د. أحمد إبراهيم خضر
في كتابة ( أزمة علم النفس المعاصر ) أقر البروفيسور " جيمس ديز James Deese" أستاذ علم النفس بجامعة ( جونز هوبكنز ) بالولايات المتحدة بعدة حقائق، تحتاج إلى وقفة تعيد النظر فى تصورات الناس إلى علم النفس على أنه العصا السحرية التى ستعيد البسمة إلى شفاه الخائفين، والقلقلين، والمكتئبين، والباحثين عن السعادة ، ومن يعانون من أمراض لا يجدون لها سببا ولا سبيلا للشفاء منها، ثم يفاجئون بأنه قد أخفق في تحقيق وعده العظيم لهم بالشفاء أوالسعادة . (جيمس ديز، أزمة علم النفس المعاصر ترجمة سيد أحمد عثمان 1980).
إقرأ المزيد: أسطورة اسمها علم النفس: عقم فى النظرية، قصور فى المنهج، سطحية فى النتائج، وازدراء للدين
د. أحمد إبراهيم خضر
يشدد علماء الإسلام على أن كل مسلم مؤمن مطلوب منه أن يؤدي شهادة لهذا الدين، شهادة تؤيد حق هذا الدين في البقاء، وتؤيد القيم التي يحملها هذا الدين للناس، شهادة تشهد لهذا الدين بالخيرية والأفضلية على سائر ما في الأرض من مفاهيم ومصطلحات وأنظمة وأوضاع وتشكيلات؛ ولهذا كل من يدعي لنفسه الإسلام ثم يسير في غير مسيرة الإسلام فإنه لم يؤد هذه الشهادة، ويكون قد آثر حياته ومصلحته على حياة ومصلحة الدين، وفوق ذلك كله يكون قد قصَّر في أداء هذه الشهادة أو أدى شهادة ضد هذا الدين.
ولا يمكن لهذه الشهادة أن تؤدى إلا إذا أدرك صاحبها أن التوحيد الخالص هو مفرق الطريق بين عقيدة المسلم وسائر العقائد الأخرى، وأن يعرف كذلك أنه متى انحرف عن التوحيد المطلق قيد شعرة فإنه سينساق في هذا الانحراف ثم تتسع الهوة بينه وبين نقطة الانحراف التي بدأت صغيرة ولا تكاد تلحظ.
دكتور أحمد إبراهيم خضر
احتفل العالم العربي احتفالاً بهيجاً بما يُسمى بالمجتمع المدني، ومع كل الضجة التي أثيرت وتثار حول هذا المفهوم الجديد الذي بدأ يحتل موقعه في بلادنا ؛ فإنه لا يهمنا فيه إلا مسألة واحدة وهي: العلاقة بين المجتمع المدني وسلامة البناء العقدي للمجتمع .
يقتنع كثير من الناس بأن المجتمع المدني لا يخرج عن حدود هذا التعريف الذي وضعه له سعد الدين إبراهيم وهو : « مجموعة التنظيمات التطوعية الحرة التي تملأ المجال العام بين الأسرة والدولة ؛ لتحقيق مصالح أفرادها ملتزمة بقيم ومعايير الاحترام والتآخي والتسامح والإدارة السلمية للتنوع والاختلاف ، وتشمل تنظيمات المجتمع المدني كلاًّ من : الجمعيات والروابط والنقابات والأحزاب والأندية ؛ أي : كل ما هو غير حكومي ، وكل ما هو غير عائلي أو إرثي » [1] . إن هذا المفهوم في تصورنا قاصر ومخادع، ويجب علينا أن نبحث عن أصوله وجذوره في البلاد التي نشأ فيها قبل أن يستورد منها ويصاغ في بلادنا بصورة تجعله مقبولاً.
الصفحة 28 من 28