منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> 28 رجب ذكرى هدم الخلافة الإسلامية, مواضيع متنوعة
أم سلمة
المشاركة Apr 9 2017, 07:20 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892



جريدة الراية: في ذكرى هدم الخلافة (2) ]كيف استطاع الكفار هدم دولة الخلافة

2016-04-27
جعل الله سبحانه وتعالى الصراع بين الإيمان والكفر سنة ماضيةً في الحياة منذ خلق آدم u، ومضت هذه السنة مع النبي ﷺ، الذي حمل الدعوة مبيِّنا مقتضياتها من صراعٍ فكري وصدعٍ بالحق، ومن تحدٍّ وكفاحٍ سياسي، ومن ثبات على الطريقة وتضحيات وصبر في سبيلها. ولا يزال هذا الصراع مستمراً، وإنما تختلف بعض أدواته وأساليبه، وهو اليوم على أشد ما يكون لما فيه من سفك دماء وهدم وتخطيط وتربص.
لقد تحمَّل النبي ﷺ وصحابته الكرام الأذى والعنت 13 عاماً في صراعٍ عنيفٍ شديد القسوة، إلى أن انتصر الإسلام بقيام الدولة الإسلامية التي عز بها الإسلام وأهله. وبعد إقامة الدولة الإسلامية أضاف النبي ﷺ إلى الصراع الفكري بين الإسلام والكفر الصراعَ المادي والجهاد. فتلاحقت الحروب والمعارك والفتوحات الإسلامية، وانتشر الإسلام واتسع سلطانه. ثم أتت الحروب الصليبية نهايةَ القرن الـ11 الميلادي وأوائل القرن الـ12، والتي تعرض فيها المسلمون لهزائم عسكرية كبيرة. ورغم هذه الهزائم واحتلال الصليبيين لمساحات كبيرة من بلاد المسلمين ولعواصم كالقدس وطرابلس الشام، إلا أن المسلمين لم ينهزموا فكرياً، لذلك عادوا وهزموا الصليبيين هزائم لا ينسونها، وطردوهم من بلادهم شر طِردة. ثم لم يلبث أن جاء هجوم المغول الكاسح سنة 1258 ميلادية، والذي عاث فساداً في البلاد واحتل عواصم للخلافة كبغداد ودمشق. ولكن المسلمين عادوا وقضوا عليهم في معركة عين جالوت عام 1260م. فكان تمسك المسلمين بأفكار الإسلام وعدم تأثرهم بأفكار أخرى كفيلاً بعودتهم لمواجهة الغزاة. بل إن الغزاة هم الذين تأثروا بالإسلام، وحملوه إلى بلادهم في شبه جزيرة القرم وآسيا الوسطى، وانصهروا في الأمة. وها هم اليوم في تلك البلاد يحملون دعوة الإسلام فكرياً وسياسياً، ويشكلون قوة دولية واستراتيجية في الصراع الحالي والقادم بين الإسلام والكفر.
بعد هزيمة المغول استأنف المسلمون الجهاد وانطلقوا من جديد يحملون الإسلام إلى العالم، وأخذوا يبسطون سلطانه على بلاد جديدة، وحققوا فتوحات مهمة، منها فتح القسطنطينية التي كان لها تأثير كبير على أوروبا وروسيا. وتوالى فتح البلاد، وعاش حكام أوروبا هاجس خطر الإسلام الذي لا ينهزم. إذ مهما كان حجم هزيمته عسكرياً، فسرعان ما يعود ويُعوِّض عن ذلك بانتصارات حاسمة، لأنه يجذب الشعوب التي تتحول إلى الإسلام وتنصهر به.
وبعد منتصف القرن الـ17 الميلادي حصل الانقلاب الصناعي في أوروبا ثم التفوق العلمي والصناعي على الدولة الإسلامية، وظهر الفرق في ميزان القوى، ووجدت أوروبا في هذا التفوق فرصة لضرب الإسلام. فقد كان التفكير الغربي بالانتقام من الدولة الإسلامية حلماً يداعب خيال حكام أوروبا منذ هزيمتهم الكبيرة في الحروب الصليبية. ولما كانوا مقتنعين أن هزيمة المسلمين عسكرياً لا تحقق لهم نصراً نهائياً، بل قد تجرُّ عليهم أخطاراً أكبر من التي يخشونها، لذلك صاروا يخططون لأهدافٍ أفظع ولغزوٍ أجدى، بحيث لا يهزمون المسلمين عسكرياً فقط، وإنما يقتلعون الإسلام من جذوره، ويزيلونه من النفوس. فأخذوا يعملون لهذا الأمر بجد، باختراق الدولة ومجتمعاتها، وغزوها سياسياً وفكرياً، ويفتعلون المشاكل ويتخذونها ذريعة لمزيد من التدخل والتأثير. وأخذت تبرز على الدولة الإسلامية آثار الضعف والجمود وتتراكم مشاكلها وبخاصة السياسية، كاحتلال أجزاء من أطراف الدولة، وكالقومية والطائفية والنزعات الإصلاحية والانفصالية.
لذلك فإن إعلان هدم الدولة الإسلامية في 28 رجب 1342 هجرية كان الإعلان فقط، فقد كانت الدولة بحكم الساقطة عملياً قبل ذلك بفعل الخطط الأوروبية للقضاء عليها على مدى أكثر من قرنين، وبفعل الضعف في اللغة العربية وضعف الاجتهاد، الأمر الذي أدى إلى جمود فكري وتراكم مشاكل سهَّل الفتك بالدولة والمجتمع.
لقد كان الأوروبيون متفقين على عدم الاكتفاء بتحقيق انتصارات عسكرية على الإسلام، وإنما يريدون القضاء على خطر الإسلام كلياً بالقضاء على الإسلام نفسه، وهذا يقتضي إضعاف الخلافة ثم القضاء عليها. لذلك كان تعاونهم في ذلك طبيعياً وطمعهم كبيراً. فأخذوا يقتطعون أجزاءً من أطراف الدولة الإسلامية، الجزء تلو الجزء، مما زاد من ضعف الدولة. وكذلك أخذوا يقومون بأعمال داخل الدولة، فيثيرون النعرات الطائفية ثم الفتن والحروب كما في لبنان، ويثيرون قضايا سياسية ليبرروا تدخلهم أكثر وليصنعوا عملاء لهم، وليشجعوا على العصيان والفتن، ويفتّوا في عَضُد الدولة. وكذلك يثيرون النعرات القومية كما في الصرب واليونان ودعوات الاستقلال. وعملوا أيضاً على إثارة النعرات بين العرب والترك، فانتشرت مقالات وأفكار وأشعار تشجع على الفرقة، وشجعوا أحزابا قومية عربية وطورانية، نشأت كلها وتغذَّت على الموائد اللندنية والباريسية. ووظفوا عملاء لهم في شتى بلدان العالم الإسلامي دسوهم على المسلمين كجمال الدين الأفغاني وغيره، كانت لهم أدوار الفتّ في عضد الدولة بتكثير المشاكل والنزعات والمطالبات، كعمل إصلاحات دستورية، وإعطاء حريات وتعديل قوانين...
وقد أصيبت الدولة الإسلامية جراء هذه الضربات المتكررة والمتزايدة بمزيد من الضعف العسكري والتفسخ الداخلي، وانحسر نفوذها عن مناطق كثيرة، ما سمح للإنجليز والفرنسيين بتوظيف عملاء لهم حيثما استطاعوا على مساحة الدولة الإسلامية في الهند والجزيرة العربية ومصر والشام. فنشروا جواسيسهم ورسموا سياسات لعملائهم، وأطمعوهم بأن يرثوا الخلافة أو الملك على بلادهم. ومن أخطر أعمالهم مثلاً استغلال الإنجليز لحركة الوهابيين في نجد أيما استغلال، حيث ربطوهم بعميلهم عبد العزيز بن سعود، وجعلوهم يقاتلون جيش المسلمين الذي أرسله الخليفة ليقاتل الكفار، وقدموا بذلك أعظم خدمةٍ للكفار ضد الدولة الإسلامية، وقاموا بعملية غدر تاريخية، وساهموا بإسقاط الخلافة.
وقد ترافق ذلك كله مع إنشاء مراكز تبشير ومؤسسات ثقافية وتعليمية في بلاد المسلمين، تقوم بنشاطات الغزو الفكري والتجسس وصناعة العملاء، وبإيجاد أحزاب عميلة تفتعل المشاكل للدولة. وقد أدى ذلك لأن تظهر مشاعر مقت للخلافة، وأصوات تنادي بتعديلات دستورية وبحريات وتوجهات انفصالية، أخذت تغذيها أصوات عملاء هنا أو هناك وصحف منتشرة داخل البلاد وخارجها.
وهكذا تضافر الغزو الفكري والتبشيري مع الأعمال السياسية على دولةٍ تتراكم عليها مشاكل الوهن الداخلي والضعف السياسي والجمود الفكري، ففُتح الباب على مصراعيه أمام الاختراق السياسي والأمني، ودب الشقاق وانتشر الجواسيس والعملاء داخل جسم الأمة والدولة، فما دخل القرن العشرون إلا والجزء الأكبر من بلاد المسلمين محتلا. وما أن انتهت الحرب العالمية الأولى إلا والبلاد الإسلامية ساقطة في يد الكفار. فلم يحتج الأمر إلا لبضع خطط أو مؤامرات نفذها الإنجليز وعملاؤهم وعلى رأسهم اليهودي مصطفى كمال لإعلان إلغاء الخلافة ثم نفي الخليفة، ولإلغاء تطبيق الشريعة وفصل تركيا عن سائر بلاد المسلمين وإعلانها جمهورية علمانية. وكان قد سبق ذلك اتفاقية سايكس - بيكو التي هي جزء من هذا المخطط الطويل والمتتابع الحلقات.
ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا تتتابع الهزائم، فتضيع البلاد وتُنتهك المقدسات ويُشرَّد المسلمون وتُنهب الثروات. ورغم ما يقدمه المسلمون من جهود وتضحيات فالهزائم مستمرة. وإذا حصل نصرٌ هنا أو هناك، فلا يلبث أن يتحول إلى هزيمة، وما ذلك إلا لغياب الخلافة التي تطبق الإسلام، والخليفة المسؤول عن المسلمين ومصالحهم. وسيظل الأمر كذلك إلى أن يستعيد المسلمون الخلافة، فتنقلب الحال كما حصل مع النبي ﷺ عندما أقام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، فانقلبت الحال.
إن هذا الاستعراض السريع لكيفية سقوط الخلافة إشارة خاطفة تبيِّن وقائع هذا الصراع بين الإسلام والكفر، وتؤكد أنه يجب على مريدي النهضة الصحيحة أن يصبوا جهودهم بشكل مباشر في طريق وهدف إقامة الخلافة؛ الخلافة التي هي قبل كل شيء دولة حقيقية، تستند إلى قوة تنفيذية كافية، تعتمد على المؤمنين فقط، وتطبق الإسلام، ولا تعتمد على أمريكا أو أوروبا أو الأمم المتحدة، ولا تخضع لشروط منهم ولا تقدم لهم أية ضمانات. وإقامة الخلافة ليست مجرد كلمة أو عملاً سهلاً، ولا بضعة مظاهر خارجية. إنها مجموعة إمكانات وقوى تمتلكها الأمة، يتم تنظيمها بالشكل الصحيح لأجل الهدف الصحيح. والهدف الصحيح هو فقط الخلافة؛ الكيان التنفيذي للإسلام. فإذا ما تم تفعيل تلك الإمكانات تنقلب الحال مرةً ثانية كما انقلبت مع النبي ﷺ أول مرة. ويستحق المسلمون أن يمُنَّ سبحانه وتعالى عليهم بنصره قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾، وقال سبحانه: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ صدق الله العظيم.
بقلم: المهندس محمود عبد الكريم حسن
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم سلمة
المشاركة Apr 9 2017, 07:26 PM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892



بسم الله الرّحمن الرّحيم



ما فقدته الأمة بعد هدم الخلافة


الكاتب: الدكتور سعيد التونسي

الحمد لله الذي جعل العاقبة للمتقين والصلاة والسلام على سيد المرسلين.

في صبيحة الثالث من مارس (آذار) من سنة 1924م أي منذ ما يقرب عن 85 سنة، هدم الكفار الخلافة الإسلامية على يد اليهودى المتمسلم مصطفى كمال عميل الأنكليز وصنيعتهم, وهو الذي قال فى مرسوم إلغاء الخلافة: "بأي ثمن يجب صون الجمهورية المهددة وجعلها تقوم على أسس علمية متينة, فالخليفة ومخلفات آل عثمان يجب أن يذهبوا, والمحاكم الدينية العتيقة وقوانينها يجب أن تستبدل بها محاكم وقوانين عصرية, ومدارس رجال الدين يجب أن تخلي منشآتها لمدارس حكومية غير دينيه". وفى الليلة ذاتها أرسل مصطفى كمال أمراً الى حاكم إستنبول يقضى يأن يغادر الخليفة عبد المجيد تركيا قبل فجر اليوم التالى, فذهب حاكم إستنبول بصحبه حامية من رجال البوليس إلى قصر الخليفة عند منتصف الليل, وهناك أجبر الخليفة أن يستقل سيارة حملته إلى خارج الحدود. وبعد يومين حشد كمال جميع أفراد أسرة الخليفة وتم ترحيلهم. وبذالك نفذ مصطفى كمال الشروط الأربعة التي شرطها الانكليز فى مؤتمر لوزان بسويسرا للإعتراف باستقلال تركيا وهى:

·إلغاء الخلافة إلغاءً تاماً.
·طرد الخليفة خارج المدينة.
·مصادرة أمواله.
·إعلان علمانية تركيا.

وبذالك سقطت الخلافة ومحيت من الوجود وحلت الطامة الكبرى بالمسلمين وفتح باب المصائب والبلايا عليهم من كل جانب.
سقطت دولة الخلافة والأمة صامتة تراقب ما يحدث وهى مغلوبة على أمرها, ولا تكاد تصدق ما يجرى. وقد عبر أحمد شوقى فى قصيدته رثاء الخلافة أصدق تعبير عن حال الأمة حين رأت دولة الخلافة تهوي تحت ضربات معاول الكفار والمنافقين فقال:


عادت أغانى العرس رجع نواح ونعيت بين معالم الأفراح


كفنت فى ليل الزفاف بثوبه ودفنت عند تبلج الإصباح


شيعت من هلع بعبرة ضاحك فى كل ناحية وسكرة صاح


ضجت عليك مآذن ومنابر وبكت عليك ممالك ونواح


الهند والهة ومصر حزينة تبكى عليك بدمع سحاح


والشام تسأل والعراق وفارس أمحا من الأرض الخلافة ماح


وعلى إثر هدم الخلافة بدت البغضاء من أفواه الانكليز على لسان وزير خارجيتها كروزون أمام مجلس العموم البريطاني الذي احتج على قرار الحكومة البريطانية آنذاك القاضى بإنسحاب القوات البريطانية من تركيا فرد مبرراً قرار حكومته قائلا:

"القضية أن نركيا قد قضى عليها ولن تقوم لها قائمة لأننا قد قضينا على القوة المعنوية فيها, الخلافة والإسلام".

