#المرأة_والشريعة
الحركات النسوية .. نشأتها ، تاريخها
ظهرت الحركات النسوية في الثمانينات من القرن التاسع عشر لتنادي في البداية بحق المرأة في التصويت والانتخاب وما لبثت هذه الحركة أن تحولت إلى بذرة خبيثة تكبر تحت رعاية الغرب والأنظمة التابعة له في بلاد المسلمين تنشر أفكاراً تناقض الإسلام بل والفطرة في مطالباتها بإلغاء مفهوم الجنس _أي الذكر والأنثى_ والتحرر من كل "قيد" ناشئ عن هذا الاختلاف .. في دعوة صريحة للإباحية والإلحاد .
و يمكن أن نصنّف تاريخ الحركات النّسائيّة إلى ثلاثة موجات أساسيّة:
الموجة الأولى:
بدأت بنهاية القرن التّاسع عشر وبداية القرن العشرين، والتي ظهرت في بداية الأمر كحركة سياسيّة بالأساس ترمي إلى النّضال من أجل مطالب اجتماعيّة وسياسيّة محدّدة مثل الحقّ في التّصويت والمشاركة السّياسيّة والحقّ في العمل... وتظهر في الواجهة هنا الفرنسية Hubertine Auclert التي طالبت عبر جريدتها La Citoyenneبتحرير المرأة وإعطائها حقوقها حسبما وعدت الثورة الفرنسية، وانتقدت كغيرها من نساء الطبقة المرفهة الهيمنة والسلطة الذكورية التي لم تر منها النسوة في ذلك الوقت سوى التحقير والتهميش وسوء الرعاية.
الموجة الثّانية:
فقد بدأت في السّتّينات والسّبعينات من القرن العشرين، وهي مرحلة انتقلت فيها الحركات النّسائيّة من الكفاح الميداني إلى الاهتمام ببناء النّظريّة النّسويّة التي تركّز على تفكيك ونقد الثّقافة البطريركية ، وهنا تحضر سيمون دوبوفوار كرمز لهذه المرحلة بكتابها “الجنس الآخر” الذي اعتبر عمدة الحركات النّسائيّة في هذه الفترة. وقد كانت أعلنت في كتابها ''الجنس الثاني'' 1949، "إن الشخص لا يولد امرأة، بل يصبح امرأة" حيث لم تعترف بأي فوارق بين الرجل والمرأة ولم تقر بأي "قدر بيولوجي أو نفسي أو اقتصادي يقضي بتحديد شخصية المرء كأنثى في المجتمع".
فاعتبرت واقع المرأة كأنثى واقعا مفروضا عليها عبر ضغوطات مادية ومعنوية.
وقد سارت هذه الفكرة وغيرها بنظرة المرأة للظلم الواقع عليها والصراع السياسي لنيل حقوقها إلى زاوية مستحدثة وغير مسيسة، ومن ثم أصبح النضال الاجتماعي من أهم ركائز التغيير في وضعية المرأة، وتم اختزال الظلم الواقع على المرأة فقط في السلطة الذكورية.
وقد شمل هذا النضال صراعاً محموماً بين الأنوثة والذكورة في اللغة والثقافة والفكر، تصارع المرأة فيه لإثبات ذاتها والانتصار على الرمز الذكوري المستبد أينما وجد.
فأصبح النضال الاجتماعي من أهم ركائز التغيير في وضعية المرأة. فبالتركيز على ثورة لتحرير المرأة ضد الرجل نغفل عن الثورة الحقيقية على الاستعمار الخارجي.
الموجة الثّالثة:
فتبدأ منذ الثّمانينات وتستمر إلى اليوم وهي موجة تهتمّ بالخصوص بطرح مسألة الاختلاف بين الجنسين، وهويّة الأنثوي وهي الموجة التي تمثّلها حاليّا المحلّلة النّفسيّة والفيلسوفة لوس إريغاراي.
وإذا ما تجاوزنا المرحلة الأولى التي كانت نضاليّة وسياسيّة أكثر ممّا هي تنظيريّة فإنّ مجمل تاريخ الحركات النّسائيّة يكمن في الانتقال من مرحلة محو الاختلافات بين الرّجل والمرأة طبقا لمبدأ المساواة العام، حيث كانت الرّغبة في دفع المرأة إلى الفضاء العمومي وفرض ذاتها في ميدان الفعل والعمل تقتضي بالضّرورة تجاوز القول باختلاف الجنسين. إلى مرحلة الاعتراف بالاختلاف الجذري الموجود بين النّوعين والدّفاع عنه.
المرحلة الأولى تمثّلها من النّاحية الفكريّة هربرتين اوكلارت، أمّا المرحلة الثّانية فهي تضمّ أسماء كثيرة مثل هيلين سيسكو وجوديت باتلر ولوسي إريغاراي حيث تظلّ هذه الإخيرة بشهادة العديد من المتتبّعين أبرز صوت معبّر عن الموجة الثّالثة للحركات النّسائيّة.
لقد كانت سيمون دوبوفوار تعتقد أنّ الوضع البشري واحد بالنسبة إلى الجميع ذكرا كان أو أنثى، وكانت تدافع عن ضرورة تجاوز الاختلافات؛ التي لم يصنعها سوى السّياق الثّقافي والتّاريخي، وهذا هو ما تدلّ عليه المقولة الشّهيرة: “إنّ المرأة لا تولد امرأة ولكنّها تصير كذلك”. أمّا اليوم فإنّ المقاربات الجديدة تميل أكثر إلى الاعتراف بالنّوع وإلى إبراز مفهوم الأنوثة كهويّة ضروريّة للنّسويّة، وكما ترى إيريغاراي فإنّ فكرة المساواة ذاتها هي فكرة ذكوريّة لأنّها تعني بكلّ وضوح أنّ المرأة ينقصها شيء يمتلكه الرّجل وأنّه من حقّها الحصول عليه لأنّها تستحقّه
ما يدل على تناقض الفكر النسوي وتخبطه ، حيث نشأ نتيجة ردة فعل على وضع المرأة الغربية في القرن التاسع عشر في ظل الرأسمالية ، واستمر ليمجد الأنظمة القمعية ويستند إليها بعلاقة قوية تثبت جذور الاستعمار في البلاد على صعيد الفكر التغريبي من جهة والقمع الاستبدادي للشعوب من جهة أخرى في صراع محتدم تسير فيه الحركة النسوية تحت ظلال الغرب على الإسلام وحضارته بما تحويه من أنظمة للحياة تنظم حياة الإنسان ذكرا وأنثى . في صورة تظهر صفاقةَ وحقد الاستعمار ورغبةٍ قوية في إظهار التفوق الحضاري على الإسلام عبر أساليب تعيد للذاكرة فاشية الحركة الماركسية وتطبيقها بالحديد والنار ، لا عبر الحجة والمنطق والنقاش العقلي !
وهذا ما يضع الحركات النسوية في الزاوية وينسف أساسها الفكري .. فالإسلام في نظر الحركة النسوية هو العدو منذ الحروب الصليبية فقد انصبت نظرية الخطاب الاستعماري الجديد الذي يتمحور حول المرأة على أن الإسلام يضطهد المرأة بإلزامها بالحجاب وتقليل ميراثها .. بينما لم تلتفت هذه الحركات للظلم الحقيقي الذي تعاني منه نساء الغرب في ظل الرأسمالية ولا إلى ظلم الأنظمة لنساء سوريا وبورما والشيشان وغيرها وتكتفي بتمجيد الطغاة للوصول لأهدافها .
https://www.facebook.com/womenandshariahA/p...e=1&theater