(6)
عصَفَ الشَّوقُ
عصفَ الشَّوقُ في الفؤادِ فهاما = وانتحى الصَّبرُ جانباً ثم نامـا
واستطالت بيَ الليالي أَمامـي = لا أراهـا تســيرُ إلا لِمامـا
يا لَنَجم ِالصَّباحِ أَشرِقْ سريعاً = واكشف الدَّربَ قد جفانيَ عاما
هل تراني أسطيعُ صبراً سُوَيعا= تٍ بدربي الطويلِ والصَّبرُ ناما ؟
كيف لي أن أعودَ دون مسيرٍ = يُرجئُ الوصلَ والرَّجـاءُ تنامى ؟
عصف الشَّوقُ إِذْ دنا الوصلُ مني = فاستحـالَ الوَقارُ طيشاً تمامـا
قد عرفتُ اللِسانَ يشدو ويحكي = ما عرفتُ الفؤادَ يشدو كلامـا
إنها ساعـةُ اللِّقـاءِ أطلَّـتْ = لا أراهـا تسيرُ نحـوي أمامـا
هل تُراني أصابني الوَهمُ حتى = رُحتُ أَقضي بيومِ عيدي الصِّياما ؟
يا فؤادي ولستَ ناياً وعوداً = ما اهتـزازٌ عراكَ صحَّى النِّيامـا ؟
يا فؤادي وقد صحِبتُكَ دهراً = شِختَ طِفـلاً ولمْ أجِدكَ غُلامـا
هل يعودُ الشِّبابُ بعدَ مشيبٍ؟ = وعلامَ الحزيـنُ يشـدو عَلامـا ؟
خَفِّف الشَّدوَ يا فؤادي وحاذِرْ = عند ضربِ الدُّفوفِ رقـصَ الأيامى
ما علمتُ الحيـاةَ إلا لَعوبـاً = تَعِـدُ النُّـورَ ثم تُعطـي الظَّلامـا
إِنَّ بِشري إخالُهُ لَحظَ عيـنٍ = وتعـودُ الهمـومُ تتـرى غَمامـا
هل سروري محَلُّهُ الحزنُ أمْ حُزْ= ني سـرورٌ غفـا بقلبي ونامـا ؟
قـد بَلوتُ الحياةَ عَبرَ عُقـودٍ = وتَصفَّحْـتُ سِفرَهـا بسُلامَـى
فرأيتُ النَّعيـمَ فيها شَـروداً = ورأيتُ الشَّقـاءَ يغـزو الأنامـا
تلكمُ إخوتي الحيـاةُ خَـؤُونٌ= ما وفاءٌ لهـا ومـا الخيـرُ دامـا
فعليكمْ بالشَّرعِ حِصناً منيعـاً = ودعـوا الأمـرَ للإلـهِ دوامـا
شعر محمود بن عبد اللطيف بن محمود ( عويضة )
الجمعة الثاني عشر من رمضان 1421 8 | 12 | 2000