هذا الكلام من كروزون يمثل تطلعات دول الكفر منذ قرون عديدة بعد اندحارهم في الحروب الصليبية وفشلهم فى تحقيق مقاصدهم فيها.
وهذه القوة المعنوية النى أشار إليها كروزون والمتمثلة فى الخلافة والإسلام السياسى هو عين ما بكاه شعراء الخلافة الإسلامية ونوّهوا به وأسفوا عليه أسفا شديدا.
يقول شوقي في رثاء البلقان:



يا أخت أندلس عليك سلام ... هوت الخلافة عنك والإسلام


نزل الهلال عن السماء فليتها ... طويت وعم العالمين ظلام


وقبل ذالك رثى أبو البقاء الرندى الأندلس الإسلامية بقصيدة مؤثرة جدا، ومما جاء فيها قوله:


أتى على الكل أمر لا مردّ له حتى قضوا فكأنّ القوم ما كانوا


وطار ما كان من ملك ومن ملك كما حكى عن خيال الطيف عثمان


تبكي الحنيفية البيضاء من أسف كما بكى لفراق الأنس هيمان


على ديار من الإسلام خالية قد أقفرت ولها بالكفر عمران


حتى المحاريب تبكي وهي جامدة حتى المنابر ترثي وهي عيدان


تلك المصيبة آنست ما تقدّمها وما لها مع طول الدهر نسيان


لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان


لقد فقد المسلمون أمور عظيمة جراء غياب الخلافة الأسلامية. ولا بد والحالة هذه من التنبيه إلى أبرز ما فقدوه لعل إدراك المسلمين لفداحة الخسارة وجسامة المفقود يدفعهم للعمل الجاد لإعادة ما فقدوه بإقامة خلافتهم لأنها الطريق الوحيد إلى ذالك ولقد جربوا غيرها من الأفكار والطرق والمناهج فما زادتهم غير تتبيب وصاروا طرائق قددا والعياذ بالله تعالى.

1. فقدت الأمة الإسلامية, الحكم بما أنزل الله وتلك جريمة كبرى أطاحت بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) من سدة الحكم والمرجعية عند الأمة. وهي مخالفة صريحة لقوله تعالى :{وأن أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك}.
وهذا وحده كاف لإثارة غضب الله علينا, وأن تتحفز ملائكة العذاب لإختطافنا وتتهيأ جهنم لإستقبالنا.
عن أبى هريرة (رضى الله عنه) أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: «إذا أحب الله عبدا نادى جبريل إنى قد أحببت فلانا فأحبه فينادى فى السماء ثم تنزل له المحبة فى أهل الأرض فذالك قوله تعالى {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان وداً} وإذا أبغض الله عبداً نادى جبريل إنى أبغضت فلاناً فينادى فى السماء ثم تتنزل له البغضاء فى الأرض».
وبما أنه قد ثبت لدينا أن بعض المسلمين قد شارك فى تلك الجريمة, وكثير منهم قد سكت ورضى بما جرى وتابع فمن يدرينا أن يكون الله تعالى قد نادى جبريل عليه السلام فقال له إنى أبغضت هؤلاء القوم فأبغضهم, فنادى جبريل فى السماء بالقرار الإلهي فتحركت الملائكة للتنفيذ فرفعت الحصانة وزالت الحماية ونزعت البركة وقل القطر ورفعت ملائكة النصرة أسلحتها غير عابئة بنداءات الإستغاثة.
هذا طرف من الغضب السماوى ولا يملك أحد أية إحصائية عن حجم السيئات التى سجلت، والخسارة التى حصلت جراء هذا الغضب. أما الغضب الأرضى فأثاره محسومة ونتائجه لا تخطئها عين مبصرة.

إن فقد حكم الله فى الأرض ليعتبر بحق الخسارة الفادحة والجريمة الكبيرة, كونه فنح الباب واسعا لارتكاب كافة أنواع الجرائم من قبل الكفار والمسلمين على حد سواء.
فالكفار يقتلون النفوس, وينهبون الثروة, ويغتصبون الحقوق ويصولون ويجولون فى بلاد المسلمين لا فرق بين فلسطين والعراق ولا بين اندونيسيا ودارفور وغبرها من بلاد المسلمين.
والمسلمون يرتكبون الجرائم المختلفة مما تؤاخذ على مثلها الشريعة الاسلامية حداً أو قصاصاً أو تعزيراً ولكنهم يفلتون من العقاب كون تلك الجرائم لاتشكل خرقاً للقوانين الوضعية فيكون بذالك سجل الجرائم فى إزدياد مستمر مع مرور كل دقيقة من الزمن........
لقد حجب الله نصره عن الصحابة والرسول (صلى الله عليه وسلم) بين أظهرهم فى بداية معركة حنين بسبب معصية واحدة وهى الاغترار بأن الكثرة ستجلب النصر.
فما بالكم وسجل المعاصى التى ترتكب فى بلاد المسلمين نتيجة غياب حكم الله فى الارض فى إزدياد مستمر وهو كفيل بحجب النصر عنا رغم إستغاثة المستغيثين. وصدق الله العظيم عندما قال {ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى}.
فالإعراض عن ذكر الله (أي عن شرع الله) تنتج عنه المعيشة الضنك ( أي الشقاء فى الدنيا) والعذاب فى الآخرة.
لذالك كان على المسلمين أن يعملوا بأقصى سرعة وأكثر طاقة لإسترجاع ما فقدوه بإقامة خلافتهم لأنها السبيل الوحيد لإعادة حكم الله فى الأرض.

2. فقد المسلمون الجماعة ووقعوا فى الفرقة كما خطط لهم أعداءهم، فبعد هدم الخلافة سقط التاج من رؤوس المسلمين وهدم البنيان الذى كان بؤويهم وانفرط عقد الأمة الإسلامية ومزّقها الكفار الى عرقيات متعددة وأقاليم متفرقة كى يسهل عليهم الهيمنة عليها وإذلال شعوبها وأكل خيراتها.
وتجأر الأمة الإسلامية اليوم وبالأمس مستغيثة فى كل مكان ولكن لا جواب، فلا عمر ولا معتصم ولا صلاح الدين.

وإذا كان الرسول (ص) قد قال: «إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية». فإننا نقول كم من القاصيات أكلن مند هدم الخلافة، ففلسطين قاصية والعراق قاصية وكشمير قاصية........... والقائمة تطول.

اسمعوا ما قاله الجاسوس الأنكليزي الخبيث لورانس والذي خطط لما يسمى بالثورة العربية من أولها الى آخرها:
"إن نشاط الحسين (جد ملك الأردن السابق) مهم لنا إذ إنه ينسجم مع أهدافنا المباشرة وهي تفكيك الرابطة الإسلامية وهزيمة الإمبراطورية العثمانية"

ثم يقول "فإذا تمكنا من التحكم بهم فإنهم سيبقون منقسمين سياسياً إلى دويلات تحصد بعضها البعض ولا يمكن لها أن تتوحد".

هل هناك إعتراف أكثر صراحة ووضوحاً من هذا وهل يجوز لمسلم بعد ذلك أن يحتفل بأعياد الاستقلال (باستقلال هذا البلاد أو ذاك) وأن يرفع رايات دويلات الضرار التي أقامها الكافر المستعمر, إنها جريمة ما بعدها جريمة.

إن الجماعة المطلوبة لا تكون إلا على إمام واحد "وإنه لا إسلام بلا جماعة، ولا جماعة بلا إمارة، ولا إمارة بلا طاعة" كما قال عمر.

أما الصديق أبو بكر رضي الله عنه فقد حذر من غياب الجماعة وحضور الفرقة وتعدد الأمراء، فقال في سقيفة بني ساعدة:
"وانه لا يحل أن يكون للمسلمين أميران فإنه مهما يكن ذلك ( أي إذا حصل ذلك) يختلف أمرهم وأحكامهم وتتفرّق جماعتهم ويتنازعوا فيما بينهم هنالك (في حالة تعدد الأمراء) تترك السنة وتظهر البدعة وتعظم الفتنة وليس لأحد على ذلك صلاح".

لذا كان لابد من الجدّ في إزالة الحواجز المادية والمعنوية التي تقف حائلا بين المسلمين وتحقيق الجماعة لأنّ الذي يوحّد رأي المسلمين ويجمع كلمتهم ويوحد موقفهم السياسي ويجعل منهم أُمة ترهب عدوّ الله وعدوّهم هي الخلافة الراشدة لا غير, هذه الخلافة هي التي يرتفع مع قيامها قوله تعالى {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} وتتهاوى معها عروش الباطل عروش الخونة والعملاء, الني يظنون أنها قوية منيعة وهي في حقيقتها أوهن من بيت العنكبوت.

3. فقد المسلمون أموالهم وثرواتهم الثمينة فكلّها نهب للكفار تحت سمع المسلمين وبصرهم ولا يعود للأمة إلا النزر اليسير، يأخذه الحكام اللصوص فيضعونه في بنوك الغرب الكافر, فلو كانت ثروة الأمة بيد إمام صالح لكان الواقع مختلفا حقّا وكان الناس في سعة ورخاء وبركة وهناء. ذكر ابن خلدون في مقدمته أن ما حمل الى بيت مال المسلمين ببغداد أيام الخليفة العباسي المأمون ما يعادل اليوم ب 70 مليار دولار و1700 طن من الذهب فلو كان للمسلمين اليوم خلافة راشدة على منهاج النبوة ورزقهم الله بخليفة حافظ لثروات الأمة والتي منها إضافة لما كان في الزمن الماضي النفط والمعادن وغير ذلك فهل يبقى في دار الأسلام فقير واحد, وسأسوق لكم مثالا على نظافة اليد عند خلفاء المسلمين من سيرة عمر بن عبد العزيز والذي لم يجدوا في دار خلافته فقيراً واحداً يستحق الزكاة.
أخرج ابن عساكر "دخل مسلمة بن عبد الملك على عمر بن عبد العزيز حين حضرته الوفاة فقال يا أمير المؤمنين أقفرت افواه بنيك من هذا المال فلو أوصيت بهم إليّ وإلى وزراء فكفوك مأونتهم فلما سمع مقالته قال : أجلسوني فأجلسوه فقال: والله ما ظلمتهم حقهم ولم أكن أعطيهم شيئاً لغيرهم، وإنّما ولد عمر بين أحد رجلين إما رجل صالح فالله يتولى الصالحين وإما ان يكون غير ذلك فلن أكون أوّل من أعانه (بالمال) على معصية الله ثمّ قال ادعوا لي بني فأتوه فلما رآهم ترقرقت عيناه وقال بنفسي فتية تركتهم عالة لاشيء لهم وبكى ثمّ قال يا بني إما أن تستغنوا فادخل النار وإما أن تفتقروا فادخل الجنة، توبوا عصمكم الله، قوموا رزقكم الله".
رحم الله عمر وعجّل لنا بالنظير في وقت قريب.

إنّ الغرب الرأسمالي الكافر المستعمر قد لعب لعبته وضرب ضربته فهدم الخلافة لأنه يعلم أنه لن تقوم له قائمة إذا لم يقض عليها، وبما أنّ الغرب صاحب مصلحة مستمرّة في بلادنا، ولأنّ بلاد المسلمين تنعم بخيرات وفيرة وكنوز دفينة وثروات هائلة كانت مصلحته تقضي بأن لا تقوم للاسلام خلافته.
ولأن المبدأ الإسلامي مبدأ عالمي بعقيدته وأنظمته فإنه يشكّل في نظر الغرب خطراً حضارياً عليه وتهديداً حقيقياً له. لذلك وحفاظاً على مبدئه وحضارته ومصالحه كان حريصاً على هدم الخلافة، وأن نبقى متفرّقين وعالة عليه, يمنعوننا بأن نكون أمة صناعية بل ولا حتى زراعية، فأسواقنا أسواق إستهلاكية لا تستغني عن أعدائها، وحال المسلمين شاهد على فقر هذه الأمة ومديونيتها الهائلة, وإنعدام الأمن الغذائي فيها. وعلى ذلك فإنه لن يتحقق النموّ الإقتصادي في الزراعة والصناعة ولن تضمن الحاجات الأساسية للأفراد فرداً فردا إلا بأن يملك المسلمون أمرهم ويتخلصوا من ربقة الكفر والعملاء.

4. الخسارة الرابعة هي فلسطين أرض الإسراء والمعراج أرض المحشر والمنشر, وإنا لنجد إرتباطاً واضحاً بين هدم الخلافة العثمانية وبين ضياع فلسطين وقيام دولة يهود عليها فدولة المسخ هذه ما كانت لتوجد على أرض فلسطين لو كانت الخلافة الإسلامية قائمة.
وكلّنا يعرف موقف الخلافة الإسلامية زمن العثمانين وهي في أشد حالاتها ضعفا وقد رماها الكفار عن قوس واحد.
وكلّنا يذكر قولة السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء, فقد قال قولته المشهورة عندما ردّ الوفد اليهودي الذي جاء يفاوضه من أجل بيع فلسطين لهم فقال: "إنّي لا أستطيع أن اتخلّى عن شبر واحد من أرض فلسطين فهي ليست ملك يميني.........بل ملك الأمة الإسلامية......... وإذا مزّقت دولة الخلافة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن ياخذوا فلسطين بلا ثمن".
وهذا فعلاً ما حدث ففلسطين ضاعت بعد هدم الخلافة ولن يعيدها من جديد إلا دولة الخلافة عندها يتحقق قول الله فيهم {وإذ تأذّن ربك ليبعثنّ عليهم إلى بوم القيامة من يسومهم سوء العذاب...}. ويتحقق وعد رسولنا (صلى الله عليه وسلم): «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبيء اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود». أخرجه البخاري في باب فضائل الجهاد, ومسلم في كتاب الفتن.

5. ومن الخسائر التي تملأ القلب والألم والحسرة والأسى ضياع مهابة المسلمبن التي كانت في قلوب أعدائهم منهم مصداقاً لقوله (صلى الله عليه وسلم): «ولينزعنّ الله من قلوب أعدائكم المهابة منكم» فصار الواحد منهم والحكام في الدرجة الأولى كالعبد إن سبه السيد لم يستطيع العبد أن يسبه وإن ضربه لم يستطيع العبد أن يضربه.

وإنا نتساءل هل بقيت لأمة محمّد (صلى الله عليه وسلم) مهابة في قلوب أي أمة على وجه الأرض مهما كانت ضعيفة أو فقيرة؟ لا، لا نرى ذلك، مع أنه عليه الصلاة والسلام يقول: «نصرت بالرعب مسيرة شهر» ويقول: «الإسلام يعلوا ولا يعلى عليه».
إن المؤمن المخلص الصادق عندما يرى جال المسلمين اليوم بعد غياب سلطان الإسلام الحارس الذي يتقى به حين يرى ذلك يتميّزمن الغيظ على كل مسلم لايعمل للتغير ويرضى بعيش الذل والهوان وهو قد رأى بعينيه وسمع بأذنيه وأدرك بحواسه جميعها أن العزّة والمهابة والقوّة والسيادة لاتكون إلا بسلطان الإسلام ودولة الإسلام، ورحم الله عمر القائل: "أيها الناس كنتم أذلّ النّاس فأعزكم الله بالإسلام ومهما ابتغيتم العزة من غيره أذلكم الله". وأضرب لكم مثالا واحداً على المهابة التي كانت للمسلمين في كل شيء، والمثال الذي سأذكره هو كيف كان يدير المسلمون المفاوضات مع الكفار.
"لقي عمرو بن العاص أحد بطارقة الروم في فلسطين، فقال البطريق: ما الذي جاء بكم فقد كانت الآباء إقتسمت الأرض فصارّ لكم ما يليكم وصار لنا ما يلينا. وقد عرفنا أنكم إنما أخرجكم من بلادكم الجهد وسنأمر لكم بمعروف وتنصرفوا.
فقال له عمرو: أما القسمة التي تحدّثت عنها فإنها كانت قسمة شططا، ونحن نريد أن نتراضى فتكون قسمة معتدلة لنأخذ نصف ما في أيديكم من الأنهار والعمارة ونعطيكم نصف ما بأيدينا من الشوك والحجارة ونحن لا نفارقكم حتى نصيّركم عبيداً أو تقتلوننا.
فالفت البطريق إلى أصحابه وقال : ( صدقوا). ثم افترقا ثم لحق بهم المسلمون حتى طووهم عن فلسطين والأردن".

