السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
ماذا يعني تطبيق الشريعه ؟الحلقه السادسه والثلاثون ما هو المقصود بالتغيير؟
إن الأمة الإسلامية أمة متميزة عن باقي الأمم فهي صاحبة رسالة إلهية خالدة شاملة لكل نواحي الحياة فكل حياة الإنسان يجب أن تكون مرتبطة ربطاً وثيقاً من (لا إله إلا الله - محمد رسول الله) وتحكيمها من اعلى الهرم حتى إماطة الأذى عن الطريق مع مراعاة الحلال والحرام مقياساً ورضى الله سبحانه وتعالى غاية ودافعاً حيث أن المسلم لا يستطيع أن يتغافل عن مصيره المحتوم إما إلى الجنة وإما إلى النار: قال تعالى
فمن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى).هذا ما يجب أن يكون واضحاً لكل مسلم يعمل للتغير فإذا وجدت هذه الشخصية الإسلامية فإنها ستسعى للخير والصلاح مستمدة العون من الله وهذا ما سار عليه سادتنا رضي الله عنهم في سابق عهدهم.
إن حركة التغيير يجب أن يكون لها متطلبات فكرية ومفاهيم عملية قابلة للتطبيق حتى لا تبقى عملية التغيير نظرية بحته في الاذهان او في بطون الكتب.
والتغيير هو إحلال معتقدات لأنظمة ومفاهيم جديدة مكان المعتقدات والأنظمة والمفاهيم السابقة. إذا هو عمل لتغيير أفكار المجتمع كاملة ويتبعه تغيير أنظمة الحكم لذلك فهو عمل سياسي مرتبط بأحكام شرعية بالنسبة لنا كمسلمين والاشتغال بالسياسة هو فرض من فروض الإسلام يرتبط بكل مناحي الحياة لأن السياسة هي رعاية شؤون الأمة كاملة فلا يوجد في الإسلام "دكاكين" سياسية وأخرى فكرية فواقع الحال يتطلب التغيير وفق أحكام الإسلام لذلك من الطبيعي أن يكون قادة التغيير ابتدا هم العلماء والفقهاء في الشريعة. لذلك يجب التمييز بين التغيير في الإسلام وغيره فالتغيير حسب وجه النظر الغربية الرأسمالية يختلف اختلافا كليا ويتبعه في ذلك العمل السياسي وتعريف السياسة وارتباطه بشريعة الغاب عند الرأسماليين...
والتغيير يتطلب تضافر الجهود والتعاون والنصح لكل فئات المجتمع التي نلتقي معها في الأسس ولا يوجد اختلاف إلا في الفروع وهذا يتطلب عدم الالتفات للخلافات مع أي جماعة تريد التغيير إلا فيما حدده الشرع من اختلاف حتى لا تضيع الجهود و تضييع الاوقات في الردود وردود الردود و يجب حصر نقاط الخلاف وإرجاعها لأصلها الشرعي والتطلع لمصلحة الأمة وليس للحزبية الضيقة للوصول إلى الهدف وهو إقامة دولة الإسلام لجميع المسلمين وتغيير هذا الواقع السيئ
هذا بالنسبة للفئات و الجماعات التي تجمعنا معها الأسس والثوابت أما الأحزاب العلمانية حيث غالبا تكون مرتبطة وغير واضحة الطريق والغباش في رؤيتها وتغلب المصلحة على أعمالها وأهدافها فلا يمكن الحديث معها إلا بإرجاعها إلى الأسس العقديه المشتركه بيننا و بينها لأن الاختلاف معها جوهري في الأسس و الثوابت .
ولا يمكن الحديث عن التغيير بمعزل عن القوى المؤثرة (المهيمنة على المجتمع) ودون التعرض لها وهي اللاعب الحقيقي الفعال للسياسات المتبعة في العالم الإسلامي فلا بد من كشف مخططاتها وفضحها وعدم التعامل معها لأنها ترتبط مع الفئة الحاكمة ارتباطا عضويا ، ولا يقال أننا نتعامل ونتعاون معها ونستفيد منها فالسياسة فن الممكن لا يقال ذلك لأنه مخالف للشرع ومدعاة للوقوع في حبائل الدول والأنظمة العميلة وخدمتها وهو كذلك بداية للتنازل والرضوخ تحت ضغط الواقع ، وفي ذلك ركون إلى الدول الكافرة و تشبث بدول آيلة للسقوط الحتمي قال تعالى " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار......."
وكذلك لا يجوز طرح العملية ألتغييريه أو جزءا منها كحل آني مؤقت بل لا بد أن يكون التغيير حلا دائما شاملا وكاملا لأنه حل إسلامي واضح المعالم ولا يصح أن يكون أفكارا غير إسلاميه أو خليط معتدل حسب مفهوم الاعتدال عند الغربيين مثل الجامعة العربية أو الجامعة الإسلامية أو أي طروحات علمانيه أخرى وعملية التغيير تتطلب عدم الاعتراف بالقوانين الوضعية السائدة وعدم اعتراف بالدول القائمة لأن الاعتراف بها وبقوانينها يوقع أصحاب التغيير في معادله معينه لها حدود لا تتخطاها وبعدها لا يمكن لعملية التغيير أن تتم ناهيك عن إطالتها لعمر هذه الأنظمة
والأصل التغيير وفق ما حدد الشرع من أحكام فقد قال تعالى" إن الله لا يغير في قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...." فالتغيير يشمل ما في النفس وما يحيط بالنفس
وقد فسرت هذه الآية من قبل بعض الناس ومعهم الحكام في غير موضعها فقد احتج بها كثيرون من علماء وحكام جور في حديثهم عن الإصلاح تضليلا للعوام من الناس وإبعادا للجادين في التغيير عن جادة الصواب حيث يقولون بعدم استجابة الفئة الحاكمة لمطالب التغيير لإبقاء الأمور على حالها السيئ بانتظار أن يغير كل الناس ما بأنفسهم
والأخطر من ذلك أن يستدل بالآية على أن العيب فينا وليس بالحكام وأن التغيير يجب أن يكون بأنفسنا أولا ، هذا ما تسربه الفئات المأجورة والأحزاب التي تدور بفلك الحكام وكأن الناس لا يشاهدون ولا يحسون ولا يحاطون بكل أنواع الفساد من كل جانب
وهنا تطرح عدة أسئلة:
-- ما هو الهدف من التغيير؟
- هل التغيير سيكون حلاً جذرياً لكل مشاكلنا ويكون شاملاً؟
- هل نحن على استعداد للتغيير؟
- هل التغيير يجب أن يكون ذاتياً وغير مرتبط بجهة خارجية؟؟؟