إن ما يتبادر إلى ذهن كل واعٍ بمجرد قراءة الخبر هو كما وضحتِ أختاه، التفرقة بين المسلمين من حيث انتماءاتهم الوطنية ولو كانوا يعيشون في نفس البقعة من الأرض ويتعرضون لنفس الظلم والقتل والتعذيب ومن نفس العدو. فبارك الله فيك كما أن الخبر يلفت النظر إلى تضييق الزاوية التي يراد للناس النظر من خلالها إلى ما يحدث في سوريا وغيرها من الشعوب الإسلامية، ألا وهي التركيز على الأوضاع المعيشية المزرية وشدة الحاجة المادية فقط. فنرى الإعلام في أثناء حديث المذيع مع مراسل القناة التي يعمل معها بعد أن يبرز ما يريد إبرازه من الخبر ويخفي ما يريد إخفاءه ويشوه ما يريد تشويهه يسأل المراسل السؤال المملول المكرر دائما: وما هي الأوضاع المعيشية التي يعاني منها الناس؟ الغذاء والكهرباء والماء ... ويركزون عليها أكثر من تركيزهم على أساس الخبر ليوجهوا نظر المشاهد الذي تسبق مشاعره عقله في التعامل مع الخبر إلى هذه الناحية فقط وينسوه أصل الحادثة والمصيبة. وبالتالي يصبح كل تفكيره كيف يساعد هؤلاء المستضعفين المنكوبين – لا في كيفية تخليصهم مما هم فيه وبشكل جذري – وإنما في التخفيف من معاناتهم على قدر ما يستطيع فتراه بإمكانه أن يضحي بكل ما يملك معتقدا أنه هكذا يكون قد نصر إخوانه وأرضى ربه. والخبر أعلاه يلفت النظر في التعامل مع هذه الزاوية وبشكل أكثر سوءا من أصلها حين يقتطع من الموظفين – سواء برضاهم أم عن غير رضا منهم - قسما ولو أنه قليل من معاشهم، ثم يظهر أن رئيس عملهم يقدم نسبة أكثر (5%) من معاشه لشهر (والله أعلم كم هو معاشه) فحسبنا الله ونعم الوكيل. أهكذا ننتصر لإخواننا نطعمهم ثم نتركهم يموتون ويصابون بالجروح والعاهات ويروعون؟! هذا إذا كان ما يتم التبرع به يصل إليهم أصلا، ما لكم كيف تفكرون!
|