6. ومما خسر المسلمون العلم والتكنلوجيا اللازمتين للصناعات الثقيلة وأدوات الحرب الحديثة وغير ذلك من نواحي الحياة، وكل ذلك لن يتحقق إلا بوجود سلطان مخلص لربه، حريص على مصالح أمته، وإنّ الضرورة لذلك تتجلّى من حيث أن الدولة الأسلامية الموعودة هي دولة مبدئية تمتلك فكرة مبدئية واضحة ولديها وجهة نظر في الحياة، والعقيدة الإسلامية التي تقوم عليها الدولة, عقيدة عالمية والمسلمون مكلفون بإيصال هذه العقيدة لكل الشعوب والأمم، وهذا لا يتم إلاّ بإمتلاك تكنولوجيا نوعية تستخدمها الدولة في نشر الإسلام. وقد استطاع المسلمون في الماضي التغلب على التفوق العلمي والعسكري عند الروم والفرس وبعد ذلك أبدع المسلمون بإستخراج مكنونات هذه الأرض وكشف القوانين العلمية التي تحكمها وقد حققوا إنجازات رائعة في مجال الطب والهندسة والفلك والجغرافيا وغيرها وكانت أوروبا ترسل طلابها ليتلقوا العلم عند المسلمين.
والدولة الإسلامية القادمة إن شاء الله ينتظرها هذا التقدم العلمي الهائل، وهذا ليس بالأمر المستحيل وإنما هو أمر ممكن بإذن الله تعالى ونحن لسنا بأقل من الصين مثلاً. هذه الدولة الزراعية المتخلفة (سابقاً) والتي لا تملك مبدأ كمبدئنا قد دخلت اللعبة الكونية في ظل ثورة تكنولوجية هائلة لم تكن متوقعة، وها هي اليوم من أكبر المنافسين اللذين يشكلون خطراً يهدد الولايات المتحدة الأمريكية.

وبعد، هذا غيض من فيض مما خسره المسلمون ويخسرونه في كل يوم في غياب دولتهم وإمامهم، ولقد بدا أن الخلافة فوق كونها ضرورة شرعية يجب علينا إيجادها فهي حاجة ملحة للمسلمين، وهي كذلك حاجة إنسانية للبشرية جمعاء، {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}.

إن تاريخ الثالث من مارس يجب أن يمحى وتمحى كل آثاره من حياة المسلمين, فالأمم الحية هي التي تعمل على تدوين أيام العزّ لا على تدوين أيام القهر والذل, والأمة الإسلامية وإن احتفظت بهذا التاريخ في ذاكرتها فلكي تمحوه لا لتخلده، ولكي تنطلق منه لإيجاد تاريخ جديد بعودة الخلافة من جديد بإذن الله تعالى مصداقا لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثميرفعها الله إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء اللهأن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون ملكا عاضا، فتكون ما شاء الله أنتكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون ملكا جبريا، فتكون ما شاء الله أنتكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت» أخرجه الإمام أحمد بسند صحيح عن حذيفة.


المصدر: أحباب ماليزيا



Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم سلمة
المشاركة Apr 9 2017, 07:30 PM
مشاركة #3


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892



تقدم مشروع الخلافة وتقهقر مشاريع الكفار




بسم الله الرحمن الرحيم


تعيش الأمة الإسلامية اليوم حالة مخاض عسير لميلاد دولة الإسلام التي تمثل نهضة الأمة الإسلامية وعلو شأنها وعودتها لتعتلي الصدارة وتقتعد ذرى المجد، ويأتي هذا المخاض في ظل معوقات جسيمة وضعت أمامه من قبل الكفار لمنع حصول هذا التغيير وحدوث هذه النهضة، وقد صاحب هذا المخاض حالة من الدهشة والتخوف بل والرعب من قبل الكفار خشية عودة الخلافة ونجاح مشروع النهضة للأمة الإسلامية، وهم الذين كدّوا عقوداً طويلة ليمنعوا الأمة من التقدم في هذا المشروع، لا بل ليحجبوا هذا المشروع عن الأمة حتى تبقى الأمة رهينة لهم، وحتى يكونوا في مأمن من قوة دولة المسلمين المنتظرة التي ستسعى -كما سعت من قبل- لتخليص البشرية جمعاء من براثن هؤلاء، ولكي تخرج العباد من الضنك الذي يحيونه إلى نور وعدل الإسلام، ولا عجب من تخوف الكفار وسعيهم هذا وهم الذين لا زالت جيوش الخلافة التي اكتسحت أوروبا ماثلة أمام ناظرهم، وسنابك خيل المسلمين تقرع آذانهم ، في فرنسا واسوار فيينا وفي أوروبا الشرقية جميعها.


