بقلم د. طارق عبد الحليم
لا شك أنّ الإتجاه الإسلاميّ كله قد أصيب بعارِ ذلك الموقف الخَسيس الخائن الذي وقفته تلك الجماعات المحسوبة عليه في أحداث الثورة. ولاشك أن تلك الجماعات المحسوبة على الإتجاه الإسلاميّ قد فقدوا مِصداقيتهم وإسلاميتهم وشرفهم وكرامتهم، وكلّ أمل في خيرٍ يأتي على أيديهم. فهم سياسيون بكل ما تحمل هذه الكلمة من خُبْثٍ وخَبَثٍ، ومن نفاقٍ ونفعيةٍ، لا يردَعَها دينٌ، ولا يثنيها شَرفٌ أو خُلق.
البرلمان الذي سَيشّكله إخوان العسكر، وسَلفيوا الوطنيّ، هو "برلمان ضرار"، يراد به الخير ظاهراً، وهو يحمل الخَبَث والعَفَن باطناً. ونحن، والعالم كلّه، يعلم أنهم ما فازوا بأغلبيةٍ إلا بخداعِ الشّعب، وارتداء لِباس الإسلام، والحديث بلسانه، نفاقاً وتَغريراً. ثم انقلب عليهم الشّعب، وعَرفوا تآمرهم مع عَسكر السوء، ورؤوا جُبنهم وتَخنّث أفعالهم في التّخلف عن أي نشاطٍ ضِد العَسكر. ولإِن كان عبيد العباسية قد قبضوا ديناراً أو دولاراً، ليهتفوا لأسيادهم، فقد قبض إخوان العَسكر، وأذنابهم من سلفيوا الحزب الوطنيّ، أجرَهم كراسيّ وسُلطة ظاهرة، ستكون عليهم حَسرة يوم القيامة إن شاء الله.
م. موسى عبد الشكور الخليل
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعلمون أن الكافر قد استعمر بلاد المسلمين ردحا طويلاً من الزمن بعد هدم دولة الإسلام منذ ما يقارب تسعين عاما وكان جيشه وموظفوه هم الذين يقومون بالعمل المباشر ضد المسلمين ثم بعد ذلك قام بإعادة إنتاج نفسه وتطوير وسائله وأساليبه، فأعطى لمستعمراته حكماً ذاتيا أو استقلالاً اسما، وبقي يحكم ويرسم ويخطط من وراء حجاب بعد أن سحب جيشه وتوارى موظفوه، واستبدل وجهاً غير مألوف بوجهه، مألوف من أبناء البلد يحكمها من خلاله ،وقد بذل المسلمون الغالي والنفيس والأرواح التي لا تعد ولا تحصى لنيل هذا الاستقلال تحت شعارات القومية والوطنية، ظانين أن هذا الاستقلال سوف يحقق لهم السيادة والسعادة ، ولم يخطر ببال أحد من المجاهدين أن هذه التضحيات الجسام وأن هذا الاستقلال سيكون أشد وطأة عليهم من الاستعمار ؛ فالناظر لحال المسلمين وللدول القائمة في العالم الإسلامي التي يتطلع المرء إليها لتخليصه مما هو فيه من ضنك واستعباد واستعمار يجد أنها ليست دولا مخلصة ولا تطبق الإسلام، ولو أنها تقول أن دينها الإسلام بل على العكس تماما بعد هذه الثورات والتي ثبت أنها تحارب كل مسلم ولا تحميه؛ بل تعدت ذلك لتحارب الإسلام نفسه وهذا واضح جلي لكل ذي لب حيث أن الحكام قد نصبوا أنفسهم وتسلطوا على رقاب الأمة، يسومونها جميع أصناف الذل والهوان والعذاب، ولقد أثبتت الوقائع الجارية بما لا يدع مجالا للشك بأن الوسط السياسي في الدول القائمة في العالم الإسلامي فاسد فساد النظام فإذا اجتمعوا تآمروا وإذا تفرقوا تناحروا؛فأضاعوا البلاد والعباد، فكانوا عاراً وسبةً على هذه الأمة الإسلامية الكريمة. بعد أن كانت هي الحامية والراعية للمسلمين لا يعتدي عليهم أحد ولا يسلب حقوقهم أحد ؛فالإمام يُقاتل من وراءه ويتقى به ، ودولة الإسلام التي بها نظام رباني مميز في الحكم والاقتصاد والاجتماع والسياسة الخارجية نظام طبق ثلاثة عشر قرنا من الزمان
عماد أبو توفيق
ليس غريباً أن يُطلق مصطلح السلطة الرابعة على وسائل الإعلام المختلفة ومنها الفضائيات التي ما بقي بيت أو يكاد إلا ودخلته، وهذا الإطلاق إنما هو لبيان مدى التأثير الذي تحدثه وسائل الإعلام على الناس في مختلف الجوانب، الاقتصادية منها والفكرية والمشاعرية...
