الخامس والأربعون:
التوثق من الأخبار قبل نشرهامن أكثر أساليب ضرب المصداقية لأي جهة إعلامية هو نشرها الأخبار الغير صحية لأي هدف كان، فنشر أي خبر ثم يتبين بعد فترة عدم صحته فانه يضرب الثقة بهذه الجهة الإعلامية، ولذلك يجب التوثق والتأكد من صحة كل خبر ينشر في أي مجال كان.
فمن الأمثلة على ذلك نشر أخبار كاذبة من قبل بعض المواقع الإعلامية تهاجم النظام وتبين فساده أو فساد بعض رجالاته أو نشر خبر مقتل شخصية مهمة، فيقوم المعارضون لهذا النظام أو عوام المسلمين بتلقي الخبر ونشره لفترة من الزمن، ثم بعد فترة تخرج بعض المواقع الرسمية لهذا النظام بتكذيب الخبر بالأدلة والبراهين.
فالذي يحصل هنا هو أن معارضي النظام كاذبون يتلقفون أي أكذوبة وينشرونها المهم أن يهاجموا النظام، فيطعن هذا في مصداقيتهم وان ما ينشرونه عن النظام بشكل عام محشو بالأكاذيب، فهدف النظام هنا هو ضرب مصداقية هذه الجهات التي تنشر الأخبار عن النظام، فإذا ثبت كذب بعض الأخبار فان كل أخبارهم عن النظام عندئذ معرضة للتكذيب والتشكيك لوجود بعض الأخبار الكاذبة بينها.
وأيضا نشر الأخبار الكاذبة لمظنة أن نشرها يخدم الناشر أو يخدم دينه أو يبين فساد النظام هو أمر يجب الابتعاد عنه، فيجب التأكد من مصدر أي خبر ولو كان شرح آية أو شرح حديث نبوي أو خبر لإسلام بعض المشاهير أو مصرع بعض المجرمين.
وهنا حتى لا نفقد مصداقيتنا وتبقى مواقعنا الإعلامية مثال حي على الخبر الصادق الموثق يجب القيام بما يلي:• التأكد من مصدر الخبر قبل نشره والتعليق عليه، فذكر المصدر على منشور الفيس بوك لا يكفي بل يجب الرجوع للموقع الرسمي الذي نشر الخبر، ومعرفة ما هو هذا الموقع ودرجة مصداقيته وهل هو مع النظام أو معارض له.
• التأكد من تاريخ الخبر، فقد يكون الخبر قديما، وإذا نشرته يقولون لا يجد هذا الموقع غير الأخبار القديمة لنشرها ليهاجم النظام الحاكم، مثل أن تأتي بخبر عن إجرام النظام قبل ثلاث سنوات وتنشره وكأنه حصل هذه الأيام.
• التأكد من الصور الموجودة على الانترنت فقد تكون صور مركبة أو تم التلاعب فيها، فينبغي عدم نشر صور إلا بعد التأكد من مصدرها أيضا.
• الابتعاد قدر الإمكان عن الأخبار التي فيها "عن شهود عيان" ولا يعرف من هم، و"ذكرت مصادر" ولا يعرف ما هي هذه المصادر.
• عدم نقل النصوص (الأحاديث وأقوال الصحابة والتابعين والقصص تاريخية) إلا بعد التأكد من صحتها وسندها ومتنها، وعدم نقل شروح النصوص الشرعية إلا بعد التأكد من مصدرها والسياق الذي قيلت فيه، وعدم نقل فتاوى علماء سابقين إلا بعد التأكد من سندها ومتنها والسياق الذي قيلت فيه.
• عدم الاغترار بكل أنواع التوثيق على منشور الفيس بوك، كأن ترى مقالا مدعما بالمصادر والشواهد وأسماء الكتب والمراجع، فقد يكون كل ما فيه فبركة من الكاتب، أو أكاذيب بجانب بعض الأمور الصحيحة، أو اقتطاع نصوص وتصريحات، أو تغيير بعض التواريخ أو فبركة بتغيير الأرقام والمصادر والمراجع والتصريحات.
• الشواهد التي يظن أنها تخدم الإسلام مثل صورة شهيد يضحك أو اسم الله المكتوب على جسم طير أو مرض ألم ببعض المجرمين، فان فبركة هذه الأمور سهلة ميسورة هذه الأيام، وضررها أنها توحي لغير المسلمين وللعلمانيين أن انظروا إلى سذاجة المسلمين أو الإسلاميين وما ينشرونه ليدعموا دينهم وعقيدتهم، لذلك يجب التأكد بقوة قبل نشرها.
• أخبار لا يستبعد على مجرم القيام بها ولكنه لم يقم بها، مثل أن تسمع خبر عن اغتصاب فتاة معينة في سوريا، فهذا الخبر بالنسبة لملايين الأخبار الإجرامية للنظام يكاد لا يذكر، ولكن هذا الخبر بالذات لم يحصل، فنشره يضرب مصداقية الناشر لأنه على الحقيقة لم يقع، وان كان هناك أمور أخرى أفظع حصلت.
• ربط الخبر بمصدر نشره إن كان المصدر موثوقا، وإذا تم تكذيب الخبر بعد فترة فيجب تكذيب الخبر من الناشر لان المصدر الذي اعتمد عليه نفى الخبر.
• عدم المسارعة إلى السبق الصحفي، بل يجب التروي حتى يتم التأكد من الخبر، فان رأينا مثلا خبرا عن احد المجرمين يفيد الدعوة، فلا نبادر بنشره إلا بعد التأكد منه، فيكون الهدف عندنا فقط نشر الأخبار الصادقة التي تخدم الدعوة، لا أن يكون الهدف اسبق غيرك بالنشر.
• الابتعاد عن الأخبار التي تؤذي الناشر مثل أمور تتعلق بفضائح نساء للأسر الحاكمة في العالم الإسلامي، فان نشر هذه الأخبار يخدش الحياء وهو لا يليق بمسلم، فيكفي خيانة الرجال في الأسر الحاكمة للتدليل على خيانتهم.
والخلاصة أنه يجب التأكد من مصدر الخبر بشكل قوي قدر الإمكان قبل النشر، ولا مانع من التروي قبل نشر الخبر، وأي خبر تراه ضروريا ولكن غير متأكد من مصدره فالأولى عدم نشره، حتى لو رايته ضروريا، تأكد قبل النشر وليكن نبراس المسلم دائما قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين}
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...7026397/?type=3