو المجتمع والنظام الذي يحافظ على الاخلاق من الفساد ويعاقب من يفسد الاخلاق ويمنع الفضائيات
وللعلم فان الاب في المجتمع الاسلامي لا يحتاج ان يقول لابنه لا تكذب او لا تخون لان المجتمع صادق في معاملاته وهو الامر الطبيعي مع ان احتمال وجود حالات شاذه قليله جدا لا توثر على الفرد ولا على المجتمع

ان فكرة إصلاح الفرد عن طريق الأخلاق، بالرغم من فشل جميع الحركات التي قامت على أساسها، ما زالت هذه الافكار تقتنع بها بعض العامة، وبانها أساس الاصلاح، وما زالت تنشأ على أساسها جمعيات متعددة تسير في نفس الطريق والاسلوب.

مع ان الحقيقة هي أن وسائل اصلاح الجماعة غير وسائل اصلاح الفرد. ولو كان الفرد جزءا في الجماعة، لأن فساد الجماعة آتٍ من فساد مشاعرها الجماعية، ومن فساد أجوائها الفكرية والروحية، وآتٍ ايضاً من وجود المفاهيم المغلوطة عند الجماعة. وبعبارة أخرى، آتٍ من فساد العرف العام المحكوم بالنظام المطبق عليها
وعلى هذا فالاصلاح عن طريق الجمعيات الاخلاقيه ثبت فشله لعدم فهم اساس التغيير والنهضه وخطا فهم مكونات المجتمع الذي نريد تغييره
فما هو المجتمع ومكوناته التي اذا غيرناها تغير المجتمع ؟
Go to the top of the page
 
+Quote Post

6 الصفحات V  < 1 2 3 4 5 > » 
Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 16th November 2024 - 09:15 AM