لا بد من القول بأن الفضائيات ليس لها تأثير فعلي بمفهوم السلطة التنفيذية للدولة، أي أنها لا تقوم بالفعل نفسه بصورة مباشرة، ولكنها يمكن أن تحول المشاهد إلى أداة فاعلة عن طريق التحريض لأمر ما، أو إعطاء تصور مسبق عن حدث ما. فالفضائيات لديها القدرة للتحريض وتوجيه وإنجاح العديد من التغييرات السياسية وإشعال الثورات والتوترات السياسية أو حتى تحريض جهة ما ضد جهة أخرى وإشعال الفتن والحروب الطائفية أو العرقية في العديد من دول العالم. كما أنها أي الفضائيات تستطيع من خلال الضغط السياسي المساهمة بشكل فاعل في تغيير الأنظمة وإحلال أنظمة أخرى محلها، حيث إن تأثير وتدخل ونفوذ تلك الفضائيات بل ووسائل الإعلام المختلفة الأخرى في الشؤون الداخلية للدول لا تقف أمامها حدود أو اتفاقيات أو حتى التزامات دولية ولا مواثيق ولا قوانين أو ما شابه ذلك.
عبد السلام البسيوني
خذ عندك يا سيدي:
= = فخامة رئيس الدولة حصانة/ حماية/ لا مساس/ ممنوع الاقتراب والتصوير، لا يسأل عن أفعاله، ولا يحاسب، وفق الحصانة الممنوحة لسيادته، حتى لو باع البلد، أو اتفق مع العدو على تدميره، أو أقام مجازر جماعية، أو نهب الأموال، أو داس الدين والدستور والقوانين والأعراف.. له حصانة تحميه..
وأمامنا الدليل الواضح: يحاسب فقط على (بعض) أموال مسروقة!
= = سعادة الوزير الكبير حصانة/ حماية/ لا مساس/ ممنوع الاقتراب والتصوير، لا يسأل عن أفعاله، ولا يحاسب على جرائمه، ولو خرب وزارته، وحولها لعزبة شخصية، وهبر منها ما هبر، وأعطى ومنع، وأفسد فيها ما أفسد، وقرب وأبعد.. المال ماله، والعزبة عزبته..
شاهر محمد، أبو عبد الرحمن - الخليل، فلسطين
لم يعد خافياً على أحد مدى تعاظم تأثير الإعلام على الناس، لدرجة أنهم قد يفقدون المسكن والمأكل والملبس ولا يفقدون الوسائل الإعلامية.
إن الإعلام ومنذ القدم كانت له أهمية عند الشعوب، فالقبائل العربية في الجاهلية كانت تستعين بالشعراء كناطقين إعلاميين وكإذاعات متنقلة تهيج الخواطر، وكان يستعان بهم أيضاً في إشعال الحروب أو في إطفائها، فقصيدة يلقيها شاعر في البوادي كانت كفيلة بتجميع المحاربين وشحنهم إلى ساحات الحرب لقتال خصومهم، وقصيدة حكيمة أخرى يلقيها شاعر آخر كانت كفيلة بتهدئة روع الجموع المتقاتلة وفك اشتباكها.
ولكن تلك الوسائل الإعلامية البسيطة -الشاعر والقصيدة- والتي كان لها ذلك التأثير لم يكن بمقدورها تغيير الأفكار والمشاعر، ولم يكن بإمكانها إحلال أنظمة ووجهات نظر جديدة بدلاً من التي كانت قائمة.
المزيد من المقالات...
الصفحة 5 من 9