إن ما تحياه الأمة اليوم هو معركة حقيقية حامية ا****س أطرافها الكفار ومن تبعهم، فهم يحملون مشروعاً استعمارياً لإبقاء هيمنتهم على الأمة، ومشروعهم هذا أخذ أسماء متعددة وأشكالاً مختلفة، أسماء كالاستقلال والحرية والديمقراطية والشرق الأوسط الكبير وغيره، وأشكالاً كالاحتلال المباشر وفرض التوصيات الاقتصادية والسياسية على المنطقة ، والطرف الآخر في هذه المعركة هم الساعون للتغيير ومن سار معهم والتف حول دعوتهم، ومشروعهم مشروع نهضة للأمة وإنقاذ للبشرية عبر إقامة الخلافة حاملة وحامية مبدأ الإسلام بفكرته وطريقته، مشروع حضاري بديل للرأسمالية المتعفنة.
وفي خضم هذه المعركة استطاع الكفار بمكر خبيث -كجزء من حربهم لمشروع نهضة الأمة- أن يدخلوا اليأس والإحباط لدى بعض المسلمين عبر التشكيك بإمكانية نجاح هذا المشروع من جديد وإمكانية كسب هذه المعركة وفق المعطيات الحالية من تحكم الغرب المطلق بدفة مركب البشرية، والحقيقة التي لا يمكن لمبصرٍ أن يخطئها أن الأمور تسير على غير ما يهوى الكفار، وأن سحرهم قد بَطُل وكيدهم قد فشل وفألهم قد خاب. وإن ما تحياه الأمة لخير شاهد على ذلك.
ولأجل إلقاء الضوء على تفاصيل هذه المعركة الدائرة، ولأجل نزع بذور الشك والريبة من قلوب بعض المسلمين، ولأجل أن نبصر الى أين وصل العمل لنهضة الأمة؛ كان لا بد لنا من وقفة نبين فيها مخطط الكفار ومشروعهم، وما صنعوا لأجله، وماذا قدموا لإنجاحه، وما هي إمكاناتهم وقدراتهم، وما مصير هذا المخطط. وأن نبين مشروع الساعين للتغيير والنهضة إلى أي مرحلة قد وصل، وما هي إمكانات أصحاب هذا المشروع، وما هي قابلية نجاحه وتحققه في أرض الواقع ؟
قبيل هدم الخلافة، لا بل منذ قرون خلت، حدد الكفار غايتهم في صراعهم مع المسلمين في أمرين اثنين، أولهما العمل على ضرب الفكرة الإسلامية ومحاولة إدخال المفاهيم المغلوطة عليها بل ومحاولة استبدالها -في مرحلة متأخرة- بمفاهيم غربية. وثانيهما هو هدم دولة الخلافة، وكانت هذه الاهداف أحدى توصيات الملك لويس التاسع عقب أسره أثناء حملته الصليبية على بلاد المسلمين، وهي عينها ما عبر عنه وزير خارجية بريطانيا بعيد هدم الخلافة في مجلس العموم البريطاني بقوله -مسفراً عن الغاية المبيتة التي سعى لها الغرب بأسره وعلى رأسه آنذاك بريطانيا- قائلاً (القضية أن تركيا قد قضي عليها ولن تقوم لها قائمة؛ لأننا قد قضينا على القوة المعنوية فيها: الخلافة والإسلام") ولإنجاح هذا المخطط بذل الكفار ما استطاعوا لتحقيقه، وضاعفوا جهدهم للمحافظة على المكاسب التي حققوها، لقد بذلوا جهوداً جبارة لتحقيق الهدفين المذكورين أعلاه.
فعلى صعيد حرب الفكرة الإسلامية عمد الكفار إلى وسائل عدة، وحاربوا الفكرة الإسلامية على صعد مختلفة، فقاموا بإرسال الحملات التبشرية في سعي منهم لزعزعة أفكار وعقائد المسلمين، وسعوا الى حرب اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن ولا يمكن فهم الإسلام بدونها، وعملوا على إدخال السم في الدسم عبر تضليل المسلمين وتحميلهم أفكاراً غربية غريبة عن الإسلام بدعوى أنها لا تعارض الإسلام، أو بدعوى أنها من الإسلام، وجندوا لذلك علماء ومشايخ وحركات وجمعيات ووسائل إعلام من فضائيات وإذاعات وصحف وكتاب ومفكرين، ووضعت لأجل هذا الغرض مناهج تعليم، جندت كل هؤلاء وغيرهم الكثير ليحرفوا أذهان الأمة عن فكرة الإسلام الحقة النقية، ليحرفوا أذهان المسلمين عما أصبح يعرف بالاسلام السياسي الذي يطرح الإسلام كمبدأ وكبديل حضاري، فترى من هؤلاء الجند من ينبري ليجعل الاسلام ديناً كهنوتياً ويوالي الحكام على كفرهم وفسقهم وحكمهم بالطاغوت، وترى من هؤلاء من يزعم أن الديمقراطية هي الشورى وأنها بضاعتنا ردت إلينا، وآخر يفتي الناس بجواز البنوك والتعامل بالربا، وآخر يفتي بجواز زواج المسلمة من الكافر إفتراءً على الله، وآخر يجيز شرب اليسير من الخمور، وآخر يزعم أن الإسلام دين الحرية الشخصية والدينية، وآخر يحارب فكرة الخلافة باسم الإسلام ويصفها بالخرافة، وآخر يجيز التحالف مع أميركا تحت ذريعة مشاركتها في الحرب على الإرهاب، ومناهج تعليم تفسد على الطفل قبل الكبير دينه وتدنس فطرته فتحرفها إلى العلمانية واللادينية، ووسائل إعلام تقرع آذان المسلمين صباح مساء بل تداهم كل خصوصياتهم فتنفث سمومها في كل بيت لا تغادر كبيراً ولا صغيراً ولا رجلاً ولا امرأة، فتروّج للحرية والفساد والخلاعة والعلمانية، وإن أسوأهم طريقة بل أضلهم من يضلل الأمة باسم الإسلام عبر محطات فضائية تسمى دينية تحرف الأذهان عن جادة الحق والصواب عبر طرح أحكام ضبابية وفتاوى تتماشى مع العصر والديمقراطية تسمى فتاوى شرعية بألسنة علماء خصصوا لهذا العمل وتفرغوا له... هذا على صعيد حرب الفكرة الإسلامية.
أما على صعيد العمل على هدم الخلافة فقد استطاع الكافر المستعمر هدمها منذ أكثر من ثمانين عاماً عقب حالة الضعف التي عاشتها الخلافة، مما مكن الكفار بمعونة من خونة الترك والعرب من أن ينقضوا ويجهزوا عليها، وأصبح همّ الكفار أن يكرسوا هذا الواقع وأن يصرفوا أذهان الأمة عن الخلافة وفكرتها لئلا تعود من جديد فقاموا بخطوات عدة، منها:
1- سعوا إلى ربط ذاكرة المسلمين عن الخلافة بأنها جائرة ظالمة -وخاصة العرب- استغلالاً منهم لبعض التصرفات الخاطئة التي حصلت قبيل هدم الخلافة والتي كان لأدوات الكفار إصبع فيها.
2- عمدوا إلى تمزيق الأمة أشلاء متناثرة عبر تقسيمها إلى دول متناحرة، ولتكريس هذا التقسيم بثوا فكرة الاستقلال، وجعلوا لكل دولة حدوداً جغرافية لا تتعداها، وجعلوا لها عيد استقلال وعلماً وهوية .
3- سعوا إلى ضرب رابطة الأخوة الإسلامية التي كانت توحد الأمة في كنف الخلافة عبر بث فكرة القومية والوطنية والقبلية والجهوية، وكان لهذه الأفكار في حقبة من تاريخ الأمة رواجاً هائلاً، كما عمدوا إلى ايجاد بدائل وصور مزيفة للوحدة كمنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية.
4- جعلوا من الدول الكرتونية التي أقاموها في بلاد المسلمين حارساً وناطوراً لهم على الأمة، خشية أن تتحرك الأمة نحو الاسلام السياسي ونحو الخلافة. ولتحقيق هذا الهدف جعلوا الدول في العالم الاسلامي دولاً بوليسية، فأوجدوا لها الأجهزة الأمنية المختلفة والمتكاثرة يوماً بعد يوم، فهذا جهاز أمن وقائي، وذاك وطني، وآخر مخابرات واستخبارات ومكافحة إرهاب وغيره، وكل هذه الأجهزة ما وجدت إلا لتراقب تحرك الأمة نحو مشروع النهضة الحقيقي فتقف سداً منيعاً في وجهه ، ولأجل هذه المهمة أنفق الكفار الأموال الطائلة عبر المساعدات التي تقدمها ما تسمى بالدول المانحة لهذه الدول الكرتونية ولأجهزتها البوليسية الجاثمة على صدر الأمة.
5- أوجدوا عشرات الآلاف من الجمعيات التي تسعى بصورة مباشرة وغير مباشرة لحرب مشروع نهضة الأمة، من جمعيات حقوق المرأة، وحقوق الطفل، وحقوق الحيوان، وغيرها الكثير. فبلاد المسلمين تزخر بالجمعيات الأجنبية التي وصل تعدادها في العالم العربي حتى منتصف التسعينات الى أكثر من 70 ألف جمعية، وهي في تزايد مطّرد، ولا يخفى عليكم كم أن لهذه الجمعيات مآرب وغايات خبيثة تسهر على تحقيقها وتبذل قصارى جهدها لذلك.
هذا -على الحقيقة لا المجاز- غيض من فيض مما يبذله الكفار في حربهم لمشروع نهضة الأمة، فهم يملكون من الأموال والمقدرات والطاقات والأجهزة الأمنية والدول البوليسية وأجهزة الإعلام والجمعيات والحركات والتنظيمات وعلماء السوء والمفكرين والكتاب والصحفيين الكثير الكثير، حتى يخيل للمرء لكثرة ما يملكون أن لا طاقة لأحد بمواجهتهم أو التغلب عليهم ،
في المقابل، ماذا يملك الطرف الآخر، وهم حملة مشروع نهضة الأمة في هذه المعركة؟ وما هي إمكاناتهم؟ وماذا حققوا؟ وما مصير هذا الصراع؟ لا يملك هؤلاء عشر معشار ولا أقل من ذلك من إمكانات الكفار المادية، بل إن ما يملكون لا يمكن أن يقبل المقارنة مع إمكانات الكفار بسطاً على مقام. فإمكاناتهم المادية تكاد تكون معدومة، وتحكمهم بوسائل الإعلام معدوم، بل إن وسائل الإعلام هذه مكّرسة لحربهم، ويفتقرون الى العدد نسبة لأعداد الكفار والسائرين في ركابهم. ولا أقلام ولا كتاب ولا صحفيين -إلا من رحم ربي- يشاطرهم رأيهم ومشروعهم النهضوي أو يرى إمكانية تحقيقه، وغني عن الذكر، إنهم لا يملكون دولاً ولا مؤسسات ولا جمعيات، فهؤلاء الغر الميامين لا يملكون سوى المنهج والكلمة، لا يملكون سوى قصاصة ورق ولسان والتزام بالشرع وعدم الحيد عنه ، لا يملكون سوى إيمانهم بهذا المبدأ العظيم وبصيرتهم بالحق وسيرهم على خطى سيدهم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
فماذا صنع هؤلاء في هذه المواجهة وماذا حققوا؟
لإدراك حقيقة الإنجازات التي حققها الساعون لنهضة الأمة، ولإدراك حجمها الطبيعي؛ لا بد أن توضع هذه الإنجازات في سياق هذه المعركة، فهذه المعركة بحق معركة غير منصفة القوى ولا الأعداد ولا الإمكانات فيها متكافئة، فأي إنجاز للطرف الأضعف هو إنجاز مضاعف وتقدم باهر، إذ إن النظرة العقلية المجردة عن الإيمان بالله تحكم قطعاً بفشل هؤلاء لا بل بإمكان القضاء عليهم واستئصال شأفتهم لشدة ضعفهم وقلة حيلتهم أمام هذا العدو المتجبر الذي يملك من الإمكانات والقدرات ما لا طاقة لهم بدفعه؛ لذا كان لا بد من مراعاة هذا السياق للإنصاف، ومع ذلك فقد يظن المرء أننا نذكر ذلك لضآلة ما حقق الساعون لنهضة الأمة من إنجازات مع أن الواقع يدل على خلاف ذلك، فالساعون للتغيير برغم ما ذكرنا من ضعفهم وقلة حيلتهم وعبر العقود الماضية استطاعوا أن يبهروا الكفار بل وأن يجعلوهم مشدوهين حيارى، وكل ذلك بفضل من الله وحده ومنّه، فلقد استطاع دعاة الخلافة -بفضل الله وحده ومنه- أن يردوا سهام الكافرين إلى نحورهم، وأن يبطلوا سحرهم ويكشفوا كيدهم، ونظرة خاطفة سريعة إلى حال الأمة والكفار اليوم ترينا ذلك رأي العين، وتؤكد أن الكفة باتت ترجح لصالح مشروع نهضة الأمة.
فالأمة اليوم وبالرغم من الجهود الجبارة التي بذلت من قبل الكافرين ما عادت تقبل عن الإسلام بديلاً، ولا عادت تقبل الإسلام المداهن للحكام ولا الإسلام الأميركي ولا الأوروبي أو ما يسمى بالإسلام المعاصر أو الوسطي، وها هي تنقب عن أحكام دينها ولا ترضى إلا بالإسلام النقي بديلاً عما سواه، فبالله عليكم، أين القومية ورواجها؟ أو العلمانية ودعوتها؟ أو الاشتراكية والمروجون لها؟ أو الجهوية العصبية؟ ألم تصبح هذه الأفكار أثراً بعد عين؟ ألم تعد الأمة لمعدنها ودينها وأصبحت ترفض ما سواه؟!
ثم أين هؤلاء الحكام الذين كانت الأمة عبر سنين الضلال والغفلة تهتف باسمهم وتلهج ألسنتها بذكرهم وتعلق آمالها عليهم؟ ألم يعد هؤلاء دمىً في نظر الأمة يحركها الكافر حيث يشاء؟ ألم يصبح هؤلاء أمواتاً لا ترجو الأمة منهم عدلاً ولا صرفاً ولا حياةً كريمة؟ بل ألم تصبح الأمة تلعنهم وتسخط عليهم وتتبرأ إلى الله منهم ومن فعالهم وتآمرهم عليها وغدرهم بها صباح مساء؟
ثم أين تلك الحدود التي مزقت الأمة وأين قدسيتها الكاذبة؟ ألم تعد الأمة تتطلع للوحدة ولم تعد تقيم وزناً لهذه الحدود؟ ألا ترون كيف يشعر أهل فلسطين بأهل العراق، وأهل السودان بأهل أفغانستان، وأهل كشمير بأهل الشيشان؟ ألا ترون معي كيف يتطلع المسلمون جميعاً في كافة أقطار المعمورة إلى الوحدة الحقيقية في ظل دولة واحدة، لا يقيمون فيها وزناً لا للون ولا لعرق ولا لحدود سوى لإسلامهم.
ومن ثم ألا ترون كيف أصبحت دعوة الخلافة هي البضاعة والصناعة للأمة، وأصبحت محط أنظارها وأملها في الخلاص، بل إن وعي الأمة على دينها وعلى الخلافة يزداد يوماً بعد يوم، ورأيها العام أصبح رأياً منبثقاً عن وعي عام على الإسلام.
ثم ألا ترون أن الكرّة قد انقلبت على الكافرين فأصبحت أفكارهم في معرض النقض وبيان بطلانها على الصعيد العالمي لا المحلي فحسب، وأصبح المسلمون -وخاصة في بلاد الغرب- يهاجمون الأفكار الرأسمالية الغربية في الصميم -بدل أن يندمجوا في المجتمعات الغربية كما أراد لهم الكفار- مما قاد إلى اعتناق عشرات الآلاف من الغرب للإسلام، وهذه علامة تراجع ونكوص لمشروع الكفار.
من مجمل ماذكر نستطيع الحكم والقول بلا تردد أن مشروع الخلافة -مشروع نهضة الأمة- في تقدم لا بل في تسارع، ومشروع الكفار في تقهقر وانحسار، ولكي نُبلغ في الدلالة نذكر النقاط التالية التي تؤكد ذلك:
1- حالة الذهول التي أصابت الكفار عقب كل ما بذلوه لصد الأمة عن نهضتها ودينها، فبدل أن تصاب الأمة في مقتل، كما طمع عدوها جراء هذه المعركة، نرى الأمة قد حزمت أمرها نحو خلاصها عبر تبني مشروع الخلافة، مما دعا الكفار إلى إعلان حرب صليبية بصورة علنية، وفي ذلك إعلان إفلاس لهم وفشل لجميع المخططات التي رسموها من قبل عبر العقود الماضية.
2- التقارير والأبحاث والتوصيات التي تصدر عن مراكز أبحاث الكفار، كمؤسسة رند ومركز نيكسون للإبحاث، والتي تعترف بدنو قيام الخلافة وتعتبره السيناريو المتوقع للعالم في السنوات القليلة القادمة، مما دعا زعماءهم إلى إظهار تخوفهم من عودتها بصورة علنية. فهذا بوش يصرح مراراً وتكراراً قائلاً: «إن أولئك المتطرفين -ويعني أصحاب مشروع الخلافة- مصممون على القضاء على أي تأثير أميركي أو غربي في الشرق الأوسط» وقال أيضاً مبدياً تخوفه وحذره: «سيسعى أولئك إلى تأسيس إمبراطورية إسلامية متطرفة. فهم يعتقدون أن السيطرة على بلد واحد سيحشد الجماهير المسلمة، ويمكنهم من إسقاط الحكومات المعتدلة في الشرق الأوسط، وإقامة إمبراطورية إسلامية تمتد من إسبانيا إلى إندونيسيا»، وكذا صرح صنوه بلير قائلاً «إن تحكيم الشريعة في العالم العربي، وإقامة خلافة واحدة في بلاد المسلمين، وإزالة نفوذ الغرب منها، هو أمر غير مسموح، ولا يمكن احتماله مطلقاً» ووزير داخليته كلارك صرح أيضاً قائلاً: «إن مسألة عودة الخلافة وتطبيق الشريعة الإسلامية أمران مرفوضان لا يقبلان النقاش أو المساومة» وبوتين الذي اعتبر روسيا خط الدفاع الأول عن أوروبا لأنه -على حد قوله- «يوجد من يعمل على إسقاط الأنظمة العلمانية بغية إقامة دولة إسلامية في آسيا الوسطى» وساركوزي الذي حذر من إمبراطورية إسلامية تمتد من إسبانيا إلى نيجيريا، وكل هذه التصريحات تؤكد أن الأمة تتجه نحو مشروع نهضتها، وما عادت تلتفت إلى ما سواه، وتؤكد مدى الخوف والهلع الذي أصاب الكفار جراء ذلك.
3- عقب حرب أفغانستان وانعتاق طالبان، قررت أميركا أن تتراجع عن استعمال الحركات الإسلامية المخترقة لتحقيق مصالحها وأهدافها، وقررت ضرب كل حركة إسلامية مهما كانت، واليوم تشهد هذه السياسة تراجعاً بسبب فشل السياسة الأميركية في حرب الإسلام السياسي، فعادت أميركا تريد ضرب الإسلام ومشروعه النهضوي بحركات ما يسمى الإسلام المعتدل المقبول أميركياً، وفي ذلك دلالة واضحة على عجز أميركا على مواجهة تقدم وتسارع مشروع الأمة بأفكارها الرأسمالية العفنة، مما ألجأها مرة أخرى لاستخدام ورقة الحركات الإسلامية التي تصنف أميركياً بأنها حركات معتدلة ومقبولة، وأخذ يفاوضها ويحاورها لإيصالها إلى الحكم أو لإشراكها فيه.
هذه هي أهم المعالم والإشارات الدالة على تقدم وتسارع مشروع نهضة الأمة وتقهقر وانحسار وفشل مشروع الكفار، وأن مشروعهم هذا -بإذن الله- إلى زوال واندحار، وهذه المعالم والإشارات قد أربكت الكفار وشدهتهم وأصابتهم بالهلع، فهم عبر أكثر من ثمانين عاماً يسهرون على تضليل الأمة وحرفها عن جادة دينها وسبب عزها ومجدها، ويبذلون الغالي والنفيس لأجل هذا الغرض. بعد كل ذلك يتفاجأ هؤلاء بثلة قليلة العدد والعدة تستطيع بجهودها المحدودة ان تغير مسار الأمة، وأن تجعل الكفة ترجح لصالح الأمة ومشروع نهضتها، إن ما لا يدركه الكفار هي تلك القوة الروحية الكامنة في نفوس العاملين لنهضة الأمة ومعونة الله لهم ، لذا فهم بعد كل ما بذلوا أصيبوا بالخذلان وشعروا بدنو الهزيمة، فهلاّ أحسستم بذلك أيها المسلمون وتفطنتم له كما تفطن له عدوكم؟ والحال كذلك كيف يمكن لليأس أو الإحباط أن يتسللا لقلب مؤمن! وأنى لمؤمن أن يرضى لنفسه أن يبقى متفرجاً في هذه المواجهة الخطيرة؟!
أيها المسلمون:
إن الكفار قد أجمعوا كيدهم صفاً لحربكم ولحرب دينكم وخلافتكم المنشودة رمز عزكم ونهضتكم، وها هم يقاتلونكم في آخر الخنادق، فالمعركة خطيرة جداً والظرف حاسم، فلا يؤتين من قبلكم، فسارعوا قبل فوات الأوان للعمل مع من نصبوا نحورهم وأنفسهم لأجل نهضتكم وعزكم حتى تُسرّعوا عجلة التغيير وتحققوا مشروع النهضة؛ فتفوزوا بالنصر والتمكين في الدنيا والمغفرة والفلاح في الآخرة.
وصدق الله العظيم القائل: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) [الأنفال 36].


علاء أبو صالح - فلسطين
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم سلمة
المشاركة Apr 9 2017, 07:31 PM
مشاركة #4


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892




كيف ستواجه دولة الخلافة الراشدة القادمة تكالب الغرب عليها؟!
03 كانون2 2015 |

هذا سؤالٌ مطروحٌ وبقوةٍ في الساحة الإسلامية، خاصة والأمة اليوم في حالة مخاض عسير سيسفر عما قريب بإذن الله عن ولادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وهو مطروح من جهات ثلاث:


الجهة الأولى: بعض أعضاء الحركة الإسلامية التي تعمل على إعادة بناء دولة الخلافة.


وهدف هؤلاء الأعضاء من السؤال هو الاطمئنان إلى أن دولة الخلافة الإسلامية لن تقوم لكي يتم القضاء عليها في مهدها، وهؤلاء هم من أعضاء حزب التحرير الذي أخذ على عاتقة أن يعمل لاستئناف الحياة الإسلامية في واقع المسلمين عن طريق بناء دولة الخلافة، وحدد لهذه الغاية منهجاً مستنبطاً من حياة نبينا وسيرته صلى الله عليه وسلم قبل بناء دولته في المدينة وبعدها، ما حاد عنه ولن يحيد بإذن الله.


الجهة الثانية: هي من أعضاء بعض الحركات الإسلامية الأخرى العاملة على الساحة، الغيورين على إسلامهم، وبعض المسلمين المؤمنين بحتمية عودة الحكم بالإسلام؛ مستندين بذلك إلى بعض النصوص الشرعية التي أوجدت لديهم هذا الإيمان، فهم يحلمون بعودة دولة الخلافة الراشدة ولكنهم يرون في عودتها حلما بعيداً يكاد يكون مستحيلاً تحقيقه في ظل هيمنة الكفر وأعوانه على رقاب البلاد والعباد.


وهدف هؤلاء السائلين: هو المعرفة والاطمئنان لا سيما وأنهم يرون تكالب دول الكفر والاستعمار على بلادنا ومكافحتها لثورات الأمة في كل مكان، فلسان حالهم أنهم مأخوذون أو قل مضبوعون بمعطيات الواقع الذي يعيشون، فهم يتمنون عودة الخلافة الراشدة وتملؤهم الأمنيات الطيبة لها ولكن خوفهم من الأعداء وشرورهم أسكن بداخلهم خوفاً جعلهم عاجزين عن ممارسة إيمانهم بحتمية عودة الحكم بالإسلام، أو هم على أحسن حال جلسوا كالراعي فاقد الحيلة يراقب: ماذا سيفعل ذلك الوحش الكاسر بماشيته.


الجهة الثالثة: هي أهل الإرجاف والارتجاف: الغيورون على مصالحهم، الباحثون عن الوظيفة ولقمة العيش بأي ثمن، الذين فقدوا الإحساس إلا بمصالحهم ومنافعهم، حتى لو تطلب الأمر تخليهم عن إنسانيتهم، لا بل حتى لو انحطت بهم الحياة إلى أن يعيشوا كالعبيد بعقولهم، وكالبهائم بغرائزهم، ومرتع هؤلاء معروف لنا جميعا فهم يكثرون ويتكاثرون في مراعي الأسياد ويعتاشون على ما يلقون لهم من فتات.


