محمد بن شاكر الشريف
تمر كثير من النخب المثقفة في عالمنا الإسلامي بشقيه العربي والعجمي منذ عقود بأزمة فكرية حادة، وحالة انهزامية واضحة، أمام كثير من المصطلحات الوافدة من العالم الغربي (المتقدم تقنيا)، ويتمثل ذلك في قبول تلك المصطلحات، والترويج لها، والدعوة إلى تعميمها؛ لتسود مناخنا الفكري والثقافي، ومهاجمة من يقف في الاتجاه المعاكس، بل والساكت الذي لا يظهر موافقة ومشايعة، ويشاركهم في هذا فئة تنتسب إلى العلم الشرعي ويزيدون عليهم بمحاولة إضفاء مسحة أو شكل إسلامي على تلك المصطلحات بأساليب غريبة وبعيدة عن أساليب أهل العلم ومجافية لأصول الاستدلال المستقرة لدي العلماء، فيتسولون الدلالات ويستنطقون النصوص باستكراهها ليزرعوا هذه المصطلحات ويستنبتونها في بنية المنظومة الثقافية الإسلامية، يفعلون ذلك مع أكثر المصطلحات القادمة من وراء البحار وكأن دور الإسلام مع هذه المصطلحات الشهادة لها بالسبق والتصديق عليها بالإصابة.
د.محمود محمد
نشرت بعض وسائل الإعلام تقريراً حول قيام كاتبة كندية مسلمة من أصول باكستانية، بإمامة المصلين من رجال ونساء في صلاة الجمعة في كنيسة في مدينة أوكسفورد البريطانية. وألقت الكاتبة أيضاً خطبة الجمعة في المصلين. هذا وقد سبق أن أمّت أستاذة الدراسات الإسلامية في جامعة فرجينيا المصلين في صلاة الجمعة للمرة الأولى عام 2005م.
وأنا أشاهد التقرير صباح هذا اليوم، تذكرت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه:" لينقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة، تشبث الناس بالتي تليها، وأولهن نقضا الحكم، وآخرهن الصلاة ". (مسند الإمام أحمد)
جواد عبد المحسن الهشلمون - الخليل- فلسطين
إن سرد الماضي حين نسرده بقولنا لقد بنى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الدولة في المدينة، أو حين نقول لقد هاجر المسلمونَ إلى المدينة، أو حين نقول لقد فتح المسلمونَ بلاد الشام، ربما لا نتصور حجم المعاناة والضيق والفقر، أو العزم والإصرار والتضحية عند المسلمين الأوائل... فالمسافة بين المدينة ومكة تقارب (500) كم وهذه المسافة قطعها المهاجرون خطوةَ خطوة في أجواء الصحراء وقلة الماء والزاد ووحشة البيداء، ولو قارنا هذه المسافة وهذه الأوضاع بهذا الإصرار وهذه العزيمة والتضحية لعلمنا القوة الكامنة المستقرة في نفوسهم وتعلقهم بهذا الدين، ولو تصورنا كيف كانوا يشربونَ، وكيف كانوا يطعمونَ ظهورهم، وكيف كانوا يسيرون، وتمعنا في هذا لأدركنا حجم التضحية والجهد المبذول من قبلهم قربى لله عز وجل حتى يرضى عنهم، ولأدركنا كيفية تلقيهم لقول الله عز وجل: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران 133]. لقد حدث هذا الأمر وأقام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الدولة.
محمد بن شاكر الشريف
السلاح اسم جامع لآلة الحرب، حتى يدخل فيه العصا والحجر، والحرب بين الناس كانت وما زالت، ولن تنتهي ما دامت الحياة، فالشيطان عدو لبني آدم وهو يؤزهم إلى الباطل أزا، والمواجهة بين الحق والباطل مستمرة، والباطل يستخدم ما يتاح له من الوسائل في سبيل هزيمة الحق، وهو لا يتورع عن شيء منها يرى فيه تحقيقا لهدفه.
