كّثف الكافر المستعمر هجمته على الإسلام والمسلمين,واستعمل كل الأساليب والوسائل في تشويه الإسلام وصورته,واتخذ مداخل من الإسلام نفسه ليتمكن من تسويق أفكاره ومفاهيمه بين المسلمين ومن أجل أن تنطلي أفكاره عليهم, ومن أعظم تلك المداخل وأخطرها مشروعية الاختلاف في فهم الإسلام وتعدد الآراء لوقوعه عمليا بين أئمة المسلمين ومجتهديهم, وكان هذا بمثابة الركيزة الأساسية التي ارتكز عليها لتمييع الإسلام؛ بجعل مفاهيمه تختلط بمفاهيم الإسلام وتتغلغل بين أوساط المسلمين.
الكثيرين يحاولون ترويج مفهوم ومعنى خاطئ ومضلل للعلمانية في وطننا بعيداً عن المعنى والمدلول الحقيقي للكلمة في لغاتها الأجنبيىة، كما أنهم يقرأون تاريخ الغرب قراءة انتقائية تخدم ذلك الهدف، نحن سنحاول جهدنا إن شاء الله الرد على أولئك وتقديم المعنى الصحيح للعلمانية على أنها نضادة للدين، وتصحيح القراءة للتاريخ الغربي بأنه في جميع مراحله هو علماني ولم يكن يوماً دينياً حتى فترة حكم الكنيسة ورجال الدين في الغرب في العصور الوسطى كان حكماً علمانياً لا علاقة له بالدين
إقرأ المزيد: العلمانية ضد الدين الظروف التاريخية لنشأة العلمانية في الغرب (الحلقة الأولى)
الدولة المدنية التي يراد تسويقها لكم هي دولة علمانية لا علاقة لها بالاسلام فانبذوها
ولا تقبلوها ولا ترضوا عن الخلافة الراشدة بديلا
لم يسمع الناس بمصطلح الدولة المدنية الا حديثا، وهو مصطلح في أساسه مبني على العلمانية التي تفصل الدين عن الحياة بحسب نظام الحكم الديمقراطي. إلا ان واضعوه كانوا يعلمون حساسية المسلمين من العلمانية فزينوه وجملوه لخداع الناس على انه يعني دولة مؤسسات حديثة متطورة يتساوى فيها المواطنون امام القانون الذي يختارونه دون تمييز في العرق او اللون او الدين، وانها دولة حرية لا مكان لقانون الطوارىء او مثله فيها، وانه لا يفرض شخص او حزب رأيه على غيره، وأنه يجب احترام الآخر، فصناديق الإقتراع هي الحَكَم، واصبحوا يتغنّوا بهذا المصطلح. وامعانا في الخداع صار يروج لهذه الدولة على انها دولة مدنية ذات مرجعية اسلامية !!
إقرأ المزيد: الدولة المدنية التي يراد تسويقها لكم هي دولة علمانية لا علاقة لها بالاسلام فانبذوها
بقلم: عاهد ناصرالدين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وبعد:-
وعد الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بالنصر والتمكين {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} المجادلة21
وذكر الله لنا في كتابه منهج التغيير وبينه لنا، وأرانا صورة عملية لهذا المنهج، ولخص لنا القرآن هذا المنهج في قول الله –تعالى- { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} الرعد11.
إنه تغيير في أفكار الأمة ومشاعرها وأنظمتها،ولا شك أن ما حصل ويحصل في البلاد العربية من ثورات على الحكام تطالب بتغييرهم وتنادي بإسقاط أنظمتهم يُعتبر نقلة نوعية واسعة وتقدما إلى الأمام، في طريق التغيير.
إننا أمام مشهد جديد وفجر جديد وشمس مشرقة، أمام أمّة استطاعت بعون الله تعالى وبحركة ذاتية من أبنائهاأن تخلع فراعنة ذوي أوتاد طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، فاكتشفت أنها قادرةعلى تغيير واقعها، وأن تخلع كل حاكم مغتصب لسلطان الأمة، وأن تقول للظالم أنت ظالم، واستبشرت ببشارة نبيها محمد- صلى الله عليه وسلم « سيد الشهداء حمزةبن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله» (المستدرك).
مثلما كانت هزيمة يونيو 1967 النكراء إيذانا بنهاية القومية العربية كخيار سلطويّ شعاراتي فإنّ ثورة تونس إيذان بسقوط الأصوليّة العلمانيّة الّتي كان نظام بن علي الطاغوتي أحد أكبر منظرّيها ومنفّذيها بمباركة نظرائه في الساحة العربيّة والغربيّة وبمؤازرة ترسانة ثقافيّة وإعلاميّة فرضت الإرهاب الفكريّ في ظلّ النظام المستبدّ البوليسيّ الّذي ما إن سقط حتّى تبيّن أنّه نجح في مسألة واحدة هي تأليب الشعب كلّه عليه.
المزيد من المقالات...
الصفحة 16 من 28