أسماء عبد الرازق
عند بعض الإسلاميين المنغمسين في العمل السياسي في أكثر من بلد نوع من فصل الدين عن السياسة وإن أنكروا ذلك. تراهم يُخضعون مواقفهم وبرامجهم وخططهم للحسابات السياسية المحضة، دون مراعاة لأحكام الشريعة في كثير من الأحيان وحجتهم دائماً مراعاة المصالح، ودفع المفاسد الكبرى بالصغرى، وأن العبرة بالمقاصد الكلية للتشريع، وأهمية مراعاة روح الشريعة بعيداً عن الحرفية والجمود، إلى آخر القائمة. والمصيبة أن النتيجة دائماً تكون على عكس ما اشتهوا وتمنَّوا، أو عكس ما أعلنوا ومنَّوا، والمصيبة الأكبر أنهم يعالجون الخطأ بالاندفاع في ذات الطريق بسرعة أكبر للتعجيل بتحصيل تلك المصالح الموهومة المزعومة التي هي كالسراب، والمحصلة في كل مرة: ذهاب الدنيا، وتضييع الدين! وإن كان ثمة مصلحة فزيادة قناعتنا بأن المصلحة في ما أمرت به الشريعة، وما يقرره حملتها العدول لا الذين ينطقون وفقاً لمقررات الساسة!
مصطفى إنشاصي
هذه مقالة سبق أن كتبتها في شهر شباط/فبراير الماضي بعد ثورتي–إن صح التعبير- تونس ومصر وكنت أجلت نشرها لأني كنت منشغل في نشر بحثين لهما علاقة بالواقع الفلسطيني على حلقات، وبعدها بقليل لم يتعرف الكمبيوتر على القرص الصلب لأنه خارجي وفقدتها وفقدت عمل حوالي عشر سنوات، وقبل شهرين تقريباً كنت أبحث على قرص (C) على ملف فوجدت ملف منقذ فتحته لأرى ما هو وإذا به هذه المقالة، فقلت لنفسي يبدو أن لها نصيب في النشر وقررت بعد أن أنهي حلقات محاضرتي عن "الظروف التاريخية لنشأة العلمانية في الغرب" أن أختم بها تلك الحلقات، ثم عدت وأجلتها إلى أن أنهي ثلاثة حلقات عن الشيخ عز الدين القسام لها علاقة أيضاً بالواقع الفلسطيني الراهن، ولكني شُغلت ولم أجد وقتاً لأفتح فيه البريد الإلكتروني، فما بالك بالكتابة؟! ولكن بعد الانتخابات المصرية في المرحلة الأولى وعودة الجدل في مصر حول الدولة المدنية أصبح من وجهة نظري لا بد من الكتابة عن الموضوع!؟
دكتور محمد اسحق الكنتي
لعل من المفارقات العجيبة أن يكون اليهودي شاوول (03م-64م)، أو بولس الرسول، كما يسميه المسيحيون، قد عاش في مدينة طرطوس التركية، حيث راجت الفلسفة اليونانية، الرواقية خصوصا، فكان هو الذي "علمن" المسيحية، وحرفها بإسقاط شريعة موسى منها. وكان كمال أتاتورك، من يهود الدونمة، الأتراك، هو الذي ألغى الخلافة الإسلامية، فأدخل العلمنة إلى أرض الإسلام. واليوم، يقود أتراك آخرون، الله أعلم بجذورهم، علمنة الإسلام. ومثلما كان بورقيبة صدى لكمال أتاتورك، ودعوته العلمانية، في الوطن العربي، جاء اليوم تونسي آخر يعيد إنتاج العلمانية التركية، ويسوِّقها في الوطن العربي!
إذا كنا سنفرد دراسات لاحقة لفكر الغنوشي، فإننا هنا، سنهتم ببعض ما ينشره أحد مروجي أفكاره، دون نسبتها إليه!
بقلم حمد طبيب
ما أشبه الحياة التي عاشها المسلمون في مكة المكرمة، في مجتمع الكفر، وفي ظل غياب الإسلام، وفي ظل الاضطهاد والتعذيب والإيذاء بحال المسلمين اليوم وخاصة تلك الفئة المؤمنة التي رفعت لواء التغيير، وأبت أن تساير الواقع الفاسد.
فقد جاء نفر من الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة المشرفة، وقالوا: يا رسول الله.. ألا تستنصر لنا..ألا تدعو لنا؟!، فقال صلى الله عليه وسلم: (كان الرجل فيمن قبلكم يُحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيُجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيُشقّ باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يَصدّه ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون ). رواه البخاري .
بقلم:عاهد ناصرالدين
أيتها الأمة الكريمة
في الوقت الذي تعاني منه الأمة الإسلامية من العواصف والأعاصير، تهب على بلدان العالم العربي رياح التغيير التي تبشر بولادة جديدة للأمة الإسلامية ؛فهاهي الأصوات ترتفع في مصر وتونس وليبيا والبحرين واليمن وسوريا تأبى الظلم والذلة والمهانة والتبعية والعبودية.
منذ تسعين عاما تم هدم دولة الخلافة على أيدي الانجليز والفرنسيين والخونة من حكام المسلمين الذين تواطؤوا مع الكفار؛ ففقدت البشرية أعظم أمر، وتحكم النظام الرأسمالي في العالم، وعشعشت الحضارة الغربية في أذهان كثير من أبناء المسلمين، وغيرت من سلوكهم، وعلى جميع الأصعدة؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
المزيد من المقالات...
الصفحة 13 من 28