الأربعون: كيفية مقاومة التعتيم الإعلامي (العمل الحزبي)إن الأحزاب السياسية المبدئية يكون لها وقع كبير في كشف التعتيم الإعلامي المفروض عليها وعلى جرائم الحكام، فالحزب السياسي المبدئي القائم على أساس روحي يمكنه كشف الإعلام وكذبه وهذا يعني كشف الحاكم وجرائمه، وتأثير الحزب في ذلك الأمر كبير وعظيم.
لذلك لا عجب أن تلاحق الأنظمة الظالمة المجرمة الأحزاب السياسية المناوئة لها وتعتقل أفرادها وتسجنهم وتعذبهم، وأيضا تحاول الأنظمة شراء ولاء هذه الأحزاب بالمناصب والمال، وإن كانت الأحزاب مبدئية سياسية تسعى لإيصال فكرتها إلى الحكم، وتكون صادقة في أمرها، فإن التهديد والوعيد والتعذيب والسجن هو الأسلوب المتبع في قمعها وإسكاتها.
فحزب مكون من 100 شخص يرعب الحكام وأعوانهم أكثر من ألف عالِم متفرقين كل يسير حسب ما يريد، ولذلك فالحزب ومجرد وجوده في الدولة، وكانت فكرتها مخالفة للفكرة التي يقوم عليها دستور الدولة، أو أن القيادة ظالمة لا تسير على حسب الدستور الحق، فهذا يعني صراع بين الدولة وذلك الحزب المبدئي.
والأساليب السابقة التي تحدثنا عنها مثل المسيرات والوقفات والمؤتمرات والدروس والخطب والمحاضرات والندوات والإنترنت والحملات والاتصال الحي بالناس وتأسيس المواقع الإعلامية والمشاركات والمنشورات وغيرها إن قام بها حزب مبدئي فإن تأثيرها يكون كبيرا جدا وله وقع شديد على الحكام وإعلامهم ووسطهم السياسي، وتكون الأعمال من قبل الحزب على سبيل المثال:
• تكون الأعمال مدروسة ومدروس ما يمكن أن ينتج عنها
• منظمة من حيث الوقت والمكان والفئات المستهدفة
• يمكن القيام بها في وقت واحد وبأكثر من أسلوب في عدة أماكن وفي أكثر من دولة وفي نفس الوقت تقريبا
• مراعاة جميع الأطياف في البلد والعمل على كسبها لفكرة الحزب، والمقصد أن الأفراد عادة ما يقومون بمهاجمة المعارضين لهم بفكرتهم وشخوصهم فينفرون منهم، بينما الحزب المبدئي ينقد الفكرة ولكنه يعمل على كسب الناس وعدم تنفيرهم منه.
• فضح الحكام والإعلام إن تعرضوا لأفراد الحزب واتخاذ ذلك مادة دعوية ودعائية ضد الحكام الظلمة.
• سهولة تغيير الرأي العام من قبل الحزب وصعوبة أو استحالة ذلك من قبل الأفراد.
• يوفر الحزب لأفراده معلومات عن البلد والحكام والإعلام وعن الوضع الدولي مما يساعدهم في محاسبة الحكام وكشف ارتباطهم بالخارج.
• اعتقال أفراد الحزب لا يؤثر فيه، بل يتخذ من ذلك مادة دعوية ودعائية للحزب، بينما العمل الفردي إن تم اعتقال صاحب العمل فهذا يعني انتهاء العمل.
• الحزب المبدئي يثقف أفراده ويعلمهم مما ينتج آلاف المفكرين والإعلاميين والسياسيين والكتاب والعلماء المنضوين في ذلك الحزب.
• الحزب يوجه أفراده ويقتل الخمول فيهم ويستثمر طاقاتهم لصالح العمل الحزبي
• قدرة الأحزاب على تقديم الحلول لمشاكل البلد وهذا يكسبها تأييدا ويفضح السلطات الحاكمة المجرمة.
وفي الخلاصة فان وجود الأحزاب السياسية الحقيقية في بلد ظاهرة ايجابية جدا، ولذلك يخشاهم الحكام حتى أنهم أوعزوا إلى رهبانهم ليفتوا بحرمة العمل الحزبي لما في ذلك من خطر على وجودهم وعلى كشف إعلامهم المضلل وعلى كشف علماء بلاطهم المنافقين ولقدرتهم على تغيير الرأي العام وقلب الأمور رأسا على عقب في ذلك البلد.
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...5466564/?type=3