من المكتب الإعلامي المركزي لـحزب التحرير إلى الشيخ ماهر حمود صاحب موقع "www.maherhammoud.com"التفاصيل
نشر بتاريخ: 09 تموز/يوليو 2009
التاريخ الهجري 13 من رجب 1430 التاريخ الميلادي 2009/07/06م
من المكتب الإعلامي المركزي لـحزب التحرير
إلى الشيخ ماهر حمود صاحب موقع "www.maherhammoud.com"
اطلع مكتبنا على رسالة موجهة للـحزب من أحد شيوخ صيدا، يسميها "نصيحة"،
ومع أن النصيحة تعني أن تبقى الرسالة بين صاحب النصيحة والموجهة إليه النصيحة، إلا أننا رأينا الشيخ ينشر الرسالة على موقعه، وكذلك ينشرها على موقع حماس... وكأنه أراد بالرسالة "الفرية" الزلفى إلى بعض الناس...!
ومع أننا في العادة لا نعبأ كثيراً بالافتراءات على الـ حزب، ولا نتعب أنفسنا بالرد عليها لأنه كما قال سبحانه: ( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)، إلا أننا رأينا هذه المرة أن نجيب الشيخ على صفحات رسالته الطويلة بسطورٍ مناسبة، لأننا علمنا أنه رجل يؤم الناس في أحد المساجد، فساءنا أن يكون أحد المساجد يعتلي منبرَه رجلٌ يفتري على عباد الله، فقلنا لعله بعد قراءة هذه السطور يتوب إلى الله سبحانه توبة نصوحاً، إن لم يكن من أجله فمن أجل الناس الذي يصلي بهم...
وعليه فإننا نقول وبالله التوفيق
(من المكتب الإعلامي المركزي لـحزب التحرير
إلى الشيخ ماهر حمود صاحب موقع "www.maherhammoud.com"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اطلعت على رسالتك المؤرخة 8 رجب 1430 هـ الموافق 1/7/2009، والمنشورة على موقعك المذكور، وموقع حماس " www.paldf.net/forum "
وقد عجبت من أمرك في ثلاث:
الأولى: أنه على الرغم من أن حزب التحرير معلوم غير مجهول في فكرته وطريقته، وعلى الرغم من أن الوصول إلى كتبه سهل ميسور، ومع ذلك فإنك تنسب إلى حزب التحرير ما ليس فيه، بل ما هو بعيد عنه بعد المشرقين:
فأنت تقول: "إن حزب التحرير يعتبر أن صلاة الجماعة واللحية والحجاب، كل ذلك مؤجل إلى قيام الدولة لأن الـحزب يستند في ذلك إلى الآية الكريمة ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)، أي عند التمكين في الأرض بإقامة الخلافة تقام الصلاة وتؤدى الزكاة!!"
وتقول: "إن حزب التحرير يؤخر كل عمل خير لما بعد قيام الخلافة"
وتقول: "إن حزب التحرير يُحَرِّم على المسلمين بناء المساجد والمدارس، وأن ذلك يكون بعد قيام الخلافة!
وتقول: "إن حزب التحرير يقول بتقبيل الفتاة الأجنبية وفقا للآية الكريمة ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) !
وتقول: " إن حزب التحرير يحرم الجهاد في سبيل الله حتى تنصيب الخليفة!"
أهكذا أيها الشيخ، تفتري الكذب على رجال ( لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ )، نذروا أنفسهم لله، يصلون ليلهم بنهارهم في العمل لاستئناف الحياة الإسلامية في الأرض بإقامة الخلافة الراشدة، لا يخافون في الله لومة لائم، يُلاحَقون من الكفار والظلمة، بالاعتقال والسجن والتعذيب الشديد المفضي إلى الاستشهاد في عدد من سجون الظالمين، أهكذا أيها الشيخ دون أن تتقي الله أو تخشاه؟!
والأدهى من ذلك والأَمَرُّ هو إقرارك بأنك تقول هذه الافتراءات دون سند أو نص في كتب الـحزب، فأنت تقول في رسالتك: "وكلما تمت مواجهتهم، أي شباب الـحزب، بتلك الأقوال قالوا أعطونا النصوص التي تستندون عليها، ونحن بالتأكيد لا نملك هذه النصوص..."!
لقد فكرت ملياً ماذا أجيبك على هذه الافتراءات، فلم أجد سوى قوله سبحانه:
(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)، وقوله عز وجل: ( قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ).
وأما الثانية: فإنك أيها الشيخ تخالف في رسالتك أموراً في الإسلام، واضحةً جلية كالشمس في رابعة النهار:
فأنت تقول: "نعم، يجب أن نسعى لإقامة حكم إسلامي وإلى خلافة إسلامية لكن من قال أننا لا نستطيع أن نستعين أو نتكئ على قوانين الآخرين وأعرافهم خلال سعينا لإقامة حكم الله..."!
أهكذا أيها الشيخ نستعين ونتكئ على قوانين الآخرين وأعرافهم خلال السعي لإقامة الخلافة! ثم إنك زيادة في المصيبة تسأل "من قال إنه لا يجوز ذلك؟".
