الخامس والعشرون: كيفية مقاومة التعتيم الإعلامي (الخطب والدروس)الخطب والدروس لها تأثير كبير على الناس بسبب قوتها الروحية في التأثير كونها تتحدث بكلام منبثق من عقيدة المسلمين ويخاطب سبب وجودهم في الدنيا وهو عبادة الله وما يمكن أن ينتج عنها من خلود في النار أو في الجنة، ولذلك كان تأثيرها قويا كبيرا، كون المدرس والخطيب يستشهد بالآيات والأحاديث أثناء مخاطبته للناس.
أما جمهور الخطب والدروس فهم في العادة أهل التقوى والخير، وبالذات الدروس كون حضور الدرس غير ملزم مثل خطبة الجمعة أو غيرها، ولذلك فهذه الفئة هي من أفضل أهل الإسلام حيث أن أهل الفسق والفجور عادة لا يترددون على المساجد، وحتى الفاسق فانه ينظر إلى أهل الدروس والخطب نظرة فيها تقدير واحترام كونه يتكلم بكلام الله وكلام الرسول وان كان من غير الملتزمين.
والذي يهمنا هنا كيف نوظف الخطب والدروس في مقاومة مكر الإعلام وخبثه... فنقول أن الخطيب والمدرس يستطيع بالخطب والدروس أن يؤثر روحيا على المستمعين، وهذا أقوى تأثير على الإنسان، فيوضح لهم الحقائق من التضليل، ويبين لهم المخالفات الشرعية التي يقوم بها الحكام، ويبين عدم حكمهم بالإسلام، ويبين لهم الرعاية الصحيحة الغير موجودة والمفروض أن تكون حسب وجهة نظر الإسلام، ويهدم أفكار الكفر ويبين خيانات الحكام والمسؤولين، ويكشف خطط الاستعمار، ويحث الناس على الشجاعة السياسية ومحاسبة الحكام، وهذا كله عكس ما يبثه الإعلام الرسمي، أي أنه بهذه الأمور يضرب ما يردده الإعلام ويبين كذبه وزيفه وخداعه.
ولذلك ولأن الحكام يدركون قوة التأثير الروحي للمساجد، لذلك عني هؤلاء المجرمون بالمساجد ومن يدرس ويخطب فيها، ويتم توجيه الخطباء والمدرسين لما يريده الحاكم، وكان من يخالف الحكام وأوامر الأوقاف معرض للأذى من قبل الحكام، وذلك لإدراك الحكام قوة تأثير المساجد على الناس، ولذلك سمعنا عن التضييق الشديد على المساجد من فرض خطب ودروس حسب برنامج الأوقاف أي حسب ما يريده الحاكم، ومن مراقبة لمن يصلون الفجر ولمن يحضرون الصلاة ولمن يستمعون لدروس تحرض على الحكام، ومن هم الذين يخالفون نهج الأوقاف، إلى وضع بوابات الكترونية على أبواب المساجد كما حصل في تونس، إلى منع الصغار من الصلاة وارتياد المساجد كما يحصل عند الطغاة في آسيا الوسطى إلى وضع كاميرات تراقب المصلين وغيرها من الأساليب ضد المساجد.
وهنا وفي ظل هذا التضييق الشديد على المساجد من قبل الطغاة كان المطلوب لكشف زيف ومكر الإعلام الذي يدافع بدوره عن الطغاة كان هناك عدة توجيهات منها؛ الجرأة في التدريس والخطابة وقول الحقائق، فإن من فعل ذلك له الأجر العظيم عند الله تعالى، وإن قتل في سبيل ذلك فهو كسيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب، ومن خشي الحكام وقال ما يريدون فإنه يكون قد نافق وهذا عقابه شديد عند الله تعالى، ومن التوجيهات بث الدروس التي تصدح بالحق على الإنترنت كي يشاهدها الناس على أكبر قدر مستطاع، فان قوة هذه الفيديوهات هي كقوة الدرس في المسجد، وتري المتابع أن هناك أناس يقولون الحق لا يخشون في الله لومة لائم، وتشجع الغير على تقليدهم والسير على نهجهم.
وهذا العمل إن كان ضمن حزب إسلامي سياسي فإنه يكون أشد قوة وتأثيرا وتنظيما ودقة وتوجيها، ويكون كشفه لخبث الإعلام ولأكاذيب الحكام أشد فاعلية.
ولذلك يجب عدم الاستهانة بالخطب والدروس في كشف زيف الإعلام وخبثه، وإلا لما وضعت المساجد على أهم أولويات الحكام بالسيطرة عليها وتوجيهها حسب ما يريدون.
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...1019239/?type=3