وهدف هؤلاء من السؤال: يختلف عن سابقيهم باختلاف موقعهم في هذه الحياة، فهم لا يسألون خوفا على الخلافة أو رغبة في أن لا ينال منها أحد، بمعنى أنهم أحرص من أسيادهم على بقاء أسيادهم أسياداً عليهم وعلينا، فلا خلافة تعنيهم ولا يرقبون في مؤمنٍ بها عامل على بنائها إلاًّ ولا ذمة، فقد اتخذوا من أسيادهم أرباباً من دون الله، فهم المدافعون عنهم وهم الحراس الأمناء على مصالحهم، وهؤلاء مطلوبٌ منهم إشاعة الشك والريبة واليأس والقنوط في نفوس العاملين على رفع لواء العزة والكرامة، لواء الحكم بما أنزل الله، فيسألونك كيف ستواجه دولة الخلافة محاربة الغرب لها؟! وهل ستقوى على الصمود في وجه أمريكا؟!، ولديهم جواب جاهز يثبطون به كل ذي همة عالية إن أصغى لهم، فمطلوب من هؤلاء أن يبعثوا في نفوس أصحاب الهمة جرعات مركزة من الريبة واليأس والإحباط، وربما يتسلحون ببعض النصوص يستشهدون بها في غير محلها، فهؤلاء هم الذين يصوِّرون لك أمريكا كأنها إله لا بد من السير وفقا لرؤاها، ولَتجدنَّهم أحرصَ الناسِ على حياةِ الذل هذه ما دامت تملأ جيبوهم وبطونهم من سحت الدنيا، حتى وإن امتلأت سجون الطغاة بضحاياهم من أولئك المؤمنين الذي صدقوا ما عاهدوا الله عليه.


ولكل هؤلاء وقبل الإجابة على هذا السؤال، أرى أن أعرض هذه المعادلة الفكرية التي أرتجي منها أن تستثير العقول لتعقل وتحرك الإيمان الميت لدى بعضنا فيحيا معنا يملؤه الأمل والرجاء في الله ومنه، وتستنهض الهمم والعزائم في نفوس رجالٍ يحبون أن يَصدقُوا مع الله فَيصدُقَهم.


المعادلة الفكرية: إذا كنت مسلماً مؤمناً بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فمن المؤكد أنك تعرف أن الإسلام شرح لنا كل شيء حتى كيف ننام وكيف نصحو وكيف ندخل إلى الخلاء وماذا نقول وكيف نخرج منه وماذا نقول... الآن إذا كنا فعلاً نؤمن بذلك: فهل من المعقول أن هذا الدين الذي لم يترك مثل هذه التفاصيل الدقيقة أن ينسى أن يعلمنا كيف نقيم حكم الله فينا؟!!! إذا كان الجواب: لا يعقل هذا، وكنت أنت ممن لا يعرف كيف نقيم حكم الله فينا؟ فما عليك إلا أن تتصل بنا نحن حزب التحرير العامل على إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فقد أعددنا لك المشروع الكامل والدستور اللازم للبرنامج المتكامل للحكم بما أنزل الله "اللهم إنا قد بلغنا اللهم فاشهد".


والآن إلى السؤال كيف ستواجه دولة الخلافة محاربة الغرب لها؟!


المعطيات:


• إن الذي سعى إلى هدم دولة الخلافة الإسلامية، هي تلك الدول الكافرة شرقية وغربية التي تكالبت عليها وهي في حالة ضعف، وما فعلوا ذلك إلا لأنهم كانوا يرون في الإسلام عدواً لهم ولمصالحهم.


• إن تلك الدول الكافرة مجتمعة لم تستطع القضاء على دولة الخلافة على ضعفها إلا بالتحالف مع عملاءٍ لهم من أبناءِ المسلمين، باعوا أنفسهم للكفر بثمنٍ بخس فأعانوه على هدمها، وهؤلاء العملاء كانوا في شتى المجالات؛ الثقافية والسياسية والعسكرية، فمنهم من كان والياً على ولاية من ولايات دولة الخلافة، ومنهم من كان شيخاً يصدر الفتاوى، ومنهم من كان قائداً عسكرياً ..الخ


• وما أن تحقق لهذه الدول هدم الخلافة الإسلامية حتى صار المسلمون بلا راعٍ يرعى شؤونهم، وتولى هذا الكافر المستعمر حكمهم بأفكاره وأنظمته التي ما جنينا منها إلا الهزائم تلو الهزائم إلى أن وصلنا إلى ما نحن فيه من هوانٍ وتشرذم وانحطاط في شتى مجالات الحياة، ثم نصب علينا حكاماً من أعوانه الذين خانوا دينهم وأمتهم لتكريس حالة الهوان والتشرذم هذه لغاية الآن.


فكيف لعدوٍ كهذا يدرك خطر الإسلام عليه أن يقف مكتوف الأيدي حيال نهضة هذه الأمة لبناء دولتها من جديد، وهو الذي سهر مئات السنين ليتمكن من الخلاص منها؟!!! وكيف لحكام وضعهم ليسهروا على إجهاض كل أملٍ بنهضةِ أمتنا أن يقفوا مكتوفي الأيدي حيال هذه النهضة، إننا نجزم أن هذا العدو الذي هدم ثم سهر مع أعوانه على إبقاء المهدوم أنقاضاً لن يتركنا وشأننا ونحن نبني دولتنا، لا بل إنه لم يتركنا لحظة واحدة ونحن نعمل لعودة إسلامنا لواقع حياتنا، إذاً فالسؤال مشروع والعدوان علينا حاصل بالفعل ومتوقعٌ أن يزداد شراسةً حال إعلان قيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فماذا نحن فاعلون؟!


أوَتظنون أيها الإخوة الكرام أننا في حزب التحرير العامل ليلاً نهاراً على بناء دولة الخلافة لا نُقَدِّرُ لهذا الأمرِ قَدْرُه؟!!!


نقول وبالله التوفيق، إن بناءَ الدولةِ والإعلانَ عن قيامها أمرٌ أشدُ صعوبةً من مجابهةِ أعدائِها بعدَ قيامها، ذلك أننا نتحدث عن بناءِ دولةٍ وليس عن استلام حكم فقط، والفرق شاسع بين الاثنين، كما أن بناءَ دولة على أساسٍ فكري عقائدي أشدُّ صعوبةً من الاثنين، ذلك أن بناءَ دولةٍ على أساسٍ عقائدي يقوم أساساً على إيمان المؤمنين بضرورة قيام الدولة على هذا الأساس، فما ظنك إذا كانت العقيدة الإسلامية التي يؤمن بموجبها المؤمنون بأن الله هو الخالق المدبر وهو الذي يُؤتي الملك من يشاء ويَنزع الملك ممن يشاء، وهو الله الذي أحكم معادلةَ الصراعِ بين الخير والشر بقوله ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، وبقوله ﴿وَمَا النصر إِلاَّ مِنْ عِندِ الله﴾، هذه العقيدة التي تتضمن نصوصها أن المسلم مأمورٌ بأن يسعى لبناءِ حكم الله فى الأرض وبناء دولة الإسلام لتحمل الإسلام إلى العالم كله، هذه هي العقيدة التي ستقوم عليها دولة الخلافة الإسلامية، وهي المحرك الحقيقي لإيمان المؤمنين بها بأن استجيبوا لأمر الله واعملوا على أن يكون الأمرُ كلُّه لله.


من هنا فنحن في حزب التحرير نرى أن بناءَ صرح دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة في نفوس المسلمين وعقولهم لتصبح مطلبهم المصيري الذي يعيشون من أجله ليُحَكِّموا فيهم شرع ربهم يحتاج إلى هندسة فكرية إيمانية من نوع فريد وخاص جداً، يكون الحق سبحانه وتعالى هو وحده مصدرها، ويكون المعلم والخبير الوحيد فيها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤهل من لَدُن عزيزٍ حكيمٍ، لشرحِ وبيانِ كيفية تطبيق هذا النظام، وبِحِسْبَةٍ غايةٍ في البساطة نقول: إن ذلك المعلم الخبير والذي لم ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم احتاج إلى ثلاث عشرة سنة قضاها يشرح هذه العقيدة وما ينبثق عنها من نظام بلغة فصيحة بليغة ليهندس عقولاً تحمل هذا المبدأ بفكرته وطريقته في وسط فصيح أيضاً لكنه لم يتمكن من وضع هذا المبدأ موضع التطبيق في واقع الحياة وأعني في مكة، إلى أن شاءت إرادة الله أن يعز الإسلام بالأنصار في يثرب فنصروه ونصروا دعوته، فمن لحظة وصوله صلى الله عليه وسلم مهاجرا إلى ربه ليقيم دولته التي ترفع شعارَ المبدأ ذاته الذي انطلق من بطحاء مكة "لا إله إلا الله محمد رسول الله". فبعد وصوله يثرب بست سنين فقط حتى بدأت رُسُلُ رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم تجوب الأرض، فرسول إلى المقوقس حاكم مصر، وآخر إلى هرقل عظيم الروم، فكسرى ملك فارس، والمنذر بن ساوى أمير البحرين، وهوذة الحنفي أمير اليمامة، وملكي عمان، والحارث الحميري حاكم اليمن، والحارث الغساني أمير الغساسنة، والنجاشي ملك الحبشة، ناهيك عن وصول طلائع جيوش دولته إلى أطراف الشام في مؤتة لتؤدب من قتلوا رسول نبي الإسلام إليهم فقط بعد ثماني سنين من قيام دولته عليه الصلاة والسلام، رغم قلة الحيلة وضيق ذات اليد. ما نود التركيز عليه هنا أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم استطاع أن يجيش الجيوش لتبلغ تخوم الروم في ثماني سنين من عمر دولته، لكن حكمة الله شاءت أن لا يكتمل بناء الدولة في مكة المكرمة في ثلاث عشرة سنة من عمر الدعوة، وهذا ما يجعلنا نؤكد على حقيقة أن بناء دولة الخلافة والإعلان عن ولادتها أصعب بكثير من مواجهة أعدائها.


أيها الإخوة الغيورون على إسلامكم ودولته، إن فهمنا لقيام دولة الخلافة والإعلان عنها يختلف عن كل ما تتصورون، فنحن أصحاب مشروع إسلامي سياسي، فالسياسة هي عملنا وتخصصنا لنصل بأمتنا إلى لحظة نعلن فيها قيام دولة الخلافة فتقوم لتستمر، وقد عملنا داخل الأمة؛ بها ومعها لكي نحدث حالة الوعي على أن لا نهضة لإسلامنا إلا بدولة الخلافة، من خلال مشروع وبرنامج عمل للحكم بما أنزل الله، برنامج يسير على نهج الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لبناء الدولة، وفهمنا هذا يقتضي بالضرورة أن نقود الأمة إلى أن تتبنى مشروعنا هذا كما تبنى الأنصار والمهاجرون مشروع نبينا صلى الله عليه وسلم فنصروه وآزروه وضحوا في سبيل إعلاء كلمة الله، فهذه أول ركيزة سنرتكز عليها، وهي أمتنا الإسلامية التي لم نخذلها يوما ولم تجدنا إلا مدافعين عن مصالحها ودينها مهما اقتضت هذه الغاية منا من تضحيات، لأننا لا نرجو النصر إلا من الله، وعلى يد أمتنا التي بدأت بشائر نصرتها لنا تفصح عن نفسها، ثم إننا أيها الإخوة الكرام أصحاب هذا المشروع قد أعددنا العدة من الناحية النظرية والفكرية والسياسية، فنحن نعلم ماذا سنفعل من اللحظة الأولى لاستلام الحكم ليكون حكما بالإسلام لا يستند إلا لأمتنا الإسلامية تحميه وتذود عنه، وتحمله للعالم أجمع، نحن دولة قائمة من الناحية النظرية ولا ينقصنا إلا أن يمن الله علينا بأهل نصرة ننتصر بهم ومعهم على قوى الشرك والظلام، فقد نجحنا أن نهندس بناء دولتنا وفق ما جاء به حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأصبحت الخلافة مطلباً لجماهير أمتنا في شتى ربوع عالمنا الإسلامي.


أما ما سنفعله إذا حاربَنا الغرب والشرق الكافر وهذا متوقعٌ، فإننا نطمئنكم بأن هذا الغرب بقضه وقضيضه قد انهزم من بلادنا قبل قيام دولة الخلافة هزيمة عسكرية نفسية، على يد مجموعات من شباب الإسلام الذين أذاقوا أمريكا وحلفاءها الأمرّين في أفغانستان والعراق، فخرجت تجر أذيال الهزيمة من بعض بلادنا ولولا شرذمة من المأجورين الخونة لانهزمت معهم مشاريعهم الاستعمارية، لا بل إننا نأمل كما يتوقع هذا الكافر المستعمر أيضاً أن قيام دولة الخلافة الإسلامية سيكون بمثابة الضربة القاضية لكياناته الهشة في بلادنا وأزلامه الذين سيتساقطون كأوراق الخريف، ولن يجد هؤلاء الرويبضات الذين ترونهم زعامات عليكم، لن يجدوا بُدَّاً من حزم أمتعتهم ليهربوا بجلدهم من طوفان أمة متعطشة للبطش بهم، لما أذاقوها من إذلال وهوان، أما إن ارتكب الغرب أو الشرق حماقة عمل عسكري هنا أو هناك فإنهم سيمنحون صناديد الإسلام الفرصة ليذيقوهم الموت الزؤام، ولن تنفعهم آلتهم العسكرية أمام أمة استيقظت من رقدةِ العدمِ، متعطشةً لبناء مجدها تجد ريح الجنة في شهيقها وريح النصر في زفيرها، سيجد العالم الكافر وأعوانه فينا رجالا في السياسة والاقتصاد والفكر يملكون الحلول للبشرية لا يفاوضون على دنية ولا يداهنون ولا يرضون بأقل من أن تكون العزة لله ولرسوله، جنديتنا في الإسلام ستغلب كل تفوق حاصل لصالحهم، ذلك أن جند الله سيجد ريح الجنةِ والحياةِ الخالدة باطمئنانه أنه في سبيل الله، سيلاقي حياة خلد عند ربٍ شكور، فسنُقْبِل على الموت حباً في لقاء ربنا وسيفرون من الموت خوفاً من الموت الذي هو نهاية كل شيءٍ عندهم، فما ظنك بفارس يقابلك متحدياً ولسان حاله يقول لك: إنني قادم لقتلك إن استطعت وإن قتلتني فأنت تهديني ما أحب، جنةً عرضها السموات والأرض، أي سلاح ذلك الذي يمتلكه جند الإسلام حينما يخلصون النية في جهادهم لتكون كلمة الله هي العليا، أتذكرون كلام ابن رواحة رضي الله عنه قائد جيش المسلمين في مؤتة حين وقف يخطب في جيشه عندما رأوا كثرة عدد جيش الروم قال: "يا قوم والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون، "الشهادة" وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين، إما ظهور وإما شهادة"، أمَّتنا ستُحسُ أن إسلامها قد خرج من المساجد، ليدير الحياة، والمآذن تصدح تنادي الله أكبر الله أكبر الله أكبر... وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، عندها سنتكاثر في بيوت الله شكرًا ونجعل من كل صلاةٍ صلاةَ جمعةٍ، الكلُ يسأل بفرحٍ وقلق والكل متأهبٌ لدفع أي عدوٍ يدنو من ساحاتنا، ويا لروعة نسائكم أيها المسلمون وهن يهزجن بأهازيج النصر "طلع البدر علينا" في ذلك المشهد الملائكي الذي يشخص أمام عيني اللتين تسبحان بدمع الشوق إلى تلك اللحظات، على أنني لا أكتب خيالاً، لا بل إنها الحقيقةُ أراها شاخصةً أمامي فكونوا على ثقة بأمتكم وكونوا على ثقة أكبر بأن في أمتنا رجالاً يعملون ليل نهار لبناء دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وكونوا على يقين بأن مواجهة دول الكفر كلها أسهل بكثير من بناء الدولة والإعلان عن قيامها، فالأوراق التي بأيدينا كثيرة لمقارعة الكافر المستعمر وأذنابه، وإذا كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد استطاع في ثماني سنوات بعد هجرته أن يصل إلى تخوم الروم، فإننا بفضل الله وتوفيقه نعد العدة إلى أن يستظل العالم الإسلامي بظل دولة الخلافة الإسلامية في زمن قياسي جداً معتمدين في ذلك على توفيق الله والرغبة الجامحة لدى أمتنا في أن تنصر الله ودينه وتحيا حياة كما يحب ربنا ويرضى، فكونوا أنصاراً لله ولرسوله واحملوا معنا هذا المشروع ولا ترضوا لأنفسكم أن تكونوا في جمهور المتفرجين.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُون﴾





كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


أبو حذيفة - مصر
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Apr 9 2017, 07:43 PM
مشاركة #5


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35




نظام الحكم في الإســـــلام هو نظـــام الخــــلافة الذي فرضه ربُّ العالمين

‎Saturday, ‎December ‎5, ‎2015, ‏‎3:00:00 AM | test@localhost.de (test)Go to full article


وهو ليس نظاماً جمهورياً ولا ديمقراطياً ولا ملكياً ولا إمبراطورياً ولا اتحادياً

إن ما يجري في سوريا منذ أكثر من عام ونصف له عنوانٌ واحدٌ هو أن النظام البعثي المجرم والدول الكبرى في العالم تكيدُ لأهلنا في سوريا كي لا تخرج سوريا عن السيطرة، أي تبقى كما كانت دولةً تابعة عميلة وحامية لحدود دولة يهود، فبدأت تلك الدول تضع الشروط والمواصفات لسوريا ما بعد الأسد، فأعلنت من على منابر الفضائيات المأجورة وبلسان المعارضة التي تناضل من فنادق الخمس نجوم أن مستقبل سوريا سيكون دولة ديمقراطية مدنية، وأن المشكلة في سوريا هي إسقاط رأس النظام أو رحيله وتشكيل حكومة لا تقصي أحداً، ويدّعون زوراً وبهتاناً بأنها مطالب الناس، ولكنّ أهلنا الصامدين في وجه آلة القتل والدمار لا يرون غير الإسلام والحكم بما أنزل الله مستقبلاً لسوريا، ولقد عبروا عن ذلك في مظاهرات عديدة تجاهلتها وسائل الإعلام، كما ظهر الأمر واضحاً جلياً في أسماء الكتائب والرايات والهتافات.

