كتب الأستاذ سيف الدين عابد:
غوغائية الحركات التي تزعم أنها تعمل للتغيير في مصر بعد الثورة تنمّ إما عن جهل مدقع بالسياسة ومعاني التغيير في مصر، أو تنمّ عن تواطؤ مريب بينها وبين رموز نظام مبارك الهدف منه التسلل إلى المناصب بغضّ النظر عن طموحات الشعب الذي انتخبهم ظنّاً منه أنهم يقودون عملية تغيير جذري شمولي في مصر.
ودليل ذلك وجود مرشحين محسوبين على نظام مبارك، والذي لم يسقط بعد، إن لم يكونوا من أهم رموزه بالفعل، وهم:
مصطفى إنشاصي
مشهدان حدثا في ذكرى يوم الأرض زادا قناعتي بأنه إذا أرادت الأمة تحرير فلسطين يجب على جميع الفصائل والحكومات الفلسطينية وديكوراتها (المعارضة) أن ترحل عن حياتنا! المشهد الأول أن يوم الأرض هذا العام لم يكن كما كان يوم اجماع ووحدة لكل القوى الفلسطينية والعربية يُذكر العالم بأن شعب يناضل لتحرير أرضه المغتصبة ولكنه كان أصدق تعبير عن الواقع الفلسطيني والعربي الممزق فقد تعددت الدعوات الفصائلية لإحيائه ولم تتوحد المسيرات تحت راية أو في مسيرة واحدة وذلك دليل عدم أهليتها لتكون طليعة أو رأس حربة في معركة التحرير! والمشهد الثاني أن السلطتان الفلسطينيتان الرازحتان تحت الاحتلال المختلفة كلمتهما منذ خمس سنوات اجتمعت هراوات وعصي أشاوسهما مع رصاص العدو الصهيوني لتفريق مسيرات إحياء ذكرى يوم الأرض الذي لم تشارك في إحيائه هذا العام بعض الفصائل!.
إقرأ المزيد: تأملات في واقع المقاومة الفلسطينية (الحلقة الرابعة)
د.أسامة الملوحي
سمعنا منذ ان وعينا وحفظنا منذ أن سمعنا.. الحديث الشريف الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم تداعي الامم على المسلمين وذكر أن الأمم ستتداعى علينا كما تتداعى الأكلة على قصعتها وعندما سُئل من صحابته الكرام :أو قلة نحن يومئذ يا رسول الله قال لا كثير..كثير ولكن غثاء..غثاء كغثاء السيل أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
نعم سمعنا ووعينا وحفظنا ولكننا لم نتخيل أننا سنعيش هذا اليوم ونراه انطباقا كاملا ولم نرجّح أنه سيكون فينا وأننا سنفهمه بدمائنا وأعراضنا وفلذات أكبادنا.
مصطفى إنشاصي
لدي صديق عجوز مشاكس أديب وروائي وقاص خبير ومجرب يهمني رأيه فيما أكتب كثيراً لأنه يقرأ قراءة المتأمل المدقق وليس كالبعض الذي يقرأ بعينيه ولا يعي قلبه وعقله شيء أرسل لي معترضاً على بعض ما ورد في الحلقة الماضية، وقد كتبت له رد أختصره هنا:
أكتب تأملاتي عن واقع المقاومة الفلسطينية من خلال الشعار الذي ترفعه بعض الفصائل "فلسطين القضية المركزية للأمة" في الوقت الذي ممارستها تؤكد عكس ذلك! هذا الشعار في حقيقته هو اختصار لرؤية شاملة ومتكاملة لحقيقة وأبعاد الصراع مع العدو اليهودي-الغربي، وحسب معلوماتي أن أول مَنْ طرحه كان الشيخ المجاهد(حسن أيوب)، رداً على تراجع فلسطين كقضية مركزية في أولويات أجندة جماعة الإخوان المسلمين، وقليل هم الذين يعلمون أنه ففي الوقت الذي انحرفت فيه بوصلة الأنظمة والمسميات الإسلامية ومفكريها ومنظريها نحو القتال في أفغانستان والبوسنة وغيرها بقيت بوصلته في الاتجاه الصحيح نحو فلسطين قضية مركزية للأمة، ولم يثنيه كِبر سنه وضعف جسده عن المنافحة عنها إلى أن لقي ربه تعالى! وقد التقطه بعض الإخوة من فلسطين سبعينيات القرن الماضي وتبنوه بشكل واعٍ وجعلوا منه شعار لحركة المقاومة في فلسطين والأمة واستطاعوا تفجير الانتفاضة في زمن قياسي قصير جداً. كما أنهم فضوا به الاشتباك بين القومي والإسلامي ووجهوا التناقض الداخلي بينهما نحو العدو المشترك لهما اليهود والغرب. وكانت المقاومة في فلسطين تُدرك حدود دورها ودور الجماهير الفلسطينية من خلال فهمها لطبيعة الصراع وأبعاده وأنها طليعة الأمة ورأس حربتها في مواجهة عدوها المركزي، وأن دورها يجب أن ينصب ويتركز على إبقاء شعلة وجذوة المقاومة مشتعلة في قلب الأمة والوطن لإفشال جميع مشاريع التسوية، ولإبقاء الروح والحياة في الأمة مستمرة لتحريك عوامل النهضة والوحدة فيها من خلال فلسطين إلى أن يتحقق "وعد الآخرة" و"ليتبروا ما علو تتبيراً"، ونُدرك أن تضخيم قوتنا كما هو حاصل الآن لا يخدم مصلحة القضية والأمة!.
إقرأ المزيد: تأملات في واقع المقاومة الفلسطينية (الحلقة الثالثة
مرة أخرى يكشف لنا ساركوزي عن نواياه السيئة والعنصرية ضاربا بكل قوانين الجمهورية الفرنسية الرامية إلى العدالة وإحترام حقوق الإنسان وغيرها مما كانت تتباهى به الجمهورية الفرنسية الحديثة ...ليجعل من الحبة قبة خدمة لحملته الإنتخابية مطلقا تصريحاته المسعورة ضد كل مايرمز للإسلام والمسلمين ...
جاهلا بأن هذا الدين الحنيف يدين ظاهرا وباطنا كل الأعمال الإرهابية والجرائم التي تودي بحياة الأبرياء مهما كانت ديانتهم وجنسيتهم وعرقهم وإنتمائهم الأيديولوجي داعيا إلى التسامح والتعايش السلمي وحسن الخلق والتعامل مع الناس بإحترام وتقدير آمرا بالدعوة إلى الله بالتي هي أحسن ....
المزيد من المقالات...
الصفحة 77 من 132