كانت الأسلحة المستخدمة قديما محدودة من حيث قدرتها على القتل ومن حيث امتداد تأثيرها بعد استخدامها، فكان السيف وهو السلاح الذي يعتمد على المواجهة بين المتقاتلين، وهو سلاح لا يقتل بضربة واحدة إلا فردا فردا ولا يقتل جماعة، وكانت الحربة والسهم وهو سلاح لا يعتمد على المواجهة، ويمكن له أن يحقق أثره ولو على البعد، لكنه بعد محدود، وكان المنجنيق وهو الآلة المعدة لقذف بعض الأحجار ونحوها على البعد التي يمكن أن تهدم بعض البنيان أو تحدث فيه فجوة، وأما المركبات العسكرية التي تستخدم في القتال فكان أقواها وأمضاها الخيل، وما زال السلاح يتطور وينتقل من طور إلى طور حتى ظهرت الأنواع المتعددة من الأسلحة ذات الإمكانات المختلفة من حيث القدرة على الإصابة الدقيقة، ومن حيث القوة التدميرية الهائلة، ومن حيث مدى الرمي المديد جدا، فظهرت البندقية والمدفع والصاروخ والدبابة والطائرة والسفن الحربية ذات الطرازات المتعددة، وقد ظهر في العقود الأخيرة أخطر ما يمكن تصوره من الأسلحة، وهي التي توصف بأسلحة الدمار الشامل، ويظهر من اسمها أنها أسلحة تعتمد التخريب والتدمير الممتد بلا ضوابط أو حدود تقريبا، ويشمل تخريبها وتدميرها للبيئة كلها بجميع مكوناتها من الإنسان والحيوان والنبات والهواء والماء والتربة، وهي أنواع متعددة، يجمعها ويؤلف بينها ذلك الوصف المتقدم.
محمد بن شاكر الشريف
خلق الله تعالى الإنسان وأسكنهم الأرض التي خلقها وجعلها دارا لهم، فكان منهم المسلم ومنهم الكافر، فالدار التي يسكنها المسلمون ويقيمون فيها شرع الله تعالى دار إسلام، وفي المقابل الدار التي يسكنها الكفار ولا تحكمها شريعة الله دار كفر، فالإسلام أو الكفر ليس صفة ذاتية للدار وإنما هي تابعة للأحكام الغالبة فيها، قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: "فإن كون الأرض دار كفر أو دار إسلام أو إيمان أو دار سلم أو حرب، أو دار طاعة أو معصية، أو دار المؤمنين أو الفاسقين، أوصاف عارضة لا لازمة، فقد تنتقل من وصف إلى وصف، كما ينتقل الرجل بنفسه من الكفر إلى الإيمان والعلم، وكذلك بالعكس" وقال: "والبقاع تتغير أحكامها بتغير أحوال أهلها فقد تكون البقعة دار كفر إذا كان أهلها كفارا ثم تصير دار إسلام إذا أسلم أهلها كما كانت مكة شرفها الله في أول الأمر دار كفر وحرب وقال الله تعالى فيها: "وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك" ثم لما فتحها النبي صارت دار إسلام وهى في نفسها أم القرى وأحب الأرض إلى الله... وهذا أصل يجب أن يعرف فإن البلد قد تحمد أو تذم في بعض الأوقات لحال أهله ثم يتغير حال أهله فيتغير الحكم فيهم، إذا المدح والذم والثواب والعقاب إنما يترتب على الإيمان والعمل الصالح، أو على ضد ذلك من الكفر والفسوق والعصيان"
المزيد من المقالات...
- دلالة أجماع الصحابة الكرام (رضوان الله عليهم) على بدء التأريخ بالهجرة دون غيرها
- خدعونا بقولهم "حضارة إنسانية" وما كشفوا عن أنها "ديانة إبليس"
- لماذا تأخر الصحابة ( رضوان الله عليهم) في دفن الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام؟
- حزب التحرير والدعوة العالمية للاسلام والخلافة
- في العجلة السلامة وفي التأني الندامة
الصفحة 24 من 28