وإننا في حزب التحرير نبين للمسلمين في سوريا وفي جميع بلاد المسلمين شكل الحكم في الإسلام لتنتقل القضية من شعار يتوقون لعودته إلى واقع واضحٍ في أذهانهم ومنضبطٍ في أفكارهم، يبذلون كل جهد من أجل ترسيخه وتحقيقه، وعليه لا بد من توضيح النقاط التالية:

1- نظام الحكم في الإسلام هو نظام الخلافة: فالخلافة شرعاً هي رئاسة عامة للمسلمين جميعاً في الدنيا لإقامة أحكام الشرع الإسلامي، وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم، وهي عينها الإمامة، وهي الشكل الذي وردت به الأحكام الشرعية لتكون عليه الدولة الإسلامية كما أسسها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وكما سار عليها الصحابة الكرام من بعده، وهذا الرأي جاءت به أدلة القرآن والسُّنة وعليه إجماع الصحابة، ولم يخالف ذلك في الأمة جمعاء إلا من تربى على ثقافة الكافر المستعمر الذي هدم دولة الخلافة ومزق بلاد المسلمين.

2- نظام الحكم في الإسلام ليس جمهورياً ولا ديمقراطياً: فالنظام الجمهوري الديمقراطي هو نظام من وضع البشر يقوم في أساسه على فصل الدين عن الحياة وتكون السيادة فيه للشعب، فالشعب هو الذي يملك حق الحكم وحق التشريع، فيملك حق الإتيان بالحاكم، وحق عزله، ويملك حق تشريع الدستور والقوانين. بينما يقوم نظام الحكم الإسلامي في أساسه على العقيدة الإسلامية، وعلى الأحكام الشرعية. والسيادة فيه للشرع لا للشعب، ولا تملك الأمة فيه ولا الخليفة حق التشريع، فالمشرع هو الله سبحانه، لكن الإسلام قد جعل السلطان والحكم للأمة، فهي تنتخب من يحكمها بالإسلام وتبايعه على ذلك، وما دام الخليفة قائماً بالشرع، مطبقاً لأحكام الإسلام فإنه يبقى خليفة، مهما طالت مدة خلافته. ومتى أخلَّ بتطبيق أحكام الإسلام انتهت مدة حكمه ولو كانت يوماً أو شهراً، ويجب أن يُعزل. ومنه نرى أن هناك تناقضاً كبيراً بين النظامين في الأساس وفي الشكل الذي يقوم عليه كل منهما، وعليه فلا يجوز مطلقاً أن يقال إن نظام الإسلام نظام جمهوري، أو أنه يقرُّ الديمقراطية.

3- نظام الحكم في الإسلام ليس ملكياً: ولا يُقرّ النظام الملكي، ولا يشبه النظام الملكي، فالنظام الملكي يكون الحكم فيه وراثياً، يرثه الأبناء عن الآباء، كما يرثون تركتهم، والنظام الملكي يخصّ الملك بامتيازات وحقوق خاصة، ويمنع ذاته من أن تُمسّ، بينما نظام الإسلام لا يخصّ الخليفة أو الإمام بأية امتيازات أو حقوق خاصة، فليس له إلا ما لأي فرد من أفراد الأمة، ونظام الحكم في الإسلام لا وراثة فيه والخليفة ليس ملكاً بل هو نائب عن الأمة في الحكم والسلطان، اختارته وبايعته بالرضى ليطبق عليها شرع الله، وهو مُقيَّد في جميع تصرفاته وأحكامه ورعايته لشؤون الأمة ومصالحها بالأحكام الشرعية.

4- نظام الحكم في الإسلام ليس (إمبراطورياً): فالنظام (الإمبراطوري) بعيد عن الإسلام كل البعد، لأنه لا يساوي بين الأجناس في أقاليم (الإمبراطورية) بالحكم، بل يجعل ميزة لمركز (الإمبراطورية) في الحكم والمال والاقتصاد، وطريقة الإسلام في الحكم هي أنه يسوي بين المحكومين في جميع أجزاء الدولة، وينكر العصبيات الجنسية، ويعطي لغير المسلمين الذين يحملون التابعية حقوق الرعية وواجباتها، فلهم ما للمسلمين من الإنصاف، وعليهم ما على المسلمين من الانتصاف، فهو بهذه المساواة يختلف عن (الإمبراطورية)، وهو بهذا النظام لا يجعل الأقاليم مستعمرات، ولا منابع تصب في المركز العام لفائدته وحده، بل يجعل الأقاليم كلها وحدة واحدة مهما تباعدت المسافات بينها، وتعددت أجناس أهلها، ويعتبر كل إقليم جزءاً من جسم الدولة، ولأهله سائر الحقوق التي لأهل المركز، أو لأي إقليم آخر، ويجعل سلطة الحكم ونظامه وتشريعه كلها واحدة في كافة الأقاليم.

5- نظام الحكم في الإسلام ليس اتحادياً: تنفصل أقاليمه بالاستقلال الذاتي، وتتحد في الحكم العام، بل هو نظام وحدة تعتبر فيه الولايات أجزاء من الدولة الواحدة، وتعتبر مالية الأقاليم كلها مالية واحدة وميزانية واحدة تنفق على مصالح الرعية كلها، فنظام الحكم وحدة تامة يحصر السلطة العليا في المركز العام، ويجعل له الهيمنة والسلطة على كل جزء من أجزاء الدولة صغر أو كبر، ولا يسمح بالاستقلال لأي جزء منه، حتى لا تتفكك أجزاء الدولة.

والحاصل أن نظام الحكم في الإسلام نظام خلافة. وقد انعقد الإجماع على وحدة الخلافة، ووحدة الدولة، وعدم جواز البيعة إلا لخليفة واحد. وقد اتفق على ذلك الأئمة والمجتهدون وسائر الفقهاء.

أيها المسلمون المؤمنون في سوريا:

مَنِ الأجدر منكم بتحقيق هذه الغاية العظيمة التي تهون في سبيلها التضحيات؟! من الأولى منكم بهذه الهدية الربانية التي تنتهي بها كل المآسي والمشكلات؟! إننا في حزب التحرير وقد وضعنا بين يديكم التصور الواضح لنظام الحكم في الإسلام الذي حكم به أئمة الهدى سادتنا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين، فإن الواجب عليكم بعد هذا البيان الشافي هو الالتزام بما أمركم به ربكم الذي بيده وحده نصركم وعزكم، فلا تقبلوا أي نظام يُطرح عليكم حتى ولو كان مُجمَّلَ الوجه مُزكّى من القنوات الفضائية العميلة، ولا تقبلوا أن ترفع لكم الشعارات البرّاقة حتى ولو تمسّحت بذكر الإسلام إذا كان مضمونها الديمقراطية والحكم بغير نظام الإسلام.

اللهم إنا نسألك أن تثبت أهلنا في سوريا على الحقّ، وأن تنصرهم وتعزهم بدولة الخلافة الإسلامية، إنك وليُّ ذلك والقادر عليه. والحمد لله رب العالمين.


01 من ذي القعدة 1433 حزب التحرير
الموافق 2012/09/17م ولاية سوريا



ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النبوة
‎Sunday, ‎May ‎10, ‎2015, ‏‎3:00:00 AM | test@localhost.de (test)Go to full article
أيّها المسلمون في باكستان!



ونحن نبتغي الأجر والثواب العظيم من الله في رمضان، دعونا نتذكر تاريخ هذه الأمة الإسلامية الحافل بالانتصارات خلال هذا الشهر المبارك، سواء ضد قريش في مكة المكرمة أم ضد الصليبيين الجشعين والتتار المتوحشين أم ضد الجحافل الأوروبية في إسبانيا (الأندلس). ومع ذلك، فإنّ شهر رمضان في هذه الأعوام، من دون تطبيق الإسلام شاملاً في الحياة، ومن دون جعله نظاماً ودستوراً يُطبق على الناس، قد فقد بريقه وحقيقته. فأي ذل هذا الذي تعيشه الأمة الآن مع أنّها تملك من الموارد الاقتصادية والقدرة العسكرية ما تملك! وكيف وصل بها الحال بأن تعيش في بؤس وفقر ومعاناة ومشقة؟!



إنّ الحال المزري الذي تعيش فيه أمتنا اليوم ليس غريباً أو مفاجئاً، فكيف لها أن تعيش في أمان من دون وجود دولة الإسلام الحامية؟! وكيف لها أن تنعم بالهناء وكل حكومة تستلم الحكم من خلال الديمقراطية الكافرة تكون أسوأ من التي سبقتها. إنّ تغيير هذه الحكومات المتعاقبة التي مرت على الأمة في ظل النظام الديمقراطي ليست سوى تغيير في وجوه حاكمة، وإبقاء على نظام متعفن فاسد، أي لا تغيير حقيقياً يحدث فعلاً، وهذا هو السبب في أنّنا -وعلى الرغم من كل الضجيج لبث الأمل في انتخابات عام 2013م- نجد أنفسنا كما كنا من قبل، أو حتى أسوأ من ذلك، فالحكام الحاليون هم تماماً كالذين سبقوهم، يعملون بجد لتعزيز موطئ قدم للعدو في بلادنا، على الرغم من أنّ باكستان القوة العسكرية الأقوى في العالم الإسلامي.



وسيراً على نهج نظام كياني/زرداري، فإنّ نظام كياني/شريف يواصل السماح للجواسيس الأمريكيين بالتجول في شوارعنا وحول مساجدنا، للإشراف على التفجيرات وعمليات القتل المستهدفة من كراتشي إلى كويتا، من دون أدنى شفقة على الأطفال والنساء والمسنين. وكما كان عليه الحال من قبل، فإنّ الخونة الحاليين يسمحون لأمريكا بالحفاظ على قلاعها المتنكرة بزي السفارات والقنصليات في المدن الرئيسية عندنا، ليجتمعوا بعملائهم فيها في وضح النهار لتنفيذ مؤامراتهم التي يحوكونها ضدنا. وتواصل الطائرات بدون طيار إلقاء حممها على بيوتنا وعلى رؤوس ساكنيها، بينما يستمر الحكام في تزويد الصليبيين بالوقود وقطع الغيار لتلك الطائرات، من خلال خط إمدادات الناتو. وعندما يستلزم الأمر فإنّ كياني ونواز شريف ووزير الداخلية وزبانيتهم يصلون ليلهم بنهارهم من أجل مفاوضاتهم مع أمريكا بشأن أفغانستان، ليضمنوا وجودها الدائم في عقر دارنا تحت غطاء الانسحاب المحدود أو الجزئي.



بدون الإسلام والخلافة، لا يجد الحكام الآن من يردعهم من تدمير اقتصادنا، كما كان يفعل من قبلهم. وقد وضع النظام الحالي ميزانية بناءً على أوامر وإملاءات صندوق النقد الدولي، تحرمنا من الاستفادة من الثروة الهائلة في هذه الأراضي. والسياسات التي أعلن عنها وزير مالية نظام كياني/شريف في خطاب الميزانية تؤكد أنّ الوضع الحالي سيزداد سوءاً أكثر مما يمكننا تصوره، فبناء على ميزانية نظام كياني/شريف لعام 2013-2014 ستزداد خصخصة الطاقة، مما سيتسبب بلا شك في نقص الكهرباء بشكل لا يمكن تحمله، وسيتم فرض زيادات أخرى على الضرائب التي تكسر الظهر وتثقل الكاهل وتخنق الاقتصاد وتدمر الصناعة والزراعة، وسوف تنخفض قيمة الروبية، مما سيتسبب في ارتفاع كبير في الأسعار.



وهكذا، فإنّنا سنعاني من أعدائنا الأمَرّين خلال شهر رمضان، وهو الشهر الذي كُرمنا فيه في الماضي، الشهر الذي هزت فيه ضربات أقدام الجيوش المسلمة الأرض، وعجت السماء بأصوات الحديد والنار وصيحات "الله أكبر"، في حين ولى الأعداء الدبر من الفزع ومن قتلهم شذر مذر. وهكذا في الوقت الذي نتضور فيه نحن جوعاً خلال هذا الشهر "شهر الانتصارات"، كان أجدادنا ينشغلون فيه في تأمين الازدهار والرفاهية لغير المسلمين في البلاد التي فتحوها حديثاً، حتى يؤلفوا قلوبهم للإسلام، فعلاً لقد غبن رمضان حقه!



إنّ نظام كياني/شريف مثله مثل باقي الأنظمة الأخرى، التي تقف عائقاً بيننا وبين تطبيق ديننا دين الإسلام، من خلال دولتنا دولة الخلافة. فهم لا يكتفون بالوقوف جانباً كمن لا شأن له بالمسلمين، حتى نتمكن من النهضة بالإسلام، بل يستخدمون القوة نيابة عن أسيادهم الأمريكان ضد أي ضابط عسكري أو سياسي يسعى جاهداً لخدمة الإسلام، لهذا السبب يلاحق هؤلاء الخونة الضباط المخلصين الذي يقفون إلى جانب الإسلام (مثل العميد علي خان)، والسياسيين الذين يدعون إلى الخلافة من شباب حزب التحرير (مثل الناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان، نفيد بوت، الذي اختطف من قبل بلطجية كياني منذ أكثر من عام، في 11 أيار/مايو 2012م).



أيّها المسلمون في باكستان!



إنّ الحكام الحاليين الذين يحكمون بالقوة ويحرموننا من الإسلام، الموالين لعدونا والمتحدين لأوامر الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم، هم في حد ذاتهم علامة على عودة الإسلام والخلافة قريباً إن شاء الله، فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحكم الجبري الذي يسبق استئناف دولة الخلافة، روى أحمد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ." إنّ بشائر عودة الخلافة في شهر رمضان قد باتت تلوح في الأفق، ولكن بالرغم من هذه الإشارات المشجعة، فإنّنا سنظل نعاني ما لم نكسر حاجز الصمت بيننا وبين هذه الأنظمة الخائنة، وما لم نعمل على إحداث التغيير الحقيقي بالإسلام كما طبق من قبل في ظل الخلافة. واعلموا أنّ هذا البلاء لا يقتصر على الذين يحكمون بالكفر، بل وعلى الذين يشهدون الكفر ولا يفعلون شيئاً أيضاً. فالله سبحانه وتعالى يقولsad.gif(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ))، واعلموا أنّ الدعاء وحده لا يفيد مهما كان صادقاً، فيجب الجمع بين هذا الدعاء والقيام بالواجب الشرعي في محاسبة الحاكم، آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ". [أحمد والترمذي].



أيّها المسلمون في القوات المسلحة! يا رجال الحديد والنار!



حفنة من الخونة والحانثين لأيمانهم في القيادة العسكرية، كياني وناديه من البلطجية، استغلت قواتنا المسلحة واستثمرت قوتها لقهر المسلمين ودعم التشريعات والقوانين المستوردة من الكفار الغربيين. فالأمر بين أيديكم لاستعادة حقنا، فأنتم رجال الحديد والنار، وأنصار اليوم الذين يمكنهم استعادة مجد أسلافكم الأنصار رضي الله عنهم، الذين أعطوا النصرة لإقامة دولة الإسلام في المدينة المنورة. لذلك يتوجب عليكم إعطاء النصرة لحزب التحرير، الرائد الذي لا يكذب أهله، بإمرة العالم الجليل ورجل الدولة الشيخ عطاء بن خليل أبو الرشتة، وذلك لإقامة دولة الخلافة، وعندها فقط سيستعيد رمضان مكانته التي تليق به، باعتباره شهراً بارك الله لنا فيه، وحفله بنصره. لذلك دعونا نعيد لشهر رمضان حقه بأن يكون رمضان القادم أول رمضان في ظل الخلافة الثانية الراشدة، قال الله سبحانه وتعالىsad.gif(إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِى يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)).





حزب التحرير





ولاية باكستان
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Apr 9 2017, 07:45 PM
مشاركة #6


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35



أمكم الخلافة تناديكم
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Apr 9 2017, 07:49 PM
مشاركة #7


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35



https://www.facebook.com/naqedeilami/photos...e=1&theater


Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم سلمة
المشاركة Apr 9 2017, 07:51 PM
مشاركة #8


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892




انهضي يا شام الإسلام رغم الأسى والقهر لاحت بوارق التمكين والنصر


إن القوة التي انطلقت بها ثورة الأمة الإسلامية في الشام واستمرت عليها حتى دخلت سنتها السابعة، والتي أجبرت القوى الغربية والعالمية على التكالب عليها طوال هذه السنوات ولا زال أهلها يهتفون "الله أكبر" معلنين استحالة استسلامهم للنظام مهما بلغ عدد الشهداء، هي قوة جبارة لا تنتهي!
ومنذ انطلاق شرارة الثورة المباركة في يوم الجمعة 15 آذار/مارس عام 2011 انطلاقة لم يتوقعها العالم ضد النظام النصيري الكافر، الذي دأب على قمع واعتقال وتعذيب وتكميم أفواه المسلمين طوال عشرات السنوات، كانت ثورة الشام مختلفة عن الثورات الأخرى حتى في بدايتها، حيث قدر الله تعالى للثورة أن تنفجر إثر حادثة بسيطة بعد اعتقال وتعذيب خمسة عشر طفلاً، لكتابتهم على الحوائط الجملة المشهورة "الشعب يريد إسقاط النظام"، تحولت الحادثة المحلية إلى حدث عالمي تتابعه الأمة الإسلامية عن كثب، كيف لا، والقضية قد أصبحت قضية مصيرية تمس أمة الإسلام لملامستها مطلب المسلمين حول العالم في التخلص من الحكام الطغاة، الذين ساموهم العذاب بالحكم الجبري الغربي منذ أن هُدمت دولة الخلافة العثمانية في الثالث من آذار/مارس سنة 1924م، التي طبقت الإسلام وحكمت العالم بالعدل؛ هذه الفاجعة التي كانت بداية لانحدار البشرية في غياهب الأنظمة الرأسمالية الغربية الاستعمارية الكافرة؛ أحداث غيرت في الماضي مجرى التاريخ وحرفته عن طريق الإيمان إلى طريق الكفر المعوج.
ضجَّتْ عليكِ مآذنٌ، ومنابر *** وبكت عليك ممالكٌ، ونواح
الهندُ والهةٌ، ومصرُ حزينةٌ *** تبكي عليك بمدمعٍ سَحّاحِ
والشامُ تسأَلُ، والعراق، وفارسٌ *** أَمَحَا من الأَرض الخلافةَ ماح؟ (أحمد شوقي)
واليوم، والأعين على ثورة الشام المباركة، والأمة تبحث عن خلاصها لتستعيد عزها وكرامتها لتصنع مجرى للتاريخ يعيدها إلى الطريق المستقيم مرة أخرى بإذن الله تعالى، على الثوار وعلى المسلمين الرجوع إلى أصل الأمر وأوله في عهد النبوة، إلى الإسلام وتحكيم شرع الله كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، بإقامة الخلافة على منهاج النبوة لينتصر المسلمون رغماً عن كثرة الجراح:
روى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت» رواه أحمد والطبراني والبيهقي.
وهذا التغيير عمل سياسي يحتاج لوعي فكري يستطيع تحديد المشاكل التي تواجه الثورة وتواجه الأمة ووضع العلاج المناسب لها ومعرفة أسباب الفشل وأسباب النجاح، فالتغيير يحتاج إلى إرادة قوية وقيادة سياسية مخلصة وواعية تحمل الأفكار الإسلامية النقية حتى يكون للثورة مواقف عظيمة بالأقوال وبالأفعال، فالثورة الأساسية ثورة فكرية على المفاهيم العلمانية الرأسمالية التي جعلت المنفعة والمصلحة المادية مقياساً للأعمال بدلاً عن مقياس الشرع في الحلال والحرام، هذه المفاهيم الخطرة التي فتحت للمجرمين الأبواب والنوافذ لسرقة وإفشال ثورة الأمة في الشام بزرع الفتن بين المجاهدين وركونهم للظالمين وقبولهم بالمال السياسي القذر والمشاركة في مفاوضات وهدن مع النظام وحلفائه بحسب أجندات غربية تريد حرف مسارهم الصحيح من إقامة الدولة الإسلامية إلى طريق مسدود بدون النصرة الشرعية، بينما تقبع جيوش المسلمين في تركيا وفي الأردن ومصر والسودان وباكستان لا تحرك ساكناً! ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل في من خان دماء الشهداء وباع دينه لأنظمة عميلة لأمريكا مثل النظام العلماني في تركيا الذي وجه إلى الثورة في سوريا ضربات موجعة ليذكرنا بضربات مصطفى كمال الهالك عندما عمل لإسقاط الخلافة العثمانية بتآمره مع بريطانيا!
إن هذه الثورة العظيمة لن تتخطى هذه العقبات الجسام ولن تُحقن الدماء ما لم يعمل الثائرون والمسلمون في أنحاء العالم على تقويم اعوجاج الأمة على أساس الإسلام، والنصر لهذه الثورة لن يتحقق إلا بابتغاء رضا الله رب العالمين عن المسلمين العاملين لإعلاء كلمة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم مخلصين لا ينتظرون من الغرب الكافر وعملائه الحكام الرويبضات القرارات السياسية التي تستعبدهم، أو المعونات التي تذلهم، أو إيواء اللاجئين وهم من هجَّروهم وشردوهم! بل يجب العمل على إنجاز ما فرضه الله تعالى على المسلمين بنصرة بعضهم بعضاً والالتفاف حول المخلصين الواعين سياسياً واستنهاض همم العلماء وأهل القوة والمنعة للقيام بواجبهم الشرعي لنصرة الحق واتخاذ القرارات السياسية الصحيحة في مواجهة الباطل! فلقد ذهب الاستعمار وبقيت الشام وسيذهب الطاغية وستبقى الشام أبية شامخة! فالشام عقر دار الإسلام:
صبرا دمشقُ فكلُّ همّ زائلٌ *** وغدا يلوح مع النجوم سناك
تتألقين كمــا عهدتْكِ دُرةً *** في تاج أروعَ مِن أميةَ زاكي
يا مَعقلَ الإسلام في عليائهِ *** لا تذعَني للغاصب الـسفاك (أحمد محمد صالح)
وهنا نذكر بثوابت الثورة التي وضعها حزب التحرير/ ولاية سوريا، الذي كان له دور كبير في توجيه الثورة في الطريق الصحيح والذي يستحق بجدراة أن يمثل أهلنا في الشام باتخاذهم له قيادة سياسية مخلصة واعية لأنه يحمل مشروع الأمة النهضوي ويعمل لإقامة الخلافة الراشدة على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل وحزب التحرير تهابه أمريكا وروسيا وأوروبا ويهود لأنه يعمل على توعية المسلمين وتحميلهم الأفكار والمفاهيم الإسلامية النقية ويعمل على إرجاع الأمر لأصله، متحملين ما يلاقيه شبابه من القمع والحظر والاعتقالات وإلصاق التهم بهم من الأجهزة الأمنية التي تحمي الأنظمة الفاسقة سائرٌ غير مبالٍ في طريق النصر.
وقد دخلت الثورة سنتها السابعة وغياب الخلافة دخل سنته السادسة والتسعين، ندعو أبناء الأمة الإسلامية بعامة وأهل الشام بخاصة إلى تبني هذه الثوابت والدعوة والعمل لها وأهمها؛ إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه، والتحرر من دول الكفر وإنهاء نفوذها، وإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، ولتحقيقها يجب:
- وقف الاقتتال بين الفصائل وتوحدها وعدم خوض معارك جانبية تستنزف طاقاتها وتوجيه بوصلة القتال إلى الوجهة الصحيحة التي تسقط النظام ألا وهي دمشق.
- رفض مشروع الدولة المدنية الديمقراطية، الذي يفصل الدين عن الحياة. فهو مخالف لشرع الله، ولم ينتج للبشرية إلا الضنك والشقاء.
- استقلالية القرار السياسي والعسكري. وذلك يقتضي منّا رفض المال السياسي، الذي فرّق المجاهدين وصادر قراراتهِم، وجعلهم أداة بأيدي الداعمين يحركهم كيف يشاء.
- رفض التدخّل الخارجي بكل أشكاله، السياسي والعسكري والأمني وغيره.
- قطع الاتصالات مع كافة الدول الغربية بشكل كامل وعلى كافة المستويات.
- قطع الاتصالات مع الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي بشكل كامل وعلى كافة المستويات.
- اعتبار كل من يتصل بأي دولة وينسق معها، هو عدواً للثورة ولتطلعات الأُمة، وهو يعمل على حرف الثورة وإجهاضها، ويعمل على إهدار دم الشهداء الذين قاتلوا لتكون كلمةَ الله هي العليا.
- التمسك بطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الواجبة الاتباع بإقامة الخلافة الراشدة.
- تبني مشروع سياسي واضح ومفصل مستنبط من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يكون أساسا لنا يظهر شكل دولة الخلافة وأنظمتها التي نسعى لإقامتها.
وهذه الثوابت هي ثوابت شرعية مستنبطة من القرآن الكريم ومن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد لاقى صلى الله عليه وسلم وصحبه رضوان الله عليهم أجمعين شتى أنواع التضييق والأذى والعذاب والحصار وتشويه السمعة والتنكيل والنفي والقتل والتشريد من الكفار، كما يحدث في الشام، حتى فتح الله عليهم ونصرهم بالأنصار في المدينة المنورة حاضرة الدولة الإسلامية الأولى، فلم يُحبَطوا ولم ييأسوا بل صبروا حتى أتاهم نصر الله، والابتلاء والتمحيص من الله عز وجل ليعلم الخبيث من الطيب، لتسقط أقنعة المنافقين، وإن كانت الثورات الأخرى قد فشلت فلن تفشل هذه الثورة الأبية، فالتمحيص يتبعه النصر حتماً، وإننا نسأل الله تعالى أن يتحقق ما نصبو إليه من عزة لهذا الدين وأهله بنصره ثورة الشام المباركة وإقامة الخلافة الراشدة ليصلح الأمر بأوله ويرجع لأهله على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم في دولة الحق وبثوابت الإسلام والحكم بما أنزل الله تعالى، فلنأخذ بيد هذه الثورة الأبية وبيد أمتنا الإسلامية فلقد لاحت بشائر النصر، قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ [آل عمران: 120]

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة محمد حمدي – ولاية السودان



19 من جمادى الثانية 1438هـ الموافق السبت, 18 آذار/مارس 2017مـ


Go to the top of the page
 
+Quote Post
الخلافة خلاصنا
المشاركة Apr 10 2017, 01:52 PM
مشاركة #9


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



مواضيع عن الخلافة


http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4315

Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم المعتصم
المشاركة Apr 10 2017, 04:31 PM
مشاركة #10


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238



ذكرى هدم الخلافة
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم المعتصم
المشاركة Apr 10 2017, 04:36 PM
مشاركة #11


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238




الجهاد في ظل غياب الخلافة


Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم المعتصم
المشاركة Apr 10 2017, 04:41 PM
مشاركة #12


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238



مقالة تربط بين غياب الخلافة الإسلامية وهتك ستر المرأة المسلمة عرض وشرف المسلمين:


فقدت المرأة حاميها وهُتك ستر الأمة الإسلامية!, وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة من جديد هو الحل الوحيد

Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Apr 10 2017, 07:49 PM
مشاركة #13


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35



بسم الله الرحمن الرحيم


ذكرى هدم الخلافة


للإستماع

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5285
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم حنين
المشاركة Apr 11 2017, 09:55 PM
مشاركة #14


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35



بسم الله الرحمن الرحيم

في #الذكرى السادسة والتسعين لهدم الخلافة...

- للإستماع◄

=========================

إنّ الحديث عن الخلافة هو حديث عن هوية و #حضارة، حديث عن مبدأ وحياة، فالخلافة ليست مجردة فكرة استهوتها قلوب المؤمنين، ولا هي حدث تاريخي مرَّ وانتهى، ولا هي أمنية استعذبها المخلصون فحسب، بل #الخلافة_منهاج_حياة، وعنوان هوية #الأمة وحضارتها، وذكرها يستحضر عبق تاريخ عريق من #المجد و #السيادة و #العزة...

لا لنبكي الأطلال وننوح على الجراح، بل لأننا نريد أنّ نحيي أمة بأكملها، ونلملم شعت الملايين من المسلمين المهجرين والمستضعفين، ونعلي كلمتي #الحق والدين، نحيي هذه الذكرى.

نريد أن ننفخ في الأمة رائحة عطر مبدئها وهويتها الإسلامية، فالخلافة هي التي ستعيد للأمة هويتها الإسلامية الراقية، وستنزل الإسلام سدة #الحكم والسيادة، وتأخذ بيد الأمة إلى المكانة اللائقة بها، شاهدة على الناس كافة، فتستعيد قيادة العالم نحو الرحمة والخير والهدى، وتقطع أيادي المستعمرين وأرجلهم من بلاد المسلمين.