الله قال ذلك أيها الشيخ، فالله سبحانه يقول: ( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ)، ويقول سبحانه: ( وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ)، وقوله سبحانه: ( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ).
وقال ذلك أيها الشيخ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد أخرج مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشِركه»، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم «إِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِمُشْرِكٍ»أخرجه ابن ماجة، وقوله صلوات الله وسلامه عليه:«لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ» أخرجه النسائي، وغير ذلك كثير في كتاب الله وسنة رسوله، ولكن هذا القدر يكفي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
فالعمل للخلافة لا يكون بغير الإسلام خالصاً، ولا يصح أن يكون بقوانين الآخرين وأعرافهم!
وكذلك فإنك أيها الشيخ تقول: "حزب التحرير يؤخر كل عمل خير لما بعد قيام الخلافة التي لن تأتي قريبا..."، وتضيف:"لقد مضى وقت طويل والمسلمون يبحثون عن شكل ما من أشكال الدولة الإسلامية ولا يصلون ولا نرى أنهم سيصلون قريباً إلى شيء"، فأين أنت إذن من الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام أحمد بإقامة الخلافة الراشدة بعد الملك الجبري الذي نحن فيه «...ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، ألا يكون التالي قد اقترب مادام الذي سبقه قد حدث؟ أيجوز أن تثبط عزائم الناس في العمل لإيجاد الحكم الإسلامي؟ فلا أنت تعمل ولا تسكت على الأقل عن الذين يعملون؟ ألم يقل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم « وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» أخرجه البخاري.
وأما مقولتك الأدهى والأمر، فإنكارك على الـحزب قوله بطلب النصرة استناداً إلى ما فعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !
إنك تقول:"من أخطاء حزب التحرير الفادحة مفهوم النصرة، فهم يصرّون على اعتبار ما فعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنورة هو نصرة..." وتضيف "ومن المؤكد أن ما فعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو دعوة إلى الله وليس نصرة"!
ما هذا أيها الشيخ؟ أوليس طلب النصرة هو من الدعوة إلى الله؟ ثم ألم تقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؟ ألم يطلب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم النصرة والمنعة بضع عشرة مرة من القبائل؟ ألم يكن يطلبها منهم قائلاً لهم:"وأن تؤمنوا بي وتصدقوا بي وتمنعوني حتى أبيِّن عن الله ما بعثني به"؟
ثم أين أنت من بيعة العقبة الثانية؟ ألم يقل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للأنصار: "أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ . قَالَ فَأَخَذَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ نَعَمْ وَاَلّذِي بَعَثَك بِالْحَقّ ( نَبِيّا ) لَنَمْنَعَنّك مِمّا نَمْنَعُ مِنْهُ أُزُرَنَا فَبَايِعْنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَنَحْنُ وَاَللّهِ أَبْنَاءُ الْحُرُوبِ وَأَهْلُ الْحَلْقَةِ..."
أفتراهم أيها الشيخ بايعوه على الإسلام وهم كانوا قد أسلموا من قبل؟ أم هم بايعوه على أن ينصروه ويمنعوه ويحموه؟ ثم ألا تدري لماذا سمي الأنصار أنصارا؟ ألأنهم أسلموا فحسب أم لأنهم نصروا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومكنوه من إقامة الدولة بين ظهرانيهم؟
كل ذلك وتقول وتؤكد أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يطلب النصرة؟!
وأما الثالثة أيها الشيخ، فما ذكرته عن أعمالنا السياسية وبياناتنا السياسية، وقولك عنها: "تحاليل سياسية وهمية سخيفة"!، ثم وصفك لبياننا في 4 رجب 1430 هـ، 26/6/2009، عن موافقة فتح وحماس على دولة في حدود 1967، وصفك لهذا البيان بقولك "هذا البيان يعتبر أسفل درك وصلت إليه بيانات حزب التحرير" !
أما هذه أيها الشيخ فلا أجيبك عنها، بل أدع الجواب للواعين العقلاء من المسلمين الذين يميزون بين الغث والسمين، والسخيف والرصين، وبين الرأي السياسي المضلِّل الذي يبيع الآخرة ليرضي فلاناً أو فلانا... والرأي السياسي الذي يضع النقاط على الحروف دون أن يخشى في الله لومة لائم، ولعل هؤلاء الواعين قد أجابوك...
والآن أيها الشيخ:
من هو الذي تنطبق عليه الآيتان الكريمتان اللتان ذكرتهما في خواتيم رسالتك:
( لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)، ( الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا)، من هو الذي تنطبق عليه هاتان الآيتان:
أهو حزب التحريرأم أنت؟
وفي الختام، فإنك لست الأول ولا الأخير الذي يفتري على حزب التحرير، فقد فعل ذلك من هم أشد منك قوة وأكثر جمعا، لكنهم لم ينالوا خيراً، وبقي حزب التحرير بإذن الله يسير مستقيماً كما أمر الله سبحانه، لا يضره من خذله أو خالفه، أو افترى عليه، والعاقبة للمتقين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للمزيد من التفاصيل