فالخلافة فكرة تختزل الإسلام العظيم، فهي المطبِّقة لنظامه المحافظة على عقيدته والناشرة له، ولولاها لما ارتفع صوت للإسلام ولا سمعت البشرية بحضارته.

تلك الخلافة التي بنى أسسها نبي الأمة ورسولها، محمد ﷺ، وأعانه وخلفه رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ورفع #راية_الإسلام خفاقة فوق ربوع الأرض. وبعد أن هُدمت دولة الخلافة في 28 رجب لعام 1342ه، خسر المسلمون الدنيا وما فيها، فانتقلوا من حالة القوة إلى الضعف والفرقة والعذاب، فهذه الشام وتلك العراق، وهذه #مصر وتلك #اليمن و #ليبيا و #أفغانستان و #تونس، والقوقاز وآسيا الوسطى، أهلها مستضعفون، تسلط عليها حكام عملاء أو مستعمرون مجرمون، يسفكون دماءنا ويذبحون أبناءنا ويرملون نساءنا، دون أن يردعهم رادع أو يضع لهم أحدٌ حدّاً.

عشرات الملايين من المسلمين مهجَّرون من بلادهم يتكففون الغرب يسألونهم المأوى والأمن، مهجرون من الشام والعراق واليمن وتونس وليبيا ومصر وبورما، حتى أضحت صورة الهجرة لاصقة بالمسلمين وملازمة لبلادهم!

وبعد أن كان خليفتنا ينثر الحب على رؤوس الجبال خشية أن يجوع الطير، أصبح رجالنا يعانون الأمرين من أجل تأمين لقمة العيش وقوت العيال، وبلادنا تتصدر بلاد العالم في عدد الفقراء وتدني مستوى المعيشة، بل ويموت المسلمون جوعا وكمدا وليس فقط قصفا وحرقا وقتلا!!

لذلك كله ولغيره الكثير، نغذ الخطا ونواصل المسير نحو إقامة #الخلافة_الراشدة على منهاج النبوة، فبالخلافة تعود بلاد المسلمين بلدا واحدا، خيراتهم مشتركة مقسمة بينهم فلا يجوع بينهم إنسان، وجيوشهم جيش واحد لا تقوى قوى الكفر على مواجهته أو النيل منه، وحرماتهم واحدة، ودماؤهم واحدة، يسعى بذمتهم أدناهم، ويجير أدناهم على أعلاهم، كلهم أحرار لا فرق بين عجميهم ولا عربيهم إلا بالتقوى.

بالخلافة سيعم الخير والمال، فلا يبقى جائع وجاره إلى جنبه شبعان، ولا يبيت فقير على حصير بينما ينعم أمير بالحرير، بل ستخرج الأرض كنوزها وخيراتها فرحا وسرورا بعودة حكم الله.

بالخلافة سنرد الصاع صاعين لكل من طغى وتجبر على أمة محمد ﷺ، وسنقرع أبواب الظالمين والمستعمرين، ليفرح المؤمنون بنصر الله ورحمته...

وإنّ ذلك لكائن قريبا بإذن الله، فالأمة تتحسس طريق نهضها منذ عقود، وقد أبصرت غايتها جيدا، وأدركت أنّ فلاحها وسبيلها للخلاص من الواقع المرير لن يكون إلا بشرع الله في خلافة راشدة على منهاج النبوة.

فهذه الجموع في #الشام قد عاهدت الله على تحكيم شرعه وعدم الرضا ببدائل #أمريكا و #الغرب، وتلك الجماهير في تونس ومصر ما زالت ثائرة رغم المحاولات المستميتة من الغرب وأدواته لوأد ثورتهم وحرف وجهتهم، والناس في ليبيا واليمن قد تعرى أمامهم كل #المرتزقة والأتباع، وتلك إيران وحزبها في لبنان قد انكشف عهرهم السياسي وأدرك #الناس أنهم المنفذ لأجندات الغرب في المنطقة وإن ادَّعَوْا خلاف ذلك من بطولات زائفة، وهذا أردوغان وحكام الخليج والسعودية، قد لمس الناس كذبهم وبُعدهم عن الدين ولو تستروا بعلماء وخطابات رنانة...

نعم، لقد وصلت حالة الوعي في الأمة إلى درجة غير مسبوقة، وهي اللبنة الأولى والركيزة الأقوى في طريق #النهضة واستعادة السلطان.

وفوق ذلك ومعه وجود المخلصين وتكاثرهم من أهل القوة والسياسة والحزب التقي النقي الذي عاهد الله على بذل المهج والأرواح من أجل الدين، لتصبح مع ذلك مسألة #النصر مسألة وقت لا أكثر. قال تعالى: ﴿إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾، والله قد خصنا بوعده بالتمكين والرفعة وهذا كائن لا محالة ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً﴾.

ونحن كلنا ثقة بنصر الله ووعده لنا، فسينصرنا الله عما قريب ولو كره الكافرون. ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾. وصدق رسول الله ﷺ حيث قال: «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة».

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس باهر صالح
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في #فلسطين

====================

#الخلافة
#حزب_التحرير

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5289
Go to the top of the page
 
+Quote Post
موسى عبد الشكور
المشاركة Apr 12 2017, 12:45 PM
مشاركة #15


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 749
التسجيل: 27-September 11
رقم العضوية: 1,706



في ذكرى رجب الاليمة
في أواسط العقد الثاني من القرن العشرين الميلادي قام المجرم مصطفى كمال بتنفيذ قرار اوروبي بإلغاء الخلافة العثمانية التي كانت تجمع تحت مظلتها بلاد الاسلام وشعوبه
عندها أحس معظم المسلمين بنوع من التيتم والضياع، فانبرىت جماعة مخلصة غيورة على مصير الإسلام والأمة الإسلامية فحملت همها لاعادتها واقامة خلافة اسلامية واستئناف الحياة الاسلاميه التي بداها صلى الله عليه وسلم .. أصبحت قضية "استعادة الخلافة " قضية مصيرية لها .... حزب التحرير الذي جعل مسألة الخلافة واقامة الدين شغله الشاغل ومسعاه الدائم منطلقا من الاحكام الشرعيه وطريق رسول الله صلى الله عليه وسلم في اقامة الدولة الاسلاميه
ما اجمل ان يكون لك هدف سام في الحياة تضحي من اجل تحقيقه فكيف اذا كان خلافة على منهاج النبوة يرضى عنها ساكن الارض وساكن السماء فلا بد من ان يسلك طريقها ... فكيف اذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سلكها واقامها الامة على موعد مع الخلافة قريبا باذن الله


المخلصون مصرون على استعادة صرحها



في هذه الذكرى فإننا نؤكد لأعداء الإسلام من الشرق والغرب وعملائهم وأتباعهم وجهالهم أنَّ الخلافة وعد الله الذي لا يخلف الميعاد وفريضته ...فهي التي سادت الدنيا قروناً ستعود قريبا باذن الله مهما كان الكيد والمكر، ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾، فقد قيض الله القوي العزيز للخلافة حزباً يضم رجالاً لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، جعلوا الخلافة اولى اولوياتهم فأَعَدّوا لها عُدَّتها، واستنبطوا أحكامها ودستورها، وأجهزتها في الحكم والإدارة فيها ، وساروا في إقامتها مقتدين بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دون حيد... فهم بإذن الله السياج الذي يمنع أي تشويه من أن يعلق بها، وهم الصخرة، التي تتحطم عليها بعون الله مؤامرات الكفار والعملاء والأتباع، وهم السياسيون الواعون الذين بقوة الله يردون كيد أعداء الإسلام والمسلمين إلى نحورهم ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾،

إن استئناف الحياة الإسلامية باقامة خلافة على منهاج النبوة يعني إحياء أمة الإسلام وتجديد امرها واعادة عزها كما كانت ثلاثة عشر قرنا من الزمان وهو عمل عظيم لا يضاهيه عمل وهذا لا يكون الا بالعمل بين ابناء الأمة على مختلف فئاتها من عامة وأهل القوةفلا بد من وحدة بين حملة الدعوة واهل القوة فهم أمل الأمة في تحقيق الغاية فهم أنصار اليوم كأنصار المدينة رسول الله صلى الله عليهوسلم في المدينه حي قامت الدولة الاولى فلا بد للحزب حتى ينتصر من ان ًًً يعمل تأسياً برسول الله ((صلى الله عليه وسلم)) الذي سار على بصيرة هو ومن اتبعه حتى الوصول ففيها أمن وأمان وتمكين واستخلاف ومن ثم حمل للدعوة الإسلامية للعالم أجمع بالدعوة والجهاد، وتطبيق للإسلام في شؤون الحياة كافة وتحرير بلاد المسلمين من ربقة الكفار المستعمرين.فهي فرصة سانحة ترض الله وتحقق وعدة
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم سلمة
المشاركة Apr 14 2017, 06:29 PM
مشاركة #16


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892



النهضة الحقيقية للبشرية في إقامة الخلافة الإسلامية


لم تنجح الرأسمالية في أن تنهض بالمجتمعات الغربية النهضة الصحيحة، بل إن الإنسان في تلك المجتمعات هو ضحية السطحية في التفكير، والفهم المغلوط لواقع المجتمع ومكوناته، ودور الدولة في مفهوم المبدأ الرأسمالي. فالفشل يكمن في النظرة الضيقة التي تختزل أهمية تلبية الحاجات الأساسية للإنسان في حاجات الأفراد دوناً عن الجماعة، مما جعل الفرد جزءاً من منظومة تنافسية قاسية وجافة وسريعة الوتيرة، تلك النظرة التي خاطبت في الإنسان غرائزه دون عقله وشجعته على عدم التقيد بأي حدود ودفعته إلى أن يكون أنانياً فيسعى سعياً حثيثاً إلى إشباع رغباته بذريعة أنه حر في تصرفاته الشخصية وحر في آرائه وحر في اختيار عقيدته وحر في التصرف فيما يمتلك من ثروات، بغض النظر عن حاجات الجماعة وأفكارهم ومشاعرهم وعن النظام المطبق عليهم، ففقدت المجتمعات الغربية معنى الترابط بين الناس ومعنى الرحمة ومعنى الارتقاء بل ومعنى العقل والقلب والروح، بل وفقدت معنى الإنسانية!




إن نظرة المبدأ الرأسمالي إلى الإنسان هي نظرة مادية بحتة مرتبطة بالنفعية والمصلحة كمقياس للأعمال فأسقطت رعاية شؤون الناس، حتى إن مرجعية الإنسان الغربي هي الرغبات الجامحة والمصالح والماديات؛ ذلك لأن عقيدة المبدأ الرأسمالي عقيدة علمانية تفصل مجالات الحياة المختلفة عن الدين، وجعلت الإنسان مشرعا للقوانين من دون الله عز وجل، واستغلت الرأسمالية قوة القانون لحماية الحريات و"الديمقراطية" وتجاهلت الأصوات المحذرة من هذا المبدأ الكارثة، فلقد جعل النظام من حياة الشذوذ والجريمة والفجور والانحلال والعنف والإرهاب والعنصرية والتخلف حياة "متقدمة وعصرية ومتوافقة مع الزمان الجديد" بحجة الحفاظ على الحقوق والحريات و"التقدم والحداثة"، لدرجة أن "النهضة البشرية" أثناء فترة حُكم هذا المبدأ بقيادة رأس الحية أمريكا ثم دول أوروبا قد اختُزلت في كمية وتنوع وأساليب إشباع شهوات ورغبات البشر، حتى إن تطور العلم المزعوم في الغرب قد ارتبط بالسوق العالمية وبالمتاجرة بأعراض وأجساد وعقول البشر لتحقيق أرباح للأفراد وللمؤسسات وللشركات الرأسمالية، ولو أضر ذلك بالمجتمع، فبالرغم من التقدم العلمي لم يُعالج الغرب مشكلة إدمان المخدرات والكحول الذي يقتل سنوياً آلاف الشباب، الذين يموتون أيضاً بالأمراض الجنسية الفتاكة وبالانتحار أو بأن يقتلوا بجرائم بشعة، لم يضع الغرب أي حلول لهذه المآسي بل وقف متفرجاً غير مبالٍ إلا بالناحية الاقتصادية.




إذاً، لم يقدم هذا المبدأ العلماني أي فائدة ذات قيمة حقيقية للبشرية؛ فلا يزال 99% من البشر يعيشون في فقر وجوع وجهل وظلم وقهر، بينما يمتلك 1% من الأثرياء ثروات ضخمة لا حصر لها، فهذه هي الحقيقة أن الإنسان حول العالم يعاني معاناة شديدة ويبحث عن مخرج بعد أن تورط في طراز عيش سقيم، فهذا المبدأ يدعو إلى الإلحاد والكفر والشرك العلني الصريح؛ حيث إنه من صنع أناس يحملون أفكار ومفاهيم عدائية تحارب التدين وتحارب الطهر والعفاف وكرامة المرأة، بل وتحارب الفطرة السليمة للبشر، ونرى ذلك في العنف المتصاعد والإرهاب الغربي الذي يُمارس على الناس بعامة وعلى المسلمين بخاصة.




فالإنسان؛ امرأة كان أم رجلاً، لا يخرج عن كونه مخلوقا لديه عقل يفكر ويبحث عن وجود خالقه ولديه غرائز تدفعه إلى التدين وإلى البقاء وإلى حفظ النوع، ويجب على الإنسان أن يعيش بنظام خالقه عز وجل، وهذا يُقنع عقله ويوافق فطرته فيحيا حياة مطمئنة، لا تسيطر عليها المصلحة والنفعية بل القيم الراقية التي ترتفع بالإنسان وبالمجتمع وبالدولة، فكل أنظمة المجتمع تخضع لقوانين ربانية عادلة تشبع حاجات الفرد والجماعة بما يرضي الله تعالى، ووقتها سوف يُفسح المجال للتقدم العلمي وللإبداع والاختراع فتنهض البشرية نهضة فكرية صحيحة الأساس، وهذا ما قدمه المبدأ الإسلامي العظيم عندما طُبق في دولة إسلامية عالمية لأكثر من ألف وثلاثمائة سنة مضت ومنذ أن أقام رسول الله eالدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة والتي هدمت في 28 رجب 1342هـ في تركيا. وحتى بعد سقوط الخلافة الإسلامية حاول المسلمون أن يحتفظوا بما استطاعوا من أحكام الإسلام كأفراد إلا أن الأنظمة هي أنظمة علمانية والمجتمعات في بلاد المسلمين في حالة شد وجذب بين قوة العقيدة الإسلامية وبين الظلم الواقع على المسلمين بسبب غياب الحياة الإسلامية مما ولًد ثورات مستمرة على همجية الأنظمة الحاكمة الجبرية التي تفرض الحياة الغربية المتخلفة على المسلم الذي لن يرضى بأن يُهان بعد أن كرمه الإسلام ليصبح مجرد سلعة تُباع وتُشترى أو ليُنظر إليه كأنه ماكينة شهوات ولا يملك من أمره شيئاً. بل هو المسلم القوي الذي يعمل للتغيير ويعمل لصيانة دينه وعرضه وماله بالإسلام، وهو الذي يريد للعزة أن تعود لأمته الإسلامية الواحدة، وهو الذي يريد أن يعيش بأحكام الشرع، وهو الذي يسير على خطى رسول الله e، وفي شهر رجب الخير وفي ذكرى هدم الخلافة نسأل الله أن يعجل للمسلمين بالنصر وأن يجعل هذا الشهر المبارك منطلقاً للعمل الجاد لإقامتها راشدة على منهاج النبوة، وعودة العصر الذهبي للإسلام.







كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


غادة محمد حمدي – ولاية السودان


Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 18th November 2024 